خبير فى الشوؤن الأفريقيه: اذا انفصل الجنوب فالرغبه شماليه !! … بقلم: تاج السر حسين

 


 

تاج السر حسين
13 February, 2010

 

rayalprince33@yahoo.com

على مدى أكثر من ساعة تابعت الحوار العلمى العميق والدقيق بين الخبير المصرى فى الشوؤن الأفريقيه د. ابراهيم نصرالدين والأعلامى الرائع أحمد المسلمانى فى برنامجه الذى احرص على متابعته (الطبعة الأولى) على قناة دريم 2.

وطاف بنا ذلك العالم الجليل فى سياحه علميه ممتعه حول القاره الأفريقيه مع تركيز على المنطقه التى تهم السودان ومصر والروابط التى تربط البلدين بالقاره الأفريقيه، ومن اهم المعلومات التى ذكرها هى التى أكد فيها أن الحضاره الفرعونيه حضاره أفريقيه وأضاف كان على مصر أن تعترف بهذا المفهوم  بل أن تتبناه وتروج له طالما هى الحقيقه وطالما نبع من الأفارقه انفسهم وتم طرحه من خلال علماء افارقه فى العديد من المؤتمرات.

وتوقفت مليا عند رؤيته التى ذكر فيها بأن اى بلد أو شعب لا يملك مشروع وطنى أو قومى يعمل من أجله فسوف تتهدد وحدته الوطنيه وسوف يفقد شعبه الدافع والطموح لتحقيق انجازات تذكر.

وقال فى السابق كان المشروع الوطنى والقومى الذى تهتم به مصر هو مشروع الأنعتاق من الأستعمار ومساعدة الدول الأفريقيه لكى تنال استقلالها ولذلك تم تأسيس الجمعية الأفريقيه بمصر التى ضمت  فى حناياها جميع حركات التحرر الأفريقيه.

وعند هذه النقطه توقفت كثيرا وسالت نفسى ماهو المشروع الوطنى الذى يجتمع عليه السودانيين كافة ويجعلهم ينهضون ببلدهم الغنى والزاخر بالأمكانات الزراعيه والرعويه والمائيه والبتروليه وقبل كل ذلك بالرجال والسواعد والخبرات التى ساهمت فى بناء العديد من الدول؟

الا يمكن اعتبار الوحده السودانيه وتحقيق السلام الأجتماعى والديمقراطيه المستدامه هدف ومشروع وطنى فى هذه المرحله يجب ان يجتمع عليه كآفة أهل السودان وأن يعزلوا ويبعدوا عن طريقهم اصحاب الرؤى الضيقه والمصالح الشخصيه مثلما تعزل النباتات الطفيليه التى تعوق مسار نهر النيل الأبيض فى منطقة (جونقلى)، وبذلك ينساب النهر ويتواصل سيره معطاء يبشر بالخير والنماء؟

وادلى الخبير المصرى بمعلومه ربما تكون غير مرئيه للكثير من المفكرين والمثقفين والأعلاميين العرب بل والسودانيين أنفسهم، وهى التى ذكر فيها  أن الجنوبيين لا يسعون للأنفصال واذا انفصل جنوب السودان عن شماله فسوف تكون رغبة الأنفصال (شماليه) وذلك من أجل تأسيس دولة السودان العروبيه الأسلاميه التى تدعو لتطبيق الشريعه الأسلاميه والتى دعى لها الدكتور (الترابى) فى بداية عهد الأنقاذ.

فالجنوب كان يدعو من خلال القائد المفكر (جون قرنق) الى دولة السودان الجديد الديمقراطيه (العلمانيه)!

والسؤال الذى يجب طرحه هنا، نعم ابعد الترابى عن السلطه واصبح فى صف المعارضه، لكن هل تغيرت تلك الرؤيه فى عصر انفراد تلاميذه بالسلطه؟

وهل المظاهر (الشكليه) للديمقراطيه ولأنتخابات حسمت فى مرحلة التسجيل يعنى تحول النظام من الشموليه للديمقراطيه؟

وهل يمكن انجاز انتخابات ديمقراطيه فى العالم الثالث يشرف عليها النظام الحاكم والقابض على السلطه ودون (حكومه قوميه) تسبق تلك الأنتخابات وتجعل الأجهزه الأعلاميه الرسميه مفتوحه ومتاحه بصوره متساويه للجميع؟

وما هى المشكله فى يصل الناس الى حل وسط يساهم فى المشروع الوطنى السودانى الذى لن يتحقق الا بدولة المواطنه ، الدوله المدنيه التى تحترم حقوق الأنسان الذى كرمه الله كغايه فى ذاته ولا تميز الناس بسبب الدين أو الجنس أو الجهة؟

ونفى الخبير المصرى وجود اى مخاطر تهدد مصر من انفصال الجنوب أو تؤثر فى حصتها المائيه، فالقانون الدولى حسم مثل هذه القضايا بأن تحترم الدوله الجديده الناشئه اتفاقات الدوله الموحده القديمه، وضرب مثلا لذلك بالأنفصال الذى حدث فى (شيكوسلوفاكيا) وأدى الى تقسيم ذلك البلد الى (شيك) و(سلفاك) بل ذكر معلومات هامه ربما تكون غائبه عن الكثيرين وهى ان كمية المياه التى يجود بها نهر النيل اكبر مما تستهلكه السودان ومصر بعشرات المرات، ولا تؤثر في تلك الكميه اقامة سدود أو خزانات.

آخر كلام:-

  مما تقدم يتضح أن الأنفصال اذا وقع بين الشمال والجنوب فالرغبه شماليه والمسوؤليه شماليه ويجب ان يتحمل وزرها من تسبب فيها من أهل الشمال مثلما يتحمل مسوؤلية أغتيال طالب فى ربيع العمر تهتز لموته بهذه الطريقه البشعه الأرض والسماء.

  واذا كانت هذه رؤية عالم وخبير مصرى مدرك للأمور على هذا النحو، فلماذا تحمى مصر نظام الأنقاذ وتسعى لبقائه فى السلطه حتى لو كانت محائده مع كافة الأطراف السودانيه؟ ولماذا يدعم ويساند الأعلام العربى والمصرى هذا النظام الراغب فى انفصال جنوب السودان والذى يعمل من اجل ذلك الأنفصال بكل ما اؤتى من قوه ومن مكر وخبث ودهاء، حتى وصل درجة ينفى فيها تلك الرغبه العارمه والواضحه فى جميع تصرفاته وسلوكه؟

       لا مجامله مع الحق ولا حياد مع مصير السودان وذهابه نحو الأنفصال والتشرزم برغبة من جهة تطرح الشعارات الدينيه من أجل الوصول لكراسى الحكم.

 

 

آراء