خذلتا أبوك يا برهان

 


 

شهاب طه
2 January, 2022

 

كان من الممكن أن تكون رئيساً شرعياً بحق وحقيقة، وكما تنبأ والدك، ولكنك خذلته يا عبد الفتاح البرهان .. منذ سقوط البشير، الحكمة كانت تقتضى أن تنسلخ تماماً من ماضيك وأن تنصاع تماماً للثورة وتجلس مع الثوار منذ اللحظة الأولى وتؤكد تسليم السلطة كاملة للمدنيين دون أي شروط أو قيود لأن المدنيين هم ببساطة الشعب، أما عمن يمثله فهذا أمر لا يخصك من قريب أو بعيد، ولا يخص الجيش، بل عدم التدخل فيه كان سيجلب لك التقدير والإحترام .. تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير كانا محل الثقة لقيادة الثورة وكذلك قيادات الشباب الثائر، فكان يجب تركهم لتسير البلد ما بعد الإنقاذ .. أصررتم على المشاركة في السلطة كقوات مسلحة من خلال المجلس السيادي وتم ذلك

وحتى بعد ذلك، الحنكة كانت تقتضي جلوسكم في القصر وفتح أبوابه للقوى السياسية والإستماع لهم في كل لحظة وقبول كل الإجراءات السياسية اللازمة لتشكيل الحكومة الانتقالية وإتباع كل مؤسسات الجيش الإقتصادية والتصنيع الحربي لوزارة المالية ولا أعتقد أنك أحرص على الجيش من صاحب الجيش نفسه، وهو الشعب، وأود أن أذكرك بأن أقوى الجيوش في العالم تتبع للسلطة المدنية، ولسبب واحد وهو أن ليس هناك حكومة في العالم أجمع لا تسعى لأن يكون لديها أقوي جيش في العالم أجمع ولك في إسرائيل خير مثال وهو دولة عمرها ٧٣ ولم يحدث فيها إنقلاب عسكري واحد ولم يحكمها الجيش مطلقاً .. كان المفترض غض النظر تماماً وبل مباركة كل قرارات لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الإنقاذ البائد، والحث على ومباركة تكوين المجلس التشريعي، والمفوضيات وإكمال كل مؤسسات العدالة والدولة وغيرها

كل إنجاز كان سيكون رصيد لصالحك أنت وأنت جالساً في كرسيك الوثير مستمخاً ودون عنت، كان واجبك أن لا تهتم لأ شيء آخر غير صورتك أنت شخصياً أمام شعبك والعالم أجمع، وحتماً كنت ستفوز في أول إنتخابات رئاسية، ما بعد الفترة الإنتقالية، بعد إستقالتك من الجيش ولكنك قررت أن تقدم تضحيات للإنقاذ لم يقدمها لها البشير نفسه .. أما الآن، أعلم أنك فقط توفر الفرصة الذهبية الغير مسبوقة لأعداء الثورة والشعب، للإنتقام من هذا الشعب .. قد تعتقد أنهم قد يكونوا سند لك في محنتك ومعاناتك وأنت تصر على التشبث بكرسي مجلس السيادة ولكن هذا ليس في أجندتهم مطلقاً بل ثق أنهم سيتنفضون من حولك كما فعلت أنت مع البشير، وغداً ستكتشف أنك أنت كنت المستمع الوحيد لما تقوله أنت، وأن هذا الشعب لن ينهزم

٢ يناير ٢٠٢١
‏sfmtaha@msn.com

 

آراء