خراب الخرطوم وتمزيق الوطن هي حماقة الأطماع

 


 

 

الحرب والاقتتال تجربة تجبر فيها الظروف الفرد على التضحية بنفسه من أجل قضية يعتبرها أهم من وجوده الإنساني وحياته الفردية ,الواضح أن النفس البشرية جبلت على حب الحياة، بينما تفرض هذه التجربة ذاتها على الأفراد؛ بأمر من المجتمع وبناء على رغبتهم، ما يجعلهم مستعدين للموت في سبيلها. أكيد أن التجربة الحربية ليست ذاتية بالكامل، وتحمل بين ثناياها من التناقضات الشيء الكثير، في المقابل يسعى لإثبات الوجود وتحقيق الأهداف السامية، بينما الواقع المعاش فظ وقاس. بصيغة أخرى نقول، أنها تمثل اختبارا للإنسان من أجل إثبات مدى استطاعة التضحية بحياته التي تعد أغلى ما يملكه، مقابل تحقيق الانتصار لقيم وأفكار ومعتقدات يؤمن بها هنا علينا وقفة مع التاريخ لماذا لم نلمس في التاريخ المعاصر لتجربة المسار الإنساني الامريكي حركة واحدة امريكا مناهضة للحرب في العراق بعيدا عن أسباب هذه الحرب واختلافها أو عن الحرب الفيتنامية في كلا الأمرين ثمة حرب ودمار وضحايا من الطرفين؟ نعم هناك حركة مناهضة للحرب ضد العراق لكن ليست بمستوى مناهضة الحرب الفيتنامية ، وان رجعنا للتجارب في أفريقيا نجد أن الصحافة الافريقية كانت لا تتناصر الاقتتال القبلي في أي منطقة كانت أمس أقرأ عن الحرب الأهلية في نيجيريا لو تذكر إقليم بيافرا أن ما أروع ما كتب هو الدفع عن الشعور وبناء خط قوي بعيدا عن القبلية والعنصرية أرشيف جله كتابات جديرة بأن تترجم للعربية زيعلم شعبنا أننا أمام تجربة تصفل الأمة وتعيد بناء المسلمات التي علينا بناء بلدنا على أساسها نعم هناك أساب علينا التبصر فيها حتما وهي خاضع لأسباب شن كل حرب والغاية منها فضلا عن التطورات الاقليمية والدولية وشكل الصراعات وفي مقدمتها الاقتصادية وشكل النظام البديل ولاشك في ان للتطور التكنولوجي والمعلوماتي دورا في صناعة جبهة واسعة مؤيدة للحرب واقصد هنا الترويج لحرب يقال مقصدها هو اسقاط فلول النظام المباد, هناك من يرون أنها حرب منطقية إذا كان الهدف منها اجتثات الكيزان من بر السودان , ولكن قد لا يعون تكلفة هذه الحرب من الناحية الاقتصادية والانسانية لا قبل لنا بها وأبغض التبرير الأجوف الذي يقول أنها فرضت علينا وهذا كذب بواح لما نعلم من تحشيد واصطفاف صنع قبل الصدام والاقتتال يقول الأدباء والمثقفين هذا القول عندما نتساءل عن الحرب ومآلاتها الحرب هي الخطيئة الأصل والجريمة الأولى على الأرض, وظلت كذلك منذ قتل قابيل أخاه هابيل, منذ فجر التاريخ ذاك، سارت البشرية على خطاه، تزهق الأرواح دونما ارتباك أو تردد تجتهد في تطوير الأسلحة وابتكار طرق التنكيل والإفناء, ليومنا هذا ولو تأملتَ التاريخ، لألفيته يحكي لك عن كر وفر وقعقعة السيوف ولعلعة الرصاص وهدير مدافع وشظايا وانفجارات وقتلى وجرحى، لا تهدأ إلا ليرمم المنهزمون ثاراتهم وصفوفهم ويُعِدّوا العدة والعتاد ويَعِدوا أنفسهم بنصر قريب ان لم يوقعوا اتفاق سلام و لا ينفتح الحديث عن السلم إلا ليغلق مجددا، كأن الحرب قدر أبدي و أفق زمني لا تتحقق كينونة البشر إلا بوجوده أي نتحارب ونقاتل بعضنا البعض منذ الاستقلال الى هذا اليوم بالتأكيد أن الحرب يصنعها، عادة، مغامرون أو حمقى لا يعرفون قيمة السلم والسلام غير أن السؤال المطروح هنا هو (هل يمكن الذهاب إلى المستقبل بدون حرب؟»، وهل بوسع العقلاء واهل الاعمار وتحدي الحياة للخير أن يعيشوا خارج الدماء الهائجة لما يمكن ! انه شرخ عظيم في الكينونة والعقلية السودانية السائدة، ولا أظن انه الشرط الوجودي لكي نعيش احرار، ولكن الضرورة ان نحارب من أجل البقاء وإعلاء قيمة الإنسان وسيادة الحق وتجاور كل معضلة أخلاقية تجعل في خلاف وصراع من أجل مصالح ضيقة ، وعلينا أن نعلم أن لدينا كم من التحديات وهذا أمام مأزق الحرب اليوم التي وجحدنا فيها المثقف والسياسي في حياد مريب بل قلائل من أفصح عن موقف مجترم ولكن الصمت سيد الموقف الآن ,أعود وأقول هناك صورتان لا يمكن تجاوزها فكريا هما صورة النخب والطبقة التي تدير الشأن العام في مخيلة العامة وتصور النخب لدور البسطاء في بناء الوطن وهذا يعبر عن الواعي السائد لكي الطرفين النخب تسلحت برسالة النهضة والتنمية والبسطاء لا يرون غير فساد منشر واثنيات محددة تدير الوطن والبقية لا يرون أنفسهم والقرار السياسي أو حتى الاهتمام بهم في مشروعات التنمية والناخب تجدها ممزق ما بين هويات ثلاثة هي القبيلة والطائفة والانتماء الجهوي ولكن تحت ضغوط الحياء التكبر عن الأخطاء يكونوا قوميين وطنيين
اقول لكم ما هو لدينا الآن ليس تاريخا ولا يعني كتطور للماضي لينتج هذا الحاضر وغدا يلد المستقبل ,ها الآن قد عم الخراب في الخرطوم لابد من مساومة تاريخية لبناء دولة ما بعد الحرب وانتهى الحديث حول دور الخرطوم في صناعة الخراب في كل من مناطق النزاعات إلا أن القاسم المشترك هو الفتن، وحب السلطة، والجاه، والثروة ، وحين تغيب الحكمة تسود الفوضى، ويعم الخراب، وربما نجد أن نهج الانقلاب هو الأقرب لعقلية عجوبا التي خربت سوبا يمكن أن نكون قد أغلقنا باب الجدل العقيم حول الوحدة ، والانفصال، في نتخيل مقدار الدم الذي سال بعد ذلك، والأرواح التي زهقت في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، ومن الشمال كذلك، بما فيهم فلول ومجاهدي الحركة الاسلامية، وبينهم شباب جدير بالاحترام، وكان يمكن أن توظف طاقاته للبناء والتعمير، لا للهدم والتدمير، لكنهم دفعوا أرواحهم ظناً منهم أن ذلك هو الطريق إلى الوحدة، ، إلا أن السنوات مرت، بعد الثورة كانت تحمل نفس مشكلات الشقاق والاختلاف بين كل المكونات السياسية فلم يتقبلوا الاتفاق الاطاري بفهم أنه مرحلة وبعدها الانتقال الديمقراطي ، والان أوشكت الخرطوم على الخراب، أو بالفعل قد خربت، وما بقي سوى اعلان تحرير شهادة الوفاة!.أنها حماقة الأطماع في السلطة دون النظر إلى قيمة الأوطان أو الانحياز الأنسان السودان

zuhairosman9@gmail.com

 

آراء