خطاب بايدن وصفحة أبو هاجة السوداء 

 


 

 

جاء  خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 2022م متناولا كلما قد يطوف بالخيال،  فقد ركز على ما أسماها حرب الرجل الواحد في أوكرانيا. واصلاح الأمم المتحدة بتوسيع عضوية مجلس الأمن. والتغيرات المناخية وآثارها على  غرق ثلث أراضي باكستان والجوع الذي ينهش في أحشاء القرن الأفريقي... و الحد من انتشار الأسلحة النووية في إيران وكوريا الشمالية. كما تطرق لحقوق الإنسان في فنزويلا والهدنة في اليمن.  وجهود المصالحة في إثيوبيا،  والصراع الفلسطيني -  الاسرائيلي وضرورة العيش المشترك، ونضالات الإيرانيات الباسلات في شوراع طهران من أجل الحرية،  وشَجَبَ نزعات تطرف حركة  طالبان تجاه  النساء والفتيات وحرمانهن من حقوقهن الأساسية،  واضطهاد الاقليات في بورما وسنجار بالعراق.  بيد أنه لم يأت على حرية سُلبت في وضح النهار من السودان، ولا لآمال عريضة قد دُحرت تحت سنابك المصفحات والمجنزرات في شوارع الخرطوم... ولا لموت مجاني لشباب عار الصدر أمام آلة قمعية باطشة... يبدو أن الحكاية قد تمت روايتها من البداية للنهاية في الغرف المغلقة قبل أن يُسمح لها أن تُتلى من على منبر الأمم المتحدة الحر،  وأن صفحة حالكة السواد قد تم التوقيع فيها بالأحرف الاولى  سرعان ما سيكتشف الثوار الأحرار  فحواها أن سيد البيت الأبيض وبعد أن جردَ حسابات الربح والخسارة لن يصيخ السمع إلا لمَن يضمن له  "الاستقرار" ثم "الاستقرار" ثم "الاستقرار". وأن صكاً  بشرعنة الديكتاتورية قد مُنح مع تأشيرة الدخول لبلاد العم سام ليتسنى لرواة الحكاية أن يسردوها  من البداية للنهاية....  أو هكذا قالوا.

د.محمد عبد الحميد

 

آراء