خطاب للأمم المتحدة

 


 

صفاء الفحل
28 September, 2024

 

عصب الشارع - صفاء الفحل
بما أن وطني بلا حكومة حقيقية معترف بها ومختطف من قبل مجموعة تستولى على السلطة بقوة السلاح .. فاسمحوا لي أن أتحدث نيابة عن الشعب المقهور لأخاطب الأمم المتحدة بدلاً عن ذلك العك والعجن الذي قدمه قائد ذلك الإنقلاب بإسم الشعب السوداني.
....
السادة الأمين العام للأمم المتحدة أصحاب الفخامة الرؤساء والملوك..
السيدات والسادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله ..
أخاطبكم اليوم بإسم شخصي الضعيف ونيابة عن الشعب السوداني المختطف الإرادة والكلمة لأطرح أمامكم ما يجري في بلادي بكل شفافية ووضوح، وأنا أدرك في ذات الوقت المهددات التي تحيط بالأمن والسلم العالمي، والتي تضع هذا الجمع الكريم أمام تحدي الرؤية للاطلاع بشفافية بمسئوليته للتضرر الكبير لمباديء الحرية والسلام والعدالة وإنتهاك القانون الدولي حول العالم بصورة عامة، وأفريقيا والشرق الأوسط بوجه خاص، والجهود المبذولة لترسيخ التعددية والأمن والديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان ومواجهة تحديات التغيير المناخي والإرهاب المحفز عرقياً وأيدولوجياً وغيرها من التحديات.
سادتي..
نرحب في البدء بموضوع الدورة الحالية، الوحدة في التنوع لتعزيز السلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية، كما نرحب بالأولويات التي طرحها رئيس الدورة بالعمل على إيقاف الصراعات حول السلطة لاستكمال بناء ذلك الغرض، بما في ذلك ادخال إصلاحات على الأمم المتحدة ومجلس الأمن ليتمكن من الإطلاع بدوره في الحد من تلك الأزمات..
الحضور الكريم..
إن تنامي التصرفات الفردية خارج نطاق الأمم المتحدة بما يتنافى مع ذلك الميثاق والقانون الدولي وإستخدام وسائل وآليات مختلفة للإكراه السياسي من خلال إنقلابات عسكرية أو الحروب أو فتن عرقية وطائفية وأيدولوجياً لتحقيق أهداف ذاتية أو إقتصادية أو آيدولوجية، يسهم بشكل رئيسي في زعزعة الإستقرار حول العالم وإضطهاد الشعوب وإشعال الفتن والحروب، كما إن الإنتقائية والأطماع التي تمارسها بعض الدول ومحاولة إجبار الشعوب للإمتثال لأفكارها وآيدولوجيتها أو الإستفادة من الثروات الطبيعية يفاقم من تلك الأزمات ويزيد من اشتعالها وإستمرارها.
سيدي الرئيس
لعلكم تدركون حجم التحديات التي يتعرض لها الشعب السوداني اليوم من جراء حرب مفروضة عليه بين قوتين تحملان السلاح طمعاً في الإستئثار بالسلطة من أجل أطماع ذاتية في الثروة والنفوذ بالرغم من التضحيات العظيمة التي قدمها هذا الشعب العظيم وقيامه بثورة قدم فيها خيرة أبناءه شهداء من أجل الإنعتاق نحو الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية والدولة المدنية، مما حدا بتلك المجموعتين السعي لكسر إرادتة والإقتتال من أجل إعادة الدكتاتورية والحكم تحت ظل القهر والسلاح مرة أخرى، الأمر الذي تسبب في زيادة معاناته بالموت تحت أزيز الطائرات ورصاص المقاتلين والتشرد والنزوح والجوع والمرض وما زال ذلك الصراع محتدماً حتى الآن دون عودة تلك الأطراف لصوت العقل رحمة بهذا الشعب المقهور المغلوب على أمره.
اليوم أخاطبكم وأنتم قادة العالم تجتمعون في هذه القاعة وأطلق إليكم نداء الشعب السوداني لإغاثتة ودعمه لإيقاف هذه الحرب العبثية أولاً، والمساهمة معه لتحقيق إرادتة في حكم مدني ديمقراطي وبناء جيش وطني حقيقي يضطلع بمسؤولياتة في حماية تلك الديمقراطية والتراب والمساهمة كذلك في إعادة بناء ما دمرتة هذه الحرب من بنى تحتية وشرخ واسع في العلاقات الاجتماعية وشلل في التعليم والصحة حتى يتمكن هذا الشعب من النهوض مرة أخرى، ليضطلع بدوره في المساهمة في التطور العالمي بما يملكه من ثروات طبيعية وبشرية عظيمة.
السادة ملوك ورؤساء العالم
لا أود الإطالة عليكم ولكني أود اطلاعكم بأن الشعب السوداني المسالم لم تكن له يد في هذه الحرب وهو يرغب في إيقافها اليوم قبل غدا، كما إنه ضد إرادة القوتين المتصارعتين للتحكم في مصيره ومستقبله، ويناشد العالم المحب للسلام والسلم والإنسانية بالضغط على طرفي القتال لإيقاف هذا الإقتتال الذي يتضرر منه المواطن البسيط أولاً وأخيراً وأن يعمل من أجل إعادة العسكر للثكنات وحل قوات الدعم السريع والقوات المتعددة الأخرى، بما في ذلك الكتائب المنتشرة في أراضيه وضم الصالح منها لتكون دعماً للتعددية التي يجب أن تكون عليها قواتنا المسلحة، كما أننا نناشده المساهمة في رغبته لإعادة الحكم المدني الديمقراطي.
كما أننا نشكر لكم صبركم على الإستماع للترهات التي قدمها من يصر على إنه يمثلنا.
ثورة الشعب مستمرة حتى الوصول إلى مبتغاه..
والقصاص أولوية حتى يقطع الطريق أمام من تسول له نفسه حكمه بقوة السلاح والقهر..
والرحمة والخلود لمن ضحوا بأرواحهم في سبيل ذلك اليوم المنشود..
الجريدة

 

 

آراء