خطاب مفتوح إلى سيادة الرئيس البشير …. بقلم: د . أحمد خير / واشنطن

 


 

 

أرفع إلى مقام سيادتكم بكتابى هذا ، لا من أجل تحقيق منفعة خاصة  ولا من أجل تحقيق مالايمكن تحقيقه ، أكتب من أجل وطن أصبح فى مهب الريح . لامجال اليوم لكيل إتهامات أو تعديد إخفاقات . فالوطن أصبح فى موقف لايحسد عليه وبات السكوت يشكل شرخاً فى الوطنية . ماذا نحن فاعلون !؟

سيدى الرئيس ، أنتم فى صراع مع الزمن من أجل الحفاظ على وطن تسلمتموه فى 30 يونيو 1989 بحدود جغرافية وموارد طبيعية كانت زخيرة هذا الجيل والأجيال القادمة . ومن المسئولية الملقاة على عاتقكم ولتفادى نزيف دم جديد فى دارفور وجبال النوبا ومناطق أخرى ، ولأن الزمن يتسارع بسرعة جنونية نحو نهاية لاتتمناها ولايتمناها أبناء هذا الوطن الذين إنتظروا طويلاً كى ينعموا برفاهية وعدوا بها منذ فجر الإستقلال ولازالوا ينتظرون . فمن أجل أن تظل لهذا الوطن خارطة تعبر عن طموحات هذا الشعب الأبى ، نناشدكم بالتمعن فيما نحن فيه ، وما نحن سائرون نحوه . ثم لكم النظر فى ما سنخط من مقترحات .  فإن أخذتم بها فسيحمد لكم صنيعكم ، وإلا سننتظر جميعاً يوم زفاف هذا الوطن إلى فجر ملطخ بالدماء ، دماء أبناء لنا  بصرف النظر عن توجهاتهم أو أصولهم العرقية .

سيدى الرئيس مقترحاتى أوجزها فيما يلى:

1- تكوين لجنة قومية من أناس تتوخون فيهم العقل الراجح والفكر السديد والحيدة فى القرار ، بغرض دراسة الظروف والملابسات التى دفعت ببعض الفئات  لحمل السلاح وقتال السلطة ، وذلك بغرض تقديم الحلول اللازمة لدرء الفتن وتجنيب البلاد ذلل الخلاف ، على أن يكون لتلك اللجنة الحرية الكاملة فى البحث والتنقيب والإتصال بكل الفئات ، وحق إتخاذ القرار مع رفع التوصيات مباشرة لرئيس الجمهورية بدون تدخل أو رقابة من أية جهة .

2 – أن يخصص لتلك اللجنة مصادر ثابتة للتمويل بدون دخولها فى الروتين الحكومى المعوق أحياناً للمشاريع ذات الصبغة القومية .  

3 - التوقف عن الأساليب القمعية التى تمارس ضد المخالفين للرأى .

4 - إطلاق الحريات وفى مقدمة ذلك حرية الإعلام ، كى تعى السلطة والشعب مناطق الذلل لتفاديها ومناطق القوة لدعمها . فالإعلامى بقلمه وبكلمته يمكنه أن يقدم الكثير الذى ينفع ، ومصادرة حريته  ستدفعه إلى مسلك آخر يدافع به عن شرف مهنته التى تقر بحق الجماهير فى معرفة الحقائق ، مما سيخلق التطاحن مع السلطة وهذا لن يكون بأية حال من الأحوال فى صالح الوطن .

5 – الإقرار بأن الوطن ككل هو البوتقة التى تضم الجميع وبالتالى يجب الحفاظ عليه والسعى  الجاد لضمان وحدته. وذلك بتوفير المناخ الجاذب لكل الأطراف تحت مظلة المواطنة وحق العيش الكريم .

6 – إخلاء السجون والمعتقلات من جميع المعتقلين أو المحكوم عليهم  لأسباب تتعلق بالرأى أو الخلاف فى المعتقد أو التوجه السياسي ، وعدم جواز إعتقال أو حبس أى مواطن إلا إذا ما إرتكب مايخالف القانون وبعد صدور مذكرة بشأنه من النائب العام . ويسبق ذلك إصدار عفو عام عن جميع المعتقلين السياسيين ، وكذلك من صدر بحقهم أوامرتوقيف أو إعتقال . 

7 – دعم إستقلال القضاء وعدم التدخل فى سلطاته من أية جهة بما فى ذلك قوى الأمن .      

8 – أن يكفل للمجموعات والأحزاب حق التجمع وإقامة الندوات وحرية التعبير بكل الطرق السلمية التى لاتعكر صفو الأمن .

9 – أن تكون دعوتكم باللامركزية مصحوبة بضمانات دعم المركز لإحتياجات الأقاليم ، حيث أن بعض من أقاليم السودان كما تعلمون ليس لها من المقومات مايجعلها تتحمل نفقات مشاريع التنمية .

سيدى الرئيس ، وأنتم تخطون الخطوة الأولى فى مشوار ولايتكم الجديدة نتمنى أن يكون الإصلاح هو ديدنكم ، وكما تعلمون أن لا إصلاح يتم بدون مكاشفة وأفعال تسخر لخدمة الوطن والمواطن .  والله الموفق .  

Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]

 

آراء