دارفور .. كفي تكاذباً يا رؤساء أحزابَ المَركز …. بقلم: حامد حجر – بيروت

 


 

حامد حجر
12 February, 2009

 

 

  hajerstone@hotmail.com

  حالة النفاق والتكاذب السياسي لدي أحزاب المركز "حول المحكمة الدولية" ، متمثلة في رؤساء هذه الأحزاب وبعض من قيادات "العمر كله" هؤلاء هذه الأيام في أضعف حالاتهم القيادية والأخلاقية ، فقد أدركت جهاز الأمن والمخابرات خاصة "صلاح قوش" نقطة الضعف هذه فجيرها لصالحه .فقبل أيام من موعد إنعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي السوداني ، زار أحد القيادات الأمنية للحزب الحاكم ، السيد محمد إبراهيم نقد في منزله ، وخرج ليصرح بموقف زعيم الحزب الأحمر من المحكمة الدولية والتي تفيد ملخصه بأنه سوف لن يؤيد محاكمة البشير في المحكمة الدولية في لاهاي ، وقتها فهمنا بأن السيد نقد أطال الله في عمره لا يريد تمغيص أجواء توزيع كروت الدعوة إلي المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني الذي جاء بعد غياب ثلاثة وأربعون سنة "ماشاء الله" ، لكن لم يجد الحزب صكاً للعبور إلي قاعة الصداقة ، إلا بعد أن "بيض" للحزب الحاكم بالإعتراض علي محاكمة الدكتاتور عمر البشير في لأهاي ، فصفق له الحزب الحاكم وأوفد من يجالسهم في الصفوف الأمامية للمؤتمر ، لكن أي وفد ذلك غير الأمنجي الذي أزاق كوادر الحزب الشيوعي سوط العذاب ، "نافع" ، بعد كل الفصل للصالح العام وبيوت الأشباح وتشريد الشيوعيين إلي الأصقاع الباردة ، يأتي برجليه إلي قاعة الصداقة ليهنئ من رفض محاكمة البشير في لاهاي ، ليقتص منه حقوق المهمشين والبلورتاريا والشغيلة في دارفور، لكن لا بأس في أن يتوقف الصراع الطبقي حينما يتعلق الأمر بدارفور والهامش الكبير في السودان ، لأن ببساطة كل قيادة الحزب الأحمر من المركز ولا تريد لمؤسستها الفاسدة أن تنهار، وعين باردة. لقد أنضم إلي جوقة الممانعين للمحكمة الدولية أخونا الأستاذ علي الريح السنهوري رئيس حزب البعث جناح العراق ، وبالمناسبة هذا الحزب لا يريد حتي محاسبة من ذبح رفاق اللواء البلول من شهداء رمضان من الضباط القوميين الذين يحسبون لهذا الحزب ، فقد قتلهم الدكتاتور البشير ودفنهم في مقابر جماعية في منطقة المرخيات في صبيحة يوم عيد الفطر المبارك من العام تسعين وتسعمائة وألف ، لكن السيد السنهوري يتعامي حين يصرح قائلاً " حزب البعث العربي الاشتراكي منذ زمن طويل كان له موقف ثابت برفض تقديم أي  سوداني لمحاكم خارج السودان وبرفض تواجد أي قوي أجنبية في أرض السودان ، وذلك انطلاقاً من تمسكه بالثوابت الوطنية ودفاعه عن أستقلال السودان وسيادته ووحدته ولذا فقد كان من الطبيعي أن نرفض توجه المدعي اوكامبو لاتهام البشير وفتح المجال لاستدعائه للمثول للمحاكمة بالخارج ولنا قناعة  بأن الجرائم المرتكبة في السودان من أي فرد سوف يأتي الوقت لمحاكمتها داخل السودان ونحن مع معارضتنا لهذا النظام باعتباره يشكل عقبة كئؤد إمام إيجاد مخرج ديمقراطي وسلمي للازمة الوطنية في السودان لكننا نري أن تغييره سواء بالضغط عليه لتسليم السلطة  للشعب أو الاطاحة  به هي مسئولية أبناء السودان ولا نقبل  وصاية على إرادتنا الوطنية من أية جهة خارجية ؛ وحين سأله محاور ( أخبار اليوم ) ، إذن كيف تري المخرج من ازمة المحكمة الجنائية الدولية؟ فرد الأستاذ السنهوري قائلاً : "نحن نري أن موضوع المحكمة هو أحد تداعيات الأزمة الوطنية الشاملة التي لا تتجزأ بحلول لدارفور وحلول للجنوب وحلول للشرق أو حلول الأزمة الاقتصادية والاجتماعية دون أن نضع حلا شاملا للازمة الوطنية ولعل أهم أبعاد هذه الأزمة هو أنفراد حزب المؤتمر الوطني بالسلطة وتهميشه لكل القوي الأخري بما في ذلك أحزاب الوحدة الوطنية وأحزاب إتفاق القاهرة ؛ ثم أستطرد الأستاذ السنهوري ، "وانت لا تستطيع أن تطلب من هذه القوي أن تتحمل أعباء حل مشكلة دارفور مثلاً وهى لا تؤثر في القرار السياسي المركزي ناهيك عن مشاركتها فيه ، وبعض هذه الأحزاب ومن بينها حزب البعث لاتزال تخضع لقمع النظام سواء باعتقال قادته أو مصادرة ممتلكاته  أو رفض الترخيص له حتى بإقامة ندوات ومثال لذلك رفض السلطات مؤخراً بمنح الحزب تصديق لإحياء ذكري استشهاد الرئيس صدام حسين وأحداث غزة  والاستقلال في 17 يناير الماضي. هذه المواقف المبدئية من المحكمة الدولية والقوات الدولية ، ربما تستجيب "لزينولوجية" كراهية الآخر الأجنبي في أدبيات حزب البعث الشوفينية ، لكن إذا تماثل أستاذنا مع الواقع السوداني في ظل حكم المشير البشير ، والذي وصفه في نهاية حواره مع "أخباراليوم" أعلاه ، فما هي إمكانيات المعارضة السودانية من احزاب المركز ، من أن تفعل تجاه الدكتاتور السوداني عمر البشير وحزبه القابض بالحديد والجواسيس ، الإجابة من خلال تجربة العشرون عاماً المنصرم ، ومن خلال تضحيات الشعب السوداني الجسام ، وأولهم شهداء الحزب في رمضان من رفاق الكدرو والبلول ، فإن ليست هنالك مخرجاً من ربقة هذا الدكتاتور بوسائل السلمية وبدون قوة دفع من المجتمع الدولي وخاصة في حالة المحكمة الدولية لمن يعترف متباهياً بأنه فقط زبحَ عشرة الآف مدني دارفوري ، وليس ثلاثمائة ألفاً. أهالي ضحايا دارفور الكثر سوف لن يفهمون أو يقتنعون بمواقف السيد السنهوري البعثي العربي ، حينما يتحدث عن سيادة السودان المربوط "بضبارة" حزاء الجنرال الثقيل ، وإلا لقبلنا بأن يقتل البشير أعداد مضاعفة من المدنيين ويموت هو بعد ذلك بأجلٍ من الله بعد أن يعيش عمراً مديداً ولمائة عام ، بالله عليكم أي منطق هذا من زعيم حزب يعتقد بانه سوداني حتي النخاع ، ويقبل بالموت المجاني في جزء عزيز من السودان من غير أن يرفَ له جفناً ، ويقول كلاماً في ظاهره عقلانية ووطنية ، وفي باطنه التماهي مع إرادة صلاح قوش الذي هو من صنع كل تلك الكوارث في السودان وعليه ان يتحمل تبعات أعماله الشيطانية .أما السيد الصادق المهدي ، معروف مواقفه المهزوزة ، فالرجل جبان ورعديد ، وكونه يبيع دماء أهل دارفور في مزاد مجازر الدكتاتور عمر البشير ، فلا غرابة في ذلك ، فبالأمس كان هو في تهتدون ثم تفلحون وترجعون واخيراً تنبطحون للدكتاتور عمر البشير الذي قتل أحفاد المهدويين الحقيقين من المهمشين ، لكن لم يكن الصادق المهدي نبيلاً فبخلَ عليهم بموقف رجل شجاع ، حتي ولو يؤدي به الأمر إلي سجن "بورتسودان " كما فعل صهره الترابي ، فالتأريخ يكتب ويسجل المواقف ، وليس علي الجبناء غير مزبلتها .تأسياً علي ما سبق ، المطلوب من قيادات الأحزاب ورؤساءها في المركز ، التحرُر من قبضة خوف جهاز الأمن والمخابرات "صلاح قوش" بمجرد صُدور حُكمٌ ضد الجنرال البشير وإستدعائه الأسبوع القادم من قبل المحكمة الدولية في لاهاي ، وعليهم عدم ربط مصير السودان العظيم ، بمصير الدكتاتور القاتل لشعبه في دارفور وكردفان والتنقاسي في الشمالية ، عليكم البحث عن مخرج وطني وديمقراطي ، بتأسيس جبهة للقوي الفاعلة وببرنامج حد أدني للخروج بالسودان من أزمتها الشاملة ، بدلاً من لعن المحكمة الدولية والعدالة التي غابت عن السودان طويلاً.وسأضيف بأن ما يجري في الدوحة ليس إضعافاً لمجري العدالة ، أو تصالح من قبل العدل والمساوأة السودانية ، وإنما تعبير مرونتها وبرغماتيتها وحيوية قيادة الدكتور خليل ابراهيم قائد المهمشين في السودان الكبير.6/2/2009

 

آراء