دار فور: استراتيجية تجميد الملفات …
د. أحمد سبيل
3 August, 2010
3 August, 2010
مع بداية شهر أغسطس 2010 بدأت ملامح استراتيجية رئيس مجموعة ملف دارفور تظهر ، خاصة بعد تكوين لجنة رفيعة المستوى تتمحور مهمتها فى تبنى الاستراتيجية الجديدة والتى أعدت قبل تكوين اللجنة ، ويتوقع أن تتبنى اللجنة المكونة الاستراتيجية بحماس لمخاطبتها لرغبات أعضاء اللجنة وأمانيهم دون عقولهم ، وسبب آخر ان مجمل مكونات الاستراتيجية من الأعمال المألوفة والمعروفة لأعضاء اللجنة بحكم اختصاصهم وكونها ممادرجوا على فعله حيال مشكل دارفور ، وثالث الاسباب مرتبط بالشريك المنفذ والذى تبين أنه حركة مناوى فهو شريك معروف ومخبور الباطن بالنسبة لأعضاء اللجنة وسيقدرون انهم قادرون على ادارة شراكة قصيرة المدى مع هذه الحركة ولايتوقع من هذه الحركة الا القبول حتى ولو علمت المحتوى الحقيقى لهذه الشراكة قصيرة الأجل – تجميد الملفات حتى يناير2011 او الاستفتاء - . ماذكرعن الاستراتيجية وماذكر منها ليس بالكثير ولايقدم عرضا واضحا يمكن مناقشته ، ولكنه جمل متفرقة تخاطب أكثر من مستوى واحد من الفهم ..... فلنحاول أن نقرأ بعضا من هذه الجمل: :
قالت الحكومة أمام المجلس الوطنى على لسان غازى صلاح الدين أنها ستنشىء استراتيجية جديدة تركز فيها على السلام من الداخل ، رفضت حركة العدل والمساواة على الفور تلك الأفكار وذكرت فى معرض رفضها ان مصادرها أفادت ان الحكومة اعدت خطة أمنية عسكرية تحت مسمى السلام من الداخل .
فى بداية شهر أغسطس أوضح رئيس المجموعة غازى أمام عدد من قيادات دارفور فى مدينة نيالا ان مكونات الأستراتيجية الجديدة تنقسم الى محاور هى الانسانية والاجتماعية والامنية والعسكرية والعلاقة بين القوات الحكومية والقوات الهجين .
فى نفس هذا الاجتماع ذكر أن لاتفاوض ثنائى مرة أخرى ، بمعنى ان التفاوض مع التحرير والعدالة منفردة أنتهى أو على الأقل ليس فى هذه الخطة .
وأضاف أن الدوحة القادمة نهائية ، وهذا يعنى احد احتمالين اولهما اجتماع حركات دارفور كلها او بعضها لتوقع على اتفاق معد سلفا وتم طبخه فى مطابخ متفرقة قبل الاجتماع فى الدوحة وهو احتمال هزيل ، اما الراجح أن نهائية الدوحة تعنى الاعلان الرسمى عن انسحاب الحكومة من ذلك المنبر – قبل أسابيع قليلة من الاستفتاء - .
فى الاجتماع المشار اليه أكد عبد الحميد كاشا والى جنوب دار فور وعضو مجموعة ملف دارفور الى أن ليس من حق السيسى او خليل أو عبد الواحد فرض الآقليم الواحد على أهل دارفور وأن ولايته لن تساند ذلك ، وهذا يعنى ان استبعاد مسألة الأقليم الواحد من أهداف هذه الخطة – وهى من المشتركات فى ملفات كل الحركات التى لم تصل الى اتفاق مع الحكومة – والتى لم تذكر فيما ورد من جمل .
بعد يوم واحد من لقاء نيالا أعلن فى الخرطوم عن توقيع اتفاق أطارى بين المؤتمر الوطنى وحركة تحرير السودان جناح مناوى مضمونه تعاون حركة مناوى فى تنفيذ الاستراتيجية الجديدة وربطها بالأستفتاء الذى يجب ان يحقق الوحدة .
لربط كل ما سبق نخلص الى أن لاتفاوض ، اجتماع الدوحة القادم سيعلن فيه ان مسيرة سلام الداخل قد قطعت شوطا بعيدا وأن الوحدة من خلال الاستفتاء على مرمى حجر أو أقرب ، وفى سلآم الداخل ستنفذ بعض مكونات الخطة التى ذكرها السيد غازى بما يؤمن حالة تجميد التفاوض .
سيتم التفاهم مع أطراف خارجية أهمها لبيبا لضمان أن لاتقوم الحركات وخاصة العدل والمساواة بنشاطات عسكرية تتجاوز القدرات المرصودة لتنفيذ هذه الخطة .
حالة التجميد تنتهى بظهور نتائج الاستفتاء وسيتبين للجميع ان غرايشن ليس صديقا للحزب الحاكم ، وانه ظل يبيعه مسكنات فى شكل كبسولات من الوقت بائسة المحتوى وتدفع فاتورتها النهائية المجحفة فى وقت بالغ الدقة .. .
ahamed ali [sabeel5588@yahoo.com]