دروس من الماضي والحاضر للمستقبل

 


 

 

كلام الناس
noradin@msn.com
*كثيراً ما نحتاج للوقوف عند المحطات الفاصلة في تأريخنا‘ ليس لاجترار الماضي أو البكاء على أطلاله وإنما لاستلهام الدروس والعبر ونحن نسعي للإنتقال المشروع إلى مستقبل أفضل للسودان والسودانيين.
*لعبت الانقلابات العسكرية أدواراً معلومة في تأريخنا وأثرت في مجرى حياتنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية‘ وجميعها أكدت أهمية إسترداد الديمقراطية وكفالة الحريات وبسط العدل الإقتصادي والإجتماعي وتعزيز التعايش السلمي بين أبناء السودان.
*لذلك توقفت عند الصفحة السادسة من عدد "السوداني" في عام سابق مع الإفادات المهمة التي أعاد نشرهارئيس التحرير في ذلك الوقت ضياء الدين بلال من أرشيف لقاءاته الصحفية المميزة مع عدد من الرموز السياسية تحت عنوان "أهم وأخطر الإفادات .. ماذا قالوا عن ١٩ يوليو١٩٧١م".
*لست في حاجة كي أذكركم بأن إنقلاب ١٩ يوليو الذي قاده هاشم العطا وصحبه هو ما عرف في القاموس السياسي السوداني بالحركة التصحيحية لإنقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩م الذي قام به الرئيس الاسبق جعفر نميري وصحبه‘ وحصد ثماره المرة الحزب الشيوعي السوداني.
*هذا يؤكد ضرورة إعادة قراء ة تأريخنا وإعادة كتابته بموضوعية وصدق بعيداً عن التلوين السياسي الذي يؤثر سلباً على الحقائق والمواقف التي تحتاج إلى تجلية لاكتشاف خباياها لتجنب تكرارها في حاضرنا و في مستقبلنا.
*شخصياً أعتبر شهادة سكرتير عام الحزب الشيوعي السابق محمد إبراهيم نقدعليه رحمة الله ورضوانه أهم شهادة في هذه الصفحة التوثيقية لانها تضمنت إعترافاً صريحاً باشتراك الحزب الشيوعي في إنقلاب ١٩ يوليو‘ وقوله : التفكير الإنقلابي .. كنا ضده سياسياً لكن عملياً وقعنا فيه‘ كنا طرفاً في انقلاب مايو وعندما حاولت مايو" اللخبطة" إنقلبنا عليها.
*هذا الإعتراف يذكرنا بإعتراف ربان إنقلاب الإنقاذ في 30 يونيو 1989م الشيخ الدكتور حسن الترابي عليه رحمة الله ورضوانه وهو يبرره بضيق الديمقراطيات في عالمنا بفوز الإسلاميين‘ والعبرة مازالت ماثلة على مستقبل الحراك السياسي والديمقراطية والسلام في السودان.
*لا يجدي في هذا المنعطف الخطير أن يلجأ تيار ما للقيام بانقلاب أو بحركة تصحيحية كما حدث في الخامس والعشرين من أكتوبر2021م بذات السيناريوهات الكارثية في ظل تنامي الحركات المسلحة ووجود السلاح الكثيف خارج القوات النظامية‘ لذلك لم نيأس من دفع الحراك الجماهيري الثوري لاسترداد الديمقراطية وتعزيزها وإكمال تحقيق أهداف ثورة ديسمبر الشعبية والخروج من الدوامة الجهنمية السياسية والإقتصادية والإمنية الماثلة إلى رحاب الوطن الذي يسعنا جميعاً.
*هكذا نستفيد من دروس الماضي والحاضر ونحن نسعى للإنتقال جميعاً إلى غد ديمقراطي ننعم فيه بالسلام والحرية والعدالة وخيرات السودان الظاهرة والباطنة.
//////////////////////////////////

 

آراء