دكتور الغازي صلاح الدين وفشل مهمة الوسيط رقم (4) … بقلم: سارة عيسى
17 June, 2009
البداية هي للدكتور قطبي المهدي ، ثم المرحوم مجذوب الخليفة ، علي عثمان محمد طه ، ونهايةً بدكتور غازي صلاح الدين العتباني ، هكذا يتبادل رجال الإنقاذ تبادل الأدوار في مسرح دارفور ، أجاثا كريستي ، صاحبة الروايات البوليسية الشهيرة ، دائماً ما كانت تستعين بالأشياء المشتركة للربط بين الجاني والقتيل ، هناك روابط مشتركة تجمع بين هؤلاء الرجال ، ومن بين هذه الروابط يأتي ما يلي :-
جميعهم ينحدرون من أبناء الشمال النيلي
جميعهم ينتمون لجيل واحد في الحركة الإسلامية أشبه بالمجلس الأربعيني لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم
جميعهم شغلوا مناصب مختلفة داخل حكومة الإنقاذ
جميعهم من الحرس القديم للإنقاذ وبعضهم تولى مهام أمنية داخل حكومتها .
مهامهم في دار فور أنتهت بالفشل وعقدت الأزمة أكثر مما سبق.
التوجه العرقي والعنصري لديهم حاضر أكثر التوجه الديني .
ولعهم جميعاً بالحديث إلى وسائل الإعلام العالمية
والآن نقول أن الكرة طافت الأرجاء وحطت داخل ملعب الدكتور غازي صلاح العتباني الذي يصفه رهطه بالحكيم ، ويستدلون بخبرته في مفاوضات الحركة الشعبية ، كما وصفوه بأنه الترجمان الذي يتكلم اللغة الإنجليزية بطلاقة ، هذه ليست حسنة على الإطلاق ، فأهل دارفور في قاموس الإنقاذ هم من العرب ، ويتحدثون اللغة العربية بطلاقة ويحفظون القرآن الكريم ، فعلى الدكتور غازي بلسانه الإفرنجى أن يخاطب سوزان رايس أو محققى المحكمة الدولية وليس أهل دارفور ، هذه هي عقةد رجال الإنقاذ ، فعندما تم تعيين بروفيسور التيجاني حسن الأمين محافظاً على إحدى المناطق المهمشة في دارفور ، طلب من أهلها أن يشكروا الله لأن واليهم هذه المرة " بيطور " ويحمل شهادة دكتوراة في الصيدلة ، الناس في هذه المناطق لا يحتاجون إلى السجل الأكاديمي الحافل بالشهادات العلمية ، بل يحتاجون إلى من يتفهم أزماتهم بالحل ، يحتاجون إلى مياه الشرب ، أراد أحد الخلفاء أن يشرب جرعة ماء ، فأمسك أحد الزهاد بالكأس وقال له : كم تعطيني لو منعت عنك هذه الشربة ؟؟
فأجابه : أعطيك نصف ملكي.
فسأله العابد : ولو منعت سبيلك من إخراجه ؟؟
فرد عليه الخليفة : أعطيك النصف الآخر من الملك
فنزع العابد من لسانه حكمة بليغة : اتق الله في ملك لا يساوي شربة ماء .
إذاً شهادات رجال الإنقاذ وخبراتهم الأكاديمية ليست هي مفاتيح الحلول لأزمات السودان ، صحيح أنهم تعاقبوا على تداول ملف أزمة دارفور بشكل جعل الوساطة تبدو و كأنها حوار بين شمال السودان وغربه ، وذلك لأن كل هؤلاء الوسطاء تجمعهم قواسم مشتركة ليس من بينها أنهم من دارفور أو كردفان ، نعم ، أن أزمة دارفور وفرت لهم مدخلاً للإعلام العالمي ، فلولا أزمة دارفور لما عرف هؤلاء فضل اللغة الإنجليزية التي منعوها في الجامعات السودانية بحجة التأصيل والعودة إلى الجذور ، و ما يُعرف عن الغازي صلاح الدين التصلب في المواقف ورفضه قبول الآخر بما هو عليه بل بما يريده دكتور غازي ، لذلك في بدايات عهد الإنقاذ كان يتهم خصومها بالعمالة والولاء للغرب وخدمة المستعمرين ، وهو مفتون بالحديث لوسائل الإعلام ، وقد بدأ دكتور غازي حواره مع قادة الفصائل في دارفور بعبارات مثل : من هو عبد الواحد ؟؟ ومن هو خليل إبراهيم ؟؟ فإن كان دكتور غازي صلاح الدين لا يعرف هؤلاء السادة فمع من سوف يتفاوض ؟؟ مرور الأيام سوف يضيف شيئاً جديداً لأزمة دارفوروهو أن مهمة الوسيط رقم (4) أنتهت بالفشل .
سارة عيسى
sara_issa_1@yahoo.com