دكتور قطبي .. عسى ولعل … بقلم: عبدالباقى الظافر
6 December, 2009
في مدينة دنقلا ..تضرّرت أسرة قروية بسبب نزاع على ميراث أرض زراعية ..الأسرة الصابرة بعد أن طرقت على أبواب المحاكم والمجالس والأجاويد ..اضطُرت لتغيير خطّتها ..وهداها التفكير إلى اللجوء إلى الشارع ..واعتصمت أمام أبواب الوالي ..الفكرة أتت أُكُلها ..حيث استمع الوالي إلى مظلمة الأسرة الكريمة ..ووعدهم خيراً .
أحزاب تحالف جوبا .. بعد أن استنفذت كل سبل التواصل مع الحزب الحاكم ..قرّرت الرجوع إلى الشعب ..ودعته للمشاركة في تظاهرة سلمية ..للضغط على البرلمان لإجازة ما تبقى من قوانين .. تفسح المجال إلى تنافس شريف .. وتبادل سلمى للسلطة.. ولم تطلب هذه الأحزاب من الناس مساعدتها لتغيير النظام قسراً..ولم تطلب عون الأمة لإجبار الحكومة على الاستقالة ..فقط أرادت هذه الأحزاب المتحالفة أن تختبر قبولها عند الناس .
جاء رد الحزب الحاكم على لسان قطبي المهدي ..الفريق قطبي المهدي مدير جهاز الأمن العام في أيام شمولية الإنقاذ ..وصف خطوة اللجوء إلى الشارع بأنها ابتزاز ..ولم يكتف الرجل الذي تلقى بعض علمه وشيئاً من خبرته بكندا قلعة الديمقراطية ..لم يكتف قطبي بالوصف ..بل سارع ببذل النصح والتوجيه "الذي يريد التحوُّل الديمقراطي عليه أن يسلك سلوكاً ديمقراطيا.. والذي يريد التحوُّل الديموقراطى فليأت إلى الهيئة التشريعية ويطالب بما يريد .."
جرَّب الصحفيون نصيحة قطبي ..وحدَّثتهم أنفسهم الأمّارة بحسن الظن أن يتظاهروا أمام برلمانهم ..والنتيجة المؤسفة أنَّ ممثلي السلطة الرابعة وجدوا أنفسهم ..مابين جريح وحبيس . كلُّ برلمانات الدنيا المنتخبة ..لا تمنع شعوبها من حرية التعبير ..ما بال برلماننا (المُعيّن) ..والذي جاءت نسب التمثيل فيه ..تعكس توازن القوة العسكرية ..مابين المؤتمر الوطني والجيش الشعبي ..فكيف إذن يكون سقف الاحتجاج الشعبي حدوده العليا عند نوّابنا المُعينين .. والذين هم الآن يتمتّعون بإجازاتهم السنوية .. والبلد في حالة مخاض عسير .
حكومتنا الرشيدة هي صاحبة الرقم القياسي في استدعاء الشعب في المسيرات الرسمية ..المسيرات التي تُندِّد وتشجُب الصلف العالمي ..مسيرات يُساق لها الطلاب سوقاً ..وتهدر طاقات الناس المنتجة يوم تُسد الطرقات ..ويصبح دوام العمل نصف صباحي . الحكومة التي سنّت سُنن المسيرات ..وعلَّمت الناس صنوف التظاهر ..علي صدرها أن يتّسع ..وعلى علمها أن يصل أن لا ديمقراطية ..بلا حرية تعبير ..ولا حرية تعبير بلا حرية تجمع وتظاهر. إن غابت كلُّ هذا المعاني على الدكتور فريق قطبي المهدي فعليه أن يعود إلى هجرته الأولى ..عسى ولعلَّ !!
التيار