دور الشباب فى المرحلة القادمة … بقلم: د. احمد خير/ واشنطن
الشباب فى أى بلد يعتبر هو عماد مستقبل الأمة .هو القوة الكامنة التى أذا استغلت الإستغلال الأمثل سيعود الناتج بالخير على الوطن كله . أما إذا أهمل فسيكون وبالا على الجميع مما يخلف قضايا لايمكن تجاهلها بأية حال من الأحوال . منذ زمن ليس بالقصير يعمل الشباب فى جنوب السودان على سحب البساط من تحت أقدام كبار السن الذين فى إعتقادهم يقيدون حركتهم ويتجاهلون مطالبهم . كما يعلم الجميع أن المجتمعات التقليدية تعطى لكبار السن وزنا إكتسبوه من تراكم خبراتهم فصاروا حسب العرف والتقاليد السائدة هم الرواد وأصحاب الكلمة المسموعة . وهنا يتوارى فى تلك المجتمعات دور الشباب وصغار السن .
والشباب فى فورة طموحه يحاول تجنب المعوقات التى تعوق مسيرته ومن تلك المعوقات رأى شباب جنوب السودان أن كبار السن قد لعبوا دورا فى الماضى يشكرون عليه وآن لهم أن يترجلوا ويفسحوا المجال للشباب ليحملوا الشعلة علهم يعبرون بالبلاد إلى عالم الرفاهية المنشود.
إحقاقا للحق ، منذ زمن ليس بالقصير ظل الصغيرفى مجتمعات الجنوب يوقر الكبير . ذلك التوقير إتخذ مسارات عدة منها أن الكبارلهم القول الفصل ولاصوت يعلو فوق صوتهم . والتوقير هنا كان يمارس داخل وخارج القبيلة . وبها كان كبار السن يتمتعون بقدر واف من الإحترام وإتاحة الفرص للإدلاء بآرائهم وحتما كانت تلك الآراء تجد من يستمع ويأخذ بها . رويدا رويدا ومع تداخل العوامل الداخلية والخارجية وتقييم الواقع . رأى الشباب أنهم يدورون فى حلقة مفرغة منذ الإستقلال فى يناير 1956 . ومن هنا بدأت عمليات الململة والتفاكر من قبل الشباب الذين رأوا أن الكبار قد لعبوا دورهم القيادى ولكن ذلك لم يوصلهم إلى الهدف المنشود المتمثل فى رفع الغبن عنهم وإتاحة الفرص لهم للعب أدوار قيادية فى الساحة السياسية والإقتصادية والإجتماعية فى السودان .
بالطبع دب اليأس فى النفوس وكان لابد لهم من إتخاذ خطوات تؤهلهم للعب الدور الذى ينشدونه . وكانت الصيحة الكبرى التى تنادت فى كل أنحاء الجنوب بأن الفرصة الآن متاحة لسماع ماكان محرما " تابو " فى الماضى . ألا وهو أن يفسح كبار السن للشباب قيادة المسيرة التى تنشد الإنفصاتل وتكوين دولة ذات سيادة فى الجزء الجنوبى من السودان . وبذا قرروا أن يكون يوم التاسع من كل شهر موعدا للخروج فى مسيرات تطالب بالتصويت للإستقلال .على أن يستمر ذلك إلى موعد الإستفتاء فى يناير 2010 .
هذا هو الحال الآن . ويتبقى أن نخوض فى مايجب فعله من قبل شباب شمال السودان والقيادات السياسية فى الخرطوم.
نعلم انه لتجميع الشباب وتأهيلهم للعب دور قيادى يحتاج ذلك إلى الوقت وتذليل العقبات . لذا نقترح على القيادة السياسية وقيادات المجتمع المدنى القيام بدور إيجابى تحت مسمى وليكن "النفرة الكبرى " يخصص لها ورش عمل لتجهيز الشباب لحوار شبابى بينهم وبين أشقاؤهم من أبناء الجنوب من أجل خيار الوحدة ومستقبل أفضل لكل السودان
فحوار الشباب/ الشباب هو الذى يسفتح الطريق أمام تفهم كل منهم للآخر والعمل سويا من أـجل غد مشرق ينقل السودان من عالم مضطرب إلى ساحة رحبة ينعم فيها الجميع بالسلام والطمأنينة والحرية من أجل البناء والتنمية بدون خوف ولا وجل .ورش العمل هذه لتقديم التدريب اللازم للشباب فى مجالات النقاش والحوار وفض النزاعات وسبل إتخاذ القرار . أى تحهيز قادة مؤهلينمن الشباب للعب دور قيادى يمكنهم من مقابلة إحتياجات المرحلة والمراحل القادمة .
الإسراع فى إقامة ورش العمل وتكثيف الجهود لتأهيل الشباب للأدوار التى تمكنهم من مقابلة إحتياجات الحوار الشمالى/جنوبى نرى انه لابد وان يكون من الأولويات التى يجب أن يوليها الجميع جل عنايتهم خدمة للوطن الذى بات على حافة الإنقسام . وهنا لانطالب بتحجيم بقية المسارات التى يمكن أن تخدم القضية ولكن أن يتم التنسيق من أجل عمل يمكن أن يؤتى أكله فى المستقبل المنظور .
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]