دويلات السودان الجديدة (اقتصادياً)
د. كمال الشريف
22 January, 2014
22 January, 2014
drkimoo6@gmail.com
قالت متحدثة باسم (مؤتمر روما) الذي عقد قبل أربعة أعوام إبان فترة ما يسمى (أزمة المال والاقتصاد) إننا نعول على بعض المناطق الجغرافية في العالم (بأنها مستودع استراتيجي للأكل) وذكرت في أولها (مليون ميل) صالحة لزراعة كل أنواع المأكولات وحتى الأدوية وكما حددها من بعد ذلك أحد خبراء (الأكل) في منتدى عمان في الأردن الذي عقد قبل ٣ أعوام أن السودان هو سلة (غذاء) ودواء العالم وحددها معه أحد خبراء الاقتصاد من باكستان ويحمل درجة دكتوراة وكانت رسالته للدكتوراة عن (مشروع الجزيرة) الذي ذكر عنه فيما بعد أنه دولة كاملة البنيات التحتية لكي يأكل ٧٥٪ من سكان العالم منه. وبدأت (نزاعات) السودان المختلفة من ربع القرن الماضي وأول القرن الحالي (الحادي والعشرين) ودخلت كثير من المنظمات والهيئات والخبراء والمزارعين والفلاحين والقراصنة وأيضاً العملاء والسماسرة في هذه النزاعات ليس من أجل إيجاد آليات لإيقاف النزاعات المسلحة في السودان ولكنها أخذت ما تريد من تجارب (للأكل) قبل المعادن الأخرى بحكم أن العالم من المتوقع في ربع القرن القادم سيدخل في (أزمة) (أكل وشراب) بنسبة تفوق ١٥٠٪ وهذه حقيقة واضحة وأخذت من مناطق نزاعات السودان كل الثمرات بدءاً من التربة والحيوان والزراعة وختاماً بالإنسان نفسه كحقل تجارب لبعض الأدوية وهذا ما حصل في دارفور من مصانع أدوية عالمية تبحث عن (إنسان) بدلاً من الفئران لتجارب الأدوية ونجحت في ذلك كما قالت (روش) السويسرية حينما هددت بأنها (مفلسة)، وجاءت بعد ذلك خريطة لتوزيع (الأكل) على كل منزل في العالم الأول الذي يسعى لتناول أغذية صحية وغير مهجنة وغير مسرطنة وغير محورة وراثياً ومضى السيناريو في هذا الاتجاه كما يريد الخبراء انفصل الجنوب السودان وأصبح دولة ومن الممكن بعد ذلك أن يكون السودان الجديد قوة اقتصادية هائلة بعد إيقاف نزيف أموال الحرب مع الجنوب وترشيد المال للزراعة فقط ولم تنجح الفكرة بحكم معرفة الخبراء بأن إدارة استثمار الزراعة والأكل في السودان غير مؤهلة لذلك وجاء سيناريو آخر بضرورة أن يكون الجنوب السوداني الدولة الجديدة (ثلاث دول) كما طالب بها (موسفيني) في إحدى مذكراته التي توجد في الكونغرس الأمريكي وتكون الاستوائية جزءاً كاملاً من يوغندا وعليه يمكن أن يوفر الغذاء لكل دول أفريقيا المجاورة من امتداده الجديد (الاستوائية) وذهب السيناريو لبعض الخبراء الاقتصاديين في مجال استهلاك (الأكل) في بريطانيا بأن هناك أجزاء أخرى لابد أن تكون مخازن غذاء أخرى في دولة جنوب السودان وهي التي يحاول حالياً (مشار) السيطرة عليها وتمتد حتى تدخل النيل الأزرق ومجاورة إثيوبيا وإريتريا وتأتي دولة أخرى داخل السودان الدولة الأم حتى تكتمل الخريطة على أن سلة غذاء العالم بأغلبية كبيرة متوفرة في (٥) دويلات من المليون ميل القديمة (السودان) ولكل دولة خريطة استثمار وخريطة مشاركة وبرامج تمويل في زراعة الأكل وشرب المياه وإنتاج الدواء في هذه الدول (الخمس) وهذه هي الحرب العالمية الرابعة حرب من أجل الأكل والدواء بحكم أن الحرب العالمية الثالثة في نهاياتها حالياً وهي حرب الإعلام الاقتصادي وليس السياسي.
ملحوظة (راجع هجرة أغنام السودان إلى أستراليا) على قائمة اللحوم المطلوبة حالياً في دول الخليج العربي فقط.