ديمقراطيات إنفجارية (1): الخوازيق, الأنقلوساكسون, الإنقلابات ولعبة فترة الإنتقال

 


 

مازن سخاروف
26 October, 2021

 

حتى لا تتكرر ذات الأخطاء في بلاد أضناها رهق الإنتظار.

*****

أتساءل, ما هو أسوء من الجهل؟  قال جهل العارفين.  مازن سخاروف

ديمقراطيات إنفجارية (1): الخوازيق, الأنقلوساكسون, الإنقلابات ولعبة فترة الإنتقال

بداية, أصالة عن نفسي, ومستأذنا في الحديث بإسم أهلنا الطيبين, أشير بصورة عابرة في مستهل الحلقات (التي آمل أن تكون نقطة ارتكاز مراجعات حقيقية لدورات السياسة الفاشلة ودروس التاريخ غير المستوعبة) إلى ورقة بحثية مر عليها أكثر من ربع قرن بعنوان "لعبة فترة الإنتقال".  أود كذلك رسم بعض الخطوط العريضة تمهيدا لوضع بعض النقاط المهمة والحرجة فوق حروفها.


إفتتاح: خوازيق باريس: الأصم وحاجة تطمم البطن: مؤتمر باريس. بين المعوّقين فنيا, والبيع السياسي

أعيد النشر مع تصرف طفيف لبوست "خوازيق باريس" بموقع سودانيز أون لاين بتاريخ 18 مايو 2021

https://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1621319954&func=flatview


السيدات والسادة في وكالة السودان للأنباء:

ما قادرين تعملوا فيديو محترم دون ازعاج الترجمة الفورية؟ في مشكلة تعملوا نسختين واحدة منهما دون ترجمة صوتية؟


هناك جزء "كامل" عن اللقاء (أكتر من ساعتين). وجزء مختصر (أكتر من ساعة). ده تلطخ بيهو ده:


1. انقطاع للصوت (مثل بداية كلمة الأصم في الجزء المختصر, بعد 11 دقيقة من عمر الفيديو - كنت عاوز اعرف بس مخاطبتو لأعضاء الوفد السوداني حتكون كيف


2. تحرير مادة الفيديو بصورة رديئة .. مثل "كسير العضام" عند الجزارين وأطباء العظام.


3. نحر التزامن بين الصوت والصورة. مثلا في كلمة الأصم.


4. تقطع في استمرارية الفيديو بمعنى ان مادة البث الحي نفسها كان فيها مشكلة.



هذه وثيقة تاريخية يا أبلة سونا. الناس بترجع ليها في البحث والنشر والبرامج الإنتخابية كمان.


طممتوا بطننا, الله يطمم بطنكم. لكن ممكن برضو يكون تخريب متعمد.


ألف مليون مبروك على فشل في أبسط المهارات الإعلامية.


تقميش:

تعريب ماكروه لشعارات الثورة الماسونية الفرنسية: من حرية, عدالة, إخاااااااااااااااااااااااء

إلى حرية, سلام, وعدالة. ياخي خليك في ماسونيتك ثورتك ودع لنا ثورتنا بدون شيطنة الله يرضي عليك.


ترجمة لبعض ما جاء في خطاب الأصم:


"ديمقراطية مستدامة". الترجمة: يا إما إنت بايعها زيهم. يا إإنت ما عارف بتقول في شنو (1)


"والآن وبعد مرور قرابة العامين من بداية الإنتقال في السودان, إستطاعت السلطة الإنتقالية أن تحقق تقدما في بعض الملفات المهمة, وفي مقدمتها ملف السلام بتوقيع اتفاق سلام جوبا, وعبر إجراء إصلاحات في عدد من القوانين". هذه عبارة مبهمة مبطنة -هل الإصلاح المقصود في قوانين تشريعية, سياسية, إقتصادية, أم اجتماعية (مثل التوقيع على سيداو). لو الإصلاحات إقتصادية, فالأصم خجلان يقول "رفع الدعم".


يُحسب له ذكر: "الأمر الذي يأتي مع تأخر وضعف في ملفات أخرى كبيرة ومهمة خاصة تلك المعنية بحماية المدنيين ومنع الإنتهاكات


"ليستمر المشهد الإنتقالي المعقد متأرجحا من حين لآخر .. بين القديم والجديد, بين الحكمة والحماقة, بين النور والظلام". ده كلام ماسونيين عديل.


*

إلى هنا إنتهى نقلي لما كتبته, بهامشه في الأسفل (بتصرف) بموقع سودانيز أونلاين في تاريخه.  ما أود أن ألفت النظر إليه هو أن الإنقلابات وتدبير الإنقلابات حول العالم في الثلاثمائة سنة الماضية هو دين وديدن الأنقلوساكسون, إبتداء بالجزر البريطانية نفسها.  فأول إنقلاب في الفترة الحديثة كان على الشرعية الملكية عن طريق خيانة أعضاء البرلمان المرتشين الذي نازعوا الملك في ملكه بتواطؤ مع تجار لندن.  حينها قامت الحرب الأهلية الإنجليزية بإهلاك الحرث والنسل على يد "الجيش النموذجي الحديث" أول قوات دعم سريع في التاريخ الحديث (راجع كتابنا, الديمقراطية والتحيز).  الحرب الأهلية, ثلاث حروب في الحقيقة, إنتهى أولها بإعدام الملك الشرعي تشارلز الأول وتعليق رأسه لإرهاب  الجماهير.


ذكرت "الفترة الحديثة", إذ أؤرخ لها بتأسيس المستعمرات الإنجليزية تحديدا دون كل المستعمرات الأوربية؛ والسبب يرجع لتأسيس ما يُسمى بشركات الإمتياز أو chartered companies كنقلة مرحلية في المراكمة  البدائية لرأس المال نهبا لثروات الشعوب عن طريق قطاع خاص يستمد دعمه من السلطة السياسية المركزية (2)

الزيت:

من هنا, فسواء السلطة المدنية العميلة, أو الإنقلابات والتآمر, فهما وجهان لنفس العملة الأنقلوساكسونية, وسلطة القمع و"قوانين منع الشغب" (إرهاب الدولة), والبطش والتنكيل بالجماهير عن طريق "الخونة الداخليين".  الإنقلابات عن طريق الطابور الخامس إختراع أنقلوساكسوني تم تطبيقه في الجزر البريطانية قبل نشره في بقية أنحاء الكرة الأرضية (ما يسمى بالثورة الفرنسية: الحرب ضد البولشفيك؛ الحروب ضد محاولة إستقلال الولايات المتحدة: الحرب الأهلية الأسبانية ضد الحكومة الشرعية؛ الخ). هناك مراجع أكاديمية تشهد على ما أقول.  ومن يريد الدليل, فكل ما عليه هو أن "يقول عوك".

وأي إستثناء أو إنقلاب لا يحظى بدعم الأنقلوساكسون, ناهيك عن أن يشكل تهديدا لمصالحهم (مثل الثورة البلشفية في روسيا) أكد بما لا يدع مجالا للشك أنه سيتعرض إلى متلازمة السياسة البريطانية المرتكزة على "توازن القوى", أي الدورة الثلاثية المتكررة: التحالف المؤقت, الحصار ثم الحرب.  وإنقلاب البرهان كذلك, فمن ورائه ذات الأيادي الأنقلوساكسونية المولعة بالخيانة ذات المحاضر الوهمية لإلهاء الجماهير عن التوثيق الحقيقي للإنقلاب وذراع البلاط الطويلة من خلفه.

أيّ بروف علوم سياسية لم يذكر هذا الكلام, أو لم يمر عليه في المقرر من أصله "يراعي لي بس".



=========

(1) وفقا لـ د. آدم بْشيفورسكي في ورقة بعنوان ألعاب فترة الإنتقال هناك ثلاث أنواع من مآلات الديمقراطية من ضمنها "الديمقراطيات الإنفجارية" كما يتجلى في السودان, وينكر الأعمى عصاه ويرتدي نظارتين من السراب ليبصرا.

(2) (هذا الهامش لم يرد في مقال "خوازيق باريس").  عن تميز إنشاء الشركات الخاصة أنقل من كتابي, "الديمقراطية والتحيز: رحلة أيديولوجيا في المنطقة الظلامية الأنقلوساكسونية":

وفي السياق التاريخي لنشوء الشركات المقصودة ندين لإيقَتون بهذا التوضيح:

.. أول ظهور للشركات ذات الإمتياز (هامش 23 في النص) chartered companies, كوسيلة لعبت دورا بالغ الأهمية في تاريخ سياستنا الإستعمارية في الأعوام الأولى من القرن السابع عشر ..       المصدر السابق


ذكره مازن سخاروف, الديمقراطية والتحيز, ص.29.


مازن سخاروف, 25 أكتوبر 2021

==


jsmtaz2014@gmail.com

 

آراء