د. احمد عثمان سراج في رحاب الله
انتقل الى رحاب ربه يوم الاثنين 9\12\2019م دكتور احمد عثمان سراج استشاري الطب النفسي والاستاذ الجامعي بطب الخرطوم والنقابي القدير والسياسي (الدغرى) في جيله، المناضل الذي مالانت له قناه ضد الإنقاذ وقد حكم عليه بالإعدام في عهدها المظلم الذي جمع كل أمراض النفس البشرية وتفنن في تعذيب الخصوم وقطع ارزاقهم وتشريدهم من الوطن بالجملة .
رحل فجأة فترك حسرةً دائمة وحزناً مقيماً لدى كل من عرفه . من شندي رحلت أسرته الى كردفان وانقسمت بين الرهد وجنوب كردفان حيث ولد هو في امبريمبيطة وكان معتزاً بانتمائه لتك البقعة من الوطن وكارهاً للظلم، وقد رأى كيف تعرضت له المنطقة التي تربى فيها واتخذتها أسرته الصغيرة وطناً لها.
نشط في العمل الطلابي باكراً منذ الستينات في خور طقت الثانوية وواصله في جامعة الخرطوم في تنظيمات الوسط (المؤتمر الديمقراطي الاشتراكي)وأصبح في احدى دورات الاتحاد في عام 1970م رئيساً للمجلس الأربعيني للاتحاد. ورغم الظروف الصعبة حينها اذ كانت المعارضة على اشدها لنظام مايو من قبل تنظيمات الاتجاه الاسلامي والاحزاب التقليدية ، فقد كانت قيادته للمجلس في تلك الظروف وعدله بين كل الفرقاء مشهودة حتى قالت عنه صحيفة (الميرور) الحائطية التي يصدرها الطلاب الجنوبيين But only your Mr. President(الا انت يا سيادة الرئيس) (والفهم ، انهم كلهم رسوب في ميدان السياسة وخلافاتها وأنت الاستثناء).
وعند ابتعاثه للمملكة المتحدة كان عضواً مؤسساً في تنظيم التقدميين السودانيين المعارض لمايو ومثل الطلاب السودانيين في اتحاد الطلاب العرب لسنوات فكان ملاذهم والحكم بينهم عند خلافهم واختلافاتهم . وعند عودته كان دوره مشهوداً في تكوين التجمع النقابي الذي كان في النهاية رأس الرمح في اسقاط نظام مايو. وكما قال سليمان الأمين رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم في أول الثمانينات في صفحته في الفيس بوك امس "كان دكتور سراج الأكثر تأهيلاً لقيادة المرحلة لتحقيق شعارات الانتفاضة لولا التكتلات إن لم نقل التآمر الذي جاء بالجزولي دفع الله" وقد صدق سليمان في قوله هذا.
احمد عثمان سراج كان له "في خدمة الشعب عرق" كما قال صلاح احمد ابراهيم حقيقة لا مجازا . كان يرى في العمل النقابي والسياسي عملاً وطنياً جاداً لا يقبل اساليب عدم المصداقية والفهلوة . وكان جاداً لدرجة الشطط ان جاز القول، أو قل كان نبيلا في وقت أصبح النبل في العمل النقابي والسياسي شيئا منسيا كأنما الشعب لا يستحق ولا يتوقع نبلا في قادته، وربما ذلك هو ما اقعد هذا الوطن الجميل رغم شبابه الذي كال العين في أيام الثورة المجيدة. رحم الله احمد عثمان سراج بقدرما حاول أن يسدي لوطنه من صدق النية والعمل والمثال في السياسة والتعليم الجامعي . علي المستوي الشخصي فقدت برحيله أخ وشقيق وصديق عمر نادر المثال في الوفاء والمحبة الصافية صفاء كل شئ فيه. لا نزكيه علي الله ونسأله له الرحمة والمغفرة، والصبروالسلوان لزوجته المكلومة بتول الزوجة الوفية والاخت والحبيبة ولابنائه عمار وغسان ومازن ولكل أهله وذويه وعارفي فضله.اللهم ارحمه واغفر له إنك غفور رحيم.
صديق امبده
11/12/2019
sumbadda@gmail.com