د. فاطمه عبدالمحمود والدفاع عن مايو وقوانين سبتمبر !! … بقلم: تاج السر حسين

 


 

 

 – royalprince33@yahoo.com

شئ رائع وبديع يدعو للفخر والأعتزاز مجرد رؤيتى لأمراة تقف بين المرشحين لرئاسة الجمهورية فى بلادى فى وقت لا تجد فيه المرأة حقوقا أقل من ذلك فى عدد من البلاد العربيه ليست بعيده عنا كثيرا، ولو ترك الأنقلابيون والشموليون والأرزقيه بلدنا فى حالها منذ الأستقلال لخطت خطوات وقطعت مسافات بعيده نحو التقدم والتطور والنماء ولسبقت المنطقه كلها بمئات السنين الضوئيه، لما لا وبلدنا بلد عريق صاحب حضاره قديمه ضاربه فى جذور التاريخ وأن زيف المؤرخون.

 

قرأت لأحد اؤلئك الأرزقيه يمجد مواطنى بلدا آخر ويصفهم بأنهم يعشقون وطنهم، وكأنه يلمح بصورة خفيه الى أن السودانيون يخونون وطنهم أو لا يحبونه، وفى احدى رواياتى ذكرت أن السودانى يخرج غاضبا عن وطنه مرددا المقوله المشهوره (منعول ابوكى بلد)، لكن اول ما تصل قدماه ارض بلد آخر تجده يبحث عن فندق سودانى وكسره سودانيه وجو سودانى وكيف سودانى!

وفى ندوه تحدثت فى جانب منها للرد على اساءات الدخلاء على الوطن ذكرت أن السودانى وطنى عاشق لبلاده حتى النخاع لكنه واع جدا لتصرفاته لا يباع أو يشترى ولا يجامل فى الحق من أجل ان يقال عنه (وطنى) فى عالم اصبح مثل القريه الصغيره، اذا وقعت مصيبه فى (هاييتى) أشتكى لها مواطنوا القضارف!

والسودانى الأصيل  سليل بعانخى وترهاقا لا يعرف عبادة الأصنام ولا يقبل الظلم وسفك دم الأبرياء ثم يؤيد القتله ويقف الى جانب سافكى الدماء من اجل لقمة عيش أو متعة دنيويه زائله!

 

وبالعودة للقاء الدكتوره فاطمه عبدالمحمود مع بابكر حنين على قناة النيل الأزرق ، فأن  اكثر ما اسفت له انها دافعت عن حق مايو وعن باطلها ان كان فيها حقا يذكر.

وأكاد أجزم أن النميرى رحمة الله عليه، لو كان حيا لما دافع عما فعله بالوطن والمواطنين خلال فترة حكمه التى امتدت لست عشرة سنه ولطلب العفو والصفح والمسامحه.

 

لى صديق من اقرباء نميرى فى دولة الأمارات حكى لى ضاحكا أن النميرى يتصل به من وقت لآخر ابان اقامته فى مصر لأنه يستأنس بالتحدث اليه فقال له ذات مره:

(الشريعه دى انا العملتها وهسه عائز الغيها)!

فقال لى صديقى رديت عليه ضاحكا:

(يا ريس انت قايل الشريعه دى كورة هلال مريخ)؟

وما يؤكد هذا الكلام ويعضده التصريح الذى ادلى به قبل فترة اقرب الناس للنميرى لفترة من الزمن وهو اللواء/ خالد حسن عباس، مما اغضب خال الرئيس والذى قال فيه من أكبر اخطاء النميرى (اعدامه لمحمود محمد طه) و(قوانين سبتمبر)، فقامت الدنيا ولم تقعد.

فاذا بالدكتوره فاطمه عبدالمحمود التى تعمل فى اليونسكو وتؤيد اتفاقية (سيداو) تفاجئنا فى ذلك اللقاء مدافعة عن قوانين سبتمبرالتى اذلت العباد وهددت الوحده الوطنيه وجعلت سودانيين اصلاء مواطنين (درجه ثانيه) عليهم أن يدفعوا الجزيه عن يد وهم صاغرون حتى يتمتعوا بألأمن والسلام، بل اعتبرت تلك القوانين السبتمبريه (شريعه) أسلاميه .. سبحان الله!

ولا أدرى كيف تنادى الدكتوره فاطمه عبد المحمود بتطبيق الشريعه وفى ذات الوقت هى تعلم بأنه ليس من حقها أن تتولى الرئاسه اذا فازت، حتى لا تولى على الرجال!

 

وكذلك دافعت الدكتوره فاطمه عبدالمحمود عن (المرحوم) الأتحاد الأشتراكى واعتبرت نهجه الشمولى نوعا من الديمقراطيه وهى تعلم أن النميرى كان يقرر ما يريد بحسب مزاجه ورغبته ومن خلال ما يعلنه فى برنامجه التلفزيونى على الهواء (بين الشعب والقائد) وعرف عنه أنه ما كان يقبل استقالة الوزراء وكثيرا ما ضربهم واهانهم بسبب تقديمهم لأستقالتهم أو اعتراضهم على قرار من قراراته العشوائيه.

 

أستعير عبارة الأخ شوقى بدرى لاقول فعلا السودان بلد المحن، حيث ما كنت اصدق أو اتوقع أن اشاهد أواسمع فى يوم من الأيام من يدافع مرة أخرى عن نظام النميرى الذى قال ان الشريعه لا تعرف طوارئ ولا تأمر بالتجسس على الناس والقفزعلى الحوائط لكنى افعل ذلك، وفى عهده (صفرت) الحنفيات وسهرت الأمهات حتى الصباح من اجل ملء جردل ماء واحد وكان المواطنون يقضون نصف يومهم فى طوابير الخبز واذا حصلوا عليه وجدوه مليئا (بالسوس)، والكهرباء مقطوعه لأكثر من 18 ساعه فى اليوم وأحيانا ليومين متتالين.

 

ودافعت كذلك الدكتوره فاطمه ومن يرافقونها عن مجازر الجزيره أبا وودنوباوى، لكنى لم اتابع الحلقه من بدايتها لذلك لم اتاكد هل سالها (حنين) كما سال المرشحين قبلها وحاول ان يغتال شخصياتهم عن قضية محرجه لجميع المايويين وهى قضية تهريب اليهود الفلاشا الى اسرائيل وكم كان ثمنها ومن قبض ذلك الثمن؟

 

لكن كما هو واضح فان (حنين) اثر فيه كلام الدكتوره فاطمه عبدالمحمود الذى اكدت فيه انها  تقف مع تطبيق الشريعه الأسلاميه وأن النميرى الذى بدأ ذلك لم يستطع اى زعيم آخر أن يلغيها بعده، وهى تعلم من اخطاء الأنتفاضه انها اتت بسوار الذهب الذى كان يعمل وزيرا لدفاع نميرى وقائدا عاما لجيشه وهذه محنة أخرى من محن السودان ولو كانت تلك الأنتفاضه فى اى بلد آخر غير السودان بلد التسامح لما سلم كل من ساند النميرى ودعمه طيلة فترة الست عشرة سنه التى حكم فيها السودان بجهاز امنه المدرب جيدا فى امريكا.

 

 ولا أدرى ما هو السبب الذى يمنع الدكتوره فاطمه عبدالمحمود من التنازل والأنضمام للمؤتمر الوطنى طالما كانت تؤمن بذلك ام انها  تقوم بنفس الدور الذى ذكره السيد/ مبارك الفاضل وتسعى لتشتيت الأصوات لصالح البشير فى المرحله الأولى ثم ينضم الشموليون الى بعضهم البعض بعد ذلك؟

ما قيل كان يمكن بلعه وتمريره لو صدر من اى انسان سودانى عادى رجل أو امراة لكنه شئ محير يثير الدهشه أن يصدر من دكتوره بل (بروف) تعمل مع منظمه اليونسكو فى القرن الحادى والعشرين.

آخر كلام:-

مسكينه قريبتى امرأة سودانيه بسيطه لها 6 من الأولاد والبنات  تخرج 90 % منهم من جامعة الخرطوم أطباء ومهندسين وزراعيين واقتصاديين، لكنها لم ترشح كأم مثاليه!

 

 

آراء