رؤية السودان الوطنية…تتصدر هموم العلماء السودانيين

 


 

 

وأخيرا...ستكون للسودان الحبيب رؤيته الوطنية ،الخاصة، حاله كحال الدول النامية والمتحضرة...وهي الرؤية التي غابت ،ولا زالت غائبة،منذ فجر الاستقلال وعبر مسيرة كل الحكومات الوطنية المتعاقبة علي حكم السودان.
كل دول العالم، لها رؤيتها الخاصة التي تتناسب وإرثها الحضاري ومواردها الطبيعية وتطلعها نحو مستقبل أجيالها..وقد ساعد ذلك دولا كثيرة في تحديد أهدافها واولوياتها نحو البناء والتعمير...وتتطلعها نحو المستقبل بروح الثقة والنفس المطمئنة وفقا للخطط والبرامج التي تم صياغتها والعمل الجاد علي تحقيقها بروح المسئولية والعمل الجماعي ونكران الذات في سبيل الوطن.
وللأسف...نحن في السودان..قد أكتشفنا ،متأخرين،وبعد رحلة طويلة من المعاناة وضنك العيش،بأننا كنا نسير بغير هدي،ولا دليل ولا تفكير علمي يعصمنا من الزلل..كنا نتخبط بعنجهية جوفاء في ممارسة السياسة ،وبعشوائية حمقاء في التجارة والاقتصاد وحتي الزراعة..ونتعايش بعفوية مع الجهل والفقر والمرض..كنا بلا طموح يعزز وجودنا البنوي ومستقبلنا المجهول.
كل ذلك يحدث...وجامعاتنا الوطنية،تخرج كل عام ميئات الخريجين بدون دراسة لسوق العمل واحتياجات المجتمع.كما كنا ابعد المجتمعات من تطبيق ما درسه الطلاب وما سيقومون به من دور في وظائفهم الجديدة التي هي ايضا يتم وضعها بلا توصيف ولا تدريب ولا إنتاجية تذكر ،فقد خلصت دراسة علمية بأن متوسط إنتاج الموظف السوداني في دواوين الحكومة لا يتعدي العشر دقائق يوميا...مما يفاقم من مشكلة البطالة المقنعة واهدار موارد الدولة.
أقول كل ذلك ،وفي الخاطر،بارقة أمل جديدة ،بدأت تتشكل وتتوهج وآخذة في الخروج من محيطها الأكاديمي الي المجتمع العريض كرسالة واجب علي المتعلم أن يساهم بها في بناء وطنه..فقد غاب دور المثقف السوداني عن العمل العام فترة طويلة وآن له أن يؤدي واجبه الوطني نحو الوطن بما يملك من علم وخبرة وتجارب متنوعة اكتسبها داخل وخارج الوطن.
لقد دب النشاط ،وتنادي العلماء والاكادميين والباحثين والخبراء السودانيين علي تكوين الكيان الذي يجمعهم ،ويستطيعون من خلاله تقديم علمهم وخبرتهم للمجتمع السوداني وأجهزة الدولة بغض النظر عن الفئة الحاكمة ما دامت قد جاءت بإرادة شعبية صادقة..
ولعل أبرز أعمال هذا التجمع العلمي المتميز، سعهم لوضع ( رؤية السودان الوطنية ) للفترة التي يتم الاتفاق علي تحديدها ،دون اغفال الوضع الحالي الذي معالجته.
وفي سبيل تحقيق تلك الاسهامات الوطنية، بدأ التجمع في تكوين لجانه المختلفة التي سوف تتكامل في جزئياتها لتكوين (الرؤية الوطنية للسودان ) التي تتطابق بدورها مع متطلبات التنمية المستدامة التي اقرتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة .
ولعل ما يسر البال ويسعده،وجود علماء أفاضل وأجلاء في لجنة( الرؤية والتخطيط الاستراتيجي ) مما يعني حصول السودان علي ( رؤية وطنية ) صادقة ومنكاملة ومبرأة من الغرض .
د.فراج الشيخ الفزاري
عضو تجمع الاكادميين والباحثين والخبراء السودانيين.

f.4u4f@hotmail.com

 

آراء