رؤية جديدة لعلاقة الإعلام والسلطة … قبول أم رفض

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

العلاقة بين الإعلام والسلطة الآن علاقة تبعية ترتبت عليها مآخذ كثيره أضرت بمصلحة السلطة وإهمال المجتمع المعنى بالأمر ، لذلك أصبح دور المؤسسات الإعلامية هامشياً لا يحترمه القارئ أو المشاهد مما دفعنى للكتابة فيه لعظم أمره وعلو شأنه فالإعلام يجب أن يكون حارساً أميناً لمكاسب الشعب وعين بصيرة تراقب السلطة وتوجهها إذا انحرفت عن جادة الطريق . إذن علينا جميعاً كُتاباً وإعلاميين في كل المؤسسات البحث عن صيغة لعلاقة مع السلطة نعيد بها للخبر مصداقيته . وأقترح مجموعة من الأسس علها تساعد من يتبنى هذه الفكرة للخروج من هذا النفق ، بداية يجب أن تعلم السلطة أنها لا تستطيع التحكم في الاتصال بل أي محاولة لذلك تقلل من قيمة الاتصال مما يترتب عليه عدم المصداقية وانصراف الشعب عنه ، إضافة إلى ثورة الاتصالات التي أنهت من الناحية العملية قدرة السلطة على الرقابة ومنع تدفق المعلومات للجماهير وحجب الحقائق عنها .لذلك يجب على السلطة أن تسعى إلى وجود صيغه جديدة للتعامل مع الإعلام والجمهور معاً باستخدام الوسائل التي تضفى عليها شرعية عن طريق الإسراع في الإصلاح والمزيد من الحريات ومحاسبة الفاسدين وعندما تقوم السلطة بذلك فهي لا تحتاج إلى وسائل التحكم والسيطرة على الإعلام بل سوف تتجه إليها كل الوسائل لنقل أخبارها والتي تكون جذابة  للجماهير المتعطشة للحقيقة التواقة للإصلاح لذلك  أعتقد أن قيام السلطة بإعادة صياغة وجودها على أسس شرعية تعبر عن مطالب الشعب هذا بالطبع سيقلل من حاجتها للتحكم في وسائل الإعلام ، علاوة على أن زيادة  الحرية الإعلامية سوف تكون عنصراً جاذباً لالتفاف المواطنين حول السلطة ومتابعة أخبارها وانجازاتها الحقيقية مع ملاحظة ارتباط حرية الصحافة بالمساواة بين طبقات الشعب والعدالة بينهم ومحاربة الفساد ويعنى الإصلاح وفقاً لمتطلبات التغيير السائد الآن .كذلك يجب أن تعلم السلطة أن وسائل الإعلام بهذه الصوره التي نراها الآن ليست لها تأثير جماهيري بل في كثير من الأحيان تؤدى إلى كراهية السلطة لأنها فقدت المصداقية وعلى السلطة الاعتراف بأن الاساليب القديمة في التحكم والرقابة أصبحت ضارة بالصحافة والمجتمع ، إذن لابد من احترام الشعب لوسائل الإعلام لأنها ضرورية لتأكيد هويته وحريته وذاتيته فهي التي تدافع عن أرضه وتصون استقلاله وتعبر عن إرادة الشعب وتحقق مصالحه وتحمى قيمه وآدابه وتراثه . وبالمقابل يقوم الإعلام بانتقاد السلطة ويحمى المجتمع من إساءة استخدامها .الصحافة لها دور كبير لصالح المجتمع تكشف عن انحرافات المفسدين وتكشف عن ضعفهم في اتخاذ القرار فهي تخدم السلطة وتخدم الشعب مع ملاحظة أن المفسد يقل انحرافه وفساده خوفاً من الصحافة لذلك لابد أن تدرك السلطة من الأفضل لها أن تخاف من الصحافة فتتخذ القرارات السليمة التي تؤمن مصالح الشعب بدلاً من أن تجد نفسها في مواجهة شعب ضائع جائع أو مواجهة ثورة شعبية . من خلال هذا الطرح  أرى لابد من تحقيق حرية للصحافة مع فتح أفاق جديدة للعلاقة بينها وبين السلطة مما يؤدى إلى انفتاح عام تستفيد منه كل الأطراف في ظل احترام وسيادة القانون الذي كرم الإنسان ونعمه بنعمة العقل التي يستطيع أن يميز بها الصالح من الطالح وان يلتزم الصحفي أو الاعلامى بالقيام بدوره دون تحيز أو انحراف أو ميول لا للسلطة ولا للشعب بل يكون شعاره كلمة الحق بغرض خدمة الصالح العام . ويلتزم ايضاً بالدفاع عن استقلال الدولة وحرمة أراضيها في مواجهة اى عدو خارجي  والعمل على تحقيق تماسك المجتمع والمحافظة على القيم الأخلاقية والاجتماعية وعدم إثارة الفتن والنعرات القبلية وان تفتح الصحافة ناقشاً حراً بين الآراء الغير متفق عليها بصوره معلنه ليعلم المواطن بها ويساهم فيها بقدر ما يستطيع . كل ذلك مع التأكيد حق الصحافة في النقد الهادف للسلطة وكشف الانحرافات والفساد مدعماً بالإثبات فعلاً وليس قولاً حتى يتسنى معالجة ذلك وفقاً للأسس السليمة التي تحفظ للسلطة حقها وللمواطن حقه . وليتذكر أهل السلطة خطبة ابوبكر الصديق   عندما تولى أمر المسلمين "أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخياركم فإن أحسنت فإعينونى وإن أساءت فقوموني ...... " كذلك كان الفاروق عمر  شديد التحري للعدل يجهد نفسه ومن معه لإيصال الحقوق إلى أصحابها ، يا أهل السلطة اسمعوا قوله " ما وجدت صلاح ما ولانى الله إلا بثلاث : أداء الأمانة  ، والأخذ بالقوة  ، والحكم بما أنزل الله وصلاح المال في ثلاث : أن يؤخذ من حق ، ويعطى في حق ، ويمنع من باطل " هذه صوره  رائعة تبين منهاج غدوتنا . أين نحن الآن من ذلك ؟   eidris2008@gmail.com           
Elfatih eidris [eidris2008@gmail.com]
 

 

آراء