رجل من السودان
26 May, 2009
بقلم جمال عنقرة
قليلون هم الذين سمعوا بموسسة مو. وأقل منهم الذين يعرفون أن (مو) هو الدكتور محمد فتحي إبراهيم. وقلة من هؤلاء يعرفون أن السيد (مو) سوداني الجنسية، رغم أنه يقدم نفسه بأنه نوبي سوداني أفريقي. وكل ما يعرف عن الرجل ومؤسسته أنهم يمنحون جائزة الحكم الرشيد كل عام لرئيس دولة أفريقية تنطبق عليه الشروط التي حددوها للحكم الرشيد. ولقد أقام احتفاليتين بمكتبة إسكندرية لتسليم الجائزة لمن فازوا بها خلال العامين الماضيين وهما رئيسا موزمبيق وبتسوانا. والسيد فتحي يعتز جداً بانتمائه لأصوله النوبية ولوطنه السودان ولقارته أفريقيا. ولقد ركز جل نشاطه الاستثماري في قارة أفريقيا وله يعود الفضل في تطوير الإتصالات في القارة السمراء وتفوقها علي كثير من دول العالم المتقدمة. ومن هذا الوفاء إنشائه مؤسسة مو لتنمية أفريقيا. وجائزة الحكم الرشيد واحدة من وسائل التنمية الناجعة التي اعتمدها السيد مو.
ولأن كثيرين ينظرون لهذه الجائزة نظرة سطحية، ويستكثرون هذه الملايين التي ينفقها مو علي الزعماء، ويظنون أنه لو أنفقها في أعمال خيرية وتنموية يكون مردودها أكبر، يستحسن أن ننقل بعض ما قاله رموز العالم وقادته عن السيد مو ومؤسسته والجائزة التي تمنحها للراشدين من حكان أفريقيا. فيقول الزعيم الأفريقي نلسون مانديلا (إن محمد فتحي إبراهيم لديه نظرة لنشر وتعريف الحكم الجيد، وسوف تقود هذه النظرة النهضة الإفريقية الاقتصادية والسياسة. وقد أسس مؤسسة محمد فتحي إبراهيم لتطوير معايير الحكم الجيد، ولتنشيط النقاشات العامة ووضع التحديات أمام القادة في القارة لوضع مقياس عالمي لهذا الأمر.
وعلى وجه الخصوص، تقدم المؤسسة جائزة فريدة للاعتراف بدور الحكم الجيد للقادة الأفارقة ممن تركوا المناصب بعد فترة حكم ناجحة. ومن الملائم أن هذه الجائزة ستكون أكبر جائزة في العالم. ولا يوجد شيء أهم من ذلك. وسوف تكون الجائزة بمثابة الاعتراف للقادة الإفريقيين بإنجازاتهم، كما ستوفر أساسًا يساعدهم على الاشتراك في المجتمع المدني وإضافة المزيد إلى الإنجازات التي حققوها.
وهذه المبادرة هي مبادرة إفريقية للإشادة بنجاحات قادة إفريقيا الجدد. فهي تعتبر نموذجًا يحتذي به باقي العالم. إننا نتمنى كل الخير لهذه المؤسسة الجديدة، كما أننا ندعو كل قادة العالم، سواء في الحكومات أو المجتماع المدنية والتجارية، لمساندة أهدافها ودعم رؤيتها. حيث إن المؤسسة تهدف إلى تقديم أكبر جائزة: وتساعد في التأكد من أن قارتنا الغنية ستكون مزدهرة، لكل قاطنيها.) ويقول السيد كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة (إن الحكم الجيد والديمقراطية هما أساس تطوير قارة إفريقيا. وبدونهما، سيكون من الصعب إن لم يكن مستحيلاً لأي دولة إفريقية الوصول إلى تحقيق أهداف الألفية بحلول عام 2015.
ولذلك تعتبر مهمة مؤسسة محمد فتحي إبراهيم هامة للغاية. وبفضل رؤية محمد فتحي، يمكن أن تساهم المؤسسة في الحركة المستمرة والمتنامية لبناء قادة أفارقة يتسمون بالنزاهة والتنوير. ويمكن أن تشجع الجيل الجديد من القادة على الالتزام بالمعايير العالية لخدمة الجماهير، ويمكن أن تساعد على إشعال شرارة الإبداع الفريدة والتي تشتعل عندما يعمل القطاعان العام والخاص معًا.) ويقول الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون (إن القيادة من العوامل الهامة في كل مكان، لكن تتزايد أهميتها على وجه الخصوص في إفريقيا. فالمهام التي تواجه القادة في إفريقيا بمثابة تحديات، وتعتمد حياة ورفاهية الملايين من البشر على أداء هؤلاء القادة.
ومن اللازم أننا يجب أن نجتهد للاعتراف بمجهودات القادة الناجحين الذين تمكنوا من تحقيق نتائج مميزة لمواطنيهم ومكافأتهم عليها.
لقد أسس محمد فتحي إبراهيم مؤسسة إفريقية لمساعدة إفريقيا على التقدم، وهذا مثال جيد تساعد إفريقيا نفسها من خلاله، كما يعتبر مثالاً هامًا للتحرك للأمام للوصول إلى الاستقرار في النمو والسلام في إفريقيا.
وقد خصصت المؤسسة جائزة لتشجيع القيادة الفعالة، وللمساعدة في التركيز في النقاش في إفريقيا على معايير الحكم الجيد. وأنا أعتقد أنكم ستوافقونني الرأي على أن هذه النقاشات ستكون في حينها.
كما أنها مبادرة بارزة والفضل في ذلك برجع إلى الرجل الذي يقوم على نشرها. إنني أتمنى الكثير من النجاح للمؤسسة في عملها الهام وأتوجه بالشكر إلى محمد فتحي إبراهيم للقيادة التي يظهرها وللجائزة التي يقدمها والتي تساعد على تحقيق أشياء نشترك فيها جميعًا، من خلال غد أكثر إشراقًا لأطفالنا.)