رحلات سد مروى .. من يوقف هذا العبث ؟ بقلم: محمد عبد الله سيد أحمد
محمد عبد الله سيد أحمد
27 November, 2008
27 November, 2008
masidahmed123@hotmail.com
تثير الزيارات السياحية المجانية والمنتظمة يوميا بالطائرات والبصات من كافة مدن السودان الى سد مروى مع خدمات الضيافة والوجبات الفاخرة منذ زمان طويل ولا تزال متواصلة – تثير هذه الرحلات الكثير من السخط والتهكم والإزدراء والإنتقادات الحادة للحكومة من قبل كثير من المراقبين والمهتمين بالشأن العام وغيرهم بإعتبارها بدعة وضلال ما أنزل الله بها من سلطان ، وما سبق الحكومة بها أحد من العالمين . والمسئولون عن هذه الزيارات قد لا يسمعون هذه الإنتقادات لأنهم قد اسكتوا الصحف حتى لا يسمعوا مثل هذه الإنتقادات . وإن سمعوها حسبوها لغوا وأصوات أعداء نشاز . فيظلوا فى طغيانهم يعمهون ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . أو ربما كانت لهم مصلحة ما فى استمرار هذه الرحلات رغم نتائجها السالبة . والنقد الموجه لهذه الرحلات يتمثل أولا فى التكلفة المالية الباهظة لهذه الرحلات . فأكثر التقديرات تواضعا تقدر تكلفتها المالية بما لا يقل عن الثلاثمائة مليون جنيه ( بالقديم ) فى اليوم الواحد . وذلك بحساب متوسط عدد البصات المؤجرة والذى يتراوح ما بين أربعين الى خمسين بصا فى اليوم الواحد . وقد يصلها عددها الى المائة بص فى اليوم . ويبلغ أقل إيجار للبص الواحد مبلغ أربعة ملايين جنيه ( بالقديم ) فى رحلة الذهاب والإياب . وذلك خلاف تكلفة الرحلات بالطائرات للشخصيات الهامة وهي بمعدل أربعة رحلات يوميا ذهاب وأياب وذلك أيضا خلاف تكلفة اللاندكروزرات المؤجرة أو المملوكة للحكومة المخصصة للموظفين المرافقين للوفود الزائرة وخلاف تكلفة الوجبات الفاخرة . كل هذا الصرف الباهظ يحدث يوميا فى وقت تشكو فيه الحكومة بل والعالم أجمع من أزمة مالية . بل ويشكو المتأثرون من قيام السد من ظلم إدارة السد لهم وغمطها لحقوقهم لأنها لم تصرف لهم بقية أقساط تعويض نخيلهم المستحق بحجة عدم توفر المال !! . بل وهناك المناصير من أصحاب الخيار المحلى حول البحيرة الذين أغرقتهم الحكومة ومحاصيلهم على وشك الحصاد ولم ينالوا أي تعويض حتى الآن . ولم تف الحكومة لهم بما وعدتهم به فى إتفاقيها معهم ببناء مساكن لهم حول البحيرة . وهم الآن يعيشون ظروفا مأساوية حيث يعانون نقصا فى الإيواء والغذاء فى الوقت الذى تنشط فيه الحكومة فى إرسال الإغاثات الى اليمن . و الحكومة نزاع وخلاف فى شأن المناصير . وتنقسم فى ذلك الى حكومتين لكل جكومة أجندة مختلفة ومتعارضة مع أجندة الحكومة الأخرى . فهناك الحكومة القوية وذات البأس الشديد التى على رأسها الوزير/ المدير التنفيذى لوحدة تنفيذ السدود وبعض آخر من وزراء نافذين . وهؤلاء يكيدون للمناصير كيدا . وهم وراء عدم تنفيذ الحكومة لإتفاقها مع المناصير ، وما انفكوا يسعون بكل الوسائل الحيل لإخراجهم من أراضيهم حول البحيرة . وبلغ الكيد بهم أن احتجز المدير التنفيذى لوحدة تنفيذ السدود اثنى عشر شاحنة تابعة لديوان الزكاة تحمل إغاثة وكانت فى طريقها الى منطقة المناصير ولم يستطع والى ولاية نهر النيل ولا مدير ديوان الزكاة فك أسرها و لا يعلم أحد الوجهة التى حولها لها . وقس على مثل هذا التصرف الكثير المثير والخطر . بينما هناك وجه مشرق للحكومة ممثلا فى والى ولاية نهر النيل وحكومته . وهذا الوالى لا يزال يكافح ويقاتل لتوفير كافة سبل إعادة تأهيل حياة مواطنيه المناصير المنكوبين بالإغراق المتعمد . وأعجب لحكومة يشبه تعاملها مع قضية المناصير بشخصية دكتور جيكل ومستر هايد المزدوجة !!
والمراقبون ينتقدون هذه الزيارات أيضا بأن هدفها غير واضح أو أنها لا تخدم غرضا . فإن كان المقصود بهذه الزيارات هو الإعلام وتعريف المواطنين بهذا المشروع التنموى ، فإن الأسئلة التى تطرح نفسها بإلحاح هي : ولماذا تقتصر هذه الزيارات على سد مروى بالذات دون مشاريع التنمية الأخرى ؟ ثم ما أيسر أن يتم تصوير هذا السد وملحقاته مع الشرح الوافى فى أفلام يتم عرضها وبثها فى جميع القنوات التلفزيونية السودانية ليل نهار ، إضافة الى تسجيل تلك المادة مع الشرح فى أقراص مدمجة وتوزيعها بالمجان -- وأما إن كان الهدف من وراء تلك الزيارات المفتوحة للشعب السودانى هي بغرض الكسب السياسى والدعاية للمؤتمر الوطنى كي يكتسح الإنتخابات القادمة كما يقول بذلك البعض . فإن هذه الرحلات فى حد ذاتها كما يراها المراقبون تمثل دعاية مضادة ومردود سلبى للحكومة ومؤتمرها الوطنى . ومن المؤسف أن الحكومة لا تعلم بتلك النتائج السلبية لهذه الزيارات لأن القائمين على أمر تنظيم تلك الرحلات لم يقوموا بإجراء استطلاع لآراء من فوجتهم لزيارة السد Feed-back أو أنهم يقومون بذلك بطريقة غير علمية صحيحة كإستطلاعهم لرأي الزوار بواسطة مرافقيهم وهم فى طريق عودتهم من الرحلة . فلا غرابة أن يكيلوا لهم المدح والتناء بلا حساب . أو ربما يكون للقائمين بتنظيم أمر تلك الرحلات مصلحة ما فى استمرارية هذه الرحلات رغم علمهم بنتائجها السلبية . وهناك بالطبع من الزوار من يجدها فرصة عمر للترفية ومشاهدة منطقة فى السودان لم يكن قد شاهدها من قبل وبالمجان مع توفرالخدمات والوجبات وهؤلاء من حقهم يدفعوا الثمن حمدا وثناء عطرا . ولكن التعليقات التى يرددها الزوار بصفة عامة و يصل علمها للحكومة هى الإستنكار الشديد للصرف الباهظ والبذخى واللامسئول للمال العام فى هذه الرحلات . وهو كما يرونه مال سايب وما له من نفاد ، وكان الأوجب أن يصرف فى شئون خدمية حامة يعانى فيها الشعب من قصور الحكومة في مجالها . ويصف البعض الزيارة بأنها دعاية رخيصة وساذجة لمشروع لم يكتمل ولم يظهر له عائد بعد . ومع إسكات الحكومة للصحف ومنعها من نشر أي نقد لهذا المشروع ولأداء القائمين به فإن كثيرا من الزوار يتحفظون على صحة المعلومات التى تفيدهم بها إدارة السد ويعتبرون شهادتها وحدها مجروحة ما لم تقارن وتمحص مع الرأي الآخر خاصة وأن إدارة السد لا تمنح الزوار الفرصة للأسئلة تفاديا من حرج الإجابة عليها كما تحظر عليهم مشاهدة بعض الأماكن بذرائع واهية وكمثال لذلك فإنها لا تسمح لهم بالصعود الى ظهر السد ولا بزيارة مشروع الملتقى الزراعى لأهالى الحامداب حتى لا يطلعوا على ما لا تريد لهم أن يطلعوا عليه . وهذا مجرد مثال . وإدارة السد فى إعلامها للزوار تحرص أن تؤكد لهم أنها صاحبة فضل على المتأثرين من قيام السد وأنها بدلت حياتهم من بعد شقاء الى سعادة وأمن . وأسكنتهم فى منازل حديثة ما كانوا يحلمون بها وتصفهم الآن وكأنهم فى جنات النعيم وعلى الأرائك متكئون ، ولكنها تمنع زوارها النزول من البصات وأن يكتفوا بمشاهدة منازل المتأثرين من بعد حتى لا يلتقوا بالمتأثرين التعساء ليكشفوا لهم عما آل اليه حالهم من بؤس وشقاء وفقر مدقع جعل معظمهم فى حاجة للزكاة . والحكومة من فرط سذاجتها تستعرض للزوار الذين فوجتهم من مختلف أنحاء السودان فى تباهى وإفتخار إنجازها لمطار مروى العالمى ولمستشفى مروى الحديث بكامل التخصصات و بإنشائها لكبرى مروى – كريمة وإنشائها وإعادة تأهيلها لكثير من المرافق الخدمية والتنموية بمدينتي مروى وكريمة وبقية القرى والأحياء بمحلية مروى ، وكيف أنها جعلت من مدينة مروى ملتقى طرق حديثة تربطها بكافة مناطق السودان وكأنها عاصمة مرتقبة للسودان ، وهي لا تعلم أن هذه التنمية التى محورتها فى محلية مروى قد أثارت عليها أولا حفيظة المتأثرين بإعتبارها تمت على حساب ميزانية تعويضاتهم وإعادة توطينهم من قيام السد وأثارت ثانيا حفيظة مواطنى بقية المحليات فى ولايتى الشمالية و نهر النيل بإعتبارها تنمية غير متوازنه وفيها محاباة لمحلية مروى . وأما الذين قدموا من بقية الولايات الأخرى فإن بعضهم يعلق قائلا : إن ما شاهدوه من تنمية فى تلك المحلية قد أعاد الى ذاكرتهم ما ورد فى الكتاب الأسود . وبمثل هذا التعليق فإن الحكومة إن كانت تهدف حقا للكسب السياسى عن طربق تلك الزيارات فقد أخطأت هدفها وأنقلب السحر على الساحر.
واحد من الذين فوجتهم الحكومة لزيارة السد علق لى قائلا : لو كنت مكان الحكومة لما قمت بتنظيم مثل هذه الرحلات العبثية للسد . ولكنت انتظرت حتى يتم استخراج أول نسبة من الكهرباء من هذا السد ، لأجعل من بداية إنتاج الكهرباء يوم عطلة وعيد قومى أعلن فيه منح المواطنين كهرباء مجانا لمدة أسبوع بالتناوب فى كل مدن السودان ثم ألحق ذلك ببشرى تخفيض تكلفة الكهرباء الى النصف حتى ولو تم ذلك على مراحل وأكون بذلك حققت كسبا سياسيا ربما يصفح للحكومة عن كثير من إخطائها فى حق الشعب السودانى الصابر ومن بينه هذا الصرف اللامسئول على تلك الرحلات
تثير الزيارات السياحية المجانية والمنتظمة يوميا بالطائرات والبصات من كافة مدن السودان الى سد مروى مع خدمات الضيافة والوجبات الفاخرة منذ زمان طويل ولا تزال متواصلة – تثير هذه الرحلات الكثير من السخط والتهكم والإزدراء والإنتقادات الحادة للحكومة من قبل كثير من المراقبين والمهتمين بالشأن العام وغيرهم بإعتبارها بدعة وضلال ما أنزل الله بها من سلطان ، وما سبق الحكومة بها أحد من العالمين . والمسئولون عن هذه الزيارات قد لا يسمعون هذه الإنتقادات لأنهم قد اسكتوا الصحف حتى لا يسمعوا مثل هذه الإنتقادات . وإن سمعوها حسبوها لغوا وأصوات أعداء نشاز . فيظلوا فى طغيانهم يعمهون ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . أو ربما كانت لهم مصلحة ما فى استمرار هذه الرحلات رغم نتائجها السالبة . والنقد الموجه لهذه الرحلات يتمثل أولا فى التكلفة المالية الباهظة لهذه الرحلات . فأكثر التقديرات تواضعا تقدر تكلفتها المالية بما لا يقل عن الثلاثمائة مليون جنيه ( بالقديم ) فى اليوم الواحد . وذلك بحساب متوسط عدد البصات المؤجرة والذى يتراوح ما بين أربعين الى خمسين بصا فى اليوم الواحد . وقد يصلها عددها الى المائة بص فى اليوم . ويبلغ أقل إيجار للبص الواحد مبلغ أربعة ملايين جنيه ( بالقديم ) فى رحلة الذهاب والإياب . وذلك خلاف تكلفة الرحلات بالطائرات للشخصيات الهامة وهي بمعدل أربعة رحلات يوميا ذهاب وأياب وذلك أيضا خلاف تكلفة اللاندكروزرات المؤجرة أو المملوكة للحكومة المخصصة للموظفين المرافقين للوفود الزائرة وخلاف تكلفة الوجبات الفاخرة . كل هذا الصرف الباهظ يحدث يوميا فى وقت تشكو فيه الحكومة بل والعالم أجمع من أزمة مالية . بل ويشكو المتأثرون من قيام السد من ظلم إدارة السد لهم وغمطها لحقوقهم لأنها لم تصرف لهم بقية أقساط تعويض نخيلهم المستحق بحجة عدم توفر المال !! . بل وهناك المناصير من أصحاب الخيار المحلى حول البحيرة الذين أغرقتهم الحكومة ومحاصيلهم على وشك الحصاد ولم ينالوا أي تعويض حتى الآن . ولم تف الحكومة لهم بما وعدتهم به فى إتفاقيها معهم ببناء مساكن لهم حول البحيرة . وهم الآن يعيشون ظروفا مأساوية حيث يعانون نقصا فى الإيواء والغذاء فى الوقت الذى تنشط فيه الحكومة فى إرسال الإغاثات الى اليمن . و الحكومة نزاع وخلاف فى شأن المناصير . وتنقسم فى ذلك الى حكومتين لكل جكومة أجندة مختلفة ومتعارضة مع أجندة الحكومة الأخرى . فهناك الحكومة القوية وذات البأس الشديد التى على رأسها الوزير/ المدير التنفيذى لوحدة تنفيذ السدود وبعض آخر من وزراء نافذين . وهؤلاء يكيدون للمناصير كيدا . وهم وراء عدم تنفيذ الحكومة لإتفاقها مع المناصير ، وما انفكوا يسعون بكل الوسائل الحيل لإخراجهم من أراضيهم حول البحيرة . وبلغ الكيد بهم أن احتجز المدير التنفيذى لوحدة تنفيذ السدود اثنى عشر شاحنة تابعة لديوان الزكاة تحمل إغاثة وكانت فى طريقها الى منطقة المناصير ولم يستطع والى ولاية نهر النيل ولا مدير ديوان الزكاة فك أسرها و لا يعلم أحد الوجهة التى حولها لها . وقس على مثل هذا التصرف الكثير المثير والخطر . بينما هناك وجه مشرق للحكومة ممثلا فى والى ولاية نهر النيل وحكومته . وهذا الوالى لا يزال يكافح ويقاتل لتوفير كافة سبل إعادة تأهيل حياة مواطنيه المناصير المنكوبين بالإغراق المتعمد . وأعجب لحكومة يشبه تعاملها مع قضية المناصير بشخصية دكتور جيكل ومستر هايد المزدوجة !!
والمراقبون ينتقدون هذه الزيارات أيضا بأن هدفها غير واضح أو أنها لا تخدم غرضا . فإن كان المقصود بهذه الزيارات هو الإعلام وتعريف المواطنين بهذا المشروع التنموى ، فإن الأسئلة التى تطرح نفسها بإلحاح هي : ولماذا تقتصر هذه الزيارات على سد مروى بالذات دون مشاريع التنمية الأخرى ؟ ثم ما أيسر أن يتم تصوير هذا السد وملحقاته مع الشرح الوافى فى أفلام يتم عرضها وبثها فى جميع القنوات التلفزيونية السودانية ليل نهار ، إضافة الى تسجيل تلك المادة مع الشرح فى أقراص مدمجة وتوزيعها بالمجان -- وأما إن كان الهدف من وراء تلك الزيارات المفتوحة للشعب السودانى هي بغرض الكسب السياسى والدعاية للمؤتمر الوطنى كي يكتسح الإنتخابات القادمة كما يقول بذلك البعض . فإن هذه الرحلات فى حد ذاتها كما يراها المراقبون تمثل دعاية مضادة ومردود سلبى للحكومة ومؤتمرها الوطنى . ومن المؤسف أن الحكومة لا تعلم بتلك النتائج السلبية لهذه الزيارات لأن القائمين على أمر تنظيم تلك الرحلات لم يقوموا بإجراء استطلاع لآراء من فوجتهم لزيارة السد Feed-back أو أنهم يقومون بذلك بطريقة غير علمية صحيحة كإستطلاعهم لرأي الزوار بواسطة مرافقيهم وهم فى طريق عودتهم من الرحلة . فلا غرابة أن يكيلوا لهم المدح والتناء بلا حساب . أو ربما يكون للقائمين بتنظيم أمر تلك الرحلات مصلحة ما فى استمرارية هذه الرحلات رغم علمهم بنتائجها السلبية . وهناك بالطبع من الزوار من يجدها فرصة عمر للترفية ومشاهدة منطقة فى السودان لم يكن قد شاهدها من قبل وبالمجان مع توفرالخدمات والوجبات وهؤلاء من حقهم يدفعوا الثمن حمدا وثناء عطرا . ولكن التعليقات التى يرددها الزوار بصفة عامة و يصل علمها للحكومة هى الإستنكار الشديد للصرف الباهظ والبذخى واللامسئول للمال العام فى هذه الرحلات . وهو كما يرونه مال سايب وما له من نفاد ، وكان الأوجب أن يصرف فى شئون خدمية حامة يعانى فيها الشعب من قصور الحكومة في مجالها . ويصف البعض الزيارة بأنها دعاية رخيصة وساذجة لمشروع لم يكتمل ولم يظهر له عائد بعد . ومع إسكات الحكومة للصحف ومنعها من نشر أي نقد لهذا المشروع ولأداء القائمين به فإن كثيرا من الزوار يتحفظون على صحة المعلومات التى تفيدهم بها إدارة السد ويعتبرون شهادتها وحدها مجروحة ما لم تقارن وتمحص مع الرأي الآخر خاصة وأن إدارة السد لا تمنح الزوار الفرصة للأسئلة تفاديا من حرج الإجابة عليها كما تحظر عليهم مشاهدة بعض الأماكن بذرائع واهية وكمثال لذلك فإنها لا تسمح لهم بالصعود الى ظهر السد ولا بزيارة مشروع الملتقى الزراعى لأهالى الحامداب حتى لا يطلعوا على ما لا تريد لهم أن يطلعوا عليه . وهذا مجرد مثال . وإدارة السد فى إعلامها للزوار تحرص أن تؤكد لهم أنها صاحبة فضل على المتأثرين من قيام السد وأنها بدلت حياتهم من بعد شقاء الى سعادة وأمن . وأسكنتهم فى منازل حديثة ما كانوا يحلمون بها وتصفهم الآن وكأنهم فى جنات النعيم وعلى الأرائك متكئون ، ولكنها تمنع زوارها النزول من البصات وأن يكتفوا بمشاهدة منازل المتأثرين من بعد حتى لا يلتقوا بالمتأثرين التعساء ليكشفوا لهم عما آل اليه حالهم من بؤس وشقاء وفقر مدقع جعل معظمهم فى حاجة للزكاة . والحكومة من فرط سذاجتها تستعرض للزوار الذين فوجتهم من مختلف أنحاء السودان فى تباهى وإفتخار إنجازها لمطار مروى العالمى ولمستشفى مروى الحديث بكامل التخصصات و بإنشائها لكبرى مروى – كريمة وإنشائها وإعادة تأهيلها لكثير من المرافق الخدمية والتنموية بمدينتي مروى وكريمة وبقية القرى والأحياء بمحلية مروى ، وكيف أنها جعلت من مدينة مروى ملتقى طرق حديثة تربطها بكافة مناطق السودان وكأنها عاصمة مرتقبة للسودان ، وهي لا تعلم أن هذه التنمية التى محورتها فى محلية مروى قد أثارت عليها أولا حفيظة المتأثرين بإعتبارها تمت على حساب ميزانية تعويضاتهم وإعادة توطينهم من قيام السد وأثارت ثانيا حفيظة مواطنى بقية المحليات فى ولايتى الشمالية و نهر النيل بإعتبارها تنمية غير متوازنه وفيها محاباة لمحلية مروى . وأما الذين قدموا من بقية الولايات الأخرى فإن بعضهم يعلق قائلا : إن ما شاهدوه من تنمية فى تلك المحلية قد أعاد الى ذاكرتهم ما ورد فى الكتاب الأسود . وبمثل هذا التعليق فإن الحكومة إن كانت تهدف حقا للكسب السياسى عن طربق تلك الزيارات فقد أخطأت هدفها وأنقلب السحر على الساحر.
واحد من الذين فوجتهم الحكومة لزيارة السد علق لى قائلا : لو كنت مكان الحكومة لما قمت بتنظيم مثل هذه الرحلات العبثية للسد . ولكنت انتظرت حتى يتم استخراج أول نسبة من الكهرباء من هذا السد ، لأجعل من بداية إنتاج الكهرباء يوم عطلة وعيد قومى أعلن فيه منح المواطنين كهرباء مجانا لمدة أسبوع بالتناوب فى كل مدن السودان ثم ألحق ذلك ببشرى تخفيض تكلفة الكهرباء الى النصف حتى ولو تم ذلك على مراحل وأكون بذلك حققت كسبا سياسيا ربما يصفح للحكومة عن كثير من إخطائها فى حق الشعب السودانى الصابر ومن بينه هذا الصرف اللامسئول على تلك الرحلات