رحمة الله على رفيق الصحبة الفريدة الأستاذ حسن عثمان حاج أحمد

 


 

 

دكتور طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
المملكة المتحدة
خلال هذه الليلة الظلماء الباردة السادس عشر من شهر يناير الحالي نعى لي شقيقي مولانا الطاهر رحيل أخ لي وإن لم تلده أمي فكان كما يكون الأخ الشقيق في الحب والمودة والصداقة والصدق ونكران الذات والوفاء ، هو الأستاذ ومعلم اللغة الإنجليزية بالمدارس الثانوية حسن عثمان حاج أحمد

إنا لله وإليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. رحمة الله ومغفرته تغشاك أخانا الحبيب والصديق وزميل المتوسطة والثانوية وصاحب السفر ودرة الإخاء الصادق وانت الصادق الصدوق فى حبك للآخرين واحترامهم والصادق فى دينك وحسن عبادتك وحسن تعاملك مع الآخرين وتلاميذك وكنت حسنا فى كل جميل وما تحمل من حسن سمات وصفات يتمناها الآباء والأمهات لأبنائهم. حسن عثمان حاج أحمد كان جميلا فى كل شيء ونورا من الصلاح الذي كان يتوهج من وجهه الباسم الصبوح وكان إشراقة فصول العمر التى قضيناها معا في مدارس بربر ورحلتنا التاريخية ونحن في الثانوية إلى غرب السودان الحبيب بقيادة أستاذنا التشكيلي المرحوم كمال حسن بشير حتى جبل مرة. كان حسن ريحانة صحبتنا وجلسات أنسنا وحديقتنا التى تفتقده فيها أزهار وطيور كانت تطرب لسماع صوته الجميل وهو ينشد أو يرتل ترتيلا.
من عجيب الخواطر والأحاسيس والله أنني قد تذكرته صباح اليوم وانا فى طريقي إلى المستشفى ، مثل ما كنت كل يوم أدعو كما تعودت عشوائيا على كل ما بخطر على بالي من الأحياء أو الذين ماتوا من الاهل والصحاب وبعض الذين تعلمنا عليهم. ترحمت اليوم على الدكتور المرحوم يس يوسف ابوتركي استشاري الاطفال، واساتذتنا التجاني مصطفى المكي ووراق أحمد وراق ومحي الدين فارس وحسين ابوضامر والأخير هو من ابناء لقاوة والابيض و تذكرت بذكره استاذنا عبدالساتر الذي أكرمنا الله بصحبته فى النصف الاول من السنة الاولى بمدرسة بربر الاهلية الحكومية وعلمنا حينها بكل إحترافية أبجديات اللغة الانجليزية. تذكرت لحظتها أخي حسن عثمان الذي خطرت صورته وهو يجاورني في الصف من ناحية اليمين كان لنا معه والأستاذ عبدالساتر قصة ربما أكون قد ذكرتها سابقا ولا غضاضة من ذكرها هنا وحتى إن كان للأحزان اليوم أجواء مظلمة ففي ذكرى الأصدقاء وقصص الرفقة معهم تخفيف حزننا وتجفيف دموعنا وتهدئة قلوبنا الرهيفة. كان لحسن عثمان صوتا جداً جميلا إذا أنشد وفى زمننا ذاك كانت أغنية الراحل الأستاذ محمد وردي عليه رحمة الله " يا ناسينا" أغنية المواسم وكان حسن كثيرا ما يترنم بها. فوجئنا بأن إدارة المدرسة جمعتنا في طابور غير عادي خلال الفسحة الثانية وكانت لوداع استاذنا عبدالساتر منقولا الي كردفان، والقطار القادم من حلفا كان سيصل بعد ساعة زمن الي محطة بربر التي تجاور المدرسة. كان عبدالساتر شاباً نحيفا طويل القامة جميلا في شكله ولبسه وهندامه وسمراويا ومهذبا لا تفارق الابتسامة محياه وكانت له طريقته الخاصة ومميزة فى تعليمنا تلك اللغة التي كنا فى شوق لتعلمها. بودلت الكلمات والقصائد الوداعية وانصرفنا إلى فصولنا وكنا في غاية التأثر لذلك الفراق الابدي خاصة أن القطار كان سيمر على مقربة من مدرستنا ون كنا دايما نشاهد ركابه عبر الشبابيك، وبالفعل قد توادعنا ذلك اليوم من على البعد . في أغنية للراحل ابراهيم عوض رحمة الله عليه صورة لحظة الوداع مع تحرك القطار " قطارو اتحرك شوية شوية دا من بعيد بي ايدو لوح لي
بكت عينيه وكمان عينيا دا حكمك ياربي يبقى عليا" والدموع عادة ما تتقطر عند ظهور تلك التلويحات المؤثرة وهي تبتعد شوية شوية مع تزايد سرعة القطار وتختفي اليد وفي قبضتها ما يكفي من الحب لتسكن هونا مع مناجاة النفس . المفاجأة أن الأستاذ عبدالساتر قد دخل علينا و قال جيت أودعكم وتقدم إلي مقعد حسن عثمان وهو يبدو أنه قد علم بفن التلميذ النجيب فطلب من حسن أن يغني يا ناسينا حن علينا!. الي يومنا هذا لم ننساكما أستاذنا عبدالساتر الكردفاني و يا رفيق دربنا وصديقنا وحبيبنا حسن عثمان، وبربر كلها سوف لن تنساك ابنا بارا وقمرا منيراً ومثالاً في الأخلاق الرفيعة يحتذى وكابتن فريقها المشهور "بالنهضة" ذاك الزمن. سوف يتذكرك كل تلاميذك في الخرطوم كما نحن لا نزال نتذكر اساتذتنا الابرار وعلى راسهم الاستاذ عبدالساتر والذي اذكر دروسه ونشاطه الجاد كمعلم صادق ومتمكن كلما اتابع الفيلم "To Sir With Love
ألا رحمة الله رحمة واسعة عليك أخي حسن عثمان والله اسأل أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يجعل الفردوس الأعلى مسكنك والكوثر الفياض مشربك وصحبتك الخالدة مع الشهداء والصالحين أجمعين. البركة فى ذريتك والله يلزمهم الصبر والسلوان ونحن وكذلك لتلاميذك الذين بالتأكيد وانت معلمهم اللغة الإنجليزية سيدعون لك بالمغفرة وعند ذكرك سيرددونها أنشودة الوفاء To Sir With Love
إنا لله وإليه راجعون - اللهم في مجال الموت صبرا، العزاء الحار لكل الآل والصحاب فى بربر والخرطوم وزملاء الدراسة بقيادة الأخ السيد عبدالعظيم الريح مدثر و الأساتذة عبدالعزيز موسى مدني وعمر مصطفى أبوقيصة ومولانا هاشم حسن يس وشيخنا الاستاذ عبدالله الطيب وعمر موسى حاج حمد ومولانا السر أحمد سعد ومحمد حسن أبوزيد ونصر الدين مصطفى البكري والمهندس يحي مجذوب عبدون والعميد حسن محمد مجذوب وعذرا فالقائمة تطول
عبدالمنعم

On Tue, 16 Jan 2024 at 19:25, attahir alarabi <tahirarabi@gmail.com> wrote:
الأخ د. منعم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قرأت اليوم نعيا لصديقكم الاستاذ حسن عثمان فى صفحة عبدالعظيم الريح بالفيسبوك ،، و كان هذا ردى عليه .
تعازينا القلبيه و الرحمه و المغفره للراحل العزيز .
انا لله و انا اليه راجعون و لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .. رحم الله الأخ العزيز حسن عثمان فقد كان حسينا كله ، ما ان تراه و الا ان يخبرك مرآه جمالا فى المخبر و جمالا فى المظهر يغمرانك بسعادة و راحه ، عرفته معكم و انتم أخوة لشقيقى د. عبدالمنعم عبدالمحمود ايام الطلب فى بربر الثانويه و مازلت أراه كل هذه السنين بذات السمت الآثر الذى ( يتوهط ) فى الوجدان محبة و احتراما .... اللهم انا نشهد ان كل من عرفه احبه و قدره و شهد له بحسن الخلق و حميد السيره .. و العزاء لنا وعد رسولك المصطفى لنا بأن ( وجبت ) اللهم الطف به و أكرمه و عظم شأنه عندك و اشمله بواسع رحمتك و عظيم مغفرتك، اللهم صبرا و سلوانا و بركة تشمل أهله و خاصته و أصدقائه و تلامذته فلا حول و لا قوة إلا بك يا رحيم .

aa76@me.com

 

آراء