رحم الله ميرغني صالح !!

 


 

 

 

*إن حادث المروحية التى سقطت وراح ضحيتها المهندس / ميرغني صالح سيداحمد والي ولاية القضارف وخمسة من قيادات حكومته إثر تحطم المروحية التى كانت تقلهم واحتراقها في منطقة القلابات شرقي البلاد ، بجانب عدد من المصابين لمستشفى القضارف ، نسأل الله سؤالاً صادقاً بأن يتغمدهم الله برحمته التي وسعت كل شيء ، ولقد عرفت الراحل الكبير إبان توليه رئاسة المجلس التشريعي للولاية الشمالية وفي الفترة التي إتسمت بكثير من الصراعات قابلها بسعته المعهودة وسمته الودود فلم يعرف عنه فجور خصومة ولا إنحدار خطاب ، وقد إختلفنا عدد من المرأت فلم يكن إلا ميرغني صالح الصالح فظللنا نحتفظ بمسافة من أدب الاختلاف وأدب الحوار ، وهو إذ يمضي إلى رحاب ربه نسأل الله أن يتقبله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً .

* إن أحداث الطائرات التي عرفناها في هذا البلد كثيرة وآليمة وتنسج حولها روايات وتحكى الحكاوى وتبقى الحقيقة حبيسة الصدور أو القبور ، واللافت في هذه الحادثة تحديداً أنه لم تشكل لجنة تحقيق حتى الآن لتكشف أسباب الحادثة ، وكون الطائرة طائرة عسكرية فإن ذلك أدعى لأن تكون لجنة التحقيق ذات ضرورة قصوى لكشف الأسباب التي أدت الى الحادثة الاليمة ، الأمر الذي يدعو الى الأسف والألم في إتجاه البعض إلى إشاعة فكرة الشماتة في الموت ، فإنه مهما إحتلفنا مع الإنقاذ فإن الأسباب كثيرة جداً لمواجهتها ومقاومتها وحتى محاربتها فما الذي يدعو بأن نمارس إسلوب الشماتة في حق الذين ذهبوا إلى جناب أعدل العادلين ، نأمل أن يكون الموت عبرة للأحياء أكثر منه تشفياً في الموتى والأسباب التي تدفعنا لمحاصرة الإنقاذ أكبر من التي تدفعنا بأن نجعل الموتى أكبر همنا ! فالذي يحتاج مواجهة هو الواقع المأزوم الذي فرضته علينا هذه الحكومة فصفوف الخبز والوقود وأزمة المواصلات كل هذه تجعلنا نقف على قلب رجل وأحد لنبحث عن مخرج من هذه الأزمة والمخرج نعرفه جميعاً ولكننا لا نسميه بإسمه الحقيقي ولا نملك أدوات التوحد التي تجعلنا نبحث عن ما يمكننا من تنفيذ هذا المبتغى وبأيسر ما يمكن .
والأصوات التي تخرج اليوم وتتحدث عن شهداء كجبار وتحمل الراحل ميرغني صالح المسؤولية فإن الفقيد قد كان بين ظهرانينا ولكن لم تواتينا الجرأة لنطالب بمحاسبته أو محاكمته وهو الآن بين يدي ربه إنطلقت هذه الأصوات وكأنها تزايد على ميت ، شهداء كجبار قد دخلوا التاريخ وقد بقيت الوصمة السوداء في جبيننا عندما اخترنا الخنوع والاستسلام خوفاً من بطش النظام وبكل أسف خرج البعض ليحاكم الوالي السابق للشمالية عن الحادثة التي شوهت وجه التاريخ ، الآن ننتظر أن تتسع هذه الدائرة للمطالبة بملف شهداء كجبار وهاهو التنفيذي الأول قد إنتقل فماذا نحن فاعلون مع البقية ؟ ! وسلام يا اااااااااوطن..
سلام يا
(كشفت رئاسة مجلس الوزراء أن 65% من إيرادات الجمارك تمثل إعفاءات وأقرت وزيرة الدولة برئاسة مجلس الوزراء أم سلمة محمد إسماعيل بتفشي الشلليات والمحسوبية والتجاوزات وإستخراج التصاديق غير القانونية والمضاربات في مكاتب الدولة ) .
الوزيرة نسيت الدلاليات من الموظفات ولم تقل لنا هل ما ذكرته فساد أم غير فساد أم منطق وساد .. سلام يا
الجريدة الثلاثاء 11/12 /2018

 

آراء