رداء لبنى غير الموفق !! … عبدالباقى الظافر
19 December, 2009
تراسيم .
alzafir@hotmail.com
كانت روزا باركز تجلس فى مقعدها فى البص كالمعتاد ..انه يوم كايام الله الاخرى للموظفة ذات الاصول الافريقية .. استنفذ البيض حصتهم فى المقاعد الامامية ..وكان من المفترض حسب قوانين تلك الايام ..ان تتنازل السيدة روزا عن مقعدها ..لم تفعل وتمت ادانتها ..لم تستسلم واستأنفت الادانة .
هنا تبدأ الارادة الجماعية..دخل الزنزج فى اضراب طويل ..بلغت ايامه ثلاثمائة وواحد وثمانين يوما ..يشل قطاع النقل العام الذى يشكل السود الفقراء لحم سداته ..فى ذات الوقت كانت المعركة القانونية تتواصل ..اخيرا تعلن المحكمة الدستورية ان نظام التفرقة العنصرية ليس نظام دستوريا .
ومن ذلك الوقت يبدأ التاريخ كتابة مجد روزا باركز ..البص العنصرى يجد مكانا فى أحد المتاحف ..وعندما توفت روزا بارك عام 2005 ..احتشد الاف الناس حول اللوحة التاريخية ..كان هنالك كلنتون وزوجته .. لويس فرخان وجسى جاكسون ..حتى الرئيس بوش الذى لم يحضر ومنعه الشديد القوى ..كتب فى تاريخه ان تغيب عن جنازة روزا بارك .
عندما ولجت لبنى أحمد حسين الى قاعة ام كلثوم بحى الرياض الفخيم ..لم يدر بخلدها..ان هذا اليوم سيشكل فاصلة فى حياتها ..وربما يصبح علامة بارزة فى رحلة كفاح المرأة السودانية .. ربما حتى عندما اقتادوها الى المحكمة الايجازية .. والتى كانت بصدد جلدها ..كانت لبنى تبحث عن نافذة الهروب .. التى تقيها شر سياط قانون باطش .
فى الصباح تدبرت من امرها رشدا ..وتمكنت بمهارة فائقة من ادارة معركتها الاعلامية والقانونية ..ظهرت بذات ملابس ليلة القبض عليها فى منشط ومناشط .. واقنعت الرأى العام بعدالة قضيتها .. ان تقع احدى السيدات فى قبضة النظام العام ..كان ذلك عيبا يستحق الستر .. ولكن لبنى حولته الى أمر أخر ..وعبر قضيتها سكبت ضوءا كثيرا على قانون ما انزل الله به من سلطان ..بل هو شىء من مخلفات الاستعمار الذى نحتفى هذه الايام بذكرى رحيله .
ولكن لبنى بعد ذلك فقدت بوصلة ان تكون رمزا ..يوم ان اختارت تغادر الخرطوم متخفية ..وكان يمكنها ان تدير معركة اخرى ..حول حرية التنقل ..فى باريس ارادت لبنى ان تواكب موضة عاصمة النور يوم ان التقت بوزير الخارجية الفرنسى ..وكان المنطق ان ترتدى ذات البنطال الاشهر .. وان ترد على مزحة الوزير (الاشتر) ببعض وقار ..لأن لبنى هنا لا تمثل نفسها ..بل هى رمز لقضية .
اخيرا ارتكبت لبنى ذلة لسان ..ففى حديث صحفى قالت انها تحب الرياضة ..وان اتيحت لها الفرصة ستمارسها ب ( شورت ) .. ان لم تنتبه الاعلامية المثيرة ..فستتحول من رمز للحرية الى مجرد موديل .. من يرد الينا لبنى ؟ .
التيار