ردٌّ على عتاب
ضياء الدين بلال
23 July, 2014
23 July, 2014
diaabilalr@gmail.com
تعرضتُ لنقد وعتاب، من عدد مقدر من القراء والمعارف، حينما كتبت قبل يوميْن، عن زميليْن في مهنة الصحافة، ظلا يتربصان بي الدوائر، ويكيدان لي في الأسافير مراراً وتكراراً.
رأى الإخوة المهاتفون أن ما أدليت به، لا يخلو من قسوة في العبارة والوصف والتجريح في مهنية الزميليْن.
وبعض آخر، طالبني بأن تظل تلك المعارك في الأسافير، ولا تنتقل إلى الصحيفة الورقية.
الصديق العزيز فيصل محمد صالح، أرسل لي رسالة تحمل رجاءً أخوياً بإيقاف المساجلات، لاعتبار زمالة المهنة، ومراعاةً للأجيال الشبابية في عالم الصحافة، الذين تؤسفهم مثل تلك الصراعات، ولفيصل إفادة متميزة حول هذا الأمر على صفحته بالفيسبوك.
فيصل موضع تقدير واحترام بالنسبة لي، لعدة أسباب لا داعي لذكرها، لذا رددت عليه قائلاً:
(كنت أرغب في تدخلكم قبل الوصول إلى هذه المرحلة، حين انطلقت حملة التحريض ضدي من قِبَل الزميليْن، وهي ليست الأولى. كنت أتمنى تدخل العقلاء، منذ شروع البعض في نصب مشانق أخلاقية لزملاء لهم في المهنة، وشَنِّ حملة تحريض ضدهم على جميع الأصعدة، وإظهارهم كشركاء في عملية الاعتداء الغاشم على الزميل عثمان ميرغني. هذا هو التحريض، لا أن نناقش عثمان في ما قال دون تجريم أو تجريح. وما فعلناه جزء من حرية الرأي والتعبير، لأن عثمان -مع كامل احترامنا له- غير معصوم من الخطأ في الرأي والتقدير، وكل ما يكتبه ويقوله قابل للأخذ والرد.. مع تمنياتنا له بكامل الشفاء).
مقالي عن الزميليْن، هو رد فعل لعدوان وبغي منظم ومنتظم منذ فترة ليست بالقصيرة.
لا نمانع من النقد، ولنا مقدرة على تحمل الإساءات، حتى على حائط صفحتنا في الفيسبوك، حيث نملك حق الحذف والإضافة لقائمة الأصدقاء، ولكن لا نملك خياراً سوى مواجهة حملات الاستهداف المستمرة.
المعركة كانت اضطرارية وضرورية في نفس الوقت، لوضع النقاط على الحروف ولإيقاف حملات التشويه.
في قضية حساسة مثل الاعتداء على الزميل عثمان ميرغني، ما كان لنا أن نسمح لأي شخص، بأن يستعدي علينا الآخرين، ويحتفظ معنا بعلاقة زائفة في إطار المجاملات وابتسامات البلاستيك.. هذا مستحيل.
وللصديق العزيز مصطفى عبد العزيز البطل مقولة رائعة - نوردها بتصرف - وهي:
(لا بد من دفع رسوم للعبور من فوق أسمائنا، يسددها الذين يستسهلون إطلاق الاتهامات، ويعبثون بالكتابة على حوائط منازلنا البيضاء، عبر طباشير الفحم).
ولا يفوتني في هذه المناسبة -غير السعيدة- أن أسجِّل كلمات احترام وتقدير لزملاء بيننا وبينهم اختلافات في المواقف، وخلافات في وجهات النظر، ولم يمنعهم ذلك الشَنَآنُ من القسط وقول الحق.
جاءت الإفادات عبر مداخلاتهم في الفيسبوك، ومن هؤلاء الأستاذ/ فيصل الباقر، ويوسف حمد؛ الذين قالوا للزملاء إن ما كتبناه عن حلقة (قيد النظر) وإفادات الأستاذ/ عثمان ميرغني وتعقيبنا عليها، لا تخرج عن نطاق الرأي والرأي الآخر، ويجب ألا يُحمَّل الأمر أكثر ولا أبعد من ذلك.
وعدت الأساتذة والزملاء ألا نعود إلى ما كان مرة أخرى، إلا في إطار الدفاع عن النفس.
للأسف، لا أملك ذلك الحلم اليسوعي، الذي يجعلني أُدير في كل مرة خدي لصفعة جديدة.
:::