رسالة إلى الرائع عبد الرحمن الأمين
لست ضليعا في كتابة الرسائل ، بل أعتبر نفسي أفشل الناس في كتابة الرسائل ، ولكن أن تكتب رسالة للكاتب الصحفي الرائع عبد الرحمن الأمين المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية شيء مختلف ، ذلك أن عبد الرحمن جمعتني به صداقة إمتدت لسنين طوال إلى أن حصل الفراق الجغرافي بغربته في بلاد العم سام وغربتي اللئيمة في كندا ، ولكن ظل حبل الود بيننا متصلا ، وظلت صداقتنا لا تهزها الرياح والعواصف العاتية ،وظل ما يجمعنا دائما هو عشق وحب الوطن لدرجة الذوبان في ترابه و"كتاحته " ونحن سعداء بذلك .
عبد الرحمن الأمين شخص لا يمكن أن تنساه هو والرائع الآخر محمد عبد الماجدوزوجته الرائعة جدا حسونة الناطق ، وجميعهم يعنون بالنسبة لي تلك السنوات الجميلة التي قضيناها معا في الكويت التي أساء لها الغزو العراقي كثيرا وكان سببا مباشرا في فرقتنا المؤلمة .
عبدالرحمن الأمين كاتب صحفي صادق ومتصالح مع نفسه بدرجة يندر توافرها في هذا الزمن اللعين ، ولذا فإن مرضه هي اللعنة ذات نفسها التي لازمتني مؤخرا وظللت أدعوله بالشفاء العاجل وعودته إلى دنيا الكتابة والتوثيق المتمكن المدهش .
تنبأت له منذ وقت باكر أثناء دراسته بجامعة الكويت بنبوغ لا يضاهى وكنت معجبا بمقالاته وتحليلاته العميقة في شتى جوانب الفكر والسياسة والثقافة والإبداع ، وخاصة فيما يتعلق بالسودان ، وحقيقة لقد ضمت صحيفة السياسة الكويتية نخبة من أروع الصحفيين السودانيين وفي طليعتهم عبد الرحمن الأمين والراحل المقيم بابكر حسن مكي ومحمود عابدين .
هو صحيح غادر مستشفى هوبكنز ويمر حاليا بفترة نقاهة واجبة ، ولكنا نريده معافى تماما ليعود إلى قلمه الرائع دوما .
أشد على يدك بقوة يا عبد الرحمن
badreldinali@hotmail.com