رسالة إلى منتسبي الحزب الشيوعي السوداني

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



و لو إنا إذا متنا تركنا *          لكان الموت أسهل كل شئ
و لكنا إذا متنا بعثنا   *           و نسئل بعد ذا عن كل شئ
أرجو أن أشير هنا الى أنه من ضمن الرسائل العديدة التى وصلتنى , هناك مجموعة منها  كانت  كلها تسأل عن موضوع محدد , أوجزه فيما يلى : " درجت فى كل رسائلك الموجه ( للانقاذ ) أن تضعها فى سلة واحدة مع الأنظمة الشمولية التى حكمت تحت رايات من ضمنها رأية : (الشيوعية ) ولم تكتفى بذلك , بل وصل بك الحد أن تصف الرجل القامة مؤسس أول دولة شيوعية فى العالم بأنه : (دمى) كغيره من زعامات الشمولية , فمن أين لك هذه المعلومة وأنت تعلم أنه لا يزال هناك زعاما ت وطنية , وقامات كبيرة من معتنقى هذا المذهب ولهم أحزاب منتشرة  فى معظم  دولنا  العربىة  والاسلامىة ؟؟؟ "
واستجابة لذلك فقد أعددت هذه الرسالة , وفيما يلى موضوعات البحث :
(1)    من هو الأب الروحى (للشيوعية ) وما حقيقة هذا المذهب ؟؟؟
(2)    ما حقيقة أول من أنزل تعاليم وموجهات هذا المذهب على الأرض , وهل حققت عملية انزالها ما بشرت به من حياة سعيدة ,  يهنأ فى ظلها الانسان على ظهر هذه البسيطة كما كانوا يعتقدون ؟؟؟
وكما أشار الاخوة  موجهى السؤال , ألى أن جل معتنقى هذا المذهب داخل منطقتنا العربية والاسلامية هم : ( مسلمون ) اذن قبل أن ندخل فى الموضوع لابد من التعريف بحقيقة تعاليم وموجهات هذه الرسالة الخاتمة التى تركناها وراء ظهورنا , لاسباب معلومة , ونبدأ بتوجيه هذا السؤال  الجوهرى والهام وهو :
" هل القرآن كتاب منزل من عند الله سبحانه وتعالى كرسالة خاتمة جاءت أصلا لتنظيم حياة البشر كل البشر على ظهر هذه البسيطة لعيشوا  فى ظل مجتمع يقوم على قيم الحرية , والمساواة , والعدالة المطلقة , بالصورة التى تحفظ لكل منهم ,  مكانته ,  كانسان كرمه الله , أم ماذا ؟؟؟
تعلمون أن هناك كم هائل من كبار العلماء , والمفكرين , وقامات رفيعة من كل انحاء البسيطة شرقا وغربا , ومنذ بذوق فجر الاسلام , جندوا أنفسهم , وجردوها تماما للبحث الجاد عن حقيقة هذه الرسالة الخاتمة ’ومدى صحتها من عدمه ,  وعندما تأكدوا  من صحتها ,  تحولوا الى الاسلام ,وقبل أن نتطرق لهذا الموضوع  فيما يلى نبذة مختصرة عن المنهج الالهى :
" المنهج الالهى "
الدين هو المنهج الالهى الذى جاء أصلا لتنظيم حركة خلافة الانسان فى  الأرض , وهو مصاحب له منذ أن خلق الله أبو البشر آدم عليه السلام , وأوجده على الأرض , وهو أول من تلقى الوحى الالهى لينقله لأولاده وذريتهم من بعده , ونظرا لأن الدين يتدخل فى حركة حياة  الانسان , لينظمها : ( بأفعل ولا تفعل ) فمن هنا تأتى السعادة المرجوه طالما التزموا به  , ولكن النفس البشرية لما فيها من حيوانية , لا تقبل ما يقيد هواها ,  وشهواتها , ومع مرور الزمن يتخلص الناس شيئا , فشيئا من ضوابط هذا التكليف , ثم يزداد هذا التناسى , وهذا التراخى , فيرسل الله سبحانه وتعالى رسولا اليهم ليذكرهم , وهكذا تعاقب ارسال الرسل , مع تعاقب الأزمان , اذن فالديانات كلها انما تهدف الى بقاء المنهج الالهى , لأنه يتطلب سلوكا قويما , يتعارض مع شهوات النفس , وما جبلت عليه من الغفلة , والنسيان , والانحراف , ثم جاء نبى الرحمة , لتكون رسالته خاتمة الرسالات , والمتممه , والمصححة , لما اعتراها من تغيير , وتبديل , لأن كل هذه الرسالات , المتمثلة فى الكتب السابقة , كانت  لحكمة يعلمها الله ,  تدخل فى منطقة الخيارالبشرى  : ( أفعل /لا تفعل ) أما الرسالة الخاتمة  , فجاء كتابها  مبرئاً  من ذلك : (( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ))   " صدق الله العظيم "  فهى رسالة عامة جاءت لاسعاد البشرية جمعاء , والى هنا نرجع الى سؤالنا الأول :
هل القرآن وحى منزل من الله سبحانه وتعالى ؟؟؟ :
•    سبق أشرت الى أن هناك كما هائلا  من كبار  علماء ومفكّرى الغرب , والشرق ,  فى مجالات المعرفة المختلفة , جندوا أنفسهم , وجردوها تماما من أى مؤثر خارجى , وضحوا بوقتهم الثمين , كل ذلك لهدف واحد لاغير هو : " البحث عن حقيقة الدين الاسلامى  , وهل القرآن يمثل وحى منزل من الله سبحانه وتعالى , أم من وضع البشر كما يدعى بعضهم  ؟؟؟ "
من بين هذا الكم الهائل من العلماء  اسمحوا لى أن أختار اثنين فقط نبدأ بالأول  :
(1)    :  الدكتور موريس بوكاى  :
فى هذا  المقام  يجدر بنا أن نرجع إلى النصف الأول من القرن المنصرم ونلتقي بهذا العالم الفرنسي الكبير الدكتور / " موريس بوكاى" الذى قدم للبشرية بحثا قيما متفردا لم يسبقه فيه أحد في ذلك التأريخ وكان فتحا جديدا لتثبيت أركان مجال من أحد أهم مجالات البحث فى علوم القرآ ن وهو:  " الإعجاز العلمي للقرآن. " وربطه لأول مرة بما توصل إليه الإنسان من العلم الحديث فكان هذا بحثه الأول الذى ضمنه كتابه تحت عنوان: " Le Bible, Le Qur'an, et Le Science." ......  ( الكتب المقدسة في ضوء العلم الحديث. ) صدرت طبعته الفرنسية عام 1976 وترجم إلى عدّت لقات منها الإنجليزية والعربية, وبذلك بدأت مرحلة وفتح جديد لهذا العلم وولج هذا الباب علماء كبار من جميع أنحاء البسيطة ,  وقد قام كل من هولاء وغيرهم كثر, كل في مجال تخصصه وتوصلوا إلى ذات النتائج المبهرة التي سبق توصل إليها الدكتور / موريس بوكاى والتي تقول في مضمونها: "  عند مقابلتنا لنص القرآن بالمعطيات الحديثة لا بد للإنسان أن ينبهر بتلك التحديدات الدقيقة التي لا يمكن افتراض أنها صدرت عن فكر إنسان عاش منذ أربعة عشر قرنا. "

فيما يلى عرض موجز لهذا الكتاب القيم :
أولا :   عرض موجز للنسخة العربية :
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب
عنوان الكتاب: " دراسة الكتب المقدسة في ضوء العلوم الحديثة. "
اسم الؤلف:  " موريس بوكاى ( عالم فرنسي )
تاريخ صدوره:  " صدرت أول طبعة له في باريس عام 1976
الترجمة:  " قامت بترجمته للعربية: " دار المعارف المصرية. "
المحتويات:  " يحتوى الكتاب على مقدمة وخمسة أبواب هي: (1) التوراة (2) الأناجيل (3) القرآن والعلم الحديث (4) الروايات القرآنية وروايات التوراة (5)القرآن والأحاديث النبوية والعلم الحديث. " ...... ثم أعقب ذلك خاتمة عامة, كل ذلك
في عدد (290) صفحة حسب الترجمة العربية.
قائمة البحث:  " اختار العالم قائمة محددة وأخضعها للتحقيق العلمي والدراسة ومعرفة مدى مطابقة النص في كل من الكتب الثلاثة مع ما توصل اليه الإنسان من العلم الحديث في إطار القائمة المختارة وهى:
(1) خلق السماوات والأرض(2) علم الفلك (3) علم الأرض (4) عالم النبات (5) عالم الحيوان (6) التناسل الإنساني (7) مقارنة الروايات القرآنية مع روايات التوراة والأناجيل ومدى مطابقتها مع المعارف الحديثة.
مبدأ البحث: اعتمد البحث على دعامتين أساسيتين هما:
الأولى:   فيما يتعلق بالحقيقة العلمية محل المقارنة أن تكون الحقيقة التي توصل إليها العلم الحديث ثابتة وراسخة تماما غير قابلة للتعديل ورفض أي نظرية علمية قابلة للتغيير والجدل فيها.
الثانية:  فيما يتعلق بالكتب الثلاثة, متابعة وبحث عملية التوثيق للتأكد عن مدى صحة النص المتداول حاليا لكل كتاب منها وأنه يمثل حقيقة الوحي الالهى كما أنزل دون تدخل بشرى بتعديل النص بالزيادة أو الخذف وذلك بالقدر الذى لا يشكل انحرافا عن النص الاصلى.
مقدمة الكتاب:  استغرقت المقدمة الصفحات من (5) الى (14) جاء فيها: " لكل دين من أديان التوحيد الثلاثة كتابه الذى يختص به وتشكل هذه الوثائق أساس الإيمان لدى كل مؤمن: يهوديا كان أو مسيحيا أو مسلما, فبينما اليهودية لا تعترف بأي وحي جاء بعدها فان المسيحية تعترف بالعهد القديم ( التوراة) ولكنها ترفض إعطاء القرآن صفة الكتاب المنزل, أما الإسلام فان كتابه القرآن يوصى كل مسلم بالإيمان بالكتب السابقة عليه, بل يؤكد المكانة البارزة التى يحتلها رسل الله في تاريخ التنزيل وخاصة السيد المسيح الذى يحتل مكانة بارزه بينهم. "... وبعد ان تكلم عن حالة التعتيم والطريقة المتبعة في تثقيف الأجيال الكثيرة في الغرب وكيف فرض عليهم الجهل في كل ما يمس الإسلام,..... يقول: " .. كان الإسلام في بلادنا ومنذ عهد طويل موضوع ما يسمى بالتشهير الأزلي, إن أي غربي قد امتلك معرفة عميقة للإسلام يعرف إلى أي حد شوه الإسلام وعقيدته وأهدافه. " ......... ثم عرج على التذكير بأن هناك تغييرا جذ ريا تحقق مؤخرا على أعلى مستوى في العالم المسيحي, مشيرا الى الوثيقة الصادرة من:  " مجمع الفاتيكان الثاني " ( 1962-65 ) تحت عنوان: " توجيهات لإقامة حوار بين المسيحيين والمسلمين –“Orientations pour un dialogue entre Chretiens et Musulmans.” هذه الوثيقة التى دعت المسيحيين إلى استبعاد الصورة البالية الموروثة والتي شوهتها الافتراءات والأحكام المسبقة ضد الإسلام, إذ اهتمت الوثيقة: " بالاعتراف بمظالم الماضي التى ارتكبها الغرب ذو التربية المسيحية في حق المسلمين, وهى أيضا تؤكد على وحدة الإيمان بالله عند الجماعتين, ... ثم انتقل العالم للكلام عن أهمية الدراسة يقول في ذلك: " ان المواجهة بين حقائق العلم في القرن العشرين وبين بعض الموضوعات التى تعالجها الكتب المقدسة تهم بالتالي الأديان الثلاثة معا وليس دينا واحدا على حدة..".... وفى ختام هذه المقدمة يجمل لنا النتيجة النهائية لما أسفرت عنه الدراسة يقول في ذلك: (1) " لقد قمت أولا بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أى فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثا عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث, وكنت أعرف قبل هذه الدراسة وعن طريق الترجمات أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظاهرات الطبيعية ولكن معرفتي كانت وجيزة, وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها:    أن القرآن لا يحو أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث .  (2).. وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل, أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب الى أبعد من الكتاب الأول, " أي سفر التكوين"     "Genesis "  فقد وجت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخا في عصرنا.  "   وأما بالنسبة للأناجيل فلا نكاد نفتح الصفحة الأولى منها حتى نجد أنفسنا دفعة واحدة في مواجهة مشكلة خطيرة ونعنى بها شجرة أنساب المسيح, ذلك أن نص إنجيل " متى" " Mathew" يناقض بشكل جلى إنجيل (Luc ) وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمرا لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الارض, ... ثم يتابع قائلا: " غير أن وجود هذه الأمور المتناقضة وتلك التى لا يحتملها التصديق وتلك الأخرى التى لا تتفق والعلم الحديث, لا يبدو لي أنها تستطيع أن تضعف الإيمان بالله, ولا تقع المسئولية فيها الاّ على البشر , ولا يستطيع أحد أن يقول كيف كانت النصوص الأصلية وما نصيب الخيال والهوى في عملية  تحريرها , أو ما نصيب التحريف المقصود من قبل كتبت هذه النصوص , أو ما نصيب التعديلات غير الواعية التى أدخلت على الكتب المقدسة.  " ... أنتهى.
الجزء الأول:   التوراة ( استغرق هذا الجزء الصفحات من 15 الى 62 ) استهل الباحث هذا الجزء بتساؤل عام: عن من مؤلف العهد القديم ؟  للإجابة على هذا التساؤل أخضع الباحث هذا الجزء لبحث شامل ودراسة مستفيضة ومتعمقة تحت عناوين أربع هي: (1) لمحة عامة (2) أصل الكتاب المقدس (3) العهد القديم والعلم الحديث ملاحظات (4) مواقف الكتاب المسيحيين تجاه الأخطاء العلمية في نصوص العهد القديم ودراستها النقدية, .......... وفى خاتمة هذا الجزء خلص إلى القول:  " ..... أن رجلا يتمتع بادراك سليم مثل القديس: " أوغسطين " قد استطاع – ( حتى قبل أن تثير مسائل المشكلات العلمية نفسها في عصر لم يكن ممكنا الحكم فيه على أمور غير معقولة أو متناقضة ) – استطاع أن يطرح مبدأ استحالة أن يكون أصل الدعوى المناقضة للحقيقة ( الهيّا ) : لأنه يعلم  أن الله لا يمكن أن يعلّم البشر بما لا يتفق والحقيقة , وكان على استعداد لأن يستبعد من أي نص مقدس  يبدو له واجب الحذف لهذه الدوافع . " .... وتابع الباحث قائلا:  " .. وبالرغم من الحقيقة التي تقول أن العهد القديم يتكون من مجموعة من المؤلفات الأدبية أنتجت على مدى تسعة قرون تقريبا, وهو يشكل مجموعة متنافرة جدا من النصوص عدل البشر من عناصرها عبر السنين, وقد أضيفت أجزاء لأجزاء أخرى كانت موجودة من قبل بحيث أن التعرف على مصادر هذه النصوص اليوم عسير جدا في بعض الأحيان   ومع ذلك كله توالت عملية الرفض طيلة العصور الماضية وحتى في العصر الأخير الذى أدرك فيه المفكرون استحالة اتفاق بعض فقرات التوراة مع المعارف الحديثة, إلا أن هذا التصلب قد زالت حدّته بعد التحفظ الذى نص عليه في قرار: " المجمع المسكونى للفاتيكان الثاني (1962/1965) والذي جاء فيه: "  ...... أن أسفار العهد القديم ( التوراة ) تحتوى على الشوائب وشيء من البطلان. " ......   ثم ختم حديثه بهذا التساؤل: " ترى هل يبقى هذا التحفظ مجرد تعبير عن نية طيبة, أو سيتبعه تغير في الموقف إزاء ما لم يعد القرن العشرون يقبله في نصوص كانت تهدف أن تكون مجرد: " شهادات عن تعليم الهي حقيقي " ... وذلك خارج أي تعديل بشرى.
الجزء الثاني:   الأناجيل: أي (العهد الجديد ) وبالمثل أخضع الباحث هذا الجزء لبحث شامل ودراسة مستفيضة ومتعمقة أيضا, استغرقت الصفحات من: (65-131 ) تحت عناوين: (1) مفتتح (2) تذكرة تاريخية: اليهودية – المسيحية وبولس (3) الأناجيل الأربعة:  مصادرها – تأريخها (4) الأناجيل والعلم الحديث: شجرتا نسب المسيح. (5) تناقضان وأمور غير معقولة في الروايات." ..... ثم أكمل هذا الجزء بخاتمة جاء في نهايتها: " .......... أن خيالات ( متّى ) والتناقضات الصارخة بين الأناجيل, والأمور غير المعقولة وعدم التوافق مع معطيات العلم الحديث , والتحريفات  المتوالية للنصوص , كل هذا يجعل الأناجيل تحتوى على إصحاحات وفقرات تنبع من الخيال الانسانى وحده , ....  لكن هذه العيوب لا تضع في  موضع الشك وجود رسالة المسيح : فالشكوك تخيم فقط على الكيفية التى جرت بها. "

الجزء الثالث :    القرآن والعلم الحديث: استغرق هذا الجزء الصفحات من : (135- 237 ) تحت عناوين: (1) مفتتح  (2) صحة القرآن وتأريخ تحريره (3) خلق السماوات والأرض (4) علم الفلك في القرآن (5) علم الأرض (6) عالم النبات وعالم الحيوان (7) التناسل الانسانى.
مفتتح:  تحت هذا العنوان أثار الباحث مواضيع في غاية الأهمية تتعلق بنظرة الغربيين لكتاب المسلمين: " القرآن " نقتطف منها:  " بداهة يثير الجمع بين القرآن والعلم: " الدهشة " وخاصة أن المقصود في علاقة الجمع هذه هو التواؤم بين الاثنين وليس التنافر. ألا يرى الكثيرون في مواجهة كتاب ديني بالمعطيات الوضعية التي ينتمي العلم إليها أمرا بدعيا في عصرنا. ؟؟؟؟؟..... الواقع أننا إذا استثنينا اليوم بعض الحالات النادرة, نجد أن غالبية العلماء لا يكنون إلا عدم الاكتراث أو الاحتقار للمسائل الدينية, وكثيرا ما يعتبرونها مؤسسة على أساطير, بجانب أن معظم المثقفين الغربيين أيا كانت معتقداتهم الدينية, فانه يملك عن الإسلام كما هائلا من الأفكار الخاطئة , بالإضافة لذالك فإننا عندما نتحدث في بلادنا الغربية عن العلم والدين نغفل ضم الإسلام إلى اليهودية والمسيحية, .... فالأحكام غير الصحيحة المؤسسة على مفاهيم مغلوطة والتي صدرت ضد الإسلام هي من الكثرة بحيث يصعب جدا على المرء أن يكّون فكرة سليمة عما عليه الإسلام في الواقع, ....  إن الأحكام المغلوطة تماما والتي تصدر في الغرب عن الإسلام ناتجة عن الجهل حينا وعن التسفيه العامد حينا آخر, ولكن أخطر الأباطيل المنتشرة تلك التي تخص الأمور الفعلية, وإذا كنا نستطيع أن نغفر لأخطاء خاصة بالتقدير فإننا لا نستطيع أن نغفر لتقديم الوقائع بشكل ينافى الحقيقة. بل إننا لنصاب بالذهول عندما نقرأ في أكثر المؤلفات جدية أكاذيب صارخة برغم أن مؤلفي هذه المؤلفات هم بالمبدأ مؤلفون أكفاء. واليكم مثالا على ذلك:  في دائرة المعارف (Encyclopedia Universalis  ) الجزء السادس تحت عنوان الأناجيل نجد إشارة لاختلاف الأناجيل عن القرآن يقول : " إن المبشرين لا يدّعون كما يفعل القرآن نقل سيرة ذاتية أملاها الله بشكل معجز على محمد. "..... ويواصل الباحث قائلا:  " في حقيقة الأمر الاّ صلة هناك بين القرآن وما يسميه المؤلف: " بالسيرة الذاتية".... ولو كان المؤلف استعان حتى بأسوأ ترجمة للقرآن لثبت له ذلك, ... إن المسئول عن هذه الأكذوبة أستاذ بجامعة اليسوعيين اللاهوتية بمدينة ليون. " .... ثم استدرك الباحث مبديا تفاؤله بالرجوع مرة أخرى إلى الوثيقة الهامة الصادرة عن سكرتارية الفاتيكان لشئون غير المسيحيين وعنوانها:  توجيهات لإقامة حوار بين المسيحيين والمسلمين: ( مشار إليها في المقدمة أعلاه ) ومن ثم أورد مقتطفات من الطبعة الثالثة لها عام 1970 والتي أوضح أنها تحتوى على مأئة وخمسين صفحة قامت ببسط ودحض نظرات المسيحيين المغلوطة عن الإسلام كما قدمت عرضا لما عليه الإسلام في الواقع, فلنتابع معه هنا المقتطفات كما وردت لأهميتها: تقول الوثيقة: " .... علينا أن نهتم أولا بأن نغير تدريجيا من عقلية إخواننا المسيحيين, فذلك يهم قبل كل شيء " .... ويجب التخلي: " عن الصورة البالية التي ورثّنا الماضي اياها, أو شوّهتها الفريات والأحكام المسبقة. " ..... كما يجب: " الاعتراف بالمظالم التي ارتكبها الغرب المسيحى في حق المسلمين." .......   وفى دعوتها للتحرر من الأحكام المسبقة الأكثر جسامة تقول الوثيقة:  " هنا أيضا علينا أن نتطهر وبعمق من عقلياتنا, نقول ذلك ونحن نفكر بالذات في بعض الأحكام المجهزة التي كثيرا ما نصدرها باستخفاف على الإسلام. ويبدو لنا هاما وأساسيا أن نكف عن أن ننمى في مكنون قلوبنا النظرات المتسرعة بل التحكمية, تلك التي تحير أي مسلم. ".... وعن النظرة التعسفية في استخدام وتفسير كلمة:     Allah  في  لغتنا لتدل كما لو كان المسلمون يعبدون إلها غير رب موسى والمسيح تقول الوثيقة: " نرى باطلا أن نتمسك مع بعض الغربيين بأن الله ليس اله حقيقة. " ويشير أيضا: " ,,,,كلمة ( الله ) هي الكلمة الوحيدة عند المسيحيين المتحدثين بالعربية للدلالة على الله الواحد. " ..... وتكلمت الوثيقة عن الأحكام الأخرى الخاطئة عما يسمونه: " جبرية الإسلام " ذلك الحكم المسبق واسع الانتشار عمدت الوثيقة إلى دحضه مستعينة بذكر آيات من القرآن وتفسيرها بصورة صحيحة, وأيضا قامت بدحض الفكرة الخطأ التي تقول: " بعدم كفاية الأخلاق الإسلامية. " .... وأيضا الفكرة الأخرى التي نشرها كثير من اليهود والمسيحيين عن: " تعصب المسلمين. " مستشهدا بترجمات بعض المؤلفين الغربيين لتعابير من القرآن الكريم بشكل خاطىء وخاصة ما يترجمونه خطأ بال.. : " الحرب المقدسة " لكلمة: " الجهاد في سبيل الله. " أي بذل الجهد لنشر الإسلام والذود عنه من المعتدين عليه, ..... تقول الوثيقة: " ليس الجهاد مطلقا كما يعرف بال.  Kherem"  " في التوراة, فالجهاد لا يسعى إلى الابادة بل يسعى لأن يمد إلى مناطق جديدة حقوق الله والإنسان." وبتابع: "ولقد كانت أعمال العنف في حروب الجهاد في الماضي تخضع عموما لقوانين الحرب, وفى عصر الحروب الصليبية لم يكن المسلمون هم الذين ارتكبوا أكبر الذبائح. "... وعن اتهام دين الاسلام بالجمود تقول الوثيقة:  " إننا نجد في الفكر الاسلامى مبدأ لإمكانية تطور المجتمع المدني. "....... هذا وقد عبر الباحث عن عظيم امتنانه وإعجابه لما جاء في هذه الوثيقة القيمة قائلا: " واننى لعلى يقين من أن دفاع الفاتيكان عن الإسلام سيثير دهشة كثير من معاصرينا سواء كانوا مسلمين أو يهود أو مسيحيين, فذلك إعلان يتميز بإخلاص وبروح انفتاح يتباينان بشكل فريد مع مواقف الماضي, ولكن كم هم قليلون حقا الغربيون الذين عرفوا تلكم المواقف الجديدة التي اتخذتها أعلى سلطات الكنيسة الكاثوليكية. "... وفى مكان آخر واصل الباحث معبرا عن دهشته العميقة للنتائج المبهرة التي توصل إليها بعد الفراغ من عملية المواجهة التي تمت بين حقائق العلم الحديث ونصوص من القرآن حسب الخطة الموضوعة, يقول في ذلك:   " لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية, فلم أكن أعتقد قط بامكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ومطابقة تماما للمعارف العلمية الحديثة, وذلك في نص كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا, ..... في البداية لم يكن لي أي إيمان بالإسلام, وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية تامة, وإذا كان هناك تأثير ما قد مورس فهو بالتأكيد تأثير التعاليم التي تلقيتها في شبابي, حيث لم تكن الغالبية تتحدث عن المسلمين وإنما عن المحمديين لتأكيد الإشارة إلى أن المعنى به دين أسسه رجل, وبالتالي فهو دين عديم القيمة تماما إزاء الله.  وككثيرين كان يمكن أن أظل محتفظا بتلك الأفكار الخاطئة عن الإسلام, وهى على درجة من الانتشار بحيث أنني أدهش دايما حين التقى خارج المتخصصين بمحدثين مستنيرين في هذه النقاط أعترف إذن بأنني كنت جاهلا قبل أن تعطى لي عن الإسلام صورة تختلف عن تلك التي تلقيناها في الغرب. "" .......... ويواصل في هذا الجانب قائلا:
".....   وعندما استطعت قياس المسافة التي تفصل واقع الإسلام عن الصورة التي اختلقناها عنه في بلادنا الغربية, شعرت بالحاجة الملحة لتعلم اللغة العربية التي لم أكن أعرفها, ذلك حتى أكون قادرا على التقدم في دراسة هذا الدين الذى يجهله الكثيرون, .....   كان هدفي الأول هو قراءة القرآن ودراسة نصه جملة بجملة مستعينا بمختلف التعليقات اللازمة للدراسة النقدية:  وتناولت القرآن منتبها بشكل خاص إلى الوصف الذى يعطيه عن حشد كبير من الظاهرات الطبيعية, لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظاهرات وهى تفاصيل لا يمكن أن تدرك إلا في النص الأصلي, أذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن نفس هذه الظاهرات والتي لم يكن ممكنا لأي إنسان في عصر محمد –( صلى الله عليه وسلم ) – أن يكوّن عنها أدنى فكرة. " ..... ويواصل قائلا: " .... إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه مثل هذا النص لأول مرة: هو ثراء الموضوعات. المعالجة,... فهناك الخلق وعلم الفلك, وعرض لبعض الموضوعات الخاصة بالأرض, وعالم الحيوان وعالم النبات والتناسل الانسانى , ..... وعلى حين نجد في التوراة أخطاء علمية ضخمة لا نكتشف في القرآن أي خطأ, وقد دفعني ذلك لأن أتساءل: " لو كان كاتب القرآن إنسانا, كيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة. ؟؟؟؟.... ...  إذ ليس هناك سبب يدعو للاعتقاد بأن أحد سكان شبه الجزيرة العربية في العصر الذى كانت تخضع فيه فرنسا للملك: داجوبير Dagobert استطاع أن يملك ثقافة علمية تسبق بحوالى عشرة قرون ثقافتنا العلمية فيما يخص بعض الموضوعات. ".......... ثم ختم الباحث هذه الافتتاحية بالعبارة الآتية:-
" إن الاعتبارات التي ستتناول بالتفصيل في هذه الدراسة من وجهة النظر العلمية فقط, ستقود إلى الحكم بعدم معقولية أن إنسانا يعيش في تلك الفترة قد استطاع أن يصدر عبر القرآن وفيما يتعلق بموضوعيات متعددة, أفكارا لا تنتمي إلى أفكار عصره وتتفق مع ما أمكن إثباته بعد ذلك بقرون عديدة, ..... في رأيي ليس هناك تفسير وضعي للقرآن.
صحة تحرير القرآن :  تحت هذا العنوان تابع الباحث متابعة علمية دقيقة عملية كتابة وحفظ نصوص القرآن فور تنزيلها أولا بأول في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم موردا كافة الآيات والأحاديث المتعلقة بذلك وتابع أيضا مراحل عملية توثيقه  وجمعة المنتهية في عهد الخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان حتى وصلنا في شكله المتداول حاليا باسم : " المصحف العثماني " , ..... حيث خلص إلى حقيقة مفادها:   " أنه لا يوجد أي خلاف أو جدل في أن نصوص المصحف المتداول حاليا بين المسلمين تمثل بحق الكلمات التي تلقاها محمد صلى الله عليه وسلم من الملك: " جبرائيل"   طيلة عشرين عاما عشرة منها قبل الهجرة والأخرى بعدها, وبالتالي هي تمثل بحق وحيا منزلا ثابتا لا يوجد أي اختلاف في كتابته وحفظه اثر نزوله, ولا يوجد جدل في عملية جمعه توثيقه الثابت تاريخيا. " .......ثم بعد ذلك يأتي عرض تفصيلي وبشكل علمي دقيق لعملية مطابقة النص القرآني مع ما توصل إليه العلم الحديث عن كل موضوع من القائمة المختارة – ( مشار إليها أعلاه. ) - حيث حصل على نتائج مبهرة وفى غاية الخطورة وفيما يلى نورد أمثلة لهذه النتائج:-
1-    عن خلق السموات والأرض:  يقول في نهاية البحث ُ " ..... ثبت من البحث أن نص العهد القديم أعطى معلومات غير مقبولة من وجهة النظر العلمية, بينما لا يوجد أقل تعارض بين المعطيات القرآنية الخاصة بالخلق وبين المعارف الحديثة عن تكوين الكون, هذه الحقيقة تثبت لنا أمرين: (1) تنفى الاتهامات التي تقول أن محمدا صلى الله عليه وسلم نقل روايات التوراة. (2) تثبت أن القرآن وحى الهي والاّ كيف استطاع محمد أن يصحح إلى هذا الحد الرواية الشايعة في عصر التنزيل عن الخلق بمعطيات أثبت العلم أخيرا صحتها . ؟؟؟؟؟
2-    عن التناسل الانسانى:  يخلص إلى القول في هذا المبحث: "....... إن توافق المقولات القرآنية مع معطيات العلم الحديث بهذا البحث يجعل من المهم مقابلتها مع المعتقدات التي كانت سائدة في عصر التنزيل, إذ أن معاصري تلك الفترة كانوا بعيدين كل البعد عن حيازة معلومات تشبه تلك التي عبّر عنها القرآن في ألفاظ بسيطة كشفت عن حقائق أنفقت البشرية مئات من السنوات لمعرفتها. ؟؟؟؟
3-    الطوفان: في نهاية بحثه خلص العالم إلى القول: " ..... بينما يقدم القرآن رواية لا تثير أي نقد من وجهة النظر التاريخية – ( فهو يقدم هذه الكارثة باعتبارها عقابا نزل بشكل خاص على شعب نوح دون تحديد زمنه أو مدته ) – نجد أن التوراة تقدمه بحسبانه كارثة لعقاب كل البشرية الكافرة, مع تحديد زمنه ومدته الشيء الذى يتعارض تماما مع معطيات العلم الحديث من وجهة النظر التاريخية.
4-    فرعون موسى: في ذلك يقول: " .....في الوقت الذى نزل القرآن كانت جثث كل الفراعنة مدفونة بمقابر وادي الملوك بطيبة على الضفة الأخرى للنيل أمام مدينة الأقصر الحالية, ولم تكتشف هذه الجثث إلا في نهاية القرن التاسع عشر , وكما ينص القرآن فقد أنقذ بدن هذا الفرعون وآيا كان هو  فهو يوجد الآن في قاعة : "  المؤميات الملكية. " في المتحف المصري بالقاهرة, ... ومهما يكن دوافع الحفظ (التحنيط) بهذه الصورة فالمعنى هنا هو شيء أكبر: " أنه شهادة مادية عن جسد محنط عن ما عرف بفرعون موسى الذى طارده في خروجه من مصر ومات في أثناء هذه المطاردة غرقا ثم أنقذ الله جسده من الهلاك التام ليصبح آية للناس كما هو وارد بالنص القرآني. " يقول فرعون والبحر على وشك أن يطويه:  (( آمنت أنه لا اله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين. )) فأجاب الله:  ((  آالآن وقد عصيت قبل وكنت من  المفسدين . فاليوم  ننجيك ببدنك  لتكون لمن خلفك آية وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون . )) صدق الله العظيم ( سورة يونس 89-91)

انتهى عرض الكتاب.     

(2)    :  شهادة العالم الكبير والفيلسوف الفرنسى " جارودى :     حياته:
هو  فيلسوف وكاتب فرنسي ولد في 17يوليو 1913م، وتوفي في الأربعاء الموافق 13/6/2012 في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر يناهز الـ 99 عام، كان جارودي شيوعياً وتعمق في الفكر السياسي والمبادئ الماركسية حتى أصبح واحداً من قادة التنظيم الشيوعي ليس في فرنسا وحدها وإنما في القارة الأوروبية بأسرها، كما أنه صال وجال في ميدان الفلسفة دراسة وبحثاً ونقداً كواحد من أبرز المفكرين المعاصرين، وقد عكف جارودي على دراسة الأديان والمذاهب والفلسفات بحثاً عن الكثير من التساؤلات عن الإنسان، مبدؤه ومنتهاه، لماذا خلق؟، ما وظيفته في هذا الكون؟ وما رسالته؟ وإلى أين المصير؟
وجاءته الإجابة الشافية في الإسلام فآمن به وأعلن إسلامه في 2 يوليو عام 1982م، وأعلن ذلك للعالمين، وأعلن بشجاعة عما توصل إليه من نتائج وأراء منصفة للإسلام ولشعوب الأمة الإسلامية.
أصدر غارودي عدداً كبيراً من المؤلفات، التي ظل فيها مدافعاً عن الإسلام ومناهضاً للرأسمالية والإمبريالية، ومعادياً لإسرائيل والحركة الصهيونية.
نشر غارودي كتاباً بعنوان "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية"، أدى إلى الحكم عليه سنة 1998 من قبل محكمة فرنسية بتهمة التشكيك في محرقة اليهود، ولاسيما أنه فند في كتابه صحة الأعداد الشائعة عن إبادة اليهود في غرف الغاز على أيدي النازيين.
نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه "ما يعد به الإسلام" و "الإسلام يسكن مستقبلنا "، وكذلك لدفاعه عن القضية الفلسطينية , وفيما يلى عرض مختصر لكتابه : " وعود الاسلام " :
بسم الله الرحمن الرحيم
" لماذا أسلمت ؟؟؟  "
" للمفكّر الكبير والفيلسوف الفرنسي/ روجي غارودى "

•    وعود الإسلام :   في عام 1981 أصدر الفيلسوف العالمي: " جارودى " كتابه: " وعود الإسلام " , أو ما يعد به الإسلام , ... الذى أبرز فيه العناصر الايجابية فى الإسلام التي تجعل منه الاختيار الوحيد أمام البشرية, للخروج من من المأزق, والنجاة من الهلاك المحقق, .... حيث تأكد له بعد دراسة مستفيضة وبحث طويل في حضارات وديانات العالم كلّه, ... قوّة الإسلام في حلّ المشاكل التي يعيش فيها عالمنا اليوم,..... يقول غارودى:
•    " أحب أن أقول إن انتمائي للإسلام لم يأت بمحض الصدفة, بل جاء بعد رحلة عناء بحث ورحلة طويلة تخللتها منعطفات كثيرة حتى وصلت الى مرحلة اليقين الكامل,... والخلود الى العقيدة أو الديانة التي تمثّل ألاستقرار,......... والإسلام في نظري هو الاستقرار.
•    حيثيات إسلام غارودى:   يقول:   " بدأ لي الإسلام مثل حامل اجابة على أسئلة حياتي, ... لاسيّما على ثلاثة نقاط أساسية بالنسبة للوعي النقدي لهذا العصر:
1-    لم يزعم النبي محمد صلى الله عليه وسلّم أنّه اختلق ديانة جديدة, ولكنّه يدعونا الى العقيدة الجوهرية لإبراهيم عليه السلام, وعقائد الأنبياء المذكورين بعده في القرآن.
2-    الإسلام لا يفصل بين علم الحكمة وحكمة الوحي,..... العلم الاسلامى في ذروته لم يفصل البحث في الأسباب عن البحث في الغايات, ...... بمعنى أنّه يجيب على السؤال:  كيف؟؟ ..... ولماذا ؟؟  ....... بهذه الكيفية يصبح العلم والأسباب في خدمة تألق الإنسان, وليس تحطيمه بإثارة رغباته وإرادة تسلط مجموعات أو قوميّات, ........... فيما يتعلق بالوحي فانّه لا يتعارض لا مع العلم ولا مع الحكمة, ويعبّر عن ذلك بكلمته البليغة:  " الإيمان عقل بلا حدود. "  .
3-    يسمح الإسلام بوضع مشكلة العقيدة والسياسة دون أن يخلطهما مع العلاقات بين الكنيسة والدولة, مثلما حدث في أوروبا, .......... ويختم قائلا: " هذا هو معنى اختيار عقيدة التوحيد, ..... فالإسلام يعنى الاستجابة لنداء الله سبحانه وتعالى, استجابة نشطة حرّة مسئولة. "
•    عوامل انتصار الإسلام على ملوك فارس وبيزنطة:  يرجع ذلك الى العوامل الآتية:
1-    جوهر الإسلام وروحه:  لم يشأ الإسلام أن يفصل الحكمة عن العلم, ..... فكلّ ما في الطبيعة مظهر من مظاهر وجود الله, ... فليست معرفة الطبيعة – ( شأن العمل الانتاجى ) – الاّ شكلا من أشكال العبادة المقرّبة, ....... لهذا ساهم المسلمون بعلمهم في اندماج ميراث شتى:  " الثقافات العالمية الكبرى "  .
2-    انفتاح الإسلام وتسامحه :  يقول :  " تتجلى هاتان الخصلتان في قبوله أفرادا وجماعات ومجتمعات غير اسلاميه , ............ فقد تقلّد يهود ونصارى وأعضاء طوائف أخرى وظائف هامّة في حكومات إسلامية عديدة, وحظيت أديان مختلفة بكامل الحقوق والرعاية,........ بجانب السماح لغير المسلمين بممارسة شعائر دينهم دونما تضييق. "............... ويؤكد المولّف:  " أن الإسلام لم ينتشر بقوّة السلاح, ولم يسلّ النبي عليه الصلاة والسلام السيف الاّ في حالة الدفاع عن النفس, " .......... ثم يشير الى الحديث النبوي القائل: " رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر "..... ويعنى بالأخير محاربة هوى النفس. "..... ويقول مواصلا:  " إنما الجهاد الأكبر هو كفاح ضدّ ألذات, ضدّ الميول التي تجذب الإنسان بعيدا عن مركزه, ............ وما زلنا نجد اليوم في هذا درسا عظيما لكثير من : " الثوريين " الذين يريدون تغيير كلّ شيء ما عدا أنفسهم, .... كما كان فيما مضى شأن الكثير من أل. (   صليبيين ) الذين كانوا في القدس وفى أسبانيا: " المراد استردادها. " ... أو ضدّ هنود أمريكا: " يريدون أن يفرضوا على الآخرين ( مسيحية ) يهزوون هم منها بكل عمل من أعمالهم.
3-    وحدانية الإله وتعاليه:   " هذا المبدأ يفضى الى تساوى جميع البشر دون أي استثناء, الأمر الذى جعل الإسلام دعوة لتحرير الشعوب المقهورة سياسيا ,  واقتصاديا , ودينيا , ............ فانّ الفتح الاسلامى لم يشكّل استعمارا, فقد استقبلت الشعوب الفاتحين المسلمين الذين أنقذوهم من طغيان وغطرسة سلطات بلادهم الروحية , والزمنية, فلم يعارضوهم ,..........  ولعلّ أصدق صورة تعكس هذه الحقيقة هى انّ العرب فتحوا الأندلس في بحر سنتين فقط, في حين تطلّب استعادتها منهم سبعة قرون. "............ يواصل الكاتب:
•    ملحمة الإيمان (الصوفية) :   " يعبّر عن الصوفية بأنّها شكل من أشكال الروحية الإسلامية بنوع خاص , وهى توازن بصفة أساسيه بين الجهاد الأكبر - ( أعنى الكفاح الداخلي ضدّ كل رغبة من الرغبات التي تجعل الإنسان ينحرف عن مركزه . ) - والجهاد الأصغر – ( يعنى العمل من أجل وحدة وانسجام الجماعة الإسلامية ضدّ جميع أشكال الوثنية من سلطات وثروات وضلالات تبعده عن طريق الله. "
•    عقيدة وسياسة :   يركز الكاتب في هذا الصدد على ثلاث مقولات هى : (1) الاقتصاد (2) الحقوق (3) السياسة ,......... يقول في (1)  " .......... يناقض مفهوم الإسلام المفهوم السائد في الغرب الذى لا يعنى سوى:   " الإنتاج والاستهلاك " كهدفين لذ اتهما دون أدنى رعاية للغايات الإنسانية, ..... بينما يهدف الاقتصاد في ظلّ النظام الاسلامى الى التوازن, ممّا يستبعد أقلّ تشابه بين الرأسمالية في الغرب والنظام الاسلامى, فهو يتمتّع بخصوصية تتمثل في رفضه لخضوعه: " للآلة " ..... بل هو يحمل غاية في ذاته باعتباره تنظيما لأهداف عقائدية وإنسانية سامية, ويستشف من ذلك التوازن في توزيع الدخل والحيلولة دون الاحتكار.  " ..... وعن المقولة (2) يقول:  "  .....  إن الإسلام يعتبر الإنسان جزء من كل, ......... فالمجتمع الاسلامى يرمى الى أهداف تتجاوز ذاته وينبني على أساس المساواة والحريّة. " .... وعن المقولة (3) والأخيرة يقول مؤكدا:  "  .... إن محور الأمّة هو عقيدة أساسها أن يتجاوز كل فرد مصالحه وأغراضه الشخصية لمصالح الأمّة التي تشتمل الإنسانية جمعاء. "
•    العلوم والحكمة :   يقول :  " الإسلام ينفى التفريق بين العلم والعقيدة , إذ إن كلّ ما هو موجود في الطبيعة دليل على وجود الله سبحانه وتعالى , حيث تصبح معرفة الطبيعة نوعا من العبادة فلا غروة أن يعمل المسلمون على اندماج الثقافات العالمية لتستفيد منها البشرية جمعاء , ........... في حين تجمدت العلوم في أوروبا إبان سطوة الكنيسة, لأنّها أبدت ريبة تجاه الطبيعة زاعمة أنّها تبعد عن الإله, .... ومن ثمّ فانّ العلم والتقنيات في مفهوم الإسلام مسخرات لأهداف عليا, ........  بينما الآن يقاس تقدّم العلوم والتقنيات بمدى فعاليتها لضمان دوام السيطرة على الطبيعة والإنسان دون أن يكون هناك أي هدف آخر. "
•    الاستشراق:  يقول عن ذلك:   " .... انّه لم يكن حركة نزيهة منذ البداية, إذ كان الهدف منه تنفيذ مشروع يرمى الى إدخال المسلمين في النصرانية, ولم يقتصر دوره في مساعدة الهيئات التنصيرية والاستعمار والامبريالية على الهيمنة على أرض واسعة وأجناس متعددة, ...... وإنما ساهم كذلك في بناء أسس لمشروعية الأحكام التعسفية التي جعلها الغرب ذريعة لاستغلال الشعوب الأخرى, ........ لهذه العلّة لم تتم دراسة الإسلام في أوروبا للوقوف على حقيقته, بل اهتمّ به المستشرقون لأجل الصراعات الاديولوجية. "
•    الحوار بين الشرق والغرب:  يتطرّق الكاتب لمشكلة الحوار بين الشرق والغرب فيقول:  " ...... إن الحوار سيكون عبثا لا طائل منه بل سيمنى بالإخفاق اذا ظلّت عقيدة أحد أطرافه غير مصقولة من صدأ قرون السيطرة والاضطّهاد,...... وأنّما يسمّى: " نمو " .... ما هو إلا نما للتأخر, فانّه لا يتأتّى نمو عدد قليل من الدول دون أن يتمّ ذلك على حساب دول أخرى, ..... فقد تم نهب المصادر الطبيعية والبشرية لثلاث أرباع العالم, ....... وأنّ أكبر افتراء يجب فضحه وتفنيده هو الزعم القائل:  " انّه لا بدّ من اقتفاء أثر الغرب اذا ما أراد العالم الثالث تحقيق تقدّم اقتصادي. " .... .... إذ من المسلّم به أن تطور أوروبا الغربية ولّد التخلّف وضاعف من اتّساع رقعته في الدول النامية. "
•    انحطاط الحضارة الغربية:   يقول في هذا المقام:  " ..... بعد خمسة قرون من هيمنة الغرب هيمنة لا يشاركه فيها أحد يمكننا تلخيص ميزانيته بثلاث أرقام:  في عام 1982 مع حوالي: ( 600 ) مليار دولار من الإنفاق على التسليح وضع ما يعادل أربعة أطنان من المتفجرات على رأس كلّ ساكن من سكان الكون, ووزّعت الموارد والثروات بحيث مات في السنة نفسها (50 ) مليون نسمة في العام بالمجاعة وسوء التغذية , فهل يمكن أن يسمّى هذا : ( تقدما ) ........ نقول بلا تردد ان ذلك الشوط التأريخى الذى قطعته الحضارة الغربية الحالية والتي جعلت من الممكن فنيّا ولأول مرّة خلال ملايين السنين من الملحمة البشرية , تحطيم كلّ أثر من آثار الحياة على الأرض .  "
•    أسباب افساد الكون :  يعدد هذه الأسباب فيقول :
1-    الاقتصاد:   " يسيطر عليه النمو المتمثل في الرغبة الجنونية في زيادة وشرعية الإنتاج:  إنتاج أي شيء نافع أو غير نافع , ضار أو مميت لا يهم . "
2-    السياسة:   " تحكمها علاقات اجتماعية داخلية وخارجية يسودها العنف المعبّر عن صدام المصالح والنزوع الى السيطرة بين الأفراد والطبقات والأمم . "
3-    الثقافة :   ".... عارية من المعنى والغاية : فالتقنية للتقنية , والعلم للعلم , والفن للفن , .......والحياة لغير هدف . "
4- العقيدة:   ".... خاوية من التعالي الذى يمثل البعد الانسانى للإنسان. "
•    كيف شوّهوا الإسلام:  في هذا الصدد بين الكاتب الوسائل التي استخدمها أعداء الإسلام لتشويهه فيقول:   " .... لقد انتقص حقّ التراث العربي الاسلامى نتيجة خداع مضاعف:
1-    أرادوا أن يرو فيه مجرّد أداة نقل للثقافات أو الأديان الماضية, مترجما للفكر اليوناني ومعلقا عليه .
2-    أرادوا ألاّ يرو فيه الاّ تأريخا سابقا على تأريخ ثقافتنا مما أدّى الى ترك دراسته لمختصين مكلفين بدراسة ما يرجع الى الماضي.
3-    كل هذا ليؤكدوا أن الإسلام لم يأتي بشيء فيه جديد ولا يشتمل على شيء فيه حياة ولا يبشر بشيء ولا يعد بخير.
•    قام المؤلف بتفنيد كل هذه الافتراءات واحدة تلو الأخرى بصورة واضحة وقاطعة ثم عرج الى توضيح :  دور الصهيونية العالمية في كل ذلك, يقول في ذلك:
•    الصهيونية ضدّ الإسلام :   يتحدث الكاتب هنا عن الجهود التي بذلها من أجل إنشاء : ( المعهد الدولي للحوار بين الحضارات ) في كل من باريس وجنيف . ثم يتحدث عن الدعاية الصهيونية بفاعليتها وتنظيمها في الغرب الى حدّ مخيف باعتبارها تشكل أحد العوائق الخطيرة أمام فهم الغرب للعالم العربي الاسلامى, ويذكر الوسائل المتعددة التي تستخدمها الصهيونية في هذا المقام.
•    دور المسلمين في تفهيم الغرب :   يؤكد جارودى على أهمية دور المسلمين في تفهيم الغرب , أن التوسع الصهيوني لا يهدد الفلسطينيين فحسب , بل يهدد مستقبل العالم , وأنّ القضية العربية هى قضية الجميع , ويرى أن شرح أهداف الصهيونية ووسائلها ومغزاها لا يجب أن يقف عند العمل السياسي وحده , بل يجب إبراز السياسة العنصرية للصهيونية في كلّ مقام , ويشير أيضا الى تفهيم الغرب أنّ الإسلام يمكنه أن ينقذ العالم كلّه من شفا الحرب النووية بتقديم الأنموذج الأمثل للحياة النظيفة الكاملة , ............ وبعد أن قدّم في هذا الصدد بعض المقترحات التي يرى وجوبا تنفيذها, انتهى الى القول:   " الإسلام كتتويج لذرية إبراهيم عليه السلام وقد دعا الإنسان من خلال اليهودية والنصرانية والإسلام الى البحث عن غايته العليا والى تحقيقها – يمكنه مرّة ثانية أن يبعث الأمل في مجتمعاتنا الغربية التي خرّبتها الفردية وخرّبها أنموذج النمو الذى يسوق العالم كلّه الى الانتحار, ولن نستطيع القيام بهذه المهمّة الاّ بشرط هو أن لا ننسى أبدا أن الوفاء لدار الأجداد لا يكون بالحفاظ على رفاتهم , وإنما بتناقل المشعل من يد الى يد . "


بتصرّف من كتاب : " لماذا أسلمت " للفيلسوف والكاتب الفرنسي الكبير / " جارودى " .... عن دراسة أعدّها الأستاذ/ محمد عثمان الخشن "
الناقل/ عوض سيدأحمد عوض
27/8/1991


والى هنا نأتى للاجابة على الأسئلة :
السؤال الأول : من هو الأب الروحى (للشيوعية ) وما حقيقة هذا المذهب ؟؟؟
الاجابة  :  الأب الروحى للشيوعية هو :   " كارل هاينريش ماركس  حفيد الحاخام اليهودي المعروف ( مردخاي ماركس)   كان والده محاميا  تخلى عن يهوديته وجعل أولاده الأربعة يعتنقون الدين الغالب في ألمانيا: أي المسيحية على الطريقة البروتستانتية. وقد حصل ذلك عندما كان عمر ماركس ست سنوات فقط  وقد أصبح  فيلسوفا , وعالم اقتصاد سياسي , ومنظر اجتماعي.
من اقواله :    " الدين أفيون الشعوب "
يقول فى ذلك :
•    أول الشروط الضرورية من أجل سعادة الشعب هو إلغاء الدين.
•    الدين هو عجز العقل البشري على التعامل مع حوادث لا يمكن فهمها.
•    الدين هو آهات الخليقة المضطهدة ,هو وجدان عالم عديم الرحمه , وهو روح أحوال لا إنسانيه وهو أفيون الشعوب  .
اذن نحن أمام رجل أنكر وجود الله الخالق , وحكم على الدين السماوى  بأنه خرافة , واعتبر سعادة الانسان  تكمن فى الغاء هذا الدين , ومسحه نهائيا من على ظهر هذه البسيطة ,  مع ايتاء بديل له تتحقق بموجبه سعادة الانسان على الأرض ( حسب تصوره ) ولم يكتفى بذلك بل جعل  من نفسه المنقذ , والأب الروحى لهذا الدين البديل : (النظرية الشيوعية ) وتبلور ذلك فى اصدار  كتابه الشهير : " رأس المال "
•    ماحقيقة هذا المذهب أو الدين البديل ؟؟؟ :
حقيقية هذا المذهب تتمثل بحق فى هذا الكتاب الذى أعد , كنظرية ثورية تعبر تعبيرا صاقا عن آمال وطموحات الحركات الثورية التى كانت قائمة آنذاك ضد النظام الرأسمالي بحكم أنه نظام  ظالم , تحكمه علاقات اجتماعية تقوم على استغلال الانسان لأخيه الانسان , ومن ثم  تحول المجتمع بموجب ذلك , الى طبقتين : ( طبقة الراسمالية التى تملك كل شىء , تقابلها طبقة العمال المستغلة آنذاك لخدمة الطبقة الأخرى ) وبالرغم أن هذه الحقبة جاءت لاحقة لحقبة كانت أكثر ظلاما , هى حقبة : ( الاقطاع ) وما فيها من مرارة لا حدود لها , وبؤس منقطع النظير يعيشه عامل الأرض (المزارع ) فلم تفلح الطفرة الجديدة باكتشاف الألة التى أدت الى  رفع حجم  الانتاج الزراعى , والصناعى الى معدلات فاقت كل تصور ,  الاّ أنها لم تمنع تكرار , عملية استغلال الانسان لأخيه الانسان فجاءت بصورة أقرب للأولى , وربما كان هذا أحد الدوافع لبروزهذه النظرية كى تتيح لهذه القوى الثورية صياغة برنامجها التحرري البديل , وكان من ايجابياتها أن أدت عملية انزالها على  الارض  كتطبيق عملى , الى الحد من هذا الاسغلال المشين للعامل , واعادة النظر للعلاقة بين الطرفين بشكل مقنن وايجابى , ساعد على الحد من انتشار هذه النظرية  الجديدة بالصورة التى خطط لها , وكان متوقا حدوثها فى أعرق  دول الرأسمالية وهى  : ( المملكة المتحة ) آنذاك .
•    السؤال الثانى :
•    ما حقيقة أول من أنزل تعاليم وموجهات هذا المذهب على الأرض , وهل حققت عملية انزالها ما بشرت به من حياة سعيدة ,  يهنأ فى ظلها الانسان على ظهر هذه البسيطة كما كانوا يعتقدون ؟؟؟
•    الاجابة :
المعروف ان أول من أنزل تعاليم وموجهات هذا المذهب , أو  ( الدين البديل ) على الأرض هو :  " فلاديمير ايليتش أوليانوف , المشهور ب.  ( لينين ) "
•    من هو لينين ؟
ولد لينين عام   1870  من اسرة ميسورة الحال , كان والده معلما , ووالدته تنتمى لاسرة مثقفة ثقافة عالية , تلقى تعليمه حتى مستوى الجامعة  وتخرج محاميا  , وكانت روسيا أنذاك  فى بداية عهدها لتتحول من حالة ( الاقطاع ) الى دولة صناعية تيمما  بدول أروبا الغرية التى سبقتها فى هذا المضمار , وكانت قطات عريضة  من الشعب تان تحت وطأة الجوع , والفاقة , كغيرها من شعوب أروبا الأخرى نتيجة لشروط العمل المجحفة , واللانسانية , الأمر الذى أفضى الى قيام ثورات شعبية ضد النظام القيصرى الحاكم مطالبة بالحرية والعدالة للشعب , أدت الى اعدام أخيه ( الكسندر ) مما ترك أكبر الأثر فى نفسه وخاصة الاعتراف المنسوب له أثناء المحاكمة قائلا : " انه أراد قتل القيصر لأنها الوسيلة الوحيدة لتحقيق الحرية السياسية للشعب الروسى "  ويعرف عن لينين أنه كان قاريئا ممتازا , فقد قرأ كتابات ماركس بتعمق شديد حتى انضم الى منظمة ماركسية كعضو,  وما لبث الاّ أن  تولى قيادتها , وكان يمارس معظم نشاطه بالخارج حيث التقى بمعظم الماركسيين النشطين هناك , وبعد رجوعه تعرض للاعتقال , والتحقيق معة ,  وصدر الحكم بنفيه الى سيبريا , وكان ذلك عام 1897
•    من أقواله :
" الدين ما هو إلا وسيلة لتخدير الشعب , وإضعافه ليتسنى لمستغليه استعباد الشعوب إلى ما نهاية حيث يبقى أسير المظاهر الدينية الفارغة التي تنسيه أنه مستعبد عقليا  , وروحيا , وجسديا , و أن حريته الإنسانية تعبث بها أيادي الذين يسودونه "
ومن أقواله أيضا :
" إن هلاك ثلاثة أرباع العالم ليس بشيء إنما الشيء الهام هو أن يصبح الربع الباقي شيوعياً  "
خروجه من السجن :
بعد خروجه من السجن , واصل نشاطه من خارج البلاد ( أوروبا الغربية ) , متنقلا بين معظم دولها، مشاركا في نشاطات الأحزاب الماركسية، ومواصلا عقد اجتماعات دورية للبلاشفة متابعا لما يجرى فى الداخل من ثورة عارمة لاسقاط النظام هناك , وفى عام 1917عاد لينين  ودعا حزبه إلى أعلان الثورة , وتم التحرك فعلا , بمعاونة أحد القادة البارزين بهذا الحزب  : ( ليون تروتسكى ) واستطاعوا اكتساب ثقة الأهالي بالشعار البسيط الذي رفعوه: " الخبز , والسلام ,  والأرض للجميع". وفى ذات العام تمكنوا من استلام السلطة , وأصبح لينين الحاكم الفعلى للدولة الروسية , وفى خلال حوالى (4) سنوات تخلص من كل معارضيه , ودانت له الدولة , وحصل على اعترافات  حكومات أوروبا الغربية , والولايات المتحدة   بإعادة التمثيل الديبلوماسي والعلاقات التجارية بعد ان  كانت مترددة فى ذلك , ومن ثم تحول الحكم من النظام القيصرى  الوراثى : ( ملك عضوض )  الى نظام حكم استبدادى من نوع  آخر , حكم الحزب الواحد , وفى ظل :  " الشمولية البغيضة "  وكانت شمولية لينين هى أولى الشموليات التى مرت على البشرية منذ مستهل القرن المنصرم, ثم اعقبتها شمولية أتاتورك , وهكذا توالت الشموليات بتوجهاتها المتحدة فى الهدف  , مع تنوع الرايات , وكانت فى البداية كلها رايات غير اسلامية , حتى جائتنا مؤخرا , تحت راية اسلامية : ( الخمينية / الترابية ) لتقوم بذات الدور , وتواصل تحقيق ذات الهدف .
الى هنا نأتى للاجابة  :
" هل القرآن وحى منزل من عند الله تعالى " ؟؟؟؟؟؟؟  للاجابة على ذلك نرجع للقامتين الكبيرتين اللذين تم أختيارهما  من بين العديد من العلماء الذين أكدت أبحاثهم  صحة " القرآن " كوحى منزل من ربّ العزة وخالق الكون :
الأول :   البحث القيم والفريد فى نوعه ,  الذى قام به العالم الفرنسي د. موريس بوكاى والذي كان الهدف الأساسي منه القيام بعملية مطابقة نصوص محددة من كل من الكتب المقدسة الثلاثة باعتبارها وحى الهي مع ما توصل إليه الإنسان من العلم الحديث ومعرفة مدى مطابقته من عدمه, تحت الشروط التي وضعها وهى:
•    التأكد أولا من عملية التوثيق لكل كتاب على حدة , وأن النص المتداول حاليا بين أتباع هذه الكتب يمثل النص الأصلي المنزل على كل نبي منهما دون أي تغيير بالحذف أو الزيادة, .... وثبت له ذلك بالدليل القاطع فيما يتعلق بالقرآن.
•    التأكد من أن الحقيقة العلمية محل المقارنة , تكون ثابتة ومحل اتفاق تام بين العلماء , ولا يوجد أي جدل في ثبوتها, وقد تم له ذلك وكانت النتيجة أن أعطى النص القرآني نتائج مبهرة خرج منها بقرار علمي قاطع وحازم أن المعلومة التي أتت بها النصوص القرآنية التي تمت مطابقتها لا يمكن أن تكون الاّ من عند الله وليس في استطاعت بشر أن يأتي بها في ذلك العصر الذى أتت فيه لأنها لم تكتشف الاّ حديثا.
*وقلت أنه جاء من بعدة  كوكبة من العلماء من أنحاء البسيطة وأجروا بحوثهم كل في مجال تخصصه ووصلوا لذات النتيجة القاطعة والحاسمة وأكدوا بما لا يدع مجالا للشك أن الآيات القرآنية محل بحثهم لا يمكن بل هناك استحالة أن تكون الاّ وحى منزل من العليم الحكيم وليس لها علاقة بصنع البشر.
الثانى :    البحث القيم , والفريد فى نوعه أيضا , الذى قدّمه للبشرية جمعاء  الرجل القامة ,  والفيلسوف الكبير: " جارودى " : "  موضحا للعالم كله الأسباب , الدلائل القطعية التى أدت الى  تحوله , واعتناقه الكامل ,  والتام , للإسلام , كدين حقيقى جاء أصلا لانقاذ البشرية جمعاء , ولم يكتفى بذالك , بل واصل دراساته , وبحوثه  , وتحقيقاته العملية , الجادة , ليؤكد للعالم أجمع حقيقة أصيلة , ثابتة بالكتاب والسنة , غفل عنها الناس , كل الناس , حتى المسلمون منهم , وهى أن هناك فئة , أو طائفة من البشر تقوم  , ومنذ قرون بعيدة بجهد خارق , وعمل مضنى متواصل تتوارثه الأجيال المتعاقبة منهم , جيلا عن جيل , وبسرية منقطعة النظير , لغرض وهدف واحد لاغير هو : ( طمس نور هذا الوحى الالهى )  وتحويله الى ظلام دامس للحيلوله دون اعطاء: ( أكله بالكامل)  فى تحقيق السعادة , والعيش الكريم , والهنىء للبشرية جمعاء , وأكد للعالم أجمع بالدلائل القاطعة , أن هذه الفئة من البشر : ( الأمة الغضبية ) وراء  كل ما عانته البشرية فى تارخها الطويل : ( ولا تزال ) من ويلات وحروب :  ( داخلية/ دولية ) وفتنن عارمة , بين مواطنين داخل البلد الواحد  , وأخرى عالمية بين دول مختلفة  , فمالنا  نذهب بعيدا , فالنستمع  اليه يحدثنا عن ذلك  :
فيما يلى مقتطفات من كتبه وبعض تصريحاته :
(1)    ان الانسان فى الغرب يستطيع أن يقول كل ما يريد عن : الله , والبابا ,  ورؤساء الدول ,  دون أن يخاف ملاحقة , أو يتعرض لمضايقة , فاذا ذكر الصهيونية أو اسرائيل , فلا يلبث الاّ أن يتهم :  " بالاسامية " ويلاحق قانونيا , ويصبح مهددا بالسجن ,  وقطع الرزق , أو الطرد من العمل أو يسمع الشتم ليل نهار من جهاز الهاتف . "
(2)    عندما نشر صديقي " فينسنت مونتى " كتابه : " الملفات السرية لإسرائيل " عارضا كشاهد عيان كيف اغتال الصهائنة ممثل الأمم المتحدة : " الكونت برنا دوت "  في القدس لم يكتف الصهائنة بمنع توزيع الكتاب ولكنهم دفعوا الناشر إلى الإفلاس. " .
(3)    " بالنسبة لي شخصيا عندما أنهيت كتابي: " المشكلة الإسرائيلية " لم أستطع أن أجد ناشرا ضمن شركات النشر الكبرى التي سبق أن اشترت منى عبر السنين الكتب " الأربعين" التي ألفتها وعندما نجحت في طبعه أخيرا أوقف توزيعه في كل من : "  الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا, "....... وتلقيت عدت تهديدات بالموت عن طريق البريد, وأقيمت ضدي قضيتان أمام المحاكم ومنذ ذلك الوقت منعت من الظهور فى التلفزيون, كما رفض كبار الناشرين شراء كتبي اللاحقة. "
(4)    عندما نشر كتابي : " الإسلام مستقبلنا "  أثيرت ضدي حملة دعائية واسعة بهدف خنق الكتاب, وفى نفس الوقت عمدوا لتأمين نجاح كتاب آخر الّفه:  " نايبول "  وتعامل فيه مع الإسلام كدين: " منقرض " .
(5)    وعندما تمكنت أخيرا من نشر كتابي:  " المشكلة الإسرائيلية " ووجهت بنفس الرفض لتوزيعه وبنفس الحملة الدعائية المضادة لي والمروجة لكتاب:  " بيروت سيل "...  الذى يحمل عنوان:La rod eau de Mohammnet   " "!!!!!!!!!   إن تلك الأمثلة التي أورتها ما هى  إلا غيض من فيض ولكنها تكشف الحقائق , ..... لأنها تبين المقاطعة الصهيونية المنظمة في وسائل الإعلام ضد أي هجوم على " إسرائيل ".. أو أي محاولة لإظهار الوجه الحقيقي " للإسلام " .. بالإضافة لترويج واسع النطاق لأي شيء يسيء للإسلام ويستهزيء به.   
(6)    اللوبى الصهيونى فى أمريكا :     
" ..... حسب المصادر الرسمية , فان اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة , هو السيد الأوحد لصناعة السينما فى هوليود , ولشبكات التلفزون الرئيسية ول. 95% من الناشرين الأمريكيين , وهو يتحكم بأصوات (70) سنتورا من أصل مئة , وهو قوى  لدرجة أن أحدا لا يمكن أن ينتخب رئيسا لأمريكا دون أن يوافق عليه الصهائنة  " 

( من محاضر التحقيق الذى أجرته لجنة الشئون الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكى التى كان ير أسها حينها السنتور : " فولبرأيت " فهى تكشف الطبيعة الحقيقية لأنشطة التنظيمات الصهيونية فى الولايات المتحدة , وكافة دول الغرب , .... استعرض السنتور المذكور نتائج التحقيق فى برنامج : " واجهة الأمة " فى 7/10/1973 وجمع فى مجلد يحوى 300 صفحة . )



(7)  نتائج البعد عن الله : 
يقول فى حوار مع جريدة المسلمون الدولية (14/6/1986 ) :   "..... فحين ينسى الانسان الله , وأحكامه , يفتقد المجتمع الانسانى انسانيته , وتتحول حياته الى مجابهات بين أغراض : ( القوة , والمتعة ) ونمو الأفراد , والمجموعات , والأمم , والى أنماط التوازن الذى يقوم بينها على ( الرعب ) وقد أخذت الحضارة الغربية تشعر باخفاقها , سواء فى مثالها الأمريكى , أو مثالها السوفيتى , فالعالم الثالث يموت بسبب افتقاره الى الوسائل , بينما العالم الغربى يموت بسبب افتقاره الى الغايات "    
(8)  " معنى أن تكون مسلما "   يقول فى ذلك :
" اذا كان بعض الدعوات الاسلامية أى : " التنظيمات الحزبية الاسلامية " تقوم بتقديم الكثير من التسهيلات , والاغراءات للآخرين كى ينضموا اليها طمعا فى كثرة عدد أفرادها جمعا للنفوذ, والفوز فى الانتخابات , فانّ الاسلام الحقيقى لا يقيم أى وزن ( للأكثرية ) لأن الوزن الحقيقى فى مفهوم الاسلام , مقيد بمبادىء , فمن اعتنق هذه المبادىء : ( كان أمّة ) ولو كان فردا واحدا . " 
" ان تطبيق الشريعة معناه أن نعيش " القرآن " كل القرآن ,   فى جميع أعمال حياتنا , وأمام رب لا نستطيع أن نخدعه , اننى أستطيع أن أخدع تاجرا , أو زوجتى , أو شعبا بكامله اذا كنت رجل سياسة , ولكننى لا أستطيع أن أغش الله سبحانه وتعالى , لأنّه يرانى , ..... وهذا معنى أن أكون مسلما . "  

معادن الرجال :
يتضح من ذلك , أن هذا الرجل القامة عندما قرر الخوض فى هذا المجال , عن طريق التقصى والبحث المضنى , والجاد , عن حقيقة هذه الشرزمة الضالة المضلة , والتى تعد كما أثبت هو  ذلك , العدو الأول للمسلمين بصفة خاصة , وكافة البشرية بصفة عامة , نعم , عندما قرر ذلك , واتجه بكل عزيمة وصدق مع الله ,  للاضطلاع بمهام كشفها , وتعريتها أمام العالم أجمع , كان يعى تماما ويدرك مخاطر هذا الاتجاه , وأنه طريق شائك , شديد الوعورة , ووخيم العواقب , لا يسلكه الاّ معادن الرجال , وكلكم تعلمون كيف انتهى به الحال , فقد قضى بقية حياته كانسان عادى من عامة الشعب يسكن فى بيت متواضع , وحيدين , منعزلين ,هو وقرينته  , بعيدا عن ضوضاء العاصمة ( باريس )
( ذكر ذلك لى الأخ الحاج وراق عند ما سجل له زيارة  فى ببيته هذا المتواضع قبل رحيله للدار الآخرى )
ماهى هذه الشرزمة أو الفئة الضالة المضلة :

لكشف حقيقة هذه الفئة الضالة المضلة سبق حررت رسالة تحت عنوان :  "أعرف عدوك " وقبل أن نأتى بمقتطفات منها , دعونا نذهب مرة أخرى الى الرجل القامة : " جارودى " وننظر فى احد كتبه عن ذات الموضوع تحت عنوان :  "دراسة فى الصهيونية /اليهودية " نقتطف أحد أبوابه العشرة كاملا وفيما يلى نصه :
2 -    الصهيونية السياسية:
" ابتدعها تيودور هرتزل بناء على تعاليم  اليهودية (1860-1904) وعكف في فيينا، منذ عام 1882 على تشكيل المذهب حتى انتهى من ارساء منهجه عام 1894 في كتابه عن "الدولة اليهودية" ثم وضعه موضع التنفيذ في المؤتمر الصهيوني العالمي الأول، بمدينة (بال) في سويسرا، عام 1897. هذه الصهيونية بالذات، بمبادئها ونتائجها، تشكل دون غيرها موضوع دراستنا… ومن المناسب هنا، ومنذ البداية، التعريف بها، بصورة دقيقة. ولكن وقبل ذلك نود ان نشير الى ان تيودور هرتزل معارض شديد لاولئك الذين يعرفون اليهودية على انها ديانة. فاليهود، بنظر الصهيونية السياسية، "امة" قبل اي شيء آخر وعلى كل حال وعند دراسة القوانين الاساسية لدولة إسرائيل، سنلحظ الغموض في التعريف "اليهودي" والتذبذب المستمر بين التعريف المبني على العرق، وذلك المبني على الدين .
تيودور هرتزل  لم يكن شاغله الاساسي دينياً، بل سياسيا، فقد طرح الصهيونية-اليهودية بناء على الايمان بأن اليهود عبر العالم، وفي اي بلد يقطنون، يشكلون شعباً واحداً منفصلا  وبأنهم غير قابلين للاندماج في الأمم التي يعيشون بين ظهرانيها نظرا  للعداء الذي يكنه اليهود لهم . (وهذه من مسلمات كل العنصريين واللاساميين).
ويمكن تلخيص النتائج العملية التي استخلصها تيودور هرتزل، والحلول التي طالب بها لوضع حد نهائي لهذا العداء والتنافر - بين اليهود وغير اليهود الذي هو كما رأى، تنافر دائم وقطعي - على النحو التالي:
1 - رفض الاندماج  في المجتمعات الغير اليهودية.
2 - إنشاء "دولة يهودية" يتجمع فيها كل يهود العالم.
3 - هذه الدولة، ينبغي اقامتها في مكان "خال" وهذا المفهوم المميز للاستعمار الذي كان سائداً في تلك الحقبة، كان يقضي بعدم الاخذ بعين الاعتبار وجود مواطنين اصليين. وقد اعتمد هرتزل وقادة الصهيونية السياسية من بعده، على هذه المسلمة الاستعمارية التي سوف تتحكم بمستقبل المشروع الصهيوني كله، ودولة إسرائيل التي انبثقت عنه. اما المكان , فبعد نقاش كبير فى تحديد الجهة , فكر هيرتزل  بإيلاء فلسطين الافضلية بين الاراضي المرشحة لغرس الدولة اليهودية فيها، بناء على التعاليم اليهودية لاجتذاب "عشاق صهيون" اليهود.  في "تصريح بلفور" عام 1917، حينما اعلنت الحكومة البريطانية انها تؤيد اقامة "وطن قومي لليهود" في فلسطين، لا يلحق الضرر بالسكان الاصليين، بينما استغل زعماء الصهيونية هذا التصريح في اتجاه انشاء "دولة فلسطين اليهودية" بإلغاء كل وجود للسكان الاصليين، تأميناً لبسط سيادة الدولة اليهودية على فلسط ين كلها."   
(انتهى النص )
نرجع الى الرسالة أعلاه وفيما يلى مقتطفات منها :
•    الأمة الغقضبية:  نعلم أن هذا الاسم يطلق تجاوزا على (اليهود ) كأمة وشعب إلا أن المعنى به حقيقة هم أوليك الذين يؤمنون بالمبدأ: " الصهيوني " ومن هنا يمكن القول بأن هناك فرق كبير بين اليهودي والصهيوني.
•    ماهى العلاقة بين اليهودية والصهيونية :   كلمة : ( الصهيونية ) نسبة الى جبل صهيون الذى يقع في الجنوب من بيت المقدس والذي اتخذه نبي الله داوود حصنا له إبان ملكه ,..... وبذلك أصبح: " صهيون " مكانا مقدسا – ( حسب اعتقادهم المحرف عن دينهم الحقيقي ) – إذ يعتقدون أن: " الرب " يسكن فيه وقد ورد في المزامير: " ر نموا للرب الساكن في صهيون. ".......... إذن فالصهيونية في أبسط تعار يفها هى:  " الدعوة الى رجوع بنو إسرائيل واستقرارهم في فلسطين أي في جبل صهيون وما حوله "  ........ فالصهيوني هو ذلك اليهودي الذى يؤمن بهذا المبدأ سواء هاجر بنفسه أو شارك في عملية المساعدة في هذا الاتجاه    ماديا (و) أو أدبيا.
•    هاهو المبدأ الصهيوني:   المبدأ الصهيوني يستمد مقوماته من التعاليم المغلوطة والمحرفة والتي أدخلت على الوحي الالهى المنزل على نبي الله موسى عليه السلام والمضمن في كتابه:  " التوراة " .......... بجانب كتاب آخر وضعوه لاحقا وأتخذ وه رديفا للتوراة المحرّفة باعتباريهما كتب: " مقدسة " ....... وأصبحت هذه التعاليم هى التي ينشأ عليها الطفل اليهودي منذ الصغر, وتتمكن هذه التعاليم منهم وتتشرب بها عقولهم ويقوم عليها نهج حياتهم. ..... لذا نجد أن من ينفلتون منها ويكفرون بها لا يمثلون إلا فئة قليلة منهم, وهذا يفسر حقيقة أن كثيرا من الكتاب لا يفرق بين اليهودي والصهيوني ويعتبرهم كلّهم أمة واحدة أي كلهم:  " صهائنة . " .
•    ملاحظة:     تأييدا للرأي الذى يطالب بالحذر من تعميمها على كل يهودي دون استثناء, نورد هنا مقتطف من كلام الإمام الشعراوى رحمه الله في تفسيره للآية   (( ...... ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون. ))..... يقول الإمام: " عندما قال الله عن قوم موسى:  أنّهم ينقضون العهود لم يكن هذا الكلام حكما عاما لأن الحكم لو كان عاما لما وجد في أمة موسى من يؤمن برسالة محمد عليه الصلاة والسلام.
•    أرض الميعاد هل اليهود هم الموعودون بها :  (الحاصل أن  هناك وعد من الله لنبيه وخليله : " إبراهيم  " ... ولكنّه وعد مشروط, , ..... مشروط بما ذا ؟؟؟؟ مشروط:  " بعملية الأتباع وصون الأمانة والالتزام الكامل بها وعدم الانحراف عنها. "  "....... وقد تحقق ذلك فعلا:  جاء في موسوعة مقارنة الأديان الجزء(1) صفحة(65) للدكتور أحمد شلبي ما يلي: "......  أنجب سيدنا إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل الذى نشأ في مكة وصاهر (جرهم ) سادة مكة ومن نسله جاء العرب, .... وهم الذين حملوا لواء الإسلام فيما بعد واقتحموا أرض الرومان واستعادوا:  " فلسطين " وما حولها منهم محققين بذالك وعد الله لإبراهيم أن يجعل هذه الأرض لنسله من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات, .......... وهذا يتمشى مع قوله تعالى: (( إن أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا. ))..... يواصل الكاتب: " ... هذا هو التفسير الصحيح لهذا الوعد, لأن الفتح الاسلامى بهذا الوضع كان إنقاذا لشعوب المنطقة من الاستعمارالرومانى وظلمه وعدوانه, ......  أما اليهود فيفسرون هذه الفقرات – ( كما جاءت في توراتهم المحرفة الإصحاح الخامس عشر –تكوين- 18-20 ) – بالقضاء على الشعوب الأصلية وإحلال اليهود محلهم أي: ( عملية ما يسمى التطهير العرقي ) .......... وحاشا لله أن يكون هكذا قضاؤه.......  فهو قضاء ظالم. "
هل اليهود شعب الله المختار كما يدّعون ؟؟؟ :    كيف لقوم نكلوا عن حمل الأمانة التي كلّفوا بها ونقضوا العهود وظلموا أنفسهم بأنفسهم كيف يدّعون ذلك ؟؟؟ ........ وبسبب هذا الانحراف عن الحق,  جرّدوا من شرف الانتساب الحقيقي لإبراهيم عليه السلام, .... يقول الله تعالى في محكم تنزيله لنبيه إبراهيم: ((.....  انى جاعلك للناس إماما قال: ومن ذريتي, قال: لا ينال عهدي الظلمين. )).......... اذا إن مدار هذا الأمر يكمن في الخضوع والالتزام الكامل وعدم الانحراف عن عهد الاستخلاف في الأرض وحمل أمانة الرسالة, ... ولكنّهم حرّفوها ونكثوا العهود وكان نتيجة هذا الانحراف عن العقيدة والتصور الخاطىء لمفهوم: " الرّب " حجبهم عن الاستجابة لأنبياء الله ورسله, ..... بل أخذتهم العزة بالإثم أن عدّوا توجيه الدعوة منهم إليهم: " إهانة واستطالة " .... وذلك بحكم أنهم كما يدّعون هم:  ( أبناء الله وأحباؤه وأنه لا يرضى إلا عنهم وأن جميع الأديان في نظرهم باطلة وبالتالي أن جميع الأمم ضالة. )..... ومن ذلك نرى أنهم يضعون لأنفسهم مقاما زائفا مما دفعهم دفعا للتطاول والتعالي على كل البشر من غير اليهود, .......... وهذا يفسر لنا تماما الحالة الشاذة والممعنة في السوء والصفات والنعوت التي لم ير لها مثيل في قبحها وسوءها في أي مله أخرى من غيرهم من البشر, ..........سمعنا ذلك أولا من أنبياءهم ورسلهم,.... وتوالى ذلك وتتابع ثانيا على مرّ العصور والدهور من كل الذين اختلطوا بهم وعرفوا ووقفوا على حقيقتهم من حكماء ومصلحين وقادة فكر وروأساء دول, الأمثلة كثيرة توضح هذا الجانب .
•    مصادر الفكر اليهودي: جاء في المجلد (1) موسوعة مقارنة الأديان للعالم الجليل الدكتور احمد شلبي الباب الرابع أن أهم مصادر الفكر اليهودي هى:
1/العهد القديم.
2/التلمود.
3/ بروتوكولات حكماء صهيون.  وفيما يلي نورد نبذة عن كل منهم:
1/ العهد القديم (التوراة):  هو الكتاب المقدس لدى كل من اليهود والمسيحيين علما بأن اليهود لا يعترفون بأي دين آخر غير دينهم, .....وهو بطبيعة الحال أجريت عليه عمليات تحريف غيّرته بصور مناقضة ومغائرة تماما للوحي الأصلي المنزل على سيدنا موسى عليه السلام وفيما يلي نتابع مع المصدر السابق ليكشف لنا باختصار شديد حقيقة هذا التحريف:
•    مصادر العهد القديم(التوراة) :   تحت هذا العنوان يحدثنا الكاتب :  " أكدت الدراسة الفاحصة أن هذه الأسفار من صنع أجيال متعددة وأنّ فترة التدوين بدأت في عهد متأخر  جدا , وانّ الكهنة كانوا يعتمدون على ما سمعوه وما تلقّاه الخلف من السلف , ......  ومن المصادر المهمة لها أيضا قرارات المحافل, فعلى مرّ التاريخ كان زعماء اليهود يدفعون بقراراتهم لتصير جزءا من الأسفار المقدّسة, .... وعندما اتّخذت هذه الأسفار وضعها النهائي ( المحرّف ) قبيل الميلاد, ... لم يتوقفوا عن محاولاتهم تجاه تقديس قراراتهم, فدفعوا بها الى كتاب: " التلمود "  .......... ثم بعد ذلك الى:  " البروتوكولات " .... وليس هذا وذاك بأقلّ عندهم من العهد القديم قداسة وجلالا.
•    الهدف من التحريف:   يقول الكاتب: " النظرة السريعة للعهد القديم توحي أن الهدف الأسمى الذى أرادوه من الكتاب المقدّس كان هو:  ( تبرئة بنى إسرائيل من العيوب وتلويث سواهم من الشعوب. ).......... هذا من جانب ومن جانب آخر إنهم أرادوا أن يتخلّصوا من الأسفار الحقيقية – ( الوحي ) – لأنها كانت تختلف عما جبلوا عليه من طباع وأخلاق رزيلة وانحراف في العقيدة, .... لذلك وضعوها في هذا الشكل الذى يتناسب مع ما يريدونه, ............ وهكذا كتبت هذه الأسفار ونسبت لله, والله سبحانه وتعالى منها بريء, .... إنها في الحقيقة صدى: " لانفعالات اليهود وأحاسيسهم " .....  ومع ذلك فقد أصبح هذا الكتاب المحرّف ( التوراة ) خلال مدّة النفي مركزا التفّ حوله بنو إسرائيل وتبعوا إرشاداته في السّر والعلا نية, وأصبح يمثل بالنسبة لهم حياتهم ودنياهم في الماضي والحاضر والمستقبل. ...  وفيما يلي نستعرض بإيجاز شديد بعض فقراته:
أولا :   صفات الإله " يهوه " :  يقوا الكاتب : " إن الصفات التي ذكرها اليهود لإلههم " يهوه " تبعد كل البعد عمّا يتّصف به الإله عند اىّ من جماعات المتدينين , وجعلوا هذه الصفات انعكاسا لصفاتهم واتّجاهاتهم , ...... فهو ليس معصوما, وكثيرا ما يقع في الخطأ ثمّ يندم وكمثال لذلك النصّ الآتي: (( ....... وكان كلام الرّب الى صموئيل قائلا: ندمت على أنّى قد جعلت شاء ول ملكا لأنه رجع من ورائي ولم يقيّم كلامي. )) ....... (صموئيل الأول 10: 10 )...... وفى مكان آخر يصفوه بأنّه (( .... الاه قاسى مدمّر, متعصّب لشعبه لأنّه ليس الاه كلّ الشعوب, ... بل الاه لبنى إسرائيل فقط, ....... وهو بهذا عدو للآلهة الآخرين, كما أنّ شعبه عدوّ للشعوب الأخرى. )) ...... ( خروج 12:12)...........  ونجده يصوّرونه أيضا كرئيس عصابة فهو يقول لهم: (( ... متى أتى بك الرّب الاهك الى الأرض التي أنت داخل إليها لتملكها وتطرد شعوبها, ودفعهم الربّ الاهك أمامك وضربتهم, .... فانّك تحرمهم, ... لا تقطع لهم عهدا ولا تشفق بهم. ))........ ( تثنية 7: 1-2 ) ..... ويقول أيضا: (( حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح, فان أجابتك الى الصلح وفتحت لك, فكلّ الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك, ....... وان لم تسالمك, بل عملت معك حربا فحاصرها, وإذا دفعها الربّ الاهك الى يدك, فأضرب جميع ذكورها بحدّ السيف, ..... وأما النساء والأطفال والبهائم وكلّ ما في المدينة فغنيمة تغنمها لنفسك, وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الربّ الاهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما. ))...... (تثنية 2 : 1-16 ) ...... وبعد هذا نأتي لثانيا لنرى ماذا قالوا عن أنبيائهم:          
ثانيا  :  صفات أنبياههم:   (1) نتابع مع الكاتب ونبدأ بسيدنا إبراهيم الخليل أبو الأنباء الذى صوّروه في أبشع صورة يوصف بها إنسان فضلا عن خليل الرحمن, ... صوّروه في موقف ( المتاجر في عرضه ) فالنتابع الكاتب ينقل لنا من تحريفاتهم التوراتية:  (( ... وحدث جوع في الأرض فانحدر أبرام الى مصر ليتغرّب هناك لأنّ الجوع في الأرض كان شديدا وحدث أنّه لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لسراي امرأته: أنى قد علمت أنّك امرأة حسنة المنظر, فيكون اذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته, فيقتلونني ويستبقونك, ..... قولي انّك اختى ليكون لي خير بسببك وتحيى نفسي من أجلك, وحدث لما دخل أبرام الى مصر, أنّ المصريين رأوا المرآة أنّها حسنة جدا فمدحوها لدى فرعون, فاخذّت الى بيت فرعون فصنع الى أبرام خيرا بسببها وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال, فضرب الربّ فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب سار اى امرأة أبرام, فدعا فرعون أبرام وقال ما هذا الذى صنعت بي ؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك ؟ لماذا قلت أنها اختى حتى أخذتها لتكون لي زوجة ؟؟؟؟ ..... والآن هو ذا امرأتك خذها وأذهب. ))....... ( تكوين: 12 :1-19)..... (2) وافتروا أيضا على نبي الله يعقوب واتهموه بأنه وأمه تآمرا على شقيقه الأكبر لتؤول إليه وراثة أبيه بدلا عن شقيقه الذى يستحقها بحكم أنّه الأكبر. ( تكوين 25: 31-35 ).... (3) وبالمثل افتروا على نبي الله هارون وذكروا في توراتهم المزورة ما نصّه: (( .... ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل, اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: قم أصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأنّ هذا موسى الذى أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه, فقال لهم أنزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها, فنزع كل الشعب أقراط الذهب وأتوا بها إليه, فأخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكا وقال : " هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر, وبنى مذبحا أمامه ونادى وقال : غدا عيد للرب فبكّروا فى الغد وقدّموا ذبائح, ... وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للّعب. )) ..... (خروج: 32: 16 )...... ( وهكذا نرى أن بنى إسرائيل لم يراعوا عند الحديث عن أنبيائهم إلاّ ولا ذمة, ولم يثبتوا في حديثهم عنهم أي تقديس لهم أو إجلال, ..... فنسبوا إليهم ولآسرهم ما يدنّس تأريخهم ويصوره بصورة مغائرة تماما لحقيقتهم,  وما نقلناه هنا لا يمثل في الحقيقة الاّ غيض من فيض. )        ........... وقبل أن نذهب الى المصدر الثاني لا بدّ من وقفة مع الوحي الحقيقي مع كتاب الله المنزل على سيد البشر سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلّم مع " القرآن " يحدثنا عن أنبياء بنى إسرائيل ويصحح ما اقترفوه من جرم نحوهم:  (1) نبدأ بخليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام: ((... وأذكر في الكتاب إبراهيم انّه كان صدّيقا نبيا. )) ... (مريم41) ((.... وأتخذ الله إبراهيم خليلا. ))..... (النساء125)   ((... ومن يرغب عن ملّة إبراهيم إلاّ من سفه نفسه, ولقد اصطفيناه في الدنيا, وانّه في الآخرة لمن الصالحين, إذ قال له ربّه أسلم قال أسلمت لربّ العالمين. )) ... (البقرة130-131) (2) نبي الله إسماعيل: ((.. وأذكر في الكتاب إسماعيل انّه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيّا. )) ..... (مريم54) (3) نبي الله موسى:  ((... هذا من عمل الشيطان, انّه عدوّ مضلّ مبين, قال رب انى ظلمت نفسي فأغفرلى فقفر له انّه هو الغفور الرحيم, قال ربّ بما أنعمت علىّ فلن أكون ظهيرا للمجرمين )).... (15- 17)...  هذه الحادثة تعطينا مثل حي مقارنة بين " الوحي " الحقيقي والتزييف الذى مورس عليه من قبل هذه الأّمّة الضالة, ...  تحكى هذه الآية عن حادثة سيدنا موسى التي حدثت في فترة شبابه وأدت الى قتل مواطن مصري وهروبه بعدها الى أرض مدين, ....  فبينما يؤكد القرآن أنه ندم ندما شديدا وتاب ورجع الى الله, وغفر الله له وقبل توبته,........ نجد التحريف هنا في أبشع صوره إذ لم يحرّفوا ويزيّفوا النّص فحسب, بل اتخذوا من هذا الحادث مبررا وسندا شرعيا جوّزوا بموجبه قتل غير اليهودي, وجعلوه كأنه أمر الهى .   (4) نبي الله هارون:  ((..... ولقد قال لهم هارون من قبل: يا قوم إنماّ فتنتم به, وأنّ ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري. ))... (طه90)..... هذا هو كلام الله عن نبيّه جاء تصيحا لما افتر وه عليه ونسبوا إليه صنع: " العجل " بدلا عن الصانع الحقيقي له والذي أثبته القرآن وهو: " السامرى " ............  والى هنا نأتي للمصدر الثاني: " التلمود " :
2/التلمود:  هذا الكتاب يمثل الروايات الشفوية التي تناقلها الحاخامات من جيل الى جيل وهو بذلك يحتل مكانة عظيمة وكبيرة عند اليهود بل إن بعضهم يضعه في منزلة: " أسمى من التوراة " لذا فان تعاليمه تمثل المصدر الرئيسي والأساسي الذى يعتمدون عليه في تنشئة أطفالهم منذ الصغر جيلا بعد جيل وكمثال لذلك نورد نذرا من هذه التعاليم:
•    الله في التلمود:   يرى التلمود أن الله ندم لما أنزله باليهود وبالهيكل : ( تبا لي لأني صرحت بخراب بيتي وإحراق الهيكل ونهب أولادي. )
•    اليهودي والسلطة :   ( يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع تسلط باقي ألا مم في الأرض (الجو يم) لأنهم هم أبناء الله وغيرهم أي الجو يم من نسل الشيطان. )
•    اليهود وغير اليهود :   ( اليهودي جزء من الله فإذا ضرب " أمي " إسرائيليا فكأنه ضرب العزة الإلهية.



•     اليهود والتملك :   ترى الأديان السماوية أن الدنيا والمال والثراء ملك لله , ولما كان التلمود يقرر أن اليهود هم أبناء الله , فإنهم لذلك يعتبرون أنفسهم مالكين لكل ما في الأرض من ثراء بالنيابة عن الله ومن ثم حرفوا نصوص الوحي – (حسب وصايا سينا موسى )-  فيما يتعلق بارتكاب الموبقات فمثلا النهى عن السرقة : ( لا تسرق أي لا تسرق من اليهودي أما غير اليهودي فسلب ماله ليس مخالفا للوصايا وقس على ذلك كل الموبقات مثل : الغش والكذب والزنا  والربا وكافة الموبقات , ....... الخ )... يقول الحاخام ( رشي ) : " مصرح لليهودي أن يغش غير اليهودي ويحلف له أيمانا كاذبة . "... وجاء في التلمود أيضا: " أن الرب لا يغفر ذنبا ليهودي يرد للأممى ماله المفقود. "
•    أرواح غير اليهود:   يقول التلمود: (محرّم على اليهودي أن ينجّى أحدا من الأمميين من هلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها, بل اذا رأى أحدهم يقع في حفرة لزمه أن يسدّها بحجر. ) ونص أيضا: (..... من العدل أن يقتل اليهودي كل اممى لأنه بذلك يقرّب قربانا الى الله. )
•    اليهود والمسيح:  يقول التلمود عن سيدنا المسيح عيسى بن مر يم:  ( ..  أن يسوع الناصري موجود في لجّات الجحيم بين القار والنار, وأنّ أمه مر يم أتت به من العسكري " بان دارا " عن طريق الخطيئة, وأن الكنائس النصرانية هى مقام القاذورات, والواعظون فيها أشبه بالكلاب النابحة, وأن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها, وأن العهد مع المسيحي لا يكون عهدا صحيحا يلتزم اليهودي القيام به, وأنّه من الواجب أن يلعن اليهودي ثلاث مرّات رؤساء المذهب النصراني وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة لبنى إسرائيل. )........ هولاء شذّاذ الآفاق قتلة الأنبياء يفترون على سيدنا وحبيبنا نبي الله عيسى عليه السلام وأمه القديسة والصديقة الطاهرة, التي بشّرت به قبل مولده   يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (( يا مر يم أن الله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مر يم , وجيها فى الدنيا والآخرة , ومن المقرّبين ويكلّم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالين .  )) .... هذا هو بنى الله عيسى المعصوم والمبرأ من المعصية, وأمه صديقة اصطفاها الله على نساء العالمين, ولقد أرسله الله لخراف بنى إسرائيل الضالة ومعه الإنجيل ليخرجهم مما هم فيه من ضلال وفتنة,......    فأنكروه ورموه بالكذب والبهتان العظيم,... وهذا ليس بمستغرب عنهم مقارنة بالنذر القليل الذى ذكرآنفا عن أنبيائهم.............. والى المصدر الثالث:

3 ـ   بروتوكولات حكماء صهيون:  
ملاحظة :  ( تمثل هذه  البروتوكولات , التعاليم السرية لآل صهيون ماذا قال عنها (جارودى ) فى كتابه سالف الذكر , قال : " ...... ويكفي هذا أساسا لصحة "بروتوكولات حكماء صهيون" التي تنسب الى المؤتمر الصهيوني العالمي في بال، عام 1897، بغية تعزيزا للاعتقاد بوجود "تآمر" يهودي  يرمي الى اقامة سلطة يهودية عالمية، تمثل انتصار الشر في دنيانا "  ( انتى النص ) 
إذا كانت تعاليم التلمود تمثل عندهم نظام قانون مقدس واجب التنفيذ فان نصوص البروتوكولات تمثل اللائحة التنفيذية لها وفيما يلي نستعرض بعض الفقرات من نصوص هذه البروتوكولات البالغ عددها (24) والتي يسترشد بها عملاء صهيون من " الماسون " في التسلط وقهر شعوبهم , لخدمة سادتهم, ... وقبل أن نبدأ باستعراض هذه الفقرات نرجو أن نلقى بصيص من الضو على الخطة التي وضعها حكماء صهيون تنفيذا للوعد الذى وعدهم إياه الرب (حسب تصورهم ) :  ( أنّه مقدّر لهم أزلا أن يحكموا الأرض كلها في هيئة مملكة صهيون المتحدة . )...... والى موجز تفاصيل الخطة:
•    الأفعى الصهيونية:ـ   من المعروف أن عقيدة اليهود المستمدة من تعاليم " التلمود " تتلخص في الآتــي:ـ
•    إنهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار, وإنهم أبناؤه، وأحباؤه، وإنه لا يسمح لعبادته ولا يتقبلها إلا منهم، وأن غيرهم من الأمم ما هم إلا من طينة حيوانات نجسة خلقها الله على صورة البشر إكراماً لهم كي يخدموهم، ورتبوا على هذه العقيدة الضالة أموراً خطيرة منها:ـ
•    اعتقادهم أن كل خيرات الأرض في العالم أجمع هي منحة من الله لهم وحدهم، وأن غيرهم من الأمم " الجو يم " وكل ما في أيديهم هو ملك خالص لهم، بل أن واجبهم المقدس يقضي بمعاملتهم معاملة البهائم، وأن كل الأمور الدينية المفروضة عليهم لا يجوز الالتزام بها إلا مع بعضهم البعض، بحيث لا يجوز لهم بل يجب عليهم إهدارها مع غيرهم من " الجو يم " ومن ثم فإن كل ما يرتكبوه معهم من موبقات: كالغش والخداع والسرقة واغتصاب الأموال وهتك الأعراض والقتل....... الخ.. كل هذه الموبقات لا يعاقبهم الله عليها بل يعدها قربات وحسنات يثيبهم عليها، ولا يرض منهم إلا بها.
•    واستنادا على ذلك تمخضت عقليتهم الشريرة على وضع خطة إجرامية تهدف إلى تمكينهم من السيطرة الكاملة على العالم، وحكمه في النهاية بحاكم مطلق من صلب " داود " كما يقولون. ولتحقيق هذه الخطة " رمزوا " لها: " بالأفعى الصهيونية " ، ووضعوا  لها مسار أو خط سير تسير فيه مدمرة كل من يعترض طريقها وبوحشية بالغة ، كل ذلك يتم في خفاء وسرية كاملين دون أن يعلم بها أحد حتى تصل إلى " المركز " أو القاعدة : " أرض الميعاد " .
•    ظلت هذه الأفعى تسير في طريقها منذ قرون دون أن يعلم بها أحد لولا عناية الله سبحانه وتعالى أن أوقع مقررات مؤتمرهم الشهير بمدينة " بال " بسويسرا ( عام 1897 م )   برئاسة:  " هيرتزل " أن أوقع هذه المقررات بالصدفة المحضة لتشق طريقها للعالم الروسي الأستاذ: " نيلوس " والذي عكف في نحو أربع سنوات لدراستها ثم أصدر أول ترجمة لها في عام 1902م بالروسية، واستطاع هذا العالم الشجاع أن يكشف النقاب ولأول مرة عن أخطر مؤامرة وضعها عتاة الصهاينة لتدمير العالم يتم تنفيذها بشكل مكيدة رمزوا لها: " بأفعى " يرمز رأسها إلى المتفقهين في خطط الإدارة اليهودية، وجسمها يرمز إلى الشعب اليهودي، وكانت الإدارة مصونة سراً من أعين الناس جميعاً حتى الأمة اليهودية نفسها وذلك لتحقيق الأتي قبل وصولها إلى: " المركز " أو قاعدة الانطلاق الأخيرة:ـ
•    يجب أن تكون لهم السيطرة الكاملة على الاقتصاد والمال وتوجيهه لخدمة أغراضهم.
•    يجب أن توضع تحت أيديهم كل وسائل الإعلام من طبع ونشر ومسرح وسينما وجامعات.. الخ
•    إلغاء كافة الأديان من على الأرض أو العمل على تشويهها أو مسخها.
•    تدمير وإلغاء كل العروش وكل الحكومات الوطنية.
•    إلغاء مبدأ الإرث والملكية الخاصة.
•    هدم الأسرة والحياة العائلية وتمويل وتشجيع كل ما يؤدي إلى نشر الفساد وتقويض القيم الأخلاقية الفاضلة بين الأمم.
•    وبعد أن تتبع العالم المذكور مسار " الأفعى " حتى ذلك التاريخ – ( تاريخ المؤتمر 1897 ) - وجد أنها قد اخترقت تماماً سائر دول أوربا الغربية وحققت أهدافها.. وتحددت خطواتها التالية:ـ ( أي ما بعد المؤتمر المشار إليه ) .
•    قال: " إن حركتها الآن متجهة إلى " موسكو " وتنبأ بسقوط القيصرية وقيام الشيوعية الماركسية:    ( كان ذلك في عام 1902م ) .
•    قال: " .. بعد ذلك مباشرة تتجه نحو القسطنطينية:ـ ( يعني حيث دولة الخلافة الإسلامية ) ـ وكأنها المرحلة الأخيرة لطريق الأفعى قبل وصولها " فلسطين".......... وبعد ذلك لا يبقى أمامها إلا مسافة قصيرة حتى تستطيع إتمام طريقها لضم رأسها إلى زيلها " 
( انتهى )
•    يا سبحان الله..كلما استنبطه هذا العالم الكبير من هذه المقررات: ـ( بروتوكولات حكماء صهيون ) ـ فقد صار حقيقة ملموسة.. هذا و بالرغم من تحذيراته وصيحاته العالية.. فقد سار كل شئ كما خطط له دون أي تحرك مضاد.. وكان أول عمل قام به " البلاشفة " أن عذبوا هذا العالم ونفوه حتى لاقى حتفه وحيداً في صقيع سيبريا "   .
•    التعريف بالبروتوكولات :   كي نقف على حقيقة البروتوكولات نقتطف هنا فقرات من مقدّمة الأستاذ/ نيلوس الذى قام بدراستها وإصدار أول ترجمة لها بالروسية في عام: 1901 كا سبق ذكره , .......... وفيما يلي العرض:
•    يقول الأستاذ نيلوس :   " ......  لقد تسلمت من صديق شخصي – ( أليكسى نيقولا نيفتش كبير جماعة أعيان روسيا القيصرية. ) – مخطوطا يصف بدقة ووضوح عجيبين , خطّة وتطورا لمؤامرة عالمية مشئومة , موضوعها الذى تشمله هو :  جرّ العالم الحائر الى التفكك والانحلال , ...... وهى عبارة عن وثائق انتزعتها خلسة سيدة فرنسية من أحد الأكابر ذوى النفوذ والرياسة السامية من زعماء الماسونية الحرة, وقد تمت السرقة في نهاية اجتماع سرى بهذا الرئيس في فرنسا حيث وكر المؤتمر الماسوتى اليهودي. "  ..........  ويواصل الكاتب في تعقيبه على هذه المؤامرة الصهيونية:  " ....... يستفاد من هذه الوثائق أن حكماء صهيون قد فكروا في استنباط مكيدة لفتح العالم فتحا سلميا لصهيون, ... وكانت تنفذ خلال تطورات التأريخ- (البداية 929 ق. م. ) بالتفصيل وتكمل على أيدي رجال دربوا على هذه المسألة, .. وقد صمم هولاء على فتح العالم بوسائل سلمية مع دهاء: " الأفعى الرمزية ".... وقد سبق القول أن عملها لابدّ أن تكون معتصمة اعتصاما صارما بالخطة الموسوية حتى يغلق الطريق الذى تسعى إليه بعودة رأسها الى صهيون. ( هذه نبوءة نيلوس بقيام إسرائيل قبل قيامها نصف قرن من الزمان) "...... ويتابع أيضا موضحا مسار طريها:   " كانت مرحلتها الأولى في أوروبا سنة429 ق.م. في بلاد اليونان حيث شرعت أولا في عهد بركليس تلتهم قوة تلك البلاد, وكانت الثانية في روما في عهد أغسطس سنة 69 ق.م. , ... وجاءت الثالثة في مدريد عهد تشارلس الخامس سنة 1552م, أما الرابعة ففي باريس عهد الملك لويس السادس عشر 1700, ... والخامسة والسادسة في لندن وبرلين الأعوام: 1814 و 1871 على التوالي, ... أما السابعة ففي سان بطرسبررج الذى رسم فوقها رأس الأفعى تحت تاريخ 1881, ..... وقد زلزلت الأفعى أسس بنيان هذه الدول, وقد أبقى على بعض النواح الاقتصادية لكل من بريطانيا وألمانيا موقتا الى أن يتم قهر روسيا التي قد ركزت عليها جهودها في الوقت الحاضر – ( هذه نبوءة أخرى لنيلوس بسقوط القيصرية وقيام الشيوعية اليهودية الماركسية بدلها. ) . " ........ ويواصل قائلا   " ...........  وتظهر القسطنطينية في طريق الأفعى وكأنّها المرحلة الأخيرة لطريقها قبل وصولها الى أورشليم. "   
( مقتطف بتصرف من تعليق البروف. / نيلوس  )
•    مقتطفات من بنود البروتوكولات :
سبق أوضحت أنه تعاقب على ترجمة هذه البروتوكولات ثلاثة قامات هم : (1) العالم الروسى الاستاذ نيلوس (2) نقلت عنه بواسطة المفكر والصحفى الانجليزى : ( فكتور مارسدن )   (3) ومن الأخير نقلت الى العربية بواسطة  الاستاذ الكبير والأديب / محمد خليفة التونسى ,وكلا منهما نقل مقدمة سابقيه لأهمتها القصوى فيما يتصل بالموضوع , ثم أضاف مقدمة من عندة لتتكامل مع سابقتها  , وقبل أن نقتطف وبإيجاز شديد من  بعض بنود   هذه البروتوكولات البالغ عددها (24 )بروتوكولا  , أسمحوا لى أن نعرض هذه الفقرة من مقدمة الاستاذ التونسى  :    
حول هذا الكتاب
1  ـ خطورته:
هذا الكتاب هو أخطر كتاب ظهر في العالم، ولا يستطيع أن يقدره حق قدره إلا من يدرس البروتوكولات كلها كلمة كلمة في أناة وتبصر، ويربط بين أجزاء الخطة التي رسمتها، على شرط أن يكون بعيد النظر، فقيهاً بتيارات التاريخ وسنن الاجتماع، وأن يكون ملماً بحوادث التاريخ اليهودي والعالمي بعامة لا سيما الحوادث الحاضرة وأصابع اليهود من ورائها، ثم يكون خبيراً بمعرفة الاتجاهات التاريخية والطبائع البشرية، وعندئذ فحسب ستنكشف له مؤامرة يهودية جهنمية تهدف إلى افساد العالم وانحلاله لاخضاعه كله لمصلحة اليهود ولسيطرتهم دون سائر البشر.  
ان هذا الكتاب لينضح بل يفيض بالحقد والاحتكار والنقمة على العالم أجمع، ويكشف عن فطنة حكماء صهيون إلى ما يمكن أن تنطوي عليه النفس البشرية من خسة وقسوة ولؤم، كما يكشف عن معرفتهم الواسعة بالطرق التي يستطاع بها استغلال نزعاتها الشريرة العارمة، لمصلحة اليهود وتمكينهم من السيطرة على البشر جميعاً، بل يكشف عن الوسائل الناجحة التي أعدها اليهود للوصول إلى هذه الغاية.
هذا الكتاب يوقف أمامنا النفس البشرية على مسرح الحياة اليومية الأرضية مفضوحة كل معايبها، عارية من كل ملابسها التي نسجتها الانسانية في تطورها من الوحشية إلى المدنية لتستر بها عوراتها، وتلطفت بها من حدة نزعاتها، وتتسامى بها إلى أفق مهذب   
(2)    ذعر اليهود لنشر البرتوكولات واثر ذلك:
وقع الكتاب في يد نيلوس سنة 1901، وطبع منه نسخاً قليلة لأول مرة بالروسية سنة 1902 فافتضحت نيات اليهود الاجرامية، وجنّ جنونهم خوفاً وفزعاً، ورأوا العالم يتنبه إلى خططهم الشريرة ضد راحته وسعادته، وعمت المذابح ضده في روسيا حتى لقد قتل منهم في احداها نحو عشرة آلاف، واشتد هلعهم لذلك كله، فقام زعيمهم الكبير الخطير تيودور هرتزل أبو الصهيونية، وموسى اليهود في العصر الحديث يلطم ويصرخ لهذه الفضيحة، وأصدر عدة نشرات يعلن فيها أنه قد سرقت من "قدس الأقداس" بعض الوثائق السرية التي قصد اخفاؤها على غير أصحابها ولو كانوا من أعاظم اليهود، وأن ذيوعها قبل الاوان يعرض اليهود في العالم لشر النكبات، وهب اليهود في كل مكان يعلنون أن البرتوكولات ليست من عملهم، لكنها مزيفة عليهم، ولكن العالم لم يصدق مزاعم اليهود للاتفاقات الواضحة بين خطة البرتوكولات والاحداث الجارية في العالم يومئذ، وهذه الاتفاقات لا يمكن أن تحدث مصادفة لمصلحة اليهود وحدهم،وهي أدلة بينة أو قرائن اكيدة لا سبيل إلى أنكارها أو الشك فيها، فانصرف الناس عن مزاعم اليهود، وآمنوا ايماناً وثيقاً أن البروتوكولات من عملهم، فانتشرت هي كما انتشر تراجمها إلى مختلف اللهجات الروسية وانتشرت معها المذابح والاضطهادات ضد اليهود في كل أنحاء روسيا حتى لقد قتل منهم في احدى المذابح عشرة آلاف، وحوصروا في احيائهم كما قدمنا  
واستقبل اليهود في الدفاع عن انفسهم، وسمعتهم المهتوكة، وجدوا في اخفاء فضيحتهم أو حصرها في أضيق نطاق، فأقبلوا يشترون نسخ الكتاب من الأسواق بأي ثمن، ولكنهم عجزوا، واستعانوا بذهبهم ونسائهم وتهديداتهم ونفوذ هيئاتهم وزعمائهم في سائر الأقطار الأوروبية لا سيما بريطانيا لكي تضغط على روسيا دبلوماسياً، لايقاف المذابح ومصادرة نسخ الكتاب علنياً، فتم لهم ذلك بعد جهود جبارة.
ولكن نيلوس أعاد نشر الكتاب مع مقدمة وتعقيب بقلمه سنة 1905، ونفدت هذه الطبعة في سرعة غريبة بوسائل خفية، لأن اليهود جمعوا نسخها من الأسواق بكل الوسائل واحرقوها، ثم طبع في سنة 1911 فنفدت نسخه على هذا النحو، ولما طبع سنة 1917 صادره البلاشفة الشيوعيون الذين استطاعوا في تلك السنة تدمير القيصرية، والقبض على أزمة الحكم في روسيا، وكان معظمهم من اليهود الصرحاء أو المستورين أو من صنائعهم، ثم اختفت البروتوكولات من روسيا حتى آلان.   
(3)   ندرة نسخ الكتاب ووسائل اليهود في منع تداوله: 
من أجل ذلك وغيره كانت نسخ الكتاب اليوم قليلة، بل نادرة مفرطة الندرة، وحسبك من كتاب صفحاته مائة أو دونها من القطع المتوسط تباع نسخته مكتوبة على الآلة الكاتبة لقاء ثمانين جنيهاً كما أشرنا هنا، وقد اخبرني أحد سفرائنا المصريين في أحد الأقطار الشرقية الآن ـ أثناء اقامته في فرنسا، ونشرت مجلة "روز اليوسف" المصرية في عدها 1211 في 28/8/1951 مقالة عنوانها "روز اليوسف تحصل على أخطر كتاب في العالم" وقد صدرت مقالتها بهذا النص "تمكنت احدى الجهات المصرية الرسمية من الحصول على كتاب خطير "الخطر اليهودي:
بروتوكولات حكماء صهيون" دفعت ثمناً له خمسمائة جنيه..ولعل هذه النسخة التي حصلت عليها الجهة الرسمية هي الوحيدة الموجودة في الشرق، واحدى ثلاث نسخ موجودة في العالم" ومع حذف المبالغة التي توحي بها المهنة الصحيفة في هذا الخبر تبقى حقيقة مؤكدة هي ندرة نسخ الكتاب بسبب نفوذ الصهيونية العالمية وأنصارها، وبتوقي الناس غضبهم وغضبها في بلاد العالم      
(4)   الناس يهود وجوييم أو أمم:
قديماً قسم الرومان الناس قسمين: رومانا وبرابرة، وقسمهم العرب قسمين: عرباً وعجماً، وقسمهم اليهود منذ خمسة وثلاثين قرناً قسمين: يهوداً وجوييم أو أمماً "أي غير يهود". ومعنى جوييم عندهم وثنيون وكفرة وبهائم وأنجاس. وإليك البيان:
يعتقد اليهود أنهم شعب الله المختار وانهم أبناء الله وأحباؤه، وانه لا يسمح بعبادته ولا يتقبلها الا لليهود وحدهم لهذا السبب هم المؤمنون فغيرهم إذن جوييم أي كفرة. واليهود يعتقدون ـ حسب أقوال التوراة والتلمود ـ أن نفوسهم وحدهم مخلوقة من نفس الله وأن عنصرهم من عنصره، فهم وحدهم أبناؤه الأطهار جوهراً، كما يعتقدون أن الله منحهم الصورة البشرية أصلاً تكريماً لهم، على حين أنهم خلق غيرهم "الجوييم" من طينة شيطانية أو حيوانية نجسة: ولم يخلق الجوييم الا لخدمة اليهود، ولم يمنحهم الصورة البشرية الا محاكاة لليهود، لكي يسهل التعامل بين الطائفتين اكراماً لليهود، إذ بغير هذا التشابه الظاهري ـ مع اختلاف العنصرين ـ لا يمكن التفاهم بين طائفة السادة المختارين وطائفة العبيد المحتقرين. ولذلك فاليهود أصلاء في الانسانية، واطهار بحكم عنصرهم المستمد من عنصر الله استمداد الابن من أبيه، وغيرهم إذن جوييم أي حيوانات وانجاس:حيوانا عنصراً وإن كانوا بشراً في الشكل، وأنجاس لأن عنصرهم الشيطاني أو الحيواني أصلاً لا يمكن ان يكون الا نجاساً   
(5)   اليهودية تعبث بالأديان والثقافات لمصلحتها:
اليهودي يهودي قبل كل شيء، مهما تكن جنسيته ومهما يعتنق من عقائد ومبادئ في الظاهر ليخدم باعتناقها نفسه وأمته، فهو يتجنس بالجنسية الانجليزية أو الأمريكية أو الفرنسية ويؤيد جنسيته طالما كان ذلك في مصلحة اليهودية، فإذا  تعارضت المصلحتان لم يكن الا يهودياً، فعضد يهوديته وضحى بجنسيته الأخرى.
واليهودي يسلم أو ينتصر نفاقاً ليفسد الإسلام والمسيحية، أو يوجه تعاليم هذا الدين الجديد وتقاليده وجهة تعود بالخير على اليهود، أو تبث روح المودة لهم والعطف عليهم،وحيثما ظهر مبدأ أو دين أو مذهب علمي أو فلسفي، هب اليهود ليكونوا من ورائه،ويتصرفوا معه بما ينفعهم، وحيث ظهر اضطاد لهم ظهرت الدعوة إلى الحرية والاخاء والمساواة. وتاريخهم مع الإسلام  هو تاريخهم مع كل دين ومذهب: حاربوه في البدء ظاهراً أعنف حرب، حتى إذا فشلوا ارتدوا يسالمونه سلاماً كان شراً عليه من حربه الظاهرة. وأسلم منهم في عهد الخلفاء الراشدين وبعده كثير.
(6)   موقف المفكرين في حرب الصهيونية:
أما هذه الملحمة بيننا وبين الشعب اليهودي الذي أحذر خطره، وأحذر الناس إياه فأنا فيها كما قال الحارث بن عبادة الزعيم الجاهلي:
"لم أكن من جناتها علم الله واني بحرها اليوم صالي"
وأما مكاني منها فهو مكان الغيور على الانسانية أن يستهان بحرمانها وقيمتها مهما يكن الباعث أو الوسيلة أو الغاية من هذه الاستهانة، فإن  العالم كله لأهل للعنة والهوان، إذا تواطأ بهما على الاستهانة بكرامة انسان واحد أو القسوة على حيوان واحد، فكيف لا يغضب أهل الخير والمروءة حين تتواطأ شرذمة من البشر قلت أو كثرت كما يتواطأ اليهود على الاستهانة بسائر الأمم واحتقارها  وإهدار كيانها وحياتها جملة، لا لباعث الا الكبرياء والأثرة التي تملي لليهود أن يعتقدوا انهم شعب الله المختار، ,ان سائر الأمم متاع لهم لا قيمة له الا بقدر ما ينفع اليهود أغلظ أنواع المنفعة.
والله يعلم أنني لا أجاهد الخطر اليهودي الا عن غيرة انسانية قبل أن أجاهده عن غيرة قومية أو غيرة دينية، وليس  بيني وبين هذا الشعب ترة شخصية، فما أعرف أحداً منه نالني بسوء خاص،  ولكن المعلوم عن هذا  الشعب أنه ظل  عالة على من حوله من الأمم في كل وجوه النشاط الثقافية والحضارية كما كان عالة عليها في اكتساب الرزق والحماية .
والى هنا نأتى الى المقتطفات من  بنود البروتوكولات :          
(1)   الخصائص السياسية للمؤآمرة : 
تستهل هذه البروتوكولات خطتها بهذا التصريح :  
•    " سنكون صرحاء , ونناقش دلالة كل تأمل , ونصل الى شروح وافية بالمقارنة والاستنباط , وعلى هذا المنهج سأعرض سياستنا , وسياسة ( الجويم  ) "
•    " ان السياسة لاتتفق مع الأخلاق فى شىء , والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسى بارع , وهو لذلك غير راسخ فى عرشه "
•    " لابد لطالب الحكم  من الالتجاء الى المكر والرياء , فان الشمائل الانسانية العظيمة من الأخلاق , والأمانة ,  تصير رزائل فى السياسة , وأنها تبلغ فى زعزعة العرش أعظم مما يبلغه ألد الخصوم " 
•    " ان الغاية تبرر الوسيلة , وعلينا ونحن نضع خطتنا الاّ نلتفت الى ما هو خير وأخلاقى , بقدر ما نلتفت الى ما هو ضرورى ومفيد "
•    " وبين أيدينا خطة عليها خط استراتيجى موضح , وما كنا لننحرف عن هذا الخط والاّ كنا ماضين فى تحطيم عمل قرون " 
•    " ان ( الاوتوقراطى )  وحده هو الذى يستطيع أن يرسم خططا واسعة , وأن يعهد بجزء معين لكل عضو فى بنية الجهاز الحكومى , ومن هنا نستنبط أن ما يحقق سعادة البلاد هو أن تكون حكومتها فى قبضة شخص واحد مسئول , " 
•    " يجب أن يكون شعارنا : ( كل وسائل العنف والخديعة ) " 
•    " ان الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول الى هدف الخير , ولذلك يتحتم الاّ نتردد لحظة واحدة فى اعمال الرشوة , والخديعة , والخيانة , اذا كانت تخدمنا فى تحقيق غايتنا "  
•    " ان مبادئنا فى مثل قوة وسائلنا التى نعدها لتنفيذها , وسوف تنتصر وتستعبد الحكومات جميعا تحت حكومتنا العليا لا بهذه الوسائل فحسب , بل بصراحة عقائدنا أيضا , وحسبنا أن يعرف عنا أننا صارمون فى كبح جماح كل تمرد "     



(2)    المخطط الاخلاقى والعسكرى للمؤآمرة :   
نستعرض هنا جانب جديد من المؤآمرة أكثر خطورة وكلها حلقات مكملة لبعضها البعض :  
•    " يلزم لغرضنا ألا تحدث أى تغييرات عقب الحروب , فبدون التعديلات الاقليمية ستتحول الحروب الى سباق اقتصادى , وعندئذ تتبين الأمم تفوقنا فى المساعدة التى سنقدمها , وأن اطراد الأمور هكذا سيضع الجانبين كلاهما تحت رحمة وكلائنا الدوليين ذوى ملايين العيون الذين يملكون وسائل غير  محدودة على الاطلاق وعندئذ ستكتسح حقوقنا الدولية كل قوانين العالم , وسنحكم البلاد بالاسلوب ذاته الذى تحكم به الحكومات الفردية رعاياها " 
•    " وسنختار من بين العامة رؤساء اداريين ممن لهم ميول العبيد , ولن يكونوا مدربين على فن الحكم , ولذلك سيكون من اليسير أن يمسخوا قطع شطرنج ضمن لعبتنا فى أيدى مستشارينا العلماء , الحكماء الذين دربوا خصيصا على حكم العالم منذ الطفولة الباكرة , وهولاء الرجال – كما علمتهم من قبل – قد درسوا على الحكم من خططنا السياسية , ومن تجربة التاريخ , ومن ملاحظة الأحداث الجارية , والأمميون ( غير اليهود ) لا ينتفعون بالملاحظات التاريخية المستمرة , بل يتبعون نسقا نظر يا من غير تفكير فيما يمكن أن تكون نتائجه , ومن أجل ذلك لسنا بحاجة الى أن نقيم للأمميين وزنا " 
•    " ولا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء , ولاحظوا هنا أن نجاح : ( دارون , وماركس , ونيتشة ) قد رتبناه من قبل , والأثر غير الأخلاقى لاتجاهات هذه العلوم فى الفكر الأممى ( غير اليهودى ) سيكون واضحا لنا على التأكيد , ولكى نتجنب ارتكاب الأخطاء فى سياستنا , وعملنا الادارى , يتحتم علينا أن ندرس ونعى فى أذهاننا الخط الحالى من الرأى وهو أخلاق الأمة وميولها " 
•    " ان الصحافة التى فى أيدى الحكومة القائمة هى القوة العظمى التى نحصل بها على توجيه الناس , فالصحافة تبين المطالب الحيوية للجمهور , وتعلن شكاوى الشاكين , وتولد الضجر احيانا بين الغوغاء , وان تحقيق حرية الكلام قد ولد فى الصحافة , غير أن الحكومات لم تعرف كيف تستقل هذه القوة بالطريقة الصحيحة فسقطت فى أيدينا , ومن خلالها أحرزنا نفوزا , وبقينا نحن وراء الستار , وبفضل الصحافة كدسنا الذهب , ولو أن ذلك كلفنا أنهارا من الدم (فقد كلفنا التضحية بكثير من جمسنا ) ولكن كل تضحية من جانبنا تعادل آلافا من الأميين ( غير اليهود ) أمام الله " 
(3)    الحرية والأخاء والمساواة عند اليهود :   

•    " ولكى نغرى الطامحين الى القوة بأن يسيئوا استعمال حقوقهم , وضعنا القوى كل واحدة منها ضد غيرها بأن شجعنا ميولهم التحررية نحو الاستقلال , وقد شجعنا كل مشروع فى هذا الاتجاه ووضعنا أسلحة فى أيدى كل الأحزاب , وجعلنا السلطة هدف كل طموح الى الرفعة , وقد أقمنا ميادين تشتجرفوقها الحروب  الحزبية بلا ضوابط , ولا التزامات ,وسرعان ما ستنطلق الفوضى, ويظهر الافلاس فى كل مكان " 
•    " اننا نقصد أن نظهر كما لو كنا نحن المحررين للعمال , جينا لنحررهم من هذا الظلم حينما ننصحهم بأن يلتحقوا بطبقات جيوشنا من : ( الاشتراكيين , والفوضويين ,الشيوعيين , )  ونحن دائما نتبنى ( الشيوعية ) ونحتضنها متظاهرين بأننا نساعد ( العمال ) طوعا لمبدأ ( الأخوة , والمصلحة العامة الانسانية ) وهذا ما تبشر به الماسونية الاجتماعية "  ..... ويواصل : " ...
•    لكن يجب علينا حين نستحوذ على السلطة أن نمحق : ( كلمة الحرية ) من معجم الانسانية "
(4)    الاحتكارات اليهودية العالمية :    

•    " ان الصراع من أجل التفوق , والمضاربة فى عالم الأعمال , ستخلقان مجتمعا أنانيا , غليظ القلب , منحل الأخلاق , هذا المجتمع سيصير منحة كل الانحلال , ومبغضا أيضا من الدين والسياسة , وستكون شهمة الذهب رائده الوحيد , وسيكافح هذا المجتمع من أجل الذهب , متخذا الملذات المادية التى يستطيع أن يمده بها الذهب , مذهبا أصيلا , وحينئذستنضم الينا الطبقات الوضيعة ضد منافسينا الذين هم المتأزون من الأمميين دون احتجاج بدافع نبيل , ولا رغبة فى الثورات أيضا , بل تنفيسا عن كراهيتهم المحضة للطبقات العليا " 
•    " لقد بذرنا الخلاف بين كل واحد وغيره فى جميع أغرض الأميين الشخصية والقومية , بنشر التعصبات الدينية , والقبلية , خلال عشرين قرنا , ومن هذا كله تتقرر حقيقة : هى أن أى حكومة منفردة لن تجد لها سندا من جاراتها حين تدعوها الى مساعدتهاضدنا , لأن كل واحدة منها ستظن أن أى عمل ضدنا هو نكبةعلى كيانها الذاتى "   
•    " لقد انتهت ارستقراطيةالأمميين كقوة سياسية فلا حاجة لنا بعد ذلك الى أن ننظر اليهم من هذا الجانب , لكن الارستقراطيين من حيث هم ملاك أرض , ما يزالون خطرا علينا , لأن معيشتهم المستقلة مضمونة لهم بمواردهم , ولذلك يجب علينا وجوبا , أن نجرد الارستقراطيين من أراضيهم بكل الأثمان , وأفضل الطرق لبلوغ هذا الغرض , هو فرض الأجور والضرائب , ان هذه الطرق ستبقى منافع الأرض فى أحط مستوى ممكن , وسرعان ما سينهار الارستقراطيين من ( الأمميين )لأنهم بما لهم من أذواق موروثة , غير قادرين على القناقة بالقليل" 
(5)    المكر والخداع اليهودى :  

•    " فى كل أوربا , وبمساعدة أوروبا , يجب أن ننشر فى سائر الأقطار ( الفتنة , والمنازعات , والعداوات المتبادلة ) فان فى هذا فائدة مزدوجة : فأما أولا :  فبهذه الوسائل سنتحكم فى أقدار كل الأقطارالتى تعرف حق المعرفة أنه لنا القدرة على خلق الاضطرابات كما نريد , مع قدرتنا على اعادة النظام , وكل البلاد معتادة على أن تنظر الينا مستغيثة عند الحاح الضرورة متى لزم الأمر , وأما ثانيا : فبالمكائد , والدسائس سوف نصتاد بكل أحابيلنا , وشباكنا , التى نصبناها فى وزارات جميع الحكومات , ولم نحبكها بسياستنا فحسب , بل بالاتفاقات والخدمات المالية أيضا "    
( انتهت المقتطفات )
(( المقتبس أعلاه يعد : ( غيض من فيض ) من خطط وتدابير هذه المؤآمرة , ومع ذلك  أسالكم بالله ماذا نستشف من ذلك القليل ؟؟؟ أليست هى بعينها تمثل بحق التعاليم والموجهات السرية  التى أنزلت  على الأرض , وحكمت بواسطة كافة زعامات الشموليات البغيضة مع اختلاف راياتها ,  وجاءت مآلاتها جميعا وفقا لما هو مخطط ومعد لها مسبقا ؟؟؟ )   
نعم  هذه حقيقة لا مراء فيها , فقد أثبتت الدراسات والبحوث التى أجريت  بواسطة مفكرين وعلماء أفاضل من كلا من  الشرق والغرب , ( مسلمين وغير مسلمين ) على المذاهب الحديثة – ( شيوعية –  علمانية - قومية – بعثية ) – أثبتوا أنها كلها ترجع لجهة واحدة , هى التى وضعت بذرتها الأولى لتحقي ق هدفا محددا معلوم لديها  ,  مع أختلاف راياتها , هذه الجهة هى صاحبة المشروع الخطير المنوة عنه أعلاه , والذى أكده , وحذر منه علماء أفاضل , وقامات كبيرة معروفة  , وعلى رأسهم الرجل القامة الفيلسوف ( جارودى ) هذه الجهة هى صاحبة  : ( للمشروع الصهيونى السرى ) الذى قيض الله للبشرية أن تقف على نواياهم فى فترات زمنية متعاقبة , وكان آخرها المقررات السرية لمؤتمر ( بال ) السويسرية المنوه عنه أعلاه أى  ( البروتوكولات ) وقد كشفت هذه الدراسات حقيقة واضعى هذه المذاهب , فمنهم من كانت أصوله ترجع الى أصول هذه الفئة الشريرة من البشر : ( ماركس – أتاتورك ) أو مجندة بواسطتها  : ( الحصرى – ميشيل عفلق ) بالاضافة الى ذلك فقد دللت عملية انزالها على الأرض أنها كلها لا تعدو كونها تنفيذا حرفىا ,  وتطبيقا عمليا ,  لبنود هذه البوتوكولات المقتطف نذر منها  أعلاه , وقبل أن نستعرض بصورة مجملة نتائج ومآلات عملية هذا المذهب محل البحث الى الأرض هناك ملاحظات تحتاج الى تنويه :
(1)    من خلال دراسته وبحثه العميق لبنود هذه البروتوكولات , ووقوفه على حقيقة (المؤآمرة ) كاملة  , استطاع : ( الاستاذ نىلوس ) أن يتنبأ بأمرين : الأول :  قيام دولة شيوعية فى روسيا , الثانى :  يعقب ذلك الاطاحة بالخلافة العثمانة , وكان ذلك عام 1902 وقد تحقق بالفعل : الأول 1917 , والثانى 1923 . 
(2)    كشفت ردة الفعل التى أثارها نشر هذه (المؤآمرة ) وحالة الثورة , وموجة الغضب العارمة ,التى أقامها ( هيرتزل ) أنذاك واستطاع أن يحد تماما   من   انتشارها , ليس فى روسيا فقط بل فى كل أنحاء البسيطة  ( بالرغم من بعد المسافات الحاصل أنذاك , وصعوبة الاتصالات ) كشف هذا كله عن دلالة قاطعة , على  قوة نفوذ هذه الشرزمة من البشر , الممتد منذ قبل , وبعد  ذلك التأريخ  (1902 )  ,  والذى وصل غاياته  فى زماننا هذا , وأصبح لهم السيطرة الكاملة , وتحريك سياسة العالم كله الذى أصبح وكأنه قرية واحدة , كما نصت عليه , وأكدته الدراسات والبحوث الأخيرة  للرجل القامة ( جارودى ) . 
(3)    نوع المعاملة التى عومل بها هذا الرجل الفذ  , العظيم (الاستاذ نيلوس )  الذى سعى بكل شجاعة وبطولة لنشر هذه الموآمرة الخطيرة , و تنبيه العالم أجمع , بدق ناقوص الخطر عن هذا المخطط الشرير المستهدف ليس المومنين بالله فقط , بل للبشرية جمعاء , فماذا كان مصيره من أصحاب هذا المذهب الجديد ( الدين البديل ) كان أول عمل يقومون به نحوه هو : نفيه الى  سيبريا حتى لقى حتفه هناك !!!!!     
(4)    ثم تكرر ذلك لاحقا  لكل الذين واصلوا من بعده , وكانوا أمتدادا له , قدموا للبشرية دراسات وابحاث عظيمة , نذكر على سبيل المثال منهم : (الكونت شيريب  سيبيريدوفيتش ,  صاحب كتاب : "The secret World Government " ) و  (الكابتن والباحث الأمريكى الكبير/ وليم غاى كار  فى كتابه : "Pawns in the game " )   وكليهما أثبتا بالدليل القاطع أن هذا المذهب ( الشيوعى ) تم انزاله على الأرض , بتمويل ورعاية كاملة وتامة , من هذه الفئة الضالة المضلة  , آل صهيون ( الأمة القضبية )  وقد لقى كل منهما حتفه ( داخل امريكا ) فى ظروف غامضة ,  وأخيرا وليس آخرا جاء من بعدهما الرجل القامة ( جارودى ) واصدر عدة كتب فى هذا المجال أتينا على ذكر أحدهما أعلاه ,  
(5)    وهناك قامات آخرى عائشة حاليا ,  بين ظهرانينا , تقوم بعمل مضنى وخطير فى كشف التعاليم السرية المضمنة فى كتابهم : ( التلمود ) نذكر منهم على سبيل المثال : (1) الباحث الاسرائيلى دكتور  شكاك (2) الباحث الأمريى : " Michael A. Hoffman "  ولكل منها عدد من الكتب فى فضح تعاليم وموجهات هذا الكتاب الخطير الذى يعد من المحظورات , وتعد المقررات السرية لمؤتمر بال (1897 ) برئاسة (هيرتزل ) المشار اليها أعلاه ,بمثابة اللائحة التنفيذية لهذا الكتاب  
والى هنا نأتى للسؤال :         
•     هل حققت عملية انزال الشيوعية على الأرض , ما بشرت به من حياة سعيدة , يهنأ فى ظلها الانسان على ظهر هذه البسيطة كما كانوا يعتقدون ؟؟؟   
قبل الاجابة على هذا السؤال , أشيرهنا  الى فقرة وردت عرضا فى رسالتى تحت عنوان : "الى منتسبى الحركة الاسلامية السودانة " تتكلم عن الشيوعى السودانى , وأنه يختلف تماما عن بقية الشيوعيين فيما يلى نصها : الشيوعيون السودانيون :  
أخى أقول صادقا ان الذى يقرأ عن الشيوعية ويعرف حقيقة هذا المذهب , وحقيقة اتباعه وما تم على ايديهم فى البلدان التى نكبت بها , ..... ان من يقف على هذه الحقايق , ثم يقارن ذلك مع هولاء الذين نعرفهم وعشنا معهم هناك ,  من افراد الحزب الشيوعى السودانى ,  لابد أن يشك فى أنتمائهم لهذا المذهب كما عرفته ,......... الشيوعى السودانى كما أعرفه هو " سودانى " .... بمعنى الكلمة ,... لم يتخلى أبدا عن ,...... ولم تفارقه سودانيته ( فى ) : أصالتها , ... وكل ما يليها من  قيم وفضائل سامية , رفيعة ,...... ومالى أذهب بعيدا , فانى أشهد أنهم كانوا يصلون معنا كما نصلى , ويكفى بهذا شهادة , هذا يا أخى أمر مقرر ومعروف للجميع لا ينفيه الا مكابر أوجاحد .
وأضيف أيضا :   كلنا يعلم يا أخى ما أصاب منطقتنا أو شرقنا العربى والاسلامى من هجمة تغريبية ضاربة  أولا , .... ثم هجمة استعمارية ثانيا,  وما تبع ذلك من مظاهر تخلف كبير , وضعف شديد غط المنطقة بأكملها , يقابله ما يمكن أن يقال أو يبدوا عليه سمة : " التحضر والرقى " ...هناك ,......... فهنا وفى هذا المناخ تنزلت : " المذاهب الحديثة بأنواعها " ......... ( الشيوعية – القومية – البعثية ....... الخ )..... تنزلت بشعاراتها البراقة , ومن ثم وجدت مناخها فى الوسط الطلابى (فى الغالب ) ..... فأعتنقوها كبديل لما كانوا عليه وما يروه أمامهم من تخلف , وضعف شديدين ,...... وكانوا يعتقدون أن فيها خيرا كثيرا , .... ويرون أنها ستنقلهم من حياتهم هذه , .... الى حياة أفضل , ومن ثم فان أى منصف عادل , والحال هذه , .... لابد أن يجد لهم العذر , ولا بد أن يبرأهم من أى ارتباط  ضد الوطن , أو ينعتهم أو يبهتهم باحساس غير وطنى , ...... أنهم ربما  لم يقرأوا ,أو لم  تتح لهم الفرصة ليتعرفوا ويقفوا , على حقيقة هولاء الذين ذكرتهم , وغيرهم ممن لم أذكره ,هولاء الذين يطلق عليهم :  "  زعماء كبار " ....... وما هم الا " دمى "  فى أيدى غيرهم , وما هم الا زعامات  " مزيفة "...... استطاعت آلة الدعاية المكثفة , والمخطط لها باحكام شديد , ......أن تخلق منهم شبه " آله " تعبد , ......... عبدوهم فى حياتهم , والى ما بعد قبرهم داخل الأرض , .... وأن ما جاؤا به من دين بديل -  ( وهو ذات النهج الذى اتبعته سابقا , ..... وتتبعه الآن , ... الزعامات المزيفة والمنافقة باسم الاسلام  ) -  ..... وأخذت أبواق الدعاية العارمة تروج له حتى رفعته الى عنان السماء , .............هذا الدين البديل ما هو الا عملية تدميرية الهدف النهائى منها أولا وأخيرا هو :  " الحط... من كرامة الانسان على ظهر هذه البسيطة , ........ الانسان الذى كرمه الله سبحانه وتعالى , ونفخ فيه من روحه , وخصه بالعقل ليميز بين : " الحق والباطل " ... وبين : " الخبيث والطيب "........ جاؤا  بهذا البديل كى ينزلوا بالانسان ويحطوا من قدره , ومنزلته , ويحيلوه الى درجة أحط وأدنى من : " الحيوان " ...........كل ذلك لخدمة غرض وحيد , لا غيره , ... هو :  تمهيد الأرض , وتعبيدها للأفعى الصهيونية لتعمل عملها فى شعوبهم وتم لهم ذلك فيما يتعلق بالرسالات السابقة ,  والآن  جهودهم كلها مركزة تماما وموجة للرسالة الخاتمة , ................   هذا ما أردت توضيحه , 
*أخى قبل أن نرجع لموضوعنا هناك أمر هام استرعى انتباهى وهو :  أنى قرات رسالتك تحت عنوان : " أهم وأعظم كتابين نشرتا فى القرن المنصرم فيما يتعلق بالاديان السماوية " .... والتى كنت تريد نشرها بجريدة  " الميدان " ... ولكنهم امتنعوا عن ذلك ,  مما آلمنى شديدا ,  كما آلمك انت من  قبل ,اذن فالنرجع لموضوعنا :
•   مداخلة هامة :    عزيزى كلامك هذا  ( عن الكتابين ) أثار وحرك فى مواجع كثيرة , أرجو أن تسمح لى  بهذه المداخلة أو قل المقاطعة , والله يا عزيزى , كنت أود فعلا , وأطلب , وأدعوا من قلبى وبأعلى صوتى , الأخوة الأجلاء , " قادة الحزب الشيوعى "   كلهم أجمعون , أطلب منهم  وأرجوهم , أن يقف ,... كل مع نفسه لحظة , ويسألها سوآلا محددا :  " هل منا من كان أكثر علما , ومعرفة , ودراية بالنظرية الماركسية من العالم الكبير والفليسوف الفرنسى الشهير  : " جارودى "  ؟؟؟؟؟  هذا العالم الذى  قضى من عمره خمسون عاما يبحث عن الحقيقة ولا شىء غير الحقيقة , وفى نهاية المطاف وجد ضالته  , وجدها فى الاسلام , فى الاسلام الحقيقى , فى الوحى الألهى ,المتمثل فى الرسالة الخاتمة , ليس اسلام (الخمينية )  ولا (الترابية ) ... بل الاسلام الحقيقى , المنزل من السماء , كرسالة ,  خاتمة , مكملة , ومصححة , لكل الرسالات السابقة لها , والتى جاءت لانقاذ البشرية جمعاء , واخراجها مما هى فيه من التردى , وحالة الشقاء , والعناء , كى تنعم بالسعادة على ظهر هذه البسيطة ,  وعبر عن ذلك فى كتب متداولة , ومقروءة ,   واختصر عليكم الطريق الطويل, والمعاناة الشاقة , وما تكبده من جهد مضنى , لماذا لا تمدوا أيديكم يا أخواننا ,  وتقطفوا من  هذه الثمرة اليانعة , والمقدمة لكم , ولغيركم ,...... وتستمتعوا كما استمتع هو , وتسعدوا كما سعد هو , أسألكم بالله أن تقرأوا  كتابه : " لماذا أسلمت " ؟؟؟؟؟      

( أعلاه مقتطف من الرسالة تحت عنوان : " الى منتسبى الحركة الاسلامية السودودانية " المنشورة فى (6) حلقات بموقع سودانائل دوت كوم " منبر الراى "  ) 
اذن نرجع للسؤال : هل حققت الشوعيىة مبشراتها التى استهوت الكثيرين من البشر, وهل هى فعلا جاءت لاسعاد الانسان على الأرض ؟؟؟ وقفنا على بعض بنود مخطط  المؤآمرالسرية لمؤتمر (بال ) كما منوه عنها أعلاه , والتى جاء فيها مايلى : " ولا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء , ولاحظوا هنا أن نجاح : ( دارون , وماركس , ونيتشة ) قد رتبناه من قبل , والأثر غير الأخلاقى لاتجاهات هذه العلوم فى الفكر الأممى ( غير اليهودى ) سيكون واضحا لنا على التأكيد , ولكى نتجنب ارتكاب الأخطاء فى سياستنا , وعملنا الادارى , يتحتم علينا أن ندرس ونعى فى أذهاننا الخط الحالى من الرأى وهو أخلاق الأمة وميولها " 
اذن أن كل هذه المبادىء الهدامة جاءت ورتب لها خدمة هدف واحد لا غير هو : " خدمة هذا المشروع الخطير ( مخطط أو موآمرة أل صهيون ) بهدف وضع بنوده المتنوعة على الأرض بالكامل , فلو نظرنا الى بند واحد من هذه البنود , وهو البند المتعلق بالأديان السماوية , والذى ينص على : " مسح الاديان من على ظهر الأرض , أو جعلها غير فاعلة " ثم نرى ما هو أول عمل قام به (لينين ) لينين هذا الذى جاء رافعا رأية (الاصلاح ) والمعلوم أن المصلح  ياتى (بالخير ) مكان (الشر )أى  يحول ما كان شرا الى خير , وليس العكس ,  نراه , سطى على حكم ملكى (وراثى ) نعم وراثى سىء , ولكن استبدله بماذا ؟؟؟ أستبدله بنظام لا أقول هو الأكثر ظلما , والأقبح جورا , والأعتى استبدادا فى الأرض ,  لا , بل , انه ومن واقع (الدراسات البحوث الجادة التى اعقبت هذه الفترة)  يمثل بحق وحقيق : ( الشر كله ) جاءنا ب. : (الشمولية البغيضة ) هذا النظام الشرير , الذى لم تر البشرية له مثيلا قط , طوال عمرها المديد , فى ظلمه , وبغيه ,  وجوره , واستبداده فى الأرض , لذا نجد أنه بدأ عمله فى ذات الاتجاه ( تنفيذ البند أعلاه ) , شرع أول ماشرع , بهدم , وتدمير, أهم , وأقدس , وأكرم علاقة شرعها الله سبحانه وتعالى لعبيده من لدن آدم علية السلام  , وهى : (العلاقة الزوجية ) وتكوين الأسرة فى اطارها المحدد حسب نص الشرع , فما الذى  جاءنا به الدين الجديد كبديل ؟؟؟ يخبرنا بذلك الكاتب المصرى الشهير / أحمد بهاء الدين بعد أول زيارة له للاتحاد السوفيتى قال أنهم عمدوا ومنذ البداية الى هدم الأساس الذى تقوم عليه العلاقة الزوجية , وحولوها الى : ( الشيوع ) أى تتم بين الجنسين تلقائيا دون أى ضوابط  , مثلها وما نراه فى حالة  المخلوقات الأخرى من غير الانسان الذى كرمه الله , وجعله خليفة فى أرضه , ثم بعد ذلك خصصوا مكتبا للتسجيل لمن يرغب فى ذلك دون التدخل فى حرية هذه العلاقات , وشيوعيتها , واصدروا تشريع بتحريم اسقاط أى جنين ناتج عن هذه العلاقة , وخصصوا لذلك دارا  تابعة للدولة لاستقبال هولاء اللقطاء , والعناية بهم ليكنوا نواة للأجيال القادمة , بحيث يسهل عليهم عملية صغل عقولها , ومن ثم توجيهها , وتسخيرها فى اتجاه خدمة , أهداف ومرامى, هذا الدين البديل , تم ذلك دون أى اعتبار لشعورالمواطن , فحكم القوة والاستبداد فى الأرض هو الفاصل فى مثل هذه الأمور , وهذا بعينه ما سارت عليه كل الشموليات البغيضة التالية لحكم لينين حتى وصلتنا فى عقر دارنا باسم (الانقاذ ) وتحت رأية الاسلام زورا . , أما ما قام به لينين اثناء  فترة حكمه القصيرة  , وأعقبه الطاغية الأخر ستالين , وبقية الطقات حتى انتهت هذه (اللعبة ) أو قل استنفذت أغراضها , على يد  ميخائيل غورباتشوف الذى تم على يديه  تفكيك الاتحاد السوفياتي السابق , فهو أمر معلوم للجميع ,  
ولا يسعنى فى ختام هذه الرسالة , الاّ أن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا , ويدلنا على طريق الخير والصواب , وأن يزيل  عنا كل غشاوه  , تحول بيننا وبين التوجه بنية خالصة , مجردة , لطريف ( الحق ) ولا شىء غير الحق , 

( اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه ) 

عوض سيداحمد عوض
awadsidahmed@yahoo.com
2/8/2004   

المرجع :   
(1)    كتاب : " لماذا اسلمت " للفيلسوف الفرنسى   رجاء جارودى    
(2)     =   : "الإسلام يسكن مستقبلنا "                  شرحه  
(3)     =   : " دراسة فى الصهيونية /اليهودية          شرحه  
(4)     =  : " بروتوكولات حكماء صهيون "      ترجمة الاستاذ :  محمد خليفة التونسى  
(5)    =  : "  الحكومة الخفية "   للاستاذ :   شيريب سبيريدوفيتش   اصدار  دار النفئس البيروتية  
(6)    = : " مقارنة الأديان مجلد (1) "    د. أحمد شلبى . 
(7)   = : " اليهود تأريخا وعقيدة  "      د. كامل سعفان   
(8)  = : " قصص الأنبياء "       فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى .
(9)  = : "  قصص الأنبياء  "       الاستاذ / عمرو خالد . 
(10)= : " ملخص رأس المال لكارل ماركس " اصدار وتوزيع المركز الثقافى السوفيتى  بالخرطوم  ( سابقا )  
(11)= : " أحجار على رقعة الشطرنج "      للباحث الأمريكى الكابتن  وليم فاى كار 
(12)= : " الكتب المقدسة فى ضوء العلوم الحديثة "  للباحث الفرنسى     د.  موريس بوكاى



awadsidahmed@yahoo.com
//////////

 

آراء