رسالة الى الأستاذ دينقديت أيوك – سلامتك والسودانيين في مِصْر

 


 

 

 

 

05 يوليو 2020

أخي دينقديت أيوك
تحيّة طيّبة
بالإشارة الى مقالك بعنوان "السد الإثيوبي وأثره على سَّلَامة مواطني المنطقة في مصر " الذي نُشر، بالأمس، في أعلى الصفحة في "سودانايل" أكتب في عجالة مؤازرا لك في المحنة النفسية التي تعرضت لها . القصة التي حكيتها (المقتطف أدناه) ومحاولة الاعتداء عليك في مصر من بائع بطيخ مجهول شاهراً مديته قصة مؤثّرة ولها أبعاد، تتعلق بسلامتك أولاً وسلامة آخرين من بني جلدتنا يعيشون في مصر. يجب، فيما أرى، أن لا تُترك هذا القصّة لتمر هكذا كحدث عابر ينتهي الحديث عنه بهذا المقال. لأنّ الذي حاول الإعتداء عليك ربما فعلها مع آخرين أبرياء مثلك؛ بل الأخطر من كل هذا هو أنّ هذا الرجل ، قطعاً، ليس الوحيد في مصر التي يقارب تعدادها المائة مليون نسمه. فهناك من بينهم من اكتملت فيهم عملية غسيل مُخ تامة، بقصد أو بدونه، والتي رأينا نتاجها سباباً وعنفاً لفظياً ضد الأنسان الأسود أيّاً كان بلده، هنا وهناك، في بعض وسائل الإعلام الإجتماعي (Social Media) كلما احتد الخلاف في قضية سياسية أو قضايا الحدود والمياه المشتركة وما شابه. يتعرض الأنسان الأسود في بلاد العرب – عموماً - لشتى أنواع الاضطهاد النفسي والعنف اللفظي والذي يمتد أحيانا الى تهديد السلامة الشخصية، كما جاء في قصتك المؤثِّرة. هذا أمرٌ خطير أرى أن تكتب عنه بتفصيل وأن تخطر وزارة الخارجبة وسفارة السودان الجنوبي في القاهرة والتي نتمنى أن تصعِّد الأمر دبلوماسياُ الى أعلى مستوى شاملاً كل دول الجوار خيث بتم استهداف إنسانها أيضاً. فبذلك الفعل ربما تمّت حماية برئ آخر بتربص به مهووس تمّ شحنه بالبغضاء مثل الذي حاول الاعتداء عليك في القاهرة. بل لعله قد حان الأوان لتصعيد أمر المعاملة السيئة التي يتعرض لها الإنسان الأسود في مصر ولبنان وغيرها من البلاد العربية وجعلها قضية مواجهة يتولى أمرها الإعلام الرسمي في بلداننا. وياخي سلامتك.
المقتبس أدناه من مقالك المذكور:
"أخيراً وليس آخراً، أود أن أُشارك معكم قصتي ... بينما كنتُ أعبر الشارع الرئيس بالقرب مِن مدرسة النُقراشي نهار يوم الأربعاء الموافق 24 يونيو 2020م، في منطقة حدائق القبة، صاح مواطن مصري من محل بيع البطيخ القريب قائلاً: "إنت من إثيوبيا.. إنت من إثيوبيا ..." وكان يصيح بصوتٍ عالٍ وبدرجة من الانفعال العصبي . ثم ركض نحوي وهو يحمل سكيناً حاداً كان يستخدمه في قطع البطيخ في محاولة للإعتداء عليَّ، لكن الرِّجَال القريبين سارعوا وأمسكوا به، وقالوا له: "في إيه يا عم؟ عيب .. عيب الكلام دا .. مش كل سمارة من إثيوبيا"، ثم تقدموا إليَّ بالإعتذار نيابةً عنه. ثم سألوني: "من أي بلد أنت ..." وقبل أن أُجبيهم بنفسي، أجاب أحدهم: "شكلو سوداني من جنوب السودان"، ومن كلامه، بدأ لي أن ذلك الرَّجُل يعرف وله القدرة على التمييز بين السُّودَانِيين ومواطني البلدان الأُخرى المقيمين في مصر. في تلك الأثناء أخرجتُ هاتفي الجوال من جيبي في محاولة لتصوير الرَّجُل الذي حاول الإعتداء عليَّ، وهو في قبضة الرِّجَال العقلاء الذين هبوا وأمسكوا به، لكن رجلاً خلفي أمسك بيدي، وأخذ مني الهاتف وقال لي بالمصرية: "عايز تصور المشهد وتفضح مصر .. مش ها أسيبك تعمل كده .. مش ها أرجع لك التليفون إلا توعدني إنك مش ها تصور ... ثمُ أعاد إليَّ الهاتف بعد اقتياد الرَّجُل الذي حاول الإعتداء عليَّ إلى داخل مبنى قريب. بعد هذه الواقعة، ذهبتُ إلى محطة مترو كوبر القبة برفقة رجلين تطوعوا لمرافقتي سيراً على الأقدام. وكانوا قد تأثروا بالواقعة وإعتذروا لي كثيراً في محاولة منهم للتخفيف من الأضرار النفسية التي شعروا بأن الواقعة قد خلقتها. ذهبتُ متأملاً ما كان سيحدث لولا تدخل هؤلاء الرِّجَال المصريين العقلاء، فشعرتُ بأننا مواطني البلدان الأُخرى المقيمين في مصر مهددين، وأن وجودنا هنا في القاهرة أصبح صعباً، وأننا سنموت قبل ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي. سلام يا الله .. سلام في الأرض.."انتهى
ballah.el.bakry@gmail.com //

b.b.dawelbait@gmail.com

وبنصف معلومة أو بدون معلومة حتى، فاسمحوا لي بهذا المنشور والذي سيكون طويلاً وبه تفصيل حول الأوضاع الداخلية المتأزمة وأرجو 

 

آراء