رسالة الى المعلم في يومه العالمي

 


 

 

مع تغير معالم الزمان ، وإدلهام الخطوب ، وما تكاثفت علي النفوس من غيوم. أراك تتمثل أسطورة سيزيف حاملاً صخرة الأماني لتصعد بها قمة المعالي ، وأنت في هذا السن المتقدم من العمر ، ينوء كاهلك بتوصيل رسالة التربية التي زهد فيها العالم ، فلم يعد التلميذ ذلك الوعاء القابل للتلقي ، ولم تعد الأسر تحفل بما يتلقاه التلميذ من مُثل ، بل ولم تعد التربية تمثل ذلك الشطر من العملية التعليمية . فقد أطلت برأسها معالم تربية جديدة عبر الفضائيات والوسائط الذكية التي أضحت تخرج جيلاً نصفه بشري ونصفه الكتروني .. جيلاً أشبه بالروبوت.
يقيني أن هذا سيحزنك ، ويحز في نفسك لأنه لم يعد بمستطاعك أن تُوفِي بمقتضيات تسليم الراية : أتسلمها للشق البشري أم الشق الإلكتروني من هذا الجيل؟! ، أدرك أستاذي أن العملية التعليمية كما عهدناها عندكم تقوم علي التواصل الحميم ، وأن ما يتم إيصاله عبر المقررات هو جزء ضئيل . فالقيم التي تحرص أن يستمدها منكم التلاميذ هي جوهر سعيكم ومناط أملكم في تخريج إنسان يحمل لواء التنوير للعقل والضمير.
لكنه وياللأسف أن التلاميذ لم يعد بوسعهم أن يتلقوا منكم الإ بالقدر الذي يضمن لهم النجاح في الإمتحان ، ويذرونكم تسقطون في مهاوي اليأس والإحباط من هذه العملية العدمية .. فلا يفلح عندها تعليم ولا تنتصب هنالك للتربية أركان.
يظل العزاء أستاذي أن ماورثناه منكم في ذلك الزمان قد حدد معالم شخصياتنا فصرنا جزءاً منكم، بيد أن الجزء لا يمكن أن يعوض الكل.
وكل عام وانتم بخير
د.محمد عبد الحميد
/////////////////////

 

آراء