رسالة الِي الأصم: خياراتك: رجل دولة ام سوبر ستار؟

 


 

معتصم أقرع
20 August, 2019

 

 


elagraa@gmail.com

 

في حفل توقيع الوثيقة الدستورية وجه الدكتور ناجي الأصم باقة رسائل الِي أهل السودان والمجتمع الدولي استحسنها الجميع إلا من كان في نفسه سقم. والان نتبادل المواقع ونقدم اليه رسالة من فرد من الشعب. 

منذ اندلاع هذه الثورة ، تربع ناجي الأصم مركز الصدارة في العمل العام الذي نازل دكتاتورية الاخوان. وحتى الآن قدم الدكتور مساهمات كبيرة وفي غاية الأهمية في الانتقال إلى الحكم شبه المدني. وبالطبع ارتكب عددًا من الأخطاء الادمية البسيطة بكامل حسن النية وكلنا بشر نخطئ ونصيب.

لا يمكن أن يكون هناك شك في أن الدكتور الأصم يمتلك كاريزما غير عادية وحضور إعلامي نادر, جذاب للغاية كما أكد لي أصدقاء من خارج السودان رغم اني لم اكن احتاج لهذا التأكيد ففي ميزان الكاريزما والحضور هو نجم قمة لا يعلى عليه.

ومع ذلك ، فإن الكاريزما والجاذبية الإعلامية مهما عظمت جوانب ليست كافية لصنع رجل دولة حقيقي. فلكي يتحول هذا الشاب الكاريزمي الِي زعيمًا حقيقيًا يوفر القيادة النوعية التي يحتاجها السودان بشدة ، يجب عليه أن يبني قاعدته المعرفية بعلوم إدارة الدولة والحكم والحوكمة والادارة العامة والسياسات الاقتصادية و والشؤون الجيوبوليتكية والدبلوماسية العالمية.

علاوة على ذلك ، لكي يكون رجل دولة يترك بصمات هامة في تاريخ السودان ، فإنه يحتاج إلى بناء - أو المساهمة في بناء - مؤسسات حقيقية وصحية لا تحتاج إلى قائد كاريزمي لتعمل وتقود لانها أقوى من أي فرد واكثر ديمومة. فالقائد الأصيل, كالأب/الأم الحقيقي/ة , هو من يصنع مؤسسة تستطيع ان تتجاوزه وان تعمل بنفس الكفاءة في غيابه وحضوره. أما المكنكشاتي فهو من يهندس البناء بحيث يوفر له مركزية ابدية تجعله الها لا غني عنه ولا شيء غير اليتم ان غاب باختياره أو غيبته قوي اخري من السماء أو الأرض.

عندما يتعلق الأمر ببناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية ، كمقدمة لازمة لبناء سودان ديمقراطي معافي ، فإن أول اختبار للأصم ، أو قل واجبه المنزلي الأول, سيكون تحويل التجمع المهني الذي كان له القدح المعلي في نجاحه إلى مؤسسة ذات مصداقية ، قوية ومستدامة بدلاً مما هي عليه الان ومنذ اندلاع الثورة: خيال مبدع, ومنتج حاربنا به الدكتاتورية ، ولكنه يظل خيالا غير قابل للاستدامة بشكله الحالي . هذا التحول المؤسسي ، على أقل تقدير ، تحقيقه يحتاج الِي :
- تنظيم الجسم بتعريف العضوية والهياكل في اللوائح الأساسية .
- تحديد السلطات والصلاحيات والواجبات لكل هيئة ومكتب ووظيفة.
- سيادة القانون واللوائح المكتوبة بدلا من الاجتهادات والمبادرات الفردية .
- تحديد إجراءات وقنوات اتخاذ القرار بوضوح في النظام الأساسي والالتزام الصارم بها.
- القيادة يجب ان يكون جماعية وأن تمثل رأي الأعضاء بعد الاستماع اليهم. فالحكمة الجماعية افضل من الارتكان الِي اجتهادات فرد أو شلة ضيقة. وفي خطاب الأصم الأخير درس. فقد اتي هذا الخطاب بكامل الروعة لأنه تمت صياغته من خلف الكواليس من قبل مجموعة من المتمرسين المدربين ووفر له الأصم الألقاء المتميز الذي يستحقه والذي سوف يخلده التاريخ. أما لو قام بكتابة هذا الخطاب شخصا واحدا, أو شلة تنقصها الخبرة , فالنتيجة كانت سوف تكون مختلفة كل الاختلاف.
- الالتزام الصارم بالديمقراطية الداخلية - داخل المنظومة – بحيث يجسد التجمع في داخله قيم الحكم والعمل العام التي يدعو اليها.
- المسؤولية والمساءلة. يجب أن تكون الأجهزة (الجماعية والفردية) مسؤولة ومساءلة أمام الأعضاء.
- التأكيد بالعمل, وليس الكلام وحده, علي مبدأ المساواة وعدم التمييز بناء علي الجهة أو العرق أو النوع أو الشلة .
- ممارسة الشفافية وتمليك المعلومات للعضوية والشعب والابتعاد عن ممارسات مثل التعامل الانتقائي الميكافيلي مع ا انسياب المعلومات بنشرها الاستراتيجي, مبتورة احيانا أو حجبها كاملا احيانا اخري.

من الموكد ان الشعب السوداني قد وفر وراكم للأصم في الشهور السابقة رأس مال سياسي عظيم عليه باستغلاله كاملا لتوفير قيادة رشيدة يحتاجها البلد. كما ان عليه ان لا يقع في فخ النجومية المسطحة وسماحة جمل الطين لان النجومية لا تفيد فهي مرض قال فيه تينسي وليامز ما قال ثم انها تبهت بتعود الناس عليها. باختصار علي الأصم ان يتحول الِي رجل دولة ليملأ هذا الفراغ القيادي العريض ولو فعل ذلك لتوسعت حواضنه ودوائر قبوله الِي حلف عريض

 

آراء