رسالة عجلى للسيد عادل الجبير ، وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة / الموقر
السلام عليكم ورحمة الله
هل ستعي السعودية الدرس والمغزى اليوم ؟
أخي وأنت تمثل بلادك اليوم في أهم أجتماع على الإطلاق على المنطقة وعلى دولنا المتحالفة وعلى السنة الذين تمثلهم أنت ، ولعمري فإن هذه مسؤولية عظيمة جدا ، مسؤولية امام الله فأنت اليوم ليس أقل قدرا عن عبدالله بن حذافة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لملك الفرس ، المجوس، وأشهر أسير عند قياصرة الروم وأنت تجتمع مع أحفادهم اليوم ، وها قد اجتمعت عندك الفرس والروم وبطانتهم من الكفرة الملحدين من الروس ومنافقة الدهر أمريكا ، ومن خلفها حفدة القردة الصهاينة خائني وقاتلي الرسل ومكذبي الرسالات ، فوالله الذي لا إله غيره لقد اعطيت مكانة اليوم ، ما أعطاها الله لمرسول وممثل مثلك قط ، والأمر لك ، أن تختار بين صفقات الخنا والذل او ان تختار رفع رأس الأمة التي تنظر اليك ومن معك وتنتظر النصر بعد الله منكم .
الواقع يقول يا أخي عادل ، أن ملة الكفر وربيبتها المجوسية الآن في قمة تلاقيهم وتآمرهم علينا، وقمة انسجامهم وتوحدهم ، معك في أجتماع مفصلي نكون بعده أو لا نكون.
والوعي يقول ، أن الغرب بقيادة امريكا لا ينظر إلينا نحن المسلمون ، ونحن العرب إلا كأطفال يلعبون في الساحة الخلفية في بيت مهجور.
صدقنا من قبل أن أمريكا معنا في كل شيء ، بل صدقنا أننا أحب اليها أو نوازي في حبها لنا حبها لإسرائيل وللصهيونية وللمجوس وظننا أننا بتوددنا لها والتقرب منها أننا سنؤثر في منهجيتها وعقلها ومسيرتها الاقتصادية والسياسية والإنسانية ، ونظرتها وتعاملها وصدقها معنا ، لكن للأسف هذه هي امريكا مسنودة بحفدة بني قينقاع وبني النضير، تمارس فينا الآن نفس التآمر القديم ونفس الاستهزاء الذي مارسه أجدادهم أيام الصحابة (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون).
الحلف الصهيومجوسي قرر مسبقا التحالف بينه وبيع كل دولنا بأرخص الأثمان ، والحلف قرر مسبقا بقاء الأسد ودعم إيران ودعم حزب الله ودعم الحوثيين ، فهل تعي المملكة قائدة حلف الحق ذلك وتعمل من أجل أن نكون في خارطة المنطقة أم أنه الحِلم العربي السني في هذا الوقت العصيب وملكنا يزول ودولنا تزول وإماراتنا تزول وشعوبنا تهجّر وبيوتنا تُهد على رؤسنا من نفس الحلف الصهيومجوسي بعد أن خدعونا بإرهاب داعش وبعد أن مزقونا هذا سلفي وهذا أخ مسلم وهذا صوفي وهذا ليبرالي كل حزب بما لديهم فرحون .
الأمر يا أخي عادل الجبير يختلف الآن ، يكفي درسا ما قام به قبلك سفيرنا الأمير بندر بن سلطان من مودة وتقرب وتصديق للسراب الأمريكي على أنه ماء يروي عطشنا من أمريكا ، صدق الأمير بندر الخداع الأمريكي حتى ظن بعض الناس من كثرة الخداع الأمريكي أن المملكة صارت ولاية من ولايات أمريكا ، وظل يحلم الأمير حتى أفاق الأن وبعد فوات الأوان وبعد أن تكشف له أن الكفر ملة واحدة ، وأن المياه تجري تحت بناياننا بين أعداءنا الغرب والمجوس ولحق بهم الالحاد الان ، ولم يتبين له ذلك إلا اخيرا وفق رأيه وبعد أن وقعت أمريكا الاتفاق النووي مع ايران !!! ، فأفاق سفيرنا بندر فقال قولته الشهيرة ( أما الان وبكل تأكيد ، أنا الآن أكثر اقتناعا من أي وقت مضى بأن صديقي العزيز ، الثعلب القديم هنري كيسنجر ، كان مصيبا حين قال " على أعداء أميركا أن يخشوا أميركا ، ولكن على أصدقائها أن يخشوها أكثر").!!!
آالآن يا بندر ، وبعد 23 عاما ممثلا لبلادك في أمريكا التي وصفتها بالعظيمة ، آلآن قد فهمت مقولة صديقك العزيز كيسنجر؟ آلآن؟ ثم دعني أهديك مزيدا من تحسر الأمير بندر ووعيه الذي جاء متأخرا للأسف في قوله في نفس المقال ( يعتمد الناس في منطقتي اليوم على الله ، وعلى تعزيز قدرتهم وتحليلهم للوضع بالتعاون مع الجميع ، بإستثناء حليفنا الأقدم والأقوى هذا يفطر القلب ، إلا أن الحقائق مرة ولا يمكن تجاهلها) ، ولك أن تحلل وتتعظ لئلا تندم بعد ثلاث وعشرين عاما ايضا ، على الارتكان لأمريكا في اجتماعك اليوم ، ولا أعتقد أن ركنت لها سيكون في عمر دولنا هذه المدة فيؤذن لك فتعتذر.
الأمر عندي يا أخ عادل في اجتماع اليوم هو مزيد من الخداع ومزيد من التخذيل والتخويف لنا ، وفكفكة للحلف العربي الذي توكل على الله بقيادة السعودية والإمارات وأدلى برأيه في اليمن ليفك إسار الطوق العاتي الذي لف وحف وأحاط ببلادنا السنة من المجوس والرومان والشيطان الأكبر والصلف الصهيوني ، وعفوا إن ركزت على المسميات التأريخية ،،ولكن حربنا اليوم حرب تأريخ ، تستلهم فيها وتسترشد أيران بغبن المجوس وغبن كسرى منذ أيام المدينة المنورة وسني الإسلام ، وتسترشد فيه الصهيونية بغبنها منذ أيام يثرب، وتسترشد فيه روسيا ربيبة الصهيونية بتأريخ الحادها وهزائمها في أفغانستان وفي الشيشان (السنة)، وتحلم فيه أمريكا بالتسّيُد على العالم من خلال تركيعنا وتخويفنا وشغلنا ببعضنا وارهاقنا واجهاض قوانا لتسلم القدس للصهيونية في 2020 كما يحلمون ، وهذا الامر يجري متسارعا على قدم وساق ، وأظن أنك ترى ذلك في كل ثانية.
الأمر عندي يا أخي الجبير أن ركنت وسمعت لأمريكا اليوم ، كما سمع الذين من قبلك وندموا ، هو مزيد من الدمار والتشتيت والقتل والدماء لأهلك السنة في العراق وفي سوريا وفي اليمن ، وبعد هذا ، كسر الطوق الأبي في السعودية (أرض فدك )، كما يدعون ، وفي الإمارات وفي الكويت وفي البحرين وفي السودان ، وفي بقية دول الحلف والعزم والاباء.
ولعلك قد قرأت تأريخ ونتائج مثل هكذا اجتماع مفصلي ، عندما كانت نتائج اخر اجتماعات عزت الدوري في جدة مشخصنة ومؤسفة وبعده بليلة اجتيحت الكويت ظلما وعدوانا وبايعاز من امريكا نفسها ، واتقلبت تدافع عنا نفاقا وكذبا، وتبيعنا اليوم للمجوس والالحاد، واجتماعات طارق عزيز النافق(المسيحي الخائن وبايعاز من أمريكا نفسها ، و في فينا نفسها وبعده أجتيح العراق .
والإجتماع نتائجه معروفة ، مزيدا من التثبيت للأسد ومزيد من التآييد لإيران ومزيد من الترويج للحرب على (فزاعة ) الإرهاب ، والمزيد من زحزحتنا عن الحق للتخلي عن دورنا في اليمن وفي سوريا والعراق ، ليسهل عليهم إبتلاع بقيتنا ، أرجو أن يوفقك الله اليوم ويهبك ومن معك مزيدا من الحكمة (الدبلوماسية بلغة السياسة)، ومزيدا من القوة والايمان والإتكال على الله ومرونة وحصافة تراعي فيها حقوق الله وبقاء بقية الأوطان والعباد ، وأعلم يا أخي والله إنك تحمل الحق كل الحق ، الحق الذي إن تمسكت به سيقذفه الله على باطل نيران المجوس فيطفئها وعلى عجل سامري القوم ، أمريكا فتسمع خواره وكذبه ، وعلى ألحاد الروس فيدمغه وعلى صلائب الروم فيكسرها.
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.