رسالة لأخوان مصر بعد أن يئسنا من أخوان السودان!

 


 

 


royalprince33@yahoo.com
مصر دولة محوريه ومركزية لها أهميتها فى المنطقه التى نعيش فيها، اذا كانت فى قوتها أو ضعفها أو انكفائها على الذات، والدنيا دول وفترات صعود وهبوط، وربما لا يعلم أشقاؤنا فى مصر، أو لا يريدوا أن يعلموا بأن جارهم "السودان" كان فى عصر من العصور دوله عظمى وقوية لها وزنها ومكانتها حتى انها حكمت مصر فى عصر الأسرة رقم 25 و26 التى تعرف فى التاريخ المصرى بأنها أسرة نوبيه، عى فى الحقيقة أسرة سودانية لا يهم أن كانت نوبيه أو زنجيه.
والرئيس المصرى الراحل (انور السادات) بايجابياته وسلبياته والدته سودانيه (مشلخه) أسمها (ست البرين)، لا يقلل من شأنها وأنجابها لذلك الرئيس كلام الأستاذ (محمد حسنين هيكل) الذى أتضح بأنه مثل غيره من صغار الكتاب يمكن أن يدلى بكثير من الكلام الذى لا اساس له ولا قيمه.
والرئيس المصرى الراحل (محمد نجيب) كتب فى وصيته أن يدفن فى أرض السودان، وهذا شرف لننا كسودانيين ما بعده شرف، ولا يمكن أن نساويه بتهافت أخواننا المصريين على الأراضى السودانيه بمسلك اقطاعي ونظرة أستعماريه  دون الأهتمام بمشاعر السودانيين وأحاسيسهم وطموحاتهم فى (التغيير) وفى حكم ديمقراطى مثل الذى يسعى له شباب مصر، وحينما كتب (محمد نجيب) وصيته تلك ، دون شك كان يعرف سودانيين من نوع آخر، ااذا تحدثوا صدقوا واذا عاهدوا لم يغدروا ولم ينكثوا عهدهم  وليس من بينهم من هو مثل (عمر البشير) أو (نافع على نافع) الذين يكرهون الدنيا كلها والجنس البشرى بكامله ولو كانت مصائر الخلق بأياديهم لأفنوهم فى ساعة واحده.
اقول لأخوان مصر، لقد سبقكم السودان وجرب جميع انظمة الحكم، خاصة التجربه (الأخوانيه) التى كانت الأطول فى حكم السودان والأسوأ بدون منافس.
ومستقبل (مصر) وأستقرارها وأمنها بين اياديكم، فما أخطر أن يدغدغ سياسى مشاعر البسطاء بعنصر (الدين)!
وطالما أخترتم لأنفسكم أسم حزب (مدنى) هو الحريه والعداله، فلا أرى داع حينما تستضافون فى الفضئيات أن تتحدثوا كجماعة (الأخوان المسلمين) فهذا خلط بين السياسة والدين والتسمية ذاتها للجماعه بتلك الطريقة أو لغيرها من الجماعات تمثل (احتكارا) للاسلام وأختزالا له فى ثلة معينه، ولولا ذلك لما خرج أحد اخوانكم (المتفقهين) فى القانون ليحرم على عضو (الجماعه) الزواج من المسلمه غير المنتمية للأخوان!
وعلى كل فالحديث باسم (الأخوان المسلمين) يمكن أن يقبل فى سرادق الموالد وفى الندوات والحوارات الفكريه وفى المجالات العلمية التى تقارن بين الأديان وتوضح الحق الى اى جانب فى أدب وموضوعيةوحكمة وتسامح..
ونحن مسلمون مثلكم، ولا داع أن نؤكد ذلك فى كل مرة، لكن عليكم أن تعدلوا مع الآخرين حتى يكونوا عادلين معكم، ومن حقكم أن تكون لكم مرجعية دينيه أو (أسلاميه) تحكم تصرفاتكم وأخلاقياتكم وسلوكياتكم  .. ومن حقكم أن تعكسوا نموذج الأنسان المتدين كما يقول (الصوفيه) بلسان الحال لا لسان (المقال) والمظهر والشكل.
وتربية اللحية لن تؤكد صحة دين الشخص أو تنفيها، مثلما (تقصير) الجلباب لن يطيل من صبره وتحمله لوجهة النظر الأخرى، خاصة بعد أن أصبح ذلك المظهر عنوانا للتطرف والأرهاب وسفك الدماء.
اقيموا (روح) الدين فى انفسكم فى التعامل مع الأخر وفى رفض تقبل الرشوه أو دفعها وفى الشراء والبيع السمح وفى تحرى الصدق والبعد عن الكذب وفى الألتزام بالمواعيد وفى كل جانب يمكن أن يعبر عن شخصية الأنسان وانه (متدين)، لكن يجب عليكم الا تصروا على دولة دينيه أو على دستور ينص على تفرقة دينيه تحت أى سبب، بفرض شريعة كامله أو (مقاصد) شريعه يصعب تحديدها وضبطها.
فذلك نظام حكم كان لرجال ونساء فى زمان غير زماننا، وكانت (الشورى) تمثل قمة العدل، لكن هذا الزمان هو زمان المساواة والعداله الكامله غير المنقوصه وزمان (الديمقراطيه) التى يراها البعض رجس من عمل الشيطان وهم يرتدون (البدل) الكامله وربطة العنق ولا يركبون الجمال والبغال ولا يحملون فى اياديهم عصى، هم فى الحقيقة يحملون بدلا عن ذلك (اللاتوب) ويدخلون الى المواقع الألكترونيه اثناء سير (الأتوبيس) أو السيارة الفارهة ماركة (مارسيدس).
وفى الدين لا يوجد شئ اسمه اكثريه وأقليه مثل جماهير (الأهلى) و(الزمالك) يحدد من خلالها حجم النصيب الذى يعود من الدعايه وبث المباريات على الفضائيات.
ولو كنت فردا (واحدا) فى اى بلد من البلدان لشعرت بالأعتزاز والفخر بدينى ولطالبت بكامل الحقوق التى تمنح لأصحاب الديانات الأخرى فى ذلك البلد مسيحيين كانوا  أم يهودا، واذا لم يفعلوا ذلك فهذا لا يعنى أنهم أسوياء وأن اقلدهم فى بلدى التى أكثريتها مسلمين، بل يجب أن أظهر نموذجى الحضارى وأن أجعل صاحب الديانه الأخرى متمتعا مثلى بكافة حقوقه (كمواطن)، لا كذمى أو مستحق حمايه  يجب أن يكفلها (القانون) للجميع ، ويجب أن أعلم بأن مثل هذه الكلمات (ذمى) و(مستحق حماية) من الأكثريه المسلمه، تهينه وتجعله يشعر بأنه مواطن (دون) أو درجه ثانيه، فاما أن قبل هذا الوضع عن (خوف) وصمت ومشى تحت الحيط أو قبله عن (نفاق) ومداراة لمشاعره وأحاسيسه، وفى هذا خطر عظيم.
نعترف، بأن مصر سبقتنا فى كثير من المجالات، لكننا سبقناها فى التجارب السياسيه وفى الحوار المفتوح على الآخر عن الأديان وتاريخها وكيفية التعائش بسلام فى وطن متعدد الثقافات والأديان، لكن وللأسف اختطف (اخوانكم) فى السودان الثورات السودانيه والحكم المدنى والديمقراطيه وأغروا بعض البسطاء وأشتروا ضمائرهم  وأرهبوا أو خدعوا جزءا آخر وضللوعهم بأسم الدين، فأدخلونا فى الحروبات والأقتتال وقسموا الوطن وفتتوه وأوصلوا الجنوب فى النهاية للأنفصال!
والمثل يقول (العاقل من اتعظ بغيره).
فهذى (مصركم) بلد له مكانته (اليوم) بين الأمم رغم كل الظروف التى تمر به ومحاولة اجهاض الثوره المباركه، وبيدكم أن تحافظوا عليه موحدا آمنا يبقى ملاذا وملجأ لكل حانق وغير راض فى وطنه، مثلما بيدكم أن تحولوه الى بلد محاصر ومضيق عليه بالقرارات والمحاكم الدوليه.
اللهم هل بلغت، اللهم فأشهد.

 

آراء