رسالة للأخ محمد بحر النائب السابق لرئيس حركة العدل والمساواة

 


 

تاج السر حسين
27 September, 2011

 


royalprince33@yahoo.com
أخى العزيز محمد بحر، قال أحد الحكماء (قل كلمتك وأمض) .. ولذلك أقول أن تختلف مع الحركه التى كنت تنتمى لها أو تختف معك الحركه، أن تبعد منها أو تبتعد من نفسك، فهذا شأن خاص بك وبالحركه ولا دخل لنا فيه.
لكن ما يهمنى فى هذا المجال بعد أن تعرفت عليك من قريب والتقيتك فى عدد من المرات، وأحترمت حركه العدل والمساواة التى طورت خطابها القديم وانتهجت نهجا قوميا بدلا من تبنى قضية (دارفور) لوحدها وبعد أن أدركت الحركه بأن الحلول الجزئيه لا تحل مشاكل السودان وأزماته، وأن النظام لا يفاوض من يختلفون معه الا لكى يذوبوا فيه ويتخلوا عن قضايا اهلهم ومواطنيهم، هذا الم يجعل منهم عملاء ولم يقسمهم الى اجزاء أصغر ولدينا العديد من الأمثله والتجارب طيلة مسيرة النظام الفاسد.
وأحترمت الحركه التى كنت تنتمى لها مرة ثانية لتقديمها شاب مثلك لم يصل الى الاربعين سنة بعد، ووأصلته الى منصب نائب رئيس الحركه بل كلفته بقيادة الوفد المفاوض فى الدوحة، مع تحفظى على هذه المفاوضات والأتفاقات جميعها مع اى حزب أو حركه منذ 30 يوينو 1989، فهى أطالت من عمر النظام ولم تقدم شيئا للوطن أو للمواطنين.
لقد التقيتك يا أخى وتوسمت فيك خيرا كثيرا ولمست فيك شابا مثقفا وشاعرا من أهل الهامش الذى أتسع تعريفه وأصبح يضم كآفة اهل السودان فى الغرب والجنوب والشمال والشرق ووصل حتى داخل الخرطوم ولم يستثنى سوى أزلام النظام وأرزقيته، فهل يعقل أن تصبح منهم؟
وحينما التقيتك لأول مرة لم أنس كلماتك التى حملتنى مسوؤليه اضافية تجاه شعبى ووطنى وجعلتنى أشعر بالزهو والفخار وأنت تقول لى : (أن كتابتك كانت تصلنا فى داحل السجن فتخفف عننا الكثير من المعاناة) وأنت  وقتها محكوم عليك بالأعدام ضمن رفاقك البواسل من جنود حركة العدل والمساواة، التى نعول عليها كثيرا فى المساهمه فى تغييرالنظام الفاسد المستبد جنبا الى جنب مع باقى الشرفاء والمناضلين فى الأحزاب والحركات والجبهات السودانيه (الجاده) من أجل تأسيس دوله حضاريه حديثه ينعم مواطنوها  كلهم بألأمن والحريه والديمقراطيه والعدالة الأجتماعيه والمساواة وسيادة القانون وأحترام حقوق الأنسان.
أنت تعلم يا أخى ، أكثر منى بأن هذه الحياة ايامها معدودة والجاه والسلطه والثروة فانيه وزائله ولا تبقى للأنسان غير مواقفه وتاريخه الذى تتغنى به الأجيال.
وشاهدى على ذلك كثير من الرموز الوطنيه والشهداء والأبرار، ويكفى أن نذكر منهم مثالا واحدا وهو الثائر (على عبداللطيف) الذى بدأ نضاله فى عام 1924، لكن ذكراه لا زالت  حية وخالدة فى قلوبنا نتوارثها جيل بعد جيل وكأنه اسشهد بالأمس القريب، ولا يمكن أن تمر سيرة النضال والمناضلين دون يذكر اسمه  ودون  أن يهتم اى سودانى بالجهة التى ينتمى اليها وهل هو من الشمال أم من الجنوب، الذى تسبب اعداء الوطن فى فصله.
اعرف يا أخى بأن السياسه لا تعترف بالعواطف وتغلب عليها المصلحه العامه أو الخاصة، لكننا كسودانيين يهمنا الوطن ومستقبله ولا نبحث لأنفسنا عن مجد أو شهرة أو مكاسب أو مناصب وأعرف بأن (نافع) ما أن يلتقى معارضا الا وضحك له ضحكته (الباهته) وسأله سؤالا خبيثا (لسه ما عائز تتخلى عن حزبك أو حركتك و زعيمك)؟
وهو يظن فى انقسام الأحزاب والحركات وشراء مواقف الضعفاء قوة لحزبه وأمدا طويلا فى البقاء على الكراسى، ولا أظنك من الذين يمكن أن يخدعهم (نافع) أو احد اتباعه أو يشترى موقفهم، وخذها منى كلمة عابره، أن عمر هذا النظام  الفاسد قد أقترب من نهايته والتغيير قادم مهما فعلوا – تعلقوا (بنجاد) أو بسفن النجاة - فالدوله التى أساسها  عصابات الأمن المتحالفه مع رجال الأعمال الفاسدين والمرتشين، مصيرها الى زوال وسوف يكون مصير من يتحالفون معها المحاكم أو مزبلة التاريخ.
ولهذا لا يهمنى أن تعود لحركتك أو تبتعد عنها أو تتجه الى مكان آخر، المهم الا تضع يدك فوق يد من قتلوا اهلك فى الجهات السودانيه الأربع وأذلوهم وشردوهم وجعلوا نساء السودان الحرائر يأكلن من أثدايهن، ولعلك لاحظت نشوتهم وسعادتهم وهم ينقلون خبر خروجكم أو فصلكم عن الحركه، على قنواتهم الفضائيه ومانشيتات صحفهم وبالبنط العريض.
اللهم هل بلغت اللهم فأشهد.

 

آراء