رسالة للسيد على كرتى وزير الخارجية

 


 

سيد الحسن
11 May, 2012

 


Sayed Elhassan [elhassansayed@hotmail.com]

بسم  الله الرحمن  الرحيم
السيد وزير الخارجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسبما ذكر سيادتكم فى برنامج بلا حدود وأكدت بالنص بأنكم فاتحون صدوركم  للأخوة الجنوبيين , أملى أن تفتح صدرك لرسالتى هذه , علما بأننى لم أرفع السلاح يوما ولن أرفع السلاح مثلما رفعه الآخرون والذين تفتحوا صدوركم لهم حسبما ذكرت فى البرنامج . سلاحى قلمى ولسانى . أسأل الله أن لا تكذب نفسك فيما ذكرته وشهده كل مشاهدى فضائية الجزيرة وتتقبل أنت وبعثاتكم رسالتى هذه بصدر مفتوح كما ذكرت حتى لاتقع وبعثاتكم تحت طائلة الآية الثانية  من سورة الصف والتى وردت عاقبتها فى الأية التالية لهذه الآية .
قال تعالى فى محكم تنزيله ((سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)) صدق الله العظيم.
أسأل الله أن ينجينا وأياكم من المقت.

والى الرسالة:

نشر بصحيفة الصحافة الصادرة بتاريخ  10 مايو 2012
بعنوان :

الخارجية تشكو للبرلمان قلة الدعم المخصص لها

أقتبس من الخبر الآتى :
( اشتكي الوزير امام البرلمان امس من ضعف الميزانية المخصصة للوزارة وما تشكله من أعاقة في التوسع و التمثيل الدبلوماسي، بجانب وجود اختلالات في هياكل الوزارة والنقص المريع في الكوادر الدبلوماسية .
واكد عدم تمكن الوزارة من القيام بأية تعيينات جديدة طوال السبع سنوات الماضية رغم فقدانها عددا مقدرا من الكوادر بسبب التقاعد وانفصال الجنوب ،وقال كرتي ان الوزراة فشلت في اكمال اجراءات تعيين السكرتيرين الثوالث الذين استوعبتهم الخارجية من العام الماضي بسبب عدم وجود المخصصات المالية ،موضحاً ان شح الامكانات جعل الوزارة تتجه الي اعتماد سفير فقط في العديد من البعثات الدبلوماسية او شخص واحد سواء كان دبوماسيا او ادرايا ،ودعا البرلمان الي مساندة الوزارة ودعمها بقرارات او موجهات تدعم عملها للاضطلاع بدورها المطلوب.
و اقر كرتي بمواجهة الدبلوماسية السودانية لاختبار عسير عقب احداث هجليج بسبب تفوق الخطاب الاعلامي لدولة الجنوب الذي كان يصل باللغتين الانجليزية والفرنسية لكل الدول الافريقية، بينما كان «خطابنا محصورا في منطقتنا» ودعا البرلمان الي دعم مبادرة لقيام قناة ناطقة باللغة الانجليزية والفرنسية واللغات الافريقية .)
(أنتهى النقل)


التعليق :
السيد وزير الخارجية
حسبما صرحت أن هناك أختلالات  فى هياكل الوزارة وأنت أحد المسؤولين فى وقوع هذه اللأختلالات  والتى أورد سببها الرئيسى  وهو :
عند تنفيذ أتفاقية نيفاشا  التى نصت فى أحد بنودها أن للحركة الشعبية نسبة معينة  من الوظائف  بوزارة الخارجية . عندها  تمت ترقيات أستثنائية  لكوادر حزبكم  لتخلو الوظائف فى الدرجات الدنيا فى السلك الدبلوماسى  كسكرتيرين ثالث وثانى وأول  مع عدد قليل جدا من الوظائف فى درجات أعلى , حتى أن جاءت الحركة الشعبية الشريك تمت مواجهتها بالوظائف الشاغرة فقط وهى التى تم ترقية دبلوماسى التمكين  منها لدرجات أعلى وظيفيا.
وعند أنفصال الجنوب  شغرت معظم الوظائف بالدرجات الدنيا فى السلك الدبلوماسى والتى كان يشغلها الأخوة الجنوبيين المنتقلين لدولتهم الجديدة. وكانت وزارتكم الأعجل لطردهم من  وظائفهم .
لذا أصبح الهرم الوظيفى فى وزراتكم مقلوبا رأسا على عقب ( رأس الهرم أكبر من قاعدته)  ترهل وظيفى فى الوظائف العليا  من مستشارين ووزراء مفوضين وسفراء,  وعدد محدود جدا من السكرتيرين  والتى ذكر سيادتكم أن هناك عدد لا يستهان به  من الوظائف فى هذه الدرجات فى أنتظار المخصصات المالية.
الترهل  الوظيفى فى قمة الهرم أستنفد المخصصات المالية لوزارتكم  حيث أن رواتب ومخصصات الوظيفة فى الدرجات العليا تكفى لتغطية رواتب ومخصصات أكثر من ثلاثة سكرتيرين ثالث.
فى ظل الأزمة الأقتصادية الحالية الواجب عليك كوزير للخارجية ووزير دولتك العمل على ترتيب ميزانية البيت الداخلى  والمحددة برقم معين على أن تقوم أما بأقالة من تمت ترقيتهم أستثائيا أو أرجاعهم الى وظائفهم الحقيقية قبل الترقية الأستثنائية حتى يتم توفير بعض من ميزانيتكم لتعيين وظائف السكرتيرين الثوالث ويعود شكل الهرم الوظيفى بوزراتكم للوضع الطبيعى بشكل الهرم الجالس على قاعدة عريضة.
وحسبما ما ذكرت للصحف المحلية أنك تاجر وتفتخر بأنك تاجر شاطر , والتاجر الشاطر  هو أن يدير ماله بالطريقة التى أوضحتها أعلاه , هذا أن كنت حريصا على المال العام بقدر حرصك على مالك الخاص , لتغنيك عن مطالبة البرلمان بمزيد من الموارد.

السيد وزير الخارجية
(1)         حسب ما ذكرت أن شح الأمكانيات الى أعتماد سفير فقط للبعثة أو سفير وموظف واحد فى البعثة. وحسب ما أعلم  أن هناك سفارات بها ترهل وظيفى  حيث نجد من ضمن البعثة محاسبا وأدرايا  مبتعثين من السودان بكامل رواتبهم ومخصصاتهم وأميتازاتهم ,  فى حين أن عدد الدبلوماسيين  فى البعثة لا يتخطى عددهم أصابع اليد الواحدة  علما بأن  عمل  الحسابات من الممكن أن يقوم به أحد الدبلوماسيين  ومعظم رؤساء البعثات من المفترض أن يكون لهم سابق خبرة حيث أن تجوالهم لابد وأن يكونوا عملوا فى بعثة بها محاسب , مما يسهل قيام أى من الدبلوماسيين فى الدرجات الأقل من درجة السفير بعمل المحاسب  تحت أشراف السفير. أما عمل الملحق الأدارى  فهو عمل لا يختلف كثيرا عن عمل السكرتارية ويمكن تكليف موظف محلى للقيام به.
أذا تعاملت فى مالك الخاص هل يمكن أن ترسل  محاسب برواتبه وكل أمتيازاته لأدارة حسابات  لموظفين لا يتخطون العشرة؟
فى الطرق العلمية لتحديد أحتياجات المجتمعات من  المهن  المختلفة  لتحديد السياسات التعليمية  أنه يجب أن يكون بين كل مائة مواطن محاسب واحد (هذا قبل ظهور الكمبيوتر أما بعد ظهور الكمبيوتر والتقنية الحديثة للحسابات فأن العدد – حسب تقديرى سوف يكون أضعاف المائة شخص).

(2)         أقراركم بأن عامل  اللغة الأنجليزية والفرنسية  هو الذى  جعل دولة جنوب السودان تتفوق أعلاميا  يتطلب السؤال ما هو دور بعثاتكم ومسوؤلياتها عن هذا التقصير الأعلامى؟ الأجابة ذكرتها بنفسك وبعضمة لسانك هو عامل اللغة. حل عامل اللغة ليس  فى القناة الفضائية التى طلبها سيادتكم من البرلمان. الحل هو ترتيب  البيت الداخلى للوزارة بوضع الرجل المناسب فى المكان المناسب والذى أحتله دبلوماسى التمكين. ليس لدينا مانع أن يكونوا من كوادر حزبكم لكن بشرط التأهيل كما كان دبلوماسى وزارة الخارجية قبل سياسة التمكين.
تستحضرنى حادثة أنه فى أيام أنتفاضة 6 أبريل والأيام السابقة لها كان السيد السفير فى واشنطون مرابطا فى منزله لا يفارق الأذاعة والتلفزيون والتلفون وكان هنالك سكرتير ثالث موجودا بالسفارة وعند أشاعة خبر أنحياز الجيش للشعب  والعالم يترقب الأحداث , هجم الأعلاميون من صحف وأذاعات وتلفزيونات السفارة السودانية والذى لم يكن بداخلها من الدبلوماسين ألا سكرتير ثالث (الآن سفيرا بوزراتكم) , ونسبة لأنه واثق من نفسه ومؤهل لوظيفته حزم أمره  وقابل أجهزة الأعلام وعمل لهم مؤتمر صحفى داخل السفارة بما متوفر لديه من معلومات.
السؤال : هل تملك سفاراتكم اليوم سكرتير ثالث أو ثانى أو أول بهذا التأهيل للقيام بدور كالذى قام به هذا الدبلوماسى السكرتير الثالث ؟؟ أن أجبت بنعم فهذا يتنافى مع ما ذكرته شخصيا أمام البرلمان عن تفوق دولة الجنوب أعلاميا على أعلامكم, حيث أن  فى قمة هرم تكليف الدبلوماسى تنوير الدولة  المبتعث لها  ومواطنيها  عبر عقد المؤتمرات الصحفية والندوات ,بما يحدث فى حالات مثل الأزمة التى ذكرتها والتى تفوقت فيها دولة الجنوب أعلاميا.

(3)        ما لم تقم بذكره للبرلمان أن كل بعثاتك الدبلوماسية شغلها الشاغل كم وصل سعر الدولار ؟ أين يوجد الأثاث الجيد ؟ أين يوجد البلاط والأسمنت الجيد ؟  أين توجد الخادمات الأجنبيات؟ أين توجد أجود أنواع الثياب والملبوسات والذهب بأسعار زهيدة؟  ولك أن رغبت فى معلومات عن هذه البضائع  أن تسأل أى دبلوماسى عائد من ابتعاثه وسوف يوافى سعادتكم بأدق التفاصيل تضاهى معلومات وأرقام البورصات.

(4)         ما لم تقله للبرلمان أن أمتيازات العودة من الأبتعاث من أستثناء  استيراد الأثاث والسيارات  أصبحت تباع أوراقا فى سوق الله أكبر للمستوردين . والدليل أستخدام الأعفاءات الجمركية للأثاث فى السنين السابقة  والذى أغرق السوق السودانى المحلى بالأثاث الصينى . ولتتأكد بنفسك راجع شرطة الجمارك شهادات جمرك حاويات الأثاث من الصين  حيث توجد فى الحاوية الواحدة أكثر من شهادة جمركية وأعفاء جمركى بأسماء دبلوماسيين  عائدين من محطات مختلفة وليس من محطة واحدة حيث من الممكن أن يشترك العائدين من محطة واحدة فى كونتينر واحد.

(5)         ما لم تقم بذكره للبرلمان  وتقوم بنشره الصحف المحلية والأسفيرية  بممارسات بعثاتك الدبلوماسية مع جالياتها (مثالا لا حصرا بعثات دول الخليج) تتصرف وكأن مقر البعثات تركات ورثوها  عن آبائهم  وليس مقر بعثة دولة تحترم مواطنيها وأن من يشغل بها وظيفة يجب أن تكون من أجل المواطن , ولك خير مثال ما حدث فى سفارة كوالالمبور  للجالية عند أنتخابات اللجنة التنفيذية للجالية  العام الماضى , أستدعت السفارة الشرطة وهددت الحاضرين غير المرغوب فيهم  أما الخروج من مقر البعثة أو سوف تأمر السفارة الشرطة لأخارجهم بالقوة.

(6)         ما لم تقله لبرلمانك أن بعثاتك تحمى المسؤولين الزائرين من مقابلة جاليتهم والتفاكر حول مشاكل وطنهم وتعرض الضيوف لأسئلة يتعطش المواطن المهاجر لأجاباتها من المسؤول الزائر وتعتبر من الأسئلة المحرجة للمسؤول الزائر  علما بأن هذا المسوؤل  يدفع المواطن دافع الضرائب  صاحب الأسئلة رواتبه ومخصصاته  ومصاريف سفره ومن حقه أن يسأل مهما كان السؤال محرجا وواجب على المسؤول الأجابة بنا يعلم فقط . وأصبح من المعروف أن من لا يعزف على وتر التطبيل من الجاليات ويواجه بعثاتك بقولة الحق  ويطالب بحقه كمواطن فى سؤال المبتعثين أو المسؤولين الزائرين ,  يصبح العدو الأول  لبعثاتكم ويوصف بعدم المواطنة ومعارضى الكيبورد والمخربين وبالجهل بالدين  وبأوصاف أخرى أترفع عن ذكرها. وأن كنت من المطبلين للبعثة تصبح أقرب الأقربين  وتفيض مواطنة وأخلاق وعلم ودين حتى أن كنت خالى الذهن.
الدليل على ما ذكرت زيارتك الأخيرة لماليزيا وأندونيسيا والصين وحسب علمى لم تقابل أى جالية من الجاليات الموجودة بهذه الدول  علما بأن الجاليات فى هذه الدول متميزة ومختلفة عن الجاليات فى منطقة الخليج. حيث يعمل معظم أعضاء هذه الجاليات أما فى  قطاعات أقتصادية أو فى منظمات المجتمع المدنى أو جامعات أو ببعثات دبلوماسية غير البعثات السودانية. الواجب الأستماع لهم وأستشارتهم لمساعدة بعثاتكم ووزارتكم للتعريف بما يجرى فى البلد المضيف ليتم وضع سياسات التعامل مع هذه الدول بدل  الأنفراد بالرأى الفردى  لأعضاء البعثة والذى غالبا ما يقصر فى توفير كامل المعلومات التى تحتاجها الوزراة لوضع السياسات وأتخاذ القرارات .  أؤكد لك أن الرأى الفردى للبعثات محدود ومحدود جدا عن الدول المبتعثين أليها وعن مجتمعها وعن فرص التعاون معها.
عدم مقابلتك  والأجتماع بهذه الجاليات يفسره شخصى الضعيف ذو المعرفة المتواضعة (كعضو بأحدى هذه الجاليات) ربما لأحد الأسباب التى أوردها لاحقا وليس لضيق برنامج الزيارة (أن برنامج زيارتك حسب الصحف الأندونيسية تضمن مقابلة هيئة العلماء بأندونيسيا مما يدل أن هناك وفرة فى وقت زيارتكم جعلتك تجتمع بهئية العلماء كتواصل صلات الرحم بين المسلمين وليس لأمر دينى مهم كالأفتاء أو هدايتهم أو التعلم على أيديهم). تفسيرى لعدم مقابلة الجالية أن يكون لأحد الأسباب التالية:-

(أ‌)     لأعتقادك أن طاقم بعثتك الدبلوماسية بهذه الدول  أعلم بكل ما فى هذه البلدان  من فرص تعاون أقتصادى أو سياسى أو أجتماعى  غير مستغلة , وتكون مخطئا فى هذه الحالة  حيث فترات الأبتعاث ليست كافية للتعرف على كل الفرص الواجب أستغلالها من البلد المضيف ,  والأكثر علما ودراية  هم الجاليات  والتى معظم أعضائها تتخطى فترة تواجدها بهذه البلدان  فترة أبتعاث موظفى السلك الدبلوماسى. أضف ألى ذلك أن أحتكاك الجاليات بمعظم طبقات المجتمع مما يمكنها من التعرف أكثر خلافا لتعامل البعثة مع طبقة محددة من المجتمعات فى هذه البلدان .
أو

(ب‌)       تخوف بعثاتكم من تكرار حوادث سابقة بتقديم أسئلة يضيق صدركم بها ونعتبرها كمواطنين حق أصيل من حقوق المواطنة يجب عليكم الأجابة عليها.
أو

(ت‌)      تخوف بعثاتكم من تكرار حوادث سابقة كحادثة سفارة لندن . ولعلمى الشخصى بجاليتنا بأندونيسيا (وقلة معرفتى بالجاليات فى الصين وماليزيا) أن لنا جالية متميزة تحترم نفسها وتستخدم القلم واللسان ولا يمكنها النزول الى درك التعامل بخلاف ذلك .



(7)         ما تهتم به بعثاتك الخارجية  هو فرش الورد للمسؤول الضيف وكأنه فى زيارة سياحية  وليس فى مهمة رسمية تهم  وطنه والبعثة والجالية والتى تطعن الغصة فى حلقها من عدم أستغلال الفرص الأقتصادية والسياسية الأستغلال الأمثل فى ظل أزمتنا الأقتصادية والسياسية , نتيجة للأنفراد بالرأى من الوزارة والبعثة وعدم سماع صوت الطرف الآخر المتمثل فى الجالية.

(8)         ما لم تقله للبرلمان وويمكنك أن تعتز به  أن قامت  بعثاتك بمبادرات ومقترحات  للمساعدة فى الخروج من نفق الأزمة المالية .
مثالا لا حصرا بعثتك فى بكين  فى معرض شنغهاى 2010  المميز بطول فترته أكثر من 3 شهور وبأشتراك أكثر من مائة دولة. جهزت بعثتكم جناح السودان  بآلات موسيقية قديمة مثل الطنبور والدلوكة والبنقز  وصورة لعروس منقوش يديها وأرجلها بالحنة. شخصى الضعيف تردد  على الجناح  لثلاثة أيام التالية للأفتتاح  وتمنيت أن أجد عينات فعلية أو حتى لوحات عن القطن والصمغ والكركدى والسمسم والمنتجات السودانية . للأسف خلا الجناح تماما من العينات واللوحات .
ومثالا آخر مقر بعثتك فى جاكرتا تزينه صورة السيد الرئيس  وبجانبها صورة الشيخ أحمد سوركتى  وصورة زرافة عند صالة أستقبال الزوار ولا توجد ولا لوحة أو عينة أو أى دلالة على منتجات السودان الباحثة  عن أسواق لتشد أنتباه  الزائر من البلد المضيف أن كان مسؤولا أو مستثمرا أو باحث عن فرص تعاون تجارى. ولا أظنك تكذب عينك عند زيارتك لمقر البعثة فى جاكارتا .هاتان البعثتان  خير مثال لبقية البعثات لأنهما فى دولتين من أكبر دول العالم تعدادا الصين أكثر من مليار و400 مليون واندونيسيا تخطت حاجر الـ 240 مليون نسمة.

السيد الوزير
سوف أترك الأرقام تتحدث وأقوم بالنقل لك حرفيا مقدمة تقرير عن أقتصاد أندونيسيا (الفقرة الخاصة بتصدير الأغذية) صادر من وزراة التجارة الخارجية الأسترالية  :

Indonesian Food Sector
Why Indonesia?
Indonesia has a population of 240 million people (the world’s largest Muslim population) and a rapidly expanding middle class. Indonesia is a major food consumption market and a major market for halal food. According to Nielsen Indonesia, 90 per cent of Indonesian consumers are upbeat about their financial situation for this year, making the country the third most confident country in the world. Indonesia’s per capita GDP is now approximately US$3,000 leading to greater confidence about their personal situations.
Indonesia’s retail sales are expected to grow from US$133 billion in 2011 to US$220 billion by 2015. This is attributed to strong economic growth, rising per capita incomes and the continued development of organised retail infrastructure. Food consumption is forecast to increase by 57 per cent from US$69 billion in 2011 to US$109 billion by 2015.
Indonesia is a major food import market. In 2010, Indonesia imported 16.7 million tonnes of food valued at US$9,675 million. Australia’s share was about 25 per cent. Australia is a major exporter of live animals, wheat, meat, dairy and selected fruits, vegetables and gourmet foods to Indonesia.


السيد الوزير :
فى ظل أزمتنا الأقتصادية الحالية هناك فرص أقتصادية لا تحصى ولا تعد للتصدير لسوق الأرخبيل الأندونيسى (والمستهدف من كل دول العالم بدليل مقدمة تقرير وزراة التجارة الخارجية الأسترالية أعلاه) سبق وأن نشر شخصى الضعيف معلومات متواضعة فى سلسلة مقالات وصلت الخمسة عن  هذه الفرص بصحيفة أخبار اليوم السودانية بتواريخ 14 مارس و21 مارس و29 مارس وحلقتين نشرت لاحقا لا استحضر تواريخها ويمكنك الأطلاع عليها وطلبها من أرشيف صحيفة أخبار اليوم , ونشرت أيضا بصحيفتى الراكوبة وسودانايل . عددت فيه فرص الصادرات السودانية من صمغ عربى وقطن وسمسم وكركدى والتى تدخل هذا السوق  عبر دولة ثالثة لأسباب أوردتها فى المقالات ومن الممكن جدا التغلب على المشاكل المعترضة على أنسيابها المباشر من السودان لهذا السوق دون وسيط , معظم المشاكل  يمكن حلها بواسطة قيام البعثة بالترويج اللازم  وتنوير المصدر السودانى عن طريق وزارة التجارة عن ما هو المطلوب عمله لتلبية أحتياجات هذا السوق من مواصفات لهذه المنتجات والتى تقوم بعمله  الدولة الطرف الثالث مقابل عائد أكبر من عائد المنتج الأصلى السودانى وعائد المستورد الأندونيسى.  علما بأن السفارة الأندونيسية بالخرطوم (وحسب ما يرد بالصحف المحلية ) نشطة فى الترويج لمنتجاتها وأبدى سفيرها فى أكثر من مناسبة رغبته الصادقة والجامحة للأرتقاء برفع الميزان التجارى بين الدولتين فى شكل صادرات أندونيسية كمنتج  نهائى وأنسياب الصادرات السودانية  للسوق الأندونيسى كمواد تدخل فى معظم الصناعات – أرودت بعضها حسب معرفتى المتواضعة فى المقالات المذكورة.

السيد الوزير
بعد أقراركم بعدم قيام بعثاتكم بواجبها  المعلوم  المطلوب من سيادتكم وبعثاتكم أما ترتيب البيت الداخلى لوزراتكم  ووضع الحصان أمام العربة أو التنحى لمن هو أقدر على وضع الحصان أمام العربة وترتيب البيت الداخلى لوزارة الخارجية , حيث أن وزارتكم تشكل أحد أهم الأضلاع فى حل الأزمة الأقتصادية  حسب ما ذكر وزير التجارة الخارجية الشهر الماضى فى الفضائية السودانية أن الصادرات  السودانية ينقصها الترويج  والأشتراك فى المعارض الدولية وتعريف  المستوردين بها وحمل السيد وزير التجارة الخارجية مسؤوليتهما للبعثات الدبلوماسية .

سبق أقرار سيادتكم أمام البرلمان بالأختلال فى هياكل وزارتكم و تفوق حكومة دولة الجنوب أعلاميا بعامل اللغة  , نفهمه كمواطنين  أقرار بفشل وزارتك فى أداء الوظيفة الأساسية للوزارة , سبقه أقرار أمام البرلمان أيضا من وزير المالية بوجود أختلال فى فى أداء الأقتصاد مما نعتبره أقرار بفشل وزارة المالية فى أدارة المال العام ووضع السياسات الأقتصادية للخروج من نفق الأزمة.

السؤال هل أقرارك كوزير للخارجية وأقرار وزير المالية  تبريرا لأخطائكم فى أدارة الوزارتين أم هروب من تحمل المسؤولية  أم نوع جديد من الشفافية للتعامل مع المواطن لم نعهده من قبل؟
أذا كانت الأقرارات  تبريرات فقط  وتنصل من المسؤولية فالأحرى الترجل والترجل الفورى.
أما أذا كان القصد من الأقرارات هو نوع من الشفافية فيجب  عليكم كوزير خارجية وعلى محمود وزير مالية (المقرين بالفشل أمام البرلمان الجهاز الرقابى فى أداء وزاراتكم)  وبعثاتكم بالخارج وموظفى الوزرات بالداخل سماع الصوت الآخر وأستشارته من أهل العلم والمعرفة  بدلا على الأعتماد على تقارير واستشارات  بقية الهرم الوظيفى  والتى تضع أستمرارها فى وظائفها فى الأعتبار عند كتابة التقارير  وتقوم بتزيين أداء الوزارة وأخفاء الأختلالات والتقصير من بعض المقصرين بحجة (يا أخى دا أخونا كان معانا فى الدفاع الشعبى وأخونا فى الله ما نقطع عيشو) علما بأن الصالح العام فى بداية الأنقاذ قطع أرزاق الألاف وشرد الآلاف من الأسر دون مرعاة قطع الأرزاق ودون أى وازع دينى وأخلاقى.
وأحيطك علما سيادة الوزير بأن هناك من أهل العلم والمعرفة والخبرة من يتدفق وطنية أصيلة (وليست وطنية الجهاد فى حرب الجنوب والدفاع الشعبى والتى تصنف بها كوادركم وطنية الآخرين) على أستعداد لبذل الغالى والنفيس من التعاون وتقديم الأستشارات ليس حبا فى حكومتكم لكن حبا فى الوطن.

نسأل الله التخفيف والهداية.

 

آراء