رسالة من شرفاء السودان لرئيس وزراء مصر د.شرف!
royalprince33@yahoo.com
مدخل أول :
" ليس من اللا - عملى أن تفكر بجديه فى تغيير قوانين اللعبه، عندما يتضح لك جليا أن تلك اللعبه، سوف تقتلك"
م. سكوت بك
مدخل ثان:
فى نهاية تفاهمات ورشة العمل الثانيه بالقاهره بين شريكى الحكم فى السودان، فى 2 و 3 أغسطس 2010 بين (الحركه الشعبيه) التى مثلها باقان أموم، و(المؤتمر الوطنى) الذى مثله (نافع على نافع)، وبعد ان تأكد فشل اى فرصة لتحقيق الوحده فى السودان فى ظل نظام الأنقاذ، بسبب تعنت المؤتمر الوطنى واصراره على (دولة دينيه ) لا دين لها ولا اخلاق، صاغ الطرفان بيانا من 9 بنود جاء فى البند الثامن ما يلى:
"ثمن الطرفان الجهود المصريه الأمينه والمستمره والحريصه على مصلحة السودان واتفقا على مواصلة المشاورات فى اطار الرعايه المصريه وذلك من خلال عقد جولات أخرى من ورش العمل"!
وبعد نجاح ثوره 25 يناير المصريه المجيده، خرج رئيس النظام السودانى ليقول عن نظام (مبارك) ما لم يقله مالك فى الخمر؟
فهل تقبل لنفسك يا د. شرف أن تضع يدك فى يد نظام منافق ناكر للجميل على هذا القدر، ويتلون ويتحول كما تفعل الحرباء؟
السيد الفاضل د. عصام شرف يقول العارفون " كل شئ له نصيب من اسمه"، ولذلك نحن شرفاء السودان، نعتقد بأنك رجل شريف تأخذ من اسمك قدر من (الشرف)، ونحن لا نعرف النفاق ولا الرياء فأنت احد ثوار ميدان التحرير، وأديت القسم قبل أن تتسلم مهمة رئاسة الوزراء فى ذلك الميدان وبين الشرفاء والثوار فى اول بادرة تحدث من نوعها فى التاريخ.
ونحن نعلم بأن الدول لابد لها من علاقات مع الأنظمه مهما كانت سيئه، خاصه فى حالة دوله مثل السودان مجاوره لمصر وتربطها بها كثير من الوشائج والمصالح المشتركه، وهناك علاقات بين امريكا والصين، مثلما هناك علاقات بين امريكا وكوبا، على اى درجه أو اى مستوى.
لكننا نرى ان مصلحة مصر مع السودان تكمن فى علاقات استراتيجيه طويلة المدى مبنيه على النديه والمساواة والأحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركه للشعبين، لا لتحقيق مصلحة طرف واحد على حساب الآخر، ولا من خلال معلومات وتوجيهات ونصائح تستقى من خلال اجهزة الأمن والرؤى الأمنيه، وبعض الأرزقيه واصحاب المصالح الشخصيه فى البلدين، الذين يدعون خبرة ومعرفة بما يدور فى السودان وبما يتوق له شعب السودان، الذى تهمه (الحريه) قبل (الخبز)، وهم فى الحقيقه لا يعرفون عن السودان أكثر من (قشرته)!
ولذلك فلا مانع لدينا فى زيارتكم للسودان فى اى وقت ترونه بل نرحب بذلك، لكن ما نطلبه ونتوقعه منكم كأحد الثوار الشرفاء، الا تؤدى زياراتكم ولقاءاتكم الحاليه والمستقبليه فى تنسيق مواقف مع نظام ديكتاتورى فاسد يذل المرأة السودانيه ويغتصبها على ذات الحاله التى رأينا فيها امراة ليبيه مغتصبه تشكو للصحافيين والأعلاميين داخل احد الفنادق فى طرابلس وهى تبكى وتزرف الدموع ، وضد رغبة الشعب السودانى الأكيده فى التغيير وفى بناء دولة ديمقراطيه عصريه يسودها العدل والقانون واحترام حقوق الأنسان، وأن يتساوى فيها جميع اهل السودان دون تمييز بسبب الدين أو الثقافه أو القبيله أو الجهه، وشعب السودان حرى بذلك وهو يختلف عن كثير من دول المنطقه، فهو يتكون من حوالى 500 قبليه وأكثر من 130 لغه ولهجه رغمن ذلك ظل موحدا ومتماسكا ولم يعرف الفرقه والتشتت والرغبه فى الأنفصال الا خلال نظام الأنقاذ.
واذا كان شعب السودان وشبابه لم يتحركا حتى الآن بالصوره المطلوبه لأحداث التغيير المنشود مثلما فعل أنداده فى تونس ومصر وليبيا واليمن، وهو من بدأ تلك الثورات السلميه التى سرقت فى عامى 64 و85، فأن السبب يرجع اساسا للواقع الذى نعيشه الآن وهو انتظار الأعلان الرسمى لتأسيس دولة (جنوب السودان) بعد أن قضى الأستفتاء بنسبة 98% للأنفصال، أما اهم الأسباب التى جعلت خروج المظاهرات محدود وغير كاف، فذلك يعود (لتسييس) و(أدلجة) جميع اوجه الحياة العسكريه والمدنيه والنقابيه والثقافيه والأعلاميه والتجاريه والفنيه والرياضيه بواسطة النظام الحاكم، الذى لا تهمه مصلحة السودان ولا يدرك خطورة هذا الأمر الخطير الذى ربما يجعل التغيير فى السودان يحدث على النمط (الليبى).
فأى ثورة شعبيه وسلميه لا يمكن أن تنجح الا بوجود قوه مسلحها تحميها أو تقف محائده بين النظام والشعب، كما فعل جيش مصر العظيم، وللأسف الجيش الموجود فى السودان الآن هو من قتل الملايين فى الجنوب وفى دارفور وشرق السودان، لأنه جيش (نظام) لا جيش (دوله) خاصة فى رتبه العليا!!
ولهذا على الرتب المتوسطه والصغيره والجنود أن يتطهروا ويتبرأ وا مما اقحمه فيه النظام الفاسد وأن يعلنوا انحيازهم لشعبهم ولمطالبه المشروعه وأن يعملوا على حماية هذا الشعب العملاق لكى يثور وينتفض ويحقق طموحاته فى الحريه والديمقراطيه وتأسيس دولة العداله والمساواة والقانون، ولن تهنأ مصر وتستقر الا بقيام انظمه مجاوره ديمقراطيه ، لا كما كنا نرى فىالسابق، تدعم وتساند فى السودان، بقاء انظمه ديكتاتوريه وقمعيه باطشه، تجعل من السودان بلدا ضعيفا ومهترئا ومجزءا، لا حولا له ولا قوه.
اننا بكل الصدق نتمنى أن ياتى يوم تنفتح فيه حدود المنطقه التى نعيش فيها بكاملها دون حواجز أو قيود من الأسكندريه وحتى كيب تاون فى جنوب افريقيا، دون تآمرات أو نوايا شريره أو عمل فى الظلام، لكى يتعاون الجميع من اجل رفاهية شعوب المنطقه وتبادل الخيرات والخبرات والمنافع الضخمه المتوفره فى هذه المنطقه، وهذا يصعب تحقيقه اذا تعامل كل طرف وفق مصلحته الوطنيه الخاصه ودون اعتبار لمصالح الأطرف الآخرى.
وهذا لن يتحقق طالما بقى فى المنطقه نظام ديكتاتورى قمعى فاسد، ومهما تدثر بثوب الدين وبرداء الفضيله.
ويكتمل سرورنا وفرحنا اذا تأكد ما سمعناه من اخبيار تقول، بأن مصر تنوى التوقيع على اتفاقية روما، والأنضمام للمحكمه الجنائيه، ففى توقيع مصر قوة لهذه المحكمه التى تحقق العداله فى دول لا تتوفر فيها تلك العداله ويبطش حكامها بمواطنيهم.