طبت أخي وليد وقتاً .. وطابت لك الأيام صبراً .. وبعد :
كنت قد راهنت في رسالتي الأولى اليك - ولا زلت - بأنك لن تُرحل .. لن تُرحل .. بعد أن جلجت أصوات الملايين من أبناء وبنا وطني وهي تملأ آفاق الوجود هتافاً لك ومناداةً باسمك بعد أن أصبحت رمزاً من رموز صمودنا السرمدي وعنواناً لنضالنا المستمرحتى الخلاص من هذا الكابوس الانقاذي اللعين وسرطان الاخوان المجرمين الساري في جسد وطن اسمه السودان .
ويومذاك وفي تلك الرسالة كررت القول لك – عزيزي وليد – بأن من تعيش بينهم هناك - وأنت ضيف عزيز في محبسك المؤقت - هم من أولي الحكمة وممن تجري العروبة وسماحة الاسلام في عروقهم .. ولكن ربما انطلت عليهم سهواً حقيقة أولئك الذين لاحقوك حتى وأنت خارج حدود الوطن الجريح وطالبوا برأسك .. وقد خدعوهم أهل ذلك النظام الذين باعوا آخرتهم بدنياهم ومارسوا فساداً أخلاقياً ومالياً وسياسياً واجتماعياً غير مسبوق في بلادنا ! .
ان أفراد هذه العصابة – أخي وليد – انما يعتاشون على جماجم الشرفاء من أبناء وبنات وطننا المكلوم .. ويقض مضجعهم ويؤرق ليلهم من يفضحهم ويعريهم أمام العالم ويكشف عن حقيقتهم التي أضحت اليوم حديث القاصي والداني في بلادنا ومصدر تندرفي مجالسنا وأضحوكة في أوساطنا جميعاً داخل السودان وخارجه !!. وهنا يظل السؤال يلاحق كل من وقف خلف اعتقاله لاسيما اخوتنا الكرام في أرض الحرمين الشريفين :
أليس حكام الخرطوم اليوم هم أنفسهم جزًا أصيلاً من كيان عالمي لفظه العالم كله ولاحق المنتمين اليه بعد أن وصمهم بالارهاب ؟؟.. اذن كيف لأحبابنا بأرض الحرمين الشريفين أن يستجيبوا لطلب من يمارسون ارهاباً مكشوفاً في بلد هاجر نصف شعبه وامتلأت ببعضهم معسكرات اللجوء في قارات العالم الخمس ؟؟.
أخي وليد :
لابد لي من تكرار التذكيرببعض ملامح الاساءات التي تعرضت لها أرض الحرمين من اخوان السودان عبر مراحل مختلفة من سني حكمهم العجاف مشيرأ الى ما كان يتقيأ به عقيدهم المعتوه يونس صباح كل يوم من اذاعة امدرمان والذي لم يسلم من لسانه القذر حتى الراحل المقيم الملك فهد رحمه الله أسوة بجميع حكام الخليج وشعوبهم المضيافة .. وأذكّرهم أيضاً بالارهابيين الذين ترسلهم سراً عصابة الخرطوم للمملكة عبر البحر من أودية وجبال بشرق السودان هي بعيدة عن أعين الاعلام .. وكان من نتيجة ذلك مشاهد الدمار والتفجيرات حتى داخل بيوت الله في بعض مناطق المملكة لا سيما الشرقية منها حتى تذهب أصابع الاتهام مباشرة لجماعة الشيعة !! .. أو هكذا أرادت عصابة الخرطوم .
وما تهافت هذه العصابة وهرولتها نحو المشاركة في عاصفة الحزم في اليمن الا تغطية لتلك الجرائم بحق بلد شقيق هو أرض الحرمين ومقدسات الاسلام .. وتلك حقائق على أهلنا الكرام في المملكة أن يعوها . وفي السياق ذاته لابد لي أن أذكّرأهلنا في أرض الحرمين بذلك الهجوم الكاسح والذي عبّر بصدق عن موقف المملكة من عصابات الاخوان المجرمين .. وأعني به ذلك الهجوم الذي شنه الأميرنايف بن عبدالعزيز- وكان وقتها وزيراً للداخلية – على التنظيم العالمي لاخوان الشياطين المحرمين وكل من ينتمي اليهم – وحكام الخرطوم اليوم منهم – مؤكدا بأنهم من يسئؤون للسعودية والعرب والمسلمين .. وقد جاء ذلك في حيث لسموه نشرته صحيفة السياسة الكويتية يوم السبت 23نوفمير عام 2002 حيث قال الأمير بالحرف الواحد - وهنا أقتبس : ان مشكلاتنا كلها جاءت من الاخوان المسلمين الذين لما اشتدت عليهم الأمور وعُلقت لهم المشانق في بلدانهم لجأوا الى المملكة فتحملتهم وحفظت كرامتهم وجلعتهم آمنين وحفظت حياتهم بعد الله .. ولكن بعد بقائهم سنوات بين ظهرانينا أخذوا يجندون الناس وينشؤون التيارات وأصبحوا ضد المملكة البلد الذي أكرمهم ... وتطرق الأميرنايف في حديثه للصحيفة الى شيخ المنافقين وعرّاب النظام الانقلابي في السودان حسن الترابي وقال عنه بالحرف الواحد - وهنا أقتبس أيضاً : عاش في المملكة ودرّس في جامعة الملك عبدالعزيز وكان يمر علي دائما حينما كان يعمل في الامارات ولا يأتي المملكة دون أن يزورني .. وما أن وصل الى السلطة حتى انقلب على المملكة وخصوصيتها . ثم اضاف الاميرنايف – اقتبس كذلك : عندما حدث الغزو العراقي للكويت جاءنا وفد من الاخوان المسلمين بينهم الترابي والزنداني والغنوشي واجتمعوا مع الملك وولي عهده وقلنا لهم : هل تقبلون بغزو دولة لدولة أخرى ؟؟ فأكدوا لنا بأنهم انما جاءوا فقط للاستماع وأخذ الآراء .. ولكنهم بعد أن وصلوا الى العراق تفاجأنا بهم يصدرون بياناً يؤيدون فيه الغزو العراقي للكويت !!. تاريخ مشين حقا ذلك الذي ربط بين جماعة الاخوان المجرمين – وحكام الخرطوم منهم – والمملكة التي تعيش أنت أخي وليد اليوم في ضيافة أحد معتقلاتها بالدمام .. تلك المدينة التي قضيت بها بعض سنوات غربتي هناك .. لذا على هؤلاء الذين تعيش أنت بين ظهرانيهم اليوم ألاّ ينسوا ذلك التاريخ المخزي لمن طلبوا منهم اعتقالك وتسليمك لهم .. وهذا ما لم ولن يحدث حتى لو بلغوا الجبال طولاً !!.. حيث أن الواقع يقول بعكس ذلك فأنت اليوم من تعتقلهم وأنت الجدير بالقبض عليهم جميعاً بدءاً بشيخهم المعتوه وحتى مشيرهم الهارب ومابينهم من مفسدين ومجرمين وقتلة لتسلمهم للعدالة بعد أن آثروا بمال السحت واليتامى والحرام وارتووا من دماء شهدائنا الأبرار في الثالث والعشرين من سبتمبر 2013 الذي نعيش نفحات ذكراهم العطرة اليوم .
ختاما : فلتطمئن يا وليد بأنك غداً خارج باذن الله .. وغداً تصبح حراً طليقاً ونتنفس معك عبير الحرية ونرقص ونغني في الهواء اللطق معاً .. وليكن الخزي والعار ملازماً لمن ظنوك لقمة سايغة سهلة ومادروا أنك أكبر من ذلك وأعتى .. ورصيدك من أبناء شعبنا وحده كافياً بأن يكون لك درعاً واقيا وجبالاً سامقات لن يطالوها أبداً !!.