رساله من القلب الى ثوار مصر وقادته فى الحاضر والمستقبل! … بقلم: تاج السر حسين

 


 

تاج السر حسين
16 February, 2011

 


 royalprince33@yahoo.com
ايها الأخوه الأعزاء .. تابعنا بأنبهار وأعجاب ثورتكم المجيده التى اندلعت فى يوم 25 يناير، ونشهد بأنها ثورة مصريه خالصه قادها شباب واع مؤمن بوطنه.
ومصر .. بلد له مكانته فى العالم الذى نعيش فيه دوليا وأقليميا، ولهذا تقع على عاتق مصر مسوؤلية كبرى مهما كانت الظروف التى تمر بها.
ونحن مثلكم نريد بايدينا وحدنا أن نغير نظامنا الباطش الديكتاتورى الفاسد الذى زور الأنتخابات بصورة لم تحدث من قبل فى أى بلد ومارس تفرقة قبليه وطائفيه وعنصريه فى جميع المجالات ، ونحن قادرون على ذلك بأذن الله.
ولا اظنكم تجهلون بأن نظام الأنقاذ بقيادة (عمر البشير) كان يساند النظام السابق الذى ثرتم عليه وهذا شأنكم وحدكم، مثلما كان نظامكم يدعم نظام السودان المتجبر ويعتبر تغييره والخلاص منه خط أحمر لا تسمح به مصر، على الرغم من أنه اذل شقيقكم شعب السودان وحوله الى مشردين ولاجئين ومقهورين ومعتقلين ومسفوكه دمائهم بل وصل به الصلف درجة أن يجلد النساء دون شفقة أو رحمه، مستغلا (الدين) فى بلد متعدد دينيا ومتنوع ثقافيا وفيه أكثر من 500 قبيله و130 لغة ولهجه.
وعالم اليوم ومنظماته والأعلان العالمى لحقوق الأنسان لا يقبل (التمييز) بين الناس بسبب معتقداتهم، وهذا يعنى أن اعالم كله يرفض (الدوله الدينيه) مهما كانت صادقه، لأنها لا تثمر غير الأرهاب والتطرف ولأنها تورث الغبن والحقد وتجعل جزء من مواطنى الدوله (درجة ثانيه).
أن رغبات الحكام وثقافتهم والبئيه التى عاشوا فيها والمزاج الشخصى يجب الا يكون اساسا للحكم، بل الاساس للحكم يجب أن يستند على المواطنه المتساويه والدوله المدنيه هى التى يجب ان تكون الأساس وهى التى تحقق العداله والمساواة.
ولقد شهدنا بأنفسنا المشهد البديع والتلاحم العظيم بين شبابكم فى ميدان التحرير، الذى اصبح ميدان شهداء الحريه، بدون ادنى تمييز بين المسلم والمسيحى.
ونحن نؤمن بأن العلاقه بين الشعبين، السودانى والمصرى يجب أن تكون أستراتيجيه وعميقه ومستدامه ومتطلعه للمستقبل لا وقتيه وآنيه يغلب عليها  تحقيق المصلح خلال فترات وجيزه.
ولهذا نتمنى منكم بل نتوقع الا تدعموا هذا النظام ضد شعبه لا داخليا ولا فى المحافل الدوليه، وشعب السودان قادر على تغييره وهو اول من فجر الثورات الشعبيه فى المنطقه فى اكتوبر 1964 وأبريل 1985.
نحن نتطلع الى يوم تسود فيه الديمقراطيه والعداله وحقوق الأنسان فى أنظمة الدولتين لكى نشيد بيننا صرحا من الثقه والمودة والعلاقات المتينه والمصالح المشتركه متجاوزين اخطاء الماضى وسلبياته.
عليكم ان تعلموا ايها الشرفاء أن بعض اخوانكم فى الصحافة والأعلام الذين كانوا ينظرون الى مكاسبهم ومصالحهم الشخصيه قد اساءوا لشعب مصر العظيم وللعلاقة بين بلدين متجاورين وشقيقيين بانحيازهم الظالم غير المبرر لنظام الأنقاذ القامع المستبد.
وكانوا يتيحون الفرص لأرزقية النظام والمستفيدين منه فى القنوات الفضائيه حتى يضللوا الشعب المصرى ولا يجعلوه يحيط بحقيقة المشاكل والأزمات عند جارهم وشقيقهم السودان.
لقد لاحظنا لعدد كبير من الأخوه الأعزاء فى مصر دائما ما يتحدثون بحسرة عن انفصال جنوب  السودانعن شماله، وفى ذات الوقت كثيرون منهم لا يدركون أن النظام الفاسد فى السودان والذى لا يختلف عن نظامكم السابق هو المتسبب فيما حدث، باصرار على (الدوله الدينيه) فى اتفاقية نيفاشا مقابل منح أخواننا فى الجنوب حق تقرير المصير الذى ما كانوا يسعون اليه، ولا يوجد سبب آخر أكبرمن هذا جعل 99% منهم يختارون الأنفصال بديلا عن الوحده.
وفقكم الله وسدد خطاكم وجعل السودان ومصر على أخوة ومحبة اساسها الأحترام المتبادل والنديه والمساواة والمصالح المشتركه.
 

 

آراء