رقدت بسلام الحدبانية بت احمد ود ابوفلج – سليلة الكواهلة !!!

 


 

 

elseddig49@gmail.com

———————-
( اتكاء و استدان لقراء سودانايل بطلب قراءة الفاتحة على روح امنا الفقيدة)
——————
حليمة بت احمد ود أمحمد ود الخضر ( الحدبانية ) امراة من غمار الناس جاءت الى الدنيا بيقينالصادقين ، وكرم العارفين ، ونخوة وشهامة الصناديد من الرجال .
عاشت باخلاق الصبر في ارض قاسية ، كالحة تعوزها حتى مياة الشرب ترنو عطايا السماء عندكل خريف ، على الرغم من قربها من امتداد مشروع الجزيرة وتخوم بحر ابيض .
زرقها الله بولدين وبنتين ، اراد الله ان يمتحن صبرها في ولديها فاخذ روحهما في زمن باكروجغرافيا يعز فيها الولد ( الضكر ) عرفاً وعادة .
فتجلدت بالصبر إيمانًا واحتسابا ولم تقل ( ربي اني مسحني الضر ) .
كبت على بنتيها مع رفيق دربها وانيس حزنها بخيت محمد سليمان معلا حتى فارق الدنيا عندمطلع الثمانينات ، وقد كان رجلًا صبوحا وميسور الحال وسيع البال وصادق المقال ولا يحبالقيلة والقال .
كانت الحدبانية امراة عاملة تحب الزرع والضرع وتسعى بخيراتهما بين اهلها و ( الحبان) منعشيرتها .
لم تاسو على فراق ولديها رغم حوجتها للولد ، ولم تخرج عن رضا الله بعميق الحزن عليهما .
كانت ذاكرة عابدة !!
كثيرة الدعاء !!
—————-
ربي ان عذبتني
اياني حق العذاب والندم
وان عفوتني
إياك حق الجود والكرم
كنا صغارًا عندها
وكانت كبيرة عندنا
نسترق السمع الى دعواتها العميقة عند مطلع كل فجر عندما تبدأ افتتاحية يومها باداء فرضهاو فرائضها وتمتد بها فضيلة الدعاء حتى توسدها لنار ( منقد ) عمرت اشتعالها بعيدان حطب (اللعوت) الذي تحتطبه عقب كل حالة رواح ومرواح من ( بلادها) المترامية المساحة والشاسعةالبركات .
و من تحت الأغطية التي تجلبها لنا عندما يسرقنا من حلاوة انسها النعاس الداهم.
كانت الادعية عندها بسيطة وسهلة ولكنها عميقة وصادقة حتى تجعل سامعها في درجة اليقينبان الله لن يؤخر عن الحدبانية ساعة فرج .
———
أية الكرسي فوقنا تدور
الزريبة الله والسداده الرسول
يا سيد الرباح
يالفتحت الصباح
بدون مفتاح ،،
(تدي )!!
جمال ود ( فاطنه)
و ابوعاقلة ود (بخيتة)
ثم تمتد فضيلة الدعاء
لتشمل جميع اولاد بناتها واحدا تلو الاخر
طالبة لهم وفير النعم وصحة اجسادهم من السقم .
ولان الصلاح يمد عبقريته من اشاعة الخير المتوارث من شيم الكرام مصداقًا لقول الحبيبالمصطفى صلى الله عليه وسلم :
( الخير في وفي امتي الى يوم القيامة ) فقد كانت ( الحدبانية ) عنوانًا ساطعًا له ومكانًا دافئالزرع لقمة في بطن جائع تقطعت به سبل الطريق ودارًا مطمئنة تهب جرعة الماء الغالية لنجدة روحكاد ان يزهقها العطش المشاع في باديتها ، بل كانت الملجأ الاخير لحفظ اجساد من قتلهم العطشمن الكلاب الضالة بارشادها على جثثهم والتبليغ بوفاتهم لجهات الاختصاص في زمن تقاصرفيه الرجال مخافة ( جرجرة ) الاجراءات الشرطية .
حبها للخير عبد لها طريقًا كريمًا في نفوس اهلها وجيرانها ومن جاء بهم الطريق فأصبحت علمايتهادى اليه الناس ، وسيرة تمجد عزمها الركبان
كانت الصالحة حليمة بت احمد امة من الناس تهب العفة والعفاف ، والزاد على عزته وشحه انذاك، وتروي العطشان في بلد يقاس فيه الماء بمقدار مشقة جلبه من اقاصي الدنيا على ظهر دوابمحسوبة العدد .
عاشت ببلد تحبه ويحبها رغم انعدام ابسط مقومات الحياة به ، رافضة ان تفارق ( بلادها) وميعادالخريف الذي يمنحها مزيدًا من الحب لزرعها وضرع ( شياهها) .
ولانها متعافية النفس من حسد ، وسليمة الجسد من سحت فقد عافا الله بدنها من اسقام الحياةوامراض الدهر ، فكانت بعيدة عن ( حقن ) الاطباء حتى نالت من جسدها الطاهر اول ( حقنة) عندعزمها الحج لبيت الله الحرام عن عمر تجاوز ال (86) عاما ، حيث تم منحها ( حقنة التطعيم )لتكون اول حقنة نالتها على مضض .
عاشت الحدبانية بقية حياتها بكامل صلاحها وحبل رجائها المتصل دومًا بالمولى عز وجل عبردعوات الفجر الصادق دبر كل صلاة !!
ربي ان عذبتني
إياني حق العذاب والندم
وان عفوتني
إياك حق الجود والكرم
لتختتم دعاءها أخيرًا
ياربي لا تجعل باقي حياتي
وعافيتي في زول
يا ربي تاخدني
من القوة الى الهوة
حتى توفاها الله في فجر يوم 27 نوفمبر من هذا العام ، وكان لسانها يلج بالثناء والدعاء حتىنالت شهادتها بلسانها معلنة لنا وللناس جميعا تركها الفانية عند الاجل المحتوم عن عمر تجاوزالمائة عام ونيف .
اللهم انها كانت خير عبادك الصالحين فاجل لها مستقر في عليين ، فقد طلبت لقاءك فاجرهابرحمتك بما يفوق سماحتها في الدنيا !!
جمال ود فاطنة بت حليمة بت ابوفلج
المحامي

 

آراء