ركع الدولار أمام الجنيه السوداني .. قال!
alihamadibrahim@gmail.com
عنوان مقال اليوم ليس من عندى . ولكنه من عند المسئول الحكومى السودانى الكبير الذى انفتحت شهيته على الآخر ليبرطع بما يشتهى من اقوال . فهو يعلم أن أى هراء ينطق به فسوف يتمدد فى الفضاء الاعلامى العريض . اليس هو عضو النظام الشمولى الذى الغى حتى مسرى النسيم الحر . والغى الآخر المختلف اعلاميا واقتصاديا و سياسيا لينفرد بالساحة حتى لا يعود هناك معقب على ما يقول . وهكذا اختلط الجد بالهزل . وغامت الدنيا من حول الناس ، ولم يعودوا يعرفون من يصدقون ومن يكذبون . هل يصدقون فراعينهم الجدد الذين تولوا امرهم عنوة واقتدارا بلا مشورة منهم او رضا . واصبح كل واحد منهم مثل رمسيس الكبير ، فرعون موسى ، الذى صادر عقل شعبه وفطنتهم واحاسيسهم . وزعم لهم انه لا يريهم الا ما يرى وأنه ما يريهم الا سبيل الرشاد . نحن كذلك صرنا مثل آل فرعون المغلوبين على امرهم . نصدق ما يقول فرعوننا باعتبار انه يرينا ما يرى وما يرينا الا سبيل الرشاد. فالكلام والادعاء ليس عليهما جمرك. يبرطع الشمولى بأى كلام ، فيتلقفه الاعلام الحكومى المأجور ويذيعه على الناس باعتباره الحكمة وفصل الخطاب . ولم لا . الم يأتى من لدن الشمولى الفرد الذى لو أمر يطاع واذا تحدث صدق واذا نهى انتهت حتى الطير فى وكنات الجو. قال المسئول الانقاذى الكبير ان الدولار الامريكى ركع هذه الايام امام قوة الجنيه السودانى العتيد . وتدلى حتى سال العرق من جبينه الاخضر . لم يقل لنا المسىول الجهبوذ متى واين حدث هذا الركوع الدولارى . ومن هم الشهود على ذلك الحدث الكبير. او قل الحدث الفضيحة بالنسبة لابن خالنا العزيز باراك حسين اوباما الذى يدير اقوى اقتصاد فى العالم واقوى جيوش فى الدنيا . و مع ذلك لا يحسب حسابا لدولاره ، فيتركه يتهاوى الى درجة الركوع امام جنيه دولة افريقية على قدر حالها . تطعم لها امريكا جائعيها المتمترسين فى معسكرات الذل والاهانة فى دارفور وكردفان والنيل الازرق. كاتب هذه السطور هو رجل بدوى النشأة . وهو بعد رجل شكاك ، على قول نائب قديم فى احدى برلمانات الرئيس نميرى الشموليه الكثيرة ، اسمه (على ابو القاسم ) لولا تخوننى الذاكرة . و ولاننى رجل شكاك مثل ذلك النائب ، فقد خطفت رجلى ، وطوفت على من اعرف من اصدقاء فى عالم الصرافات أسالهم متى وكيف واين حدث الركوع الدولارى امام الجنيه السودانى الذى صار فجأة عتيدا . ولم يعد يشق له غبار . نظر احدهم فى وجهى متبسما . وداعبنى : حتى انت صرت أبلها الى هذا الحد ؟