روسيا وإسرائيل – إستراتيجية الاحتلال من اجل الأمن
د. ناجى احمد الصديق الهادى/السودان
12 March, 2022
12 March, 2022
لن يدور قلم على ورقة بعد الآن الا بظلال من حرب القرن بين روسيا وأوكرانيا ولكن الوقت ما زال مبكرا على معرفة تأثير تلك الحرب على الوضع الجيوسياسى حول العالم بيد اننا راينا فى سياق هذه الحرب ان نعرج على نظره العالم الغربى لهذه الحرب من حهة هذا الاصطفاف الغير مسبوق والتحالف الغير معهود بين دول الاتحاد الاوربى من جهة وبينها وبين الولايات المتحدة من جهة اخرى
أول ما يلفت الانتباه الى مواقف الدول الأوربية هو الترويج العارم لتلك الحرب فعلى خلاف المعهود من انه يجب التثبيط من وتيرة التصاعد فى حال نشوب الاذمات الكبيرة نجد ان الدول الأوربية بكاملها مضافة إليها الولايات المتحدة قد قادت خطا إعلاميا متصاعدا ضد روسيا وهيأت العالم كله منذ وقت طويل لمشاهدة أوكرانيا ترزح تحت جنازير الدبابات وأزيز الطلقات وزئير الطائرات لعلمها بان هذا هو الوضع الصحيح الذى تستطيع به وقف النفوذ الروسي المتنامي بدفعه الى أتون حرب قاسية
ليس لنا فى عالم السياسة الا ان نؤمن بان المصالح هى من تقود الى بلورة المواقف النهائية وليس لنا من بد من ان نصف الأشياء بأوصافها ونسميها بأسمائها ففى نظرة الدول الغربية الى حرب أوكرانيا نقول ان اصطفاف دول الاتحاد الاوربى والولايات المتحدة مع أوكرانيا هو لمصلحة عليا جمعتهما معا ولا شأن بانتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا او تدميرها للمنشآت او قتلها للمدنيين ، حيث يعلم الجميع ان القيصر الروسى فلاديمير بوتن قد عقد العزم على استعادة ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي ومثله معه وهذا المثل هو وضعه القديم كقطب ثان للعالم وإنهاء الأحادية القطبية الأمريكية وقد بدا ذلك جليا فى المناكفات السياسية العديدة التى ظهرت بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتن حتى وصلت الى الإساءات الشخصية المتبادلة بينهما ومع علم السياسيين كلهم بانه لا سبيل لهزيمة عسكرية مباشرة للرئيس بوتن فانه لا مجال إلا الى كسر ظهره بافتعال حرب بينه وبين مخلب القط الذى أعدته الدول الأوربية خصيصا لهذا الغرض حينما أشعلت الثورة فى أوكرانيا وتم انتخاب زلينسكى رئيسا أوكرانيا بعباءة أروبية
نفاق الدول الأوربية والولايات المتحدة من خلفهما حلفائهما يتمثل فى هذا التباكي على قيم السيادة وحكم القانون الذى ضرب بهما الرئيس بوثن عرض الحائط واصطفافهما بناءا على انتهاك تلك القيم من اجل الدفاع عن أوكرانيا وتقديم الدعم اللامحدود من اجل مواجهة العدوان الروسي وكأنما دولة أوكرانيا هى الدولة الوحيدة من بين دول العالم التى تم غذوها وكأنما روسيا هى أول من تعدى على دولة ذات سيادة من اجل الأمن القومي فنسيت – أوروبا - ما قامت هى نفسها ومعها حليفتها الولايات المتحدة بغذو واحتلال العراق من احل الحفاظ على السلم والامن الدوليين ونسيت ما قامت به إسرائيل من حروب على قطاع غزة بذرائع الحفاظ على امن اسرائيل .
بعقد مقارنة بسيطة بين أسباب الحرب الروسية على أوكرانيا والحروب الإسرائيلية على غزة نجد ان التذرع بالأمن القومي كان هو هو الحجة الظاهرة فقد جاء على موقع 21 عربى ان اليمين الاسرائيلى يستند فى رفضه لحل الدولتين هو الواقع الناجم فى غزة عقب الانسحاب منها وتراجع مقدار الأمن الذى كان يتوقعه الاسرائليون وعنى هذا ان وجود مهددات للأمن القومي على مقربة من الدولة الاسرائليه كان هو الدافع لشن الحرب تلو الاخرى على قطاع غزة اما بالنسبة لروسيا فقد جاء فى صحيفة الخليج بعدد الاربعاء 29\ رجب 1443هـ ان انضمام أوكرانيا لحلف الناتو والذى وصفه الرئيس الامريكى بانه لن يحدث فى المستقبل القريب يمثل خطا احمر بالنسبة للرئيس الروسي بوتن وذلك انه وفقا للفصل الخامس من اتفاقية الناتو فان اى هجوم يتعرض له عضو فى الحلف يعد هجوما على باقى الأعضاء
لا يجوز لدول الغرب التباكي على قيم ومثل العلاقات الدولية فى الحرب الأوكرانية بينما تصدر البيانات العلنية التى تؤكد فيها على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها فى حربها على قطاع غزة كما لا يجوز لها إظهار كل هذا الدعم المادي والمعنوي لدولة أوكرانيا بينما تشيح بوجهها حينما تنهال القنابل على المدارس والمنازل والمستشفيات فى قطاع غزة كما لا يجوز لها أيضا إصدار العقوبة تلو الأخرى على روسيا بينما تكافئ إسرائيل على كل عملية عسكرية فى فلسطين ومدها بآلة القتل الفتاكة وهى تعلم ان إسرائيل لا تجيد بها الا قتل الفلسطينيين فى الشوارع والمدارس والمستشفيات
هى اذن حرب المصالح تلك التى تخوضها روسيا ضد اوكرانيا والمصالح التى نعنى هى مصالح القوى ليس للشعب الاوكرانى مصلحة فى هذه الحرب إلا ما تجنيه من أعمار بعد دمار وليس للذين يموتون فى هذه الحرب الا ان يقبض اهليهم ثمن دمائهم ... هى اذن حرب النفاق الاوربى على سواءه فأروبا تغمض عينيها عن غزو الدول التى لا مصالح معها فتبارك وتشارك فى حرب العراق وتبارك حرب إسرائيل وهى تعلم ان كلها كانت حروب طغيان واحتلال وليس من بينها على الإطلاق رد لظلم او مجابهة لعدوان
najisd2013@hotmail.com
أول ما يلفت الانتباه الى مواقف الدول الأوربية هو الترويج العارم لتلك الحرب فعلى خلاف المعهود من انه يجب التثبيط من وتيرة التصاعد فى حال نشوب الاذمات الكبيرة نجد ان الدول الأوربية بكاملها مضافة إليها الولايات المتحدة قد قادت خطا إعلاميا متصاعدا ضد روسيا وهيأت العالم كله منذ وقت طويل لمشاهدة أوكرانيا ترزح تحت جنازير الدبابات وأزيز الطلقات وزئير الطائرات لعلمها بان هذا هو الوضع الصحيح الذى تستطيع به وقف النفوذ الروسي المتنامي بدفعه الى أتون حرب قاسية
ليس لنا فى عالم السياسة الا ان نؤمن بان المصالح هى من تقود الى بلورة المواقف النهائية وليس لنا من بد من ان نصف الأشياء بأوصافها ونسميها بأسمائها ففى نظرة الدول الغربية الى حرب أوكرانيا نقول ان اصطفاف دول الاتحاد الاوربى والولايات المتحدة مع أوكرانيا هو لمصلحة عليا جمعتهما معا ولا شأن بانتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا او تدميرها للمنشآت او قتلها للمدنيين ، حيث يعلم الجميع ان القيصر الروسى فلاديمير بوتن قد عقد العزم على استعادة ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي ومثله معه وهذا المثل هو وضعه القديم كقطب ثان للعالم وإنهاء الأحادية القطبية الأمريكية وقد بدا ذلك جليا فى المناكفات السياسية العديدة التى ظهرت بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتن حتى وصلت الى الإساءات الشخصية المتبادلة بينهما ومع علم السياسيين كلهم بانه لا سبيل لهزيمة عسكرية مباشرة للرئيس بوتن فانه لا مجال إلا الى كسر ظهره بافتعال حرب بينه وبين مخلب القط الذى أعدته الدول الأوربية خصيصا لهذا الغرض حينما أشعلت الثورة فى أوكرانيا وتم انتخاب زلينسكى رئيسا أوكرانيا بعباءة أروبية
نفاق الدول الأوربية والولايات المتحدة من خلفهما حلفائهما يتمثل فى هذا التباكي على قيم السيادة وحكم القانون الذى ضرب بهما الرئيس بوثن عرض الحائط واصطفافهما بناءا على انتهاك تلك القيم من اجل الدفاع عن أوكرانيا وتقديم الدعم اللامحدود من اجل مواجهة العدوان الروسي وكأنما دولة أوكرانيا هى الدولة الوحيدة من بين دول العالم التى تم غذوها وكأنما روسيا هى أول من تعدى على دولة ذات سيادة من اجل الأمن القومي فنسيت – أوروبا - ما قامت هى نفسها ومعها حليفتها الولايات المتحدة بغذو واحتلال العراق من احل الحفاظ على السلم والامن الدوليين ونسيت ما قامت به إسرائيل من حروب على قطاع غزة بذرائع الحفاظ على امن اسرائيل .
بعقد مقارنة بسيطة بين أسباب الحرب الروسية على أوكرانيا والحروب الإسرائيلية على غزة نجد ان التذرع بالأمن القومي كان هو هو الحجة الظاهرة فقد جاء على موقع 21 عربى ان اليمين الاسرائيلى يستند فى رفضه لحل الدولتين هو الواقع الناجم فى غزة عقب الانسحاب منها وتراجع مقدار الأمن الذى كان يتوقعه الاسرائليون وعنى هذا ان وجود مهددات للأمن القومي على مقربة من الدولة الاسرائليه كان هو الدافع لشن الحرب تلو الاخرى على قطاع غزة اما بالنسبة لروسيا فقد جاء فى صحيفة الخليج بعدد الاربعاء 29\ رجب 1443هـ ان انضمام أوكرانيا لحلف الناتو والذى وصفه الرئيس الامريكى بانه لن يحدث فى المستقبل القريب يمثل خطا احمر بالنسبة للرئيس الروسي بوتن وذلك انه وفقا للفصل الخامس من اتفاقية الناتو فان اى هجوم يتعرض له عضو فى الحلف يعد هجوما على باقى الأعضاء
لا يجوز لدول الغرب التباكي على قيم ومثل العلاقات الدولية فى الحرب الأوكرانية بينما تصدر البيانات العلنية التى تؤكد فيها على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها فى حربها على قطاع غزة كما لا يجوز لها إظهار كل هذا الدعم المادي والمعنوي لدولة أوكرانيا بينما تشيح بوجهها حينما تنهال القنابل على المدارس والمنازل والمستشفيات فى قطاع غزة كما لا يجوز لها أيضا إصدار العقوبة تلو الأخرى على روسيا بينما تكافئ إسرائيل على كل عملية عسكرية فى فلسطين ومدها بآلة القتل الفتاكة وهى تعلم ان إسرائيل لا تجيد بها الا قتل الفلسطينيين فى الشوارع والمدارس والمستشفيات
هى اذن حرب المصالح تلك التى تخوضها روسيا ضد اوكرانيا والمصالح التى نعنى هى مصالح القوى ليس للشعب الاوكرانى مصلحة فى هذه الحرب إلا ما تجنيه من أعمار بعد دمار وليس للذين يموتون فى هذه الحرب الا ان يقبض اهليهم ثمن دمائهم ... هى اذن حرب النفاق الاوربى على سواءه فأروبا تغمض عينيها عن غزو الدول التى لا مصالح معها فتبارك وتشارك فى حرب العراق وتبارك حرب إسرائيل وهى تعلم ان كلها كانت حروب طغيان واحتلال وليس من بينها على الإطلاق رد لظلم او مجابهة لعدوان
najisd2013@hotmail.com