زبد بحر (4): إلى غازي صلاح الدين
عليك أن تسمح لي أولا بتهنئتك أنت شخصيا بفوز أردوغان برئاسة جمهورية تركيا العلمانية، لأن أردوغان هو مرشحكم أنتم معشر الترابيين حكومة ومعارضة ومرشح التنظيم الدولة لجماعة الإخوان المسلمين ولكن لا مناص من أن أذكرك على أي مرشح فاز أردوغان، لقد فاز على : أكمل الدين إحسان أغلو مرشح الماسونية مرشح حزب أتاتورك الذي قام أساسا على منع الشريعة الإسلامية ووضع القانون العلماني محلها منذ عهد أتاتورك. ومنع تغطية المرأة التركية لرأسها، وقد رأيت زوجه معه في لندن بدون غطاء {اس فهل كان يفعل ذلك وهو في منظمة المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة!
وأنت تعرف هذا الشخص ولا أقول الرجل تعرفه تماما لقد كان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي حول اسمها في عهده إلى منظمة التعاون الإسلامي ووضع لها شعارا هو الكعبة وهو رمز الإسلام في المحافل الماسونية لأن شعار الإسلام هو ما يجمع المسلمين كلهم وهو: لاإله إلا الله!
( لاتثريب على الماسونية فقد قرأت أنت الوثيقة التي سربها الأمن في عهدكم عن الماسونيين السودانيين الكبار)!( الكلام وصل الحوش)
تعرفه لأنه عندما مارس " اللوبي" من أجل أن يكون الأمين العام مرشحا باسم تركيا جاء إلى السودان واستقطبكم على أساس أنه منتم إلى الحركة الإسلامية وأنه سيمنحكم وظائف لمن تختارون من السودانيين ( أي من جماعتكم) وقد فاز ومنحكم وظائف ووقف معكم في قضية دار فور مثل القرضاوي والعوا الكوز المصري وأنكر وجود مذابح راح ضحيتها آلاف المسلمين في دارفور مذابح لا تستطيع أنت الآن إنكارها ! وقال إنه جمع ثلاثة مليار دولار من أجل التنمية والسلام والاستقرار في دارفور وقد غادر المنظمة الآن بعد أ تسبب في مفاقمة مأساة سوريا باسم المنظمة!ولا نسألكم عن السلام ولكن نسأل عن المليارات الثلاثة أين ذهبت لو كان في يد التجاني سيسي نصفها لتحولت دارفور إلى جنة الله في الأرض تعليما وصحة واستقرارا واستثمار خيرات جبل مرة عالميا!
تسالني عن علاقتي أنا أحمد أبأمنة عن ذلك الأوغلو ! حسنا أوغلو مصري بالولادة درس في جامعة عين شمس وتخرج من كلية الزراعة عام 1962 ثم حضر غلى أن نال الدكتوراة في مصر في الزراعة، ثم فجأة التحق بخدمة الخارجية التركية لأنه يعرف يتكلم بالعربية ونال الجنسية التركية متخليا عن جنسيته المصرية ولكنه يجمع بين الخبثين المصري والتركي! والخارجية التركية يومئذ معترفة بإسرائيل ومتعاونة معها وماتزال، والدولة محكومة في تركيا بالعلمانية والماسونية، لا يعمل في الخارجية التركية والجيش شخص لا ينتمي إلى الماسونية أو يرفض التعاون مع إسرائيل! فضلا عن أن عمل الأوغلو لا يتعدى الشأن المخابراتي!
هنا نأتي إلى علاقتي به، لقد تم تعييني في مؤسسة الفرقان في لندن، من بين متقدمين كثر وبإجراءات، وقبلت بعد تردد فياليتي!وهي منظمة أسسها أحمد زكي يماني وزير البترول سابقا وأنتم تعرفونه لأنه أحد مموليكم في التنظيم من قديم، وصرت القائم على أمر الفرقان لأن مديرها مشلول وعاجز عن مساعدة نفسه وشبه غائب عن الوعي، ولم نكن في الفرقان أكثر من ثلاثة أشخاص- ولم يكن ذلك يرضيه ولا يرضي المستعرب والمستعربة المرتدة- لأن العمل معظمه يؤدى خارج المؤسسة وخارج لندن، واتفق معي اليماني على المرتب والمنزل ووعد بسيارة، والفرقان مهتمة أساسا بالتراث الإسلامي ولا سيما المخطوطات العربية وأنني سأعمل معه مباشرة !
في تلك الفترة يعمل أغلو في مركز مجموعات فنية تابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي - التي عمل تحت اسمها 20 عاما ثم غيره - في إسطمبول ويحتل وظيفة نائب يماني في مجلس الفرقان. لا علاقة له بالعمل التنفيذي في لندن - ويتطلع إلى أن يأتي إلى لندن مديرا لفرقان ذات يوم قريب ليستمتع بلندن ويعلم أولاده ويتلقى هو وهم الرعاية الطبية في لندن والإقامة الدائمة بمعنى الجواز البريطاني الأحمر!
وكان يأتي كل شهر مرة يوم الجمعة صباحا من أجل اجتماع لمد10 دقائق ويعود وينال خمسمائة جنيه فضلا عن التذكرة بالدرجة الأولى وليلة في فندق 5 نجوم، في الإدارة الحديثة من الممكن عقد الاجتماع مع 3 أشخاص، في دائرة تلفزيونية مغلقة لا تكلف مائة جنيه! يسافر بعد الدوام في تركيا مساء الخميس ويقضي ليلة في الفندق المطهم! ويعود من لندن في الظهر: لا يؤدي صلاة الجمعة! هل هذا شخص ذو كرامة ويحترم نفسه! هكذا لعب الترك بالعباسيين وبالعالم الإسلامي، وهو لا يخاطب سيده اليماني أمامنا في لندن إلا بقوله: ياسيدي بكسر السين! يس سير، هل هذا هو التراث الإسلامي!
ولهذا دخل في مشاكل مع أربعة مديرين في الفرقان عمدا، كلهم أكثر جدارة بالمنصب وكلهم أفضل منه وأنفع ولكنه وضع لهم المعوقات ونسنس فيهم واستخدم الحرب النفسية التي لا يعرفها أحد مثل صباط المخابرات فاستقالوا جميعا : أكاديمي مصري مرموق وآخر إيراني وثالث كردي من سوريا استفزه حتى أصابه الفالج وهو شخص عنصري جدا هذا السوري الكردي وماجن بمعنى لا دين له،( من نكاته: سوري سئل من أنت فقال : أنا ابن أخت الله فقالوا له: روح كل المشاكل من خالك!) والرابع أردني كان مديرا لجامعة الأردن وتخصص في قبائل ربيعة في شمال السودان فهو يعرف السودانيين جيدا، وتكفل بإصلاء الأغلو بدروس قبل أن يترك له تلك المباءة، يضاف إلى هؤلاء تخلصه من مثقف سوري وسيدة سودانية قبطية نموذج للسودانية علما وخلقا!
فلما جئت وجدت في الفرقان سيدتين في الإدارة بريطانيتين لا علاقة لهما بالثقافة العربية الإسلامية وسيدة أخرى مصرية ارتدت عن الإسلام وصارت مسيحية أوربية ولها اسمان اسم تكتب به خارج الفرقان المبنى وآخر داخل الفرقان لا يكتب ولا تنادى إلا به وقد جاؤوا بها من أجل رعاية الإسلام وتراثه والدفاع عنه في لندن ( واخد بال حضرتك)
وبدلا من أن نتعامل مباشرة مع اليماني أراد لنا الأغلو أن يدير الأمور من تركيا وياليته كان على حظ من معرفة الإدارة إذا قيس بشخص مثلنا عمل في الخدمة المدنية السودانية وتلقى دراسة علمية وعملية فيها وفي معهد إدارتها، ومن البداية أصابه الوجل وحق له أن يصيبه الوجل وسأذكر نموذجين:
1: ظهرت كتب كثيرة طبعتها الفرقان عن فهارس المخطوطات العربية في غرب أفريقيا وكلها تحمل اسم من قام بها وهو : بابا يونس محمد، مدرس في مدرسة ابتدائية في زاريا أحقه بها المرحوم أحمد كاني وقد رأينه هناك مرات وأعرفه منذ ذلك الزمان! وهو شخص نيجري وفد من غانا لا يعرف العربية ولا يستطيع أن يقرأ عنوان أي كتاب عليه اسمه وهو لم يتلق دراسة جامعية ولا علاقة له بالعلم ولم يفعل أكثر من السطو على أعمال قام بها مجموعة من الباحثين السودانيين الكبار ونسبها إلى نفسه بل مضى شوطا بعيدا حين طبع كتابا على نحو ما ووضع نسخة منه اشتروها في مكتبة الفرقان وأثبتنا بشهادة أكاديميين متخصصين وعارفين أن هذا البحث كتبه ونشره في نيجريا الباحث السوداني : أحمد محمد كاني!
المخطوطات العربية في شمال نيجريا وغانا وغرب أفريقيا جمعها ودرسها ونشرها سودانيون منذ خمسينات القرن العشرين: صلاح أحمد إبراهيم في غانا مع هودجكن، وفتحي المصري ومحمد أحمد الحاج وإبراهيم مكوشي في إبادان وجامعة أحمدو بلو في زاريا مع عبد الله إسميث ثم جاء عثمان سيد أحمد البيلي وأنشا قسم المخطوطات في زاريا ومعه عز الدين ثم جاء جيل أحمد كاني وبشير عثمان في سكتو والطيب عبد الرحيم في جامعة كانو، جمعوا ودرسوا وأقاموا أقساما للمخطوطات في الجامعات ليس لها مثيل في كل جامعات السودان حتى الآن وجاء من يسطو على عملهم ويؤجر عليه!
الأغلو هو الذي جاء بهذا الحرامي المشبوه إلى الفرقان وصيره خبيرا في مجال لايعرفه هو ولا يعرفه الأغلو الزراعي . ( كانت الصحف النيجرية تنشر اسمه وصورته بوصفه :
WANTED
2: كتاب: فهرس محطوطات الخالدية في القدس صنفه عرفات الخالدي طبعته الفرقان وكلفها حوالي مائة وثمانين من الجنيهات الإسترلينية أي ما يساوي ربع مليون دولار، طبع كله في تركيا إسطمبول، طبعه وقام على أمره الأغلو،وحمل إلى لندن في سيارة نقل ضخمة! وفي الأسبوع التالي أعادت إلينا كل الجامعات التي اشترت نسخا من الكتاب أعادت إلى الفرقان نسخها وطالبت باسترداد ما دفعت من مال وقد دفع وسارعت الفرقان أو سارع الأغلو بالعمل الحثيث لجمع النسخ وحرقها ولم يسأله أحد وعرفت من بعد أن كتبا كثيرة جمعت من قبل بعد طبعها وحرقت، وعندي الآن نسخة من كتاب المخطوطات التي في فلسطين، منحت لي قبل الحرق بحكم عملي ولم يسأل أحد لماذا طبع الكتاب المباد في تركيا ومنذ متى كانت الكتب العربية ترسل من لندن لتطبع في تركيا وهل هي مطبعة ذات علاقة ما بالأغلو!
لقد كان من الميسور طبع الكتاب في لندن عن طريق مؤسسة بريطانية عريقة وبتراب القروش!
خطيئة الأغلو مركبة فهو من ناحية لا يعرف إدارة الشأن الأكاديمي وذلك بإرسال نسختين من الكتاب قبل طبعه إلى محكمين من المتخصصين فإما أن يوصيا بالطبع وإما أن يوصيا بتلافي عيوب معينة وعرض الكتاب عليهما مرة أخرى! إجراء تراعيه كل الجامعات في بريطانيا ومراكز البحث!
والأمر الثاني هو اهتمامه دائما بخداع اليماني بأعمال كثيرة ضعيفة من ناحية الكم ولا يهتم بالنوعية وكان إسميث حجة المخطوطات في بريطانيا يكتب عن كتب الفرقان: طباعة أنيقة وورق مصقول أي شكل لامع ومضمون فشوش!
لذلك لم يكن أمام الأغلو من سبيل سوى التخلص مني، وإذا كان اليماني قد ضحى بأربعة من المديرين وآخرين من ذوي الكفاءات فلا غرابة في مسايرته للأغلو هنا وذلك لأسباب ما تجعل اليماني ضعيفا في مناصرته للأغلو بل مشبوها! بل تسبب في وضع الفرقان موضع شبهة: مثلا هل كان خبيرهم بابا يونس يجمع المخطوط في طوافه على غرب أفريقيا أم ماذا لأنه مهمته محصورة في تدوين معلومات فقط وهو غير مؤهل لذلك لأنه لا يعرف اللغة العربية، وذلك أمر أثير من بعد بشان مخطوطات يوغسلافيا المسلمة وخروجها من الحدود إلى الخارج!
وعرض علي مال ما للمبارحة جعلته دبر أذني لا مناص من مواجهة التركي المتورك سليل القوم الذين كفرهم المهدي
هنا تأتي مسؤوليتك ياغازي، لقد تكلم في أمري معك أنت شخصيا! وأنا سوداني أعمل في لندن أفهم أن تحرمني حكومتك من العمل في السودان ولكن لا أفهم أن تطاردني في لندن لو كان سوداني أقول سوداني آخر في مكانك لرفض مجرد الحديث، الأغلو لا يصلي إلا إذا كان اليماني موجودا فيصلي معنا ولهذا أيقن أن شخصي من الجماعة الظالمة المتسترة بالدين فلما ذكرني عندكم كان يجس النبض فلما أيقن أنني برئ من الانتماء إلى الجماعة الظالم أهلها ، طلب عونكم! قال ذلك في محادثة تلفونية من إسطمبول سجلتها وعرضتها أمام المحكمة وسجلت في محاضرها، وذكر لي اسمكم الكريم!
وهو كضابط مخابرات كان يبتزني بتلك الحرب ويرتجف وعيبي عنده أنني متسم بالتعالي ماذا تتوقع ياغازي من سوداني وحار! هل الشخص البارد زول! ومنحاز للسودانيين، نعم منحاز للكفاءة فهل المطلوب هو إلحاق الظلم بالسودانيين لكي أوصف بالعدالة! عادة كثير من السودانيين في مراكز مؤثرة لا ينحازون للسودانيين المؤهلين، لا أريد أن أكون مثلهم!
لقد حولت الفرقان إلى مركز إشعاع ومركز محترم بالسودانيين وغير السودانيين ومع ذلك وصفوا السودانيين بالعبيد في الفرقان، أنا لا أقول لك ياحلبي ولكن هل ترضى أن يقال لك : حلبي إذا كان المقصود منها الإساءة العنصرية! أصنف نفسي دائما بوصفي إنسانا مواطنا عالميا كل البشر عنده متساوون! مصدري في ذلك الإسلام !
أما السودانيون الذين قدمتهم في الفرقان محاضرين وكتاب بحوث ومترجمين فمنهم:
1: البروفسور عثمان سيد أحمد محاضرا في الرباط.
2: البروفسور أحمد محمد كاني محاضرا وكاتب بحث.
3: البروفسور إبراهيم ماكوشي محاضرا
4: البروفسور محمد الصادق جعفر في دورة الرباط
5: البروفسور قيصر موسى الزين كاتب بحث
6:الأستاذ محمد الواثق: كاتب بحث
7: د. خليفة حسان من جامعة مانشستر مترجما
8: د. عازة أحمد عبد العزيز: من جامعة لندن مترجمة
9: د. . صلاح آلبندر: مترجما
ومن غير السودانيين على سبيل المثال:
1: نزار غانم وفرقته الموسيقية في ليلة ليلاء عن الفن اليمني وكان قد جاء إلى لندن بدعوة من المكتبة البريطانية. وكان شهود ليلته بتذاكر لأول مرة في تاريخ لأن حفلات الفرقان مجانية الدخول! طبعا نكاية!
2:د. عمر خليفة من جامعة قاريونس في ليبيا كاتب بحث.
3:د. أحمد عمران منجامعة قاريونس في ليبيا كاتب بحث.
4:د. محمد التعمرتي من المكتبة الوطنية في الرباط كاتب بحث
5:د. فهر محمود محمد شاكر من جامعة القاهرة كاتب بحث. ( دسوا البحث الذي أرسله وقالوا لا لم يصل)
وسعيت إلى استقطاب آخرين و استقطاب مؤسسات مثل المركز الإسلامي في لندن ممثلا في يعقوب زكي العالم المسلم الإسكوتلندي:الذي حقق ديوان ابن شهيد وكان له كتاب جاهز للطبع عن تاريخ الإسلام في بريطانيا لم يكتب مثله أحد! ولا مجال للمقارنة بينه وبين الأغلو في معرفة العربية أو الورع والخلق القويم وهو أستاذ سابق بجامعة هارفارد! وحسن موسى بحذقه لقضية الخط العربي فنيا إبداعيا وعلميا والرجل الورع البرفسور محمد التوفيق أمين المكتبة الوطنية في الرباط ووزير الأوقاف الآن في المغرب وكان الغرض من استقطابهم الاستفادة من علمهم وفضلهم وهو موقف مرفوض من قبل الأغلو الذي ظل على الدوام في حالة عداء مع المؤهلين ومع المراكز ذات المكانة والريادة فهو معاد دائما لمؤسسة اليونسكو الإسلامي في الرباط، حاربها علنا، يزري بها ولو وجد سبيلا لهدمها لحولها إلى أنقاض، وتجنب أي فعل ذلك بالفرقان المؤسسة أو حال دون التعامل مع مؤسسات دولية محترمة عاملة في المجال نفسه ورائدة مثل: بيت القرآن الذي أنشأه آل كانو في البحرين! وفي السودان سعيت إلى عمل فهرس للمخطوطات في مكتبة مولانا الشيخ مجذوب الحجاز : أكبر مكتبة خاصة،وشرع ابنه وخليفته المرحوم الشيخ مدثر بالتعاون مع أحمد كاني في إعداد الفهرس وكذلك مخطوطات مكتبة العلامة جنيدو في سكتو ومكتبة جامعة النيجر التي صدر من بعد فهرسها دون أي إشارة إلى اسمي وفضلي!
بل إنهم حين أرادوا ترجمة كتاب الأدب العربي في أفريقيا وعرضوا علي الجزء الأول وهو خاص في معظمه بالسودان أوصيت بتخليصه من الأخطاء الواضحة التي أوردها أوفاهي الخواجة في النص الإنجليزي مثل أن التجاني يوسف بشير من عائلة ولد ضيف الله في الحلفايا أو أن الشيخ مجذوب مدثر درس التكنولجيا في معهد تابع لجامعة الخرطوم لأنه وجد في رثاء الشيخ أنه درس في المعهد العلمي وفهم أنه معهد تكنولجيا!
أما وصف السودانيين بالعبيد فقد شرعنا داخل مؤسسة الفرقان في عقد اجتماعات متواصلة من أجل إقامة معرض لبعض أعمال عثمان وقيع الله في الخط وهو يومئذ أهم خطاط في العالم وكانت أعماله تعرض في المتحف البريطاني ومتحف فكتوريا والبرت ويطاف بها على الجامعات البريطانية وفي أحد الاجتماعات قال مدير الفرقان للوحة من عمل عثمان: أرى ظلالا أفريقية
وهنا انتفض عثمان وقال تعني ياأيبيش أننا عبيد هذا إسفاف بلاش معرض بلاش كلام فارغ
وخرج وانتهى أمر المعرض وقال لي عثمان من بعد: عام 1977 صممت شعار مهرجان العالم الإسلامي في لندن وظهر في ملصقاتهم وكتبهم وفي كروت البريد بدون ذكر اسمي وسخرة أي بلا مقابل مالي وذلك لأن صاجبنا هذا فعلها حسدا منه وتدخل اتحاد الفنانين البريطاني فحكمت المحكمة بمنحي حقي وإثبات اسمي في الشعار. وعندي الآن نموذج للشعار باسمه وبدونه وعندي مذكرة مخطوطة بهذه الواقعة وعليها توقيع عثمان وقيع الله فضلا عن أن الاجتماع مسجل صوتيا في أرشيف الفرقان!
ولن أذكر هنا مزيدا من تجربة عثمان ولا تفاهات أوغلو المتورك ولا بعض عرب الفرقان أو أحدهم من شمال أفريقيا فقد زال عني تماما أن آبه للعرب ولا المسلمين! وأتمنى أن أجد بلادي وقد خرجت من جامعة الدول العربية. كان محمود محمد شاكر يقول لي: لن أضع يدي في يد مسلم! وفهمت الآن لماذا!
وفي مرة تالية جاءنا العلامة يوسف فضل بمشروعه عن إصدار كاتب الشونة في طبعة جديدة معتمدة على مخطوطات جديدة وقابلت معه مدير الفرقان ومرة أخرى لغلغ وأخرج ما في دمامله من المدة والقيح: إخواننا الأفارقة!
ونظرت من حولي العلامة يوسف فضل الجعلي صاحب كتاب العرب في السودان المطبوع في لندن قبل خمسين عاما ومن بعد افتعلوا كل الموانع والرذائل للحيلولة دون إنجاز المشروع، وضع اسم يوسف فضل على أي عمل أكاديمي يكسب هذا العمل مدى رحيبا من الاحترام والقبول والرواج ( الماعون المابيشيلك، بدفقك)!
إذا كان عثمان وقيع الله قد ذهب راضيا مرضيا إلى ربه فإن العلامة يوسف فضل موجود شاهد على أغلو وتفاهات الفرقان في أيامه وعلى الواقعة!هذا هو الأغلو الذي تحالفتم معه وهو ضد مرشحكم في الوقت الذي كنت أدافع فيه عن حرمة شيخكم في جريدة القدس اللندنية المملوكة ولو جزئيا لكم، يوم نشرت الأهرام وأخبار اليوم في القاهرة ذلك الكلام البذئ عن شيخكم ورد علي أنا عشرة منهم شيخ الناصرين في لندن الذي صار مستضافا عندكم من بعد ورئيس الوفد: كنت أقول إن ذلك الاعتداء عليه من قبل صحافة الحكومة المصرية هو اعتداء على السودان والسودانيين! هذاهو الفرق بيننا وبينكم ، قد تسمي هذا الموقف رجولة ولكني أسميه: سودانية أعتزازا بالسودان التراب! هل تستطيع الآن أن تعتذر لا لشخصي ولكن للشعب السودان على وقوفكم وممالأتكم للأغلو! أم تخافون من الماسونية!
ولم أعد أذكر يماني منذ خذلني ونكص ولكنني بعد أن أضع القلم سأدعو الله عليه باسم القوم أهلي الصالحين في السودان مترقبا دليلا يتبين فيه وفيهم مدد مدد
abuamnabadawi@gmail.com
//////////