يالها من صدفة غريبة وانا اوصل فى هذه الحلقات مسئؤلية القيادات السياسية التى تتحمل مسئولية فشل الحكم الوطنى ووأد الديمقراطية لانفرادهم لاتخاذ القرارات التى اجهضت الحكم الوطنى لعدم وجود اى مؤسسية ديمراطية رقيبة عليهم واذا كنت فى الحلقات السابقة توقفت بصورة تفصيلية مع موالقف الشهيد الازهرى ومن بعده السيد عبدالرحمن المهدى زعيم طائفة المهدية وهيمنته الفردية كزعيم لطائفة الانصار التى عرفت بانها رهن اشارة زعيم الطائفة مما جعل من حزبالامة اسما بلا محتوى منذ ذلك الوقت ولا يزال حيث ان الكلمة العليا فيه مرهونة لزعيم الطائفة الذى يقبض على قاعدة الحزب التى تتمثل فى الانصار وجميعهم رهن اشارته حيث اوردت فى المقالة السابقة اهم القرارات التى ارتبطت به والتى اجهضت الحكم الوطنى وافرغته من مضمونه وافشلته فى ان يستهدف مؤسسية ديمقراطية بعد ان فجر حوادث مارس مدخلا العنف فى حسم الخلافات كما اقحم الجيش فى صراع السلطة فى نوفمبر 58 فلقد شاءت الصدف ان اضع يدى عبر جهاز الكمبيوتر تسجيلا للحوار الذى اجراه الاعلامى احمد المنصور مع الامام الذى جمع بين الزعامة الطائفية والسياسة لاو لمرة فى تاريخ الطائفة وحزب الامة السيد الصادق المهدى والذى بثته قناة الجزيرة وان لم تعد قاعدة الانصار رهن اشارة الامام فى الخمسينات والستينات ولست معنى الان بمواقف السيد الصادق فهو كما اوضحت هو واحد من الرباعى الذى وعدت بان تكون لى وقفة خاصة بهم ولكن ما يعنينى فى هذه المقالة ما تعرض له السيد الصادق حفيد السيد عبدالرحمن المهدى والذى ساق فيه وقائع استهدف بها كما نوه بنفسه نفى الكثير مم يؤخذ على جده زعيم الطائفة وهو ما يستدعى الوقوف فيه خاصة واننى فى هذه المرحلة من الحلقات توقفت مع السيد عبدالرخمن المهدى زعيم الطائفة وما يتحمله من مسئولية فى اجهاض الحكم الوطنى والمؤسسية الديمقراطية فلقد اراد السيد الصادق فى حواره ان ينفى عن جده انه كان مرتبطا بالانجليز فى تحالف من اجل المصالح المشتركة وهوما وضع طائفته فى مواجهة وعداء سافر مع الحزب الوطنى الاتحاد وعلى راسه طائفة الختمية عدوه الاكبر الذى يدعو للوحدة مع مصر الخصم الاوحد لطائفة الانصار وكيف انه كان يدعو لاستقلال ينتهى تحتعباءة عضوية السودان فى االتحالف مع الانجليز فى الكمنولث وان يتبع ذلك ان ينصب زعيم طائف الانصار ملكا على السودان تحت التاج البريطانى كما كان هو حال الملك فاروق فى مصر كما حاول الصادق نفى الاتهام عن جده انه كان على صلة باسرائيل حيث التقى اكثر من مرة مسئولين منهم لما بينهم والانجليز من تحالف ومصالح مشتركة لهذا فان السيد الصادق اراد ان يبعد عن جده وطائفته اى ارتباط مع الانجايز وان تلك العلاقة كانت مجرد مناورة تاكتيكية منه يهدف من ورائها تحرير البلد منهم وبهذه المناسبة هذا الادعاء نفسه سار على دربه قادة الحزب الوطنى الاتحادى يوم ارادوا التراجع عن الوحدةمع مصر بسبب ما شهدته مصر من متغيرات يوم تمت تصفية اللواء محمد نجيب من رئاسة مصر ليحل محله عبدالناصر فصوروا دعوتهم لوحدة وادى النيل انما كانت مسرحية كما اراد الصادق ان يدعى ذات الشى ليبرر تحالف جده وزعيم طائفته مع الانجليز لكصلحة مشتركة وكلا هما جافى الحقيقة لانهما كان حلفاء مصالح مع الانجليو او مع وحدة وادى النيل ولن تنجح اى مغالطة هنا فى ان تزيف الحقائق التاريخية التى تثبت ان تراجع الطرفين عما عملا من اجله انما فرضه الوصولاحل وسط بين التحالفين فكان الاستقلال الذى اصبح مخرجا من صراع الطرفين لاستحالة التوفيق بينهما حول فهم واحد خاصة وان الامر قد ينتهى بانفلات امنى وحرب اهلية كشقت عنها طائفة اىنصار صراحة كما ان مايدحض محاولة تبرئة الصادق لجده من التحالف مع الانجليز لمصلحة ان رحمة الله عليه يومها ميرغنى حمزة اسس حزبا وطنيا تحت مسمى حزب الاستقلال وا علن انه حزب يدعو لاستقلال مبرأ من اى ارتباط او تحالف مع الانجليز كردة فعل لدعوة حزب الامة لاستقلال تحت راية الانجليز لهذا ما ساقه السيد الصادق من مبررات لنفى تحالفجده مع الانجليز وانه كان خديعة منه غير صحيح الذى يؤكد ذلك كشفت عنه الوثائق الا نجليزية التى افرج عنها بعد خمسين عاما وقد اطلعت عايها شخصيا فى القاهرة لدى الاستاذ بشير محمج سعيد قبل رحيله رحمة اللهعليه ولقد تضمنت هذه الوثائق ما يؤكدان االسيد عبدالرحمن المهدى طالب الانجليز بحكم ما بينهم من تحالف ان يمولوا حزب الامة بالمال لان الحزب الوطنى الاتحاد يتلقى دعما ماليا من الحكومة المصرية وتؤكد الوثائق ان الحكومة الانجليزية اعتذرت عن ذالك لانها لاتملك التصرف فى المال الا وفق الميزانية لانه مال المواطن الانجليزى وليس الحكومة ولكن الانجليز وعدوا زعيم الطائفة ان يوفروا له الدعم بطريق غير مباشر عن طريق تمويله بمشاريع زراعية تصلح توفرالمال للحزبوقد كان نتالج ذلك المشاريع الزراعية فى النيل الابيض الامر الثانى ما جاء فى حديث السيد الصادق دفاعا عن جده حول انقلاب نوفمير وتحالف الطائفتين فى حكومة ائتلافية بالرغم مما بينهما من تباين فى الرؤىالسياسية والمصالح بين من يرتيط بامريكا والغرب ومن يرببط بمصالح مصر فلقد حاول السيد الصادق ان يصور ان توورط جده فى انقلاب نوفمبر كان هفوة وقع فيها زعيم الطائفة وان ابنه والد السيد الصادق الذى كان خارج البلد وقت تسليم السلطة للجيش انه كان رافضا للانقلاب وذلك لانه نفسه لم يكن راضيا عن الحكومة الائتلافية مع طائفة الختمية وحزب الشعب الدميقراطى لانهما نقيضين ولانه كان يرى ان التحالف مع الحزب الوطنى الاتحادى من منظور سياسى اقرب من التحالف مع طائفة الختميىة التى تختلف معهم لارتباطها بمصر العدو الاول لمن هو مرتبط بالغرب لان الحزبالوطنى الاتحادى لم يكن على وفاق مع مصر لهذا فالتحالف معه هو الاقرب والافضل ولكن الحقيقة التى تجاهلهل السيد الصديق او لم يدركها فان ما جمع بين زعيمى الطائفتين رغم ما بينهما من تباين فى الرؤى وعداء هى مصلحة مشتركة تعلوا خلافاتهم لانهما ادركا خطورة زعامة الشهيد الازهرى التى تتصاعد فى اتجاه وطنى ستطيح بنفوذ زعيمى الطائفتين لان الازهرى يؤسس زعامته من وجهة سياسية وطنية وليس اعتمادا على الولاء الطائفى مصدر زعامتهما لهذا كانت الاولوية تناسى ما بينهما من خلافات ويحاربا خطر الازهرى على مستقبل الطائفتين مما قد يؤدى تصفيتهما سياسيا لهذا اثرا التحالف فى حكومة اتتلافية جمعت العدوين مع انهما ضدان لا يلتقيان مع ان الاقرب سياسيا ان يتحقق التحالف بين حزب الامة والوطنى الاتحادى مع الازهرى شخصيا باعتبار انه ليس مواليا الا ان محاربة الاز هرى بالنسبة لهما هدف استراتيحى لانه يتهدد مستقبل الطائفتين حتى لا يمكنا الازهرى من تصفية الطائفتين لهذااثرا التحاف بينى العدوين لهذا ولما فشل الاتلاف و استحال عليهما التوافق فى حكومة ائتلافية فكان الخيار البديل ان يعود الازهرىسواء بتحالفه مع حزب الامة او مع حزب الشعب الديمقراطى وهو ما يرفضانه كزعماء فى الحالتين لانه يتهدد مستقبل الطائفتين فكان البديل ان يسلما الحكنم للجيش حتى يحرم منه الازهرى لهذا كان انقلاب نوفمير متوافقا مع مصلحة السيدين لانه يحرم الازهرى من ان يسترد زعامته الوطنية فيطيح بهما و كان بيان السيدين بتاييد الانقلاب لحظة استلام الجيش للسلطة تاكيد لذلك وكان كلاهما الاكثر سعادة عندما كان الازهرى ياخذ طريقه رهن الاعتقال لرفضه المتوقع للانقلاب ومن هنا كان التباين فى موقف السيد عبدالرحمن المهدى وابنه السيد الصديق الذى يتحرك وفق رؤية سياسية بينما تحرك والده من رؤية طائفيىة ترفض ان تعيد للازهرى الزعامة السياسة التى يعلمون انهما اول ضحايا هذه الزعامة لهذا ليس صحيجا ما يدعيه حول موقف جده من انه رافض ونادم على الانقلاب وهو من اهم الرابحين من محاربة الازهرى والحفاظ على الطائفية التى مكنته نفسه اليوم هو والسيد محمد عثمان الميرغنى من ان يعبثوا بالحكم الوطنى سياسيا مستندين على زعامتهم الطائفية التى اصبحت مهميمنة على السودان حتى تحت ظل حكم العسكر وعليهم ان يدينا بالشكر للسيد عبد الرحمن المهدى والسيد على الميرغنى لتسليمهم السلطة للجيش حتى لا تكتب زعامة الازهرى نهاية الطائفتين