زلة لسان وجدي صالح التي إلتقطها مناوي بغباء

 


 

 

لا أدري كيف لم يفطن القانوني وجدي صالح للجمل والكلمات التي يُمكن أن يُساء إستخدامها ضد قائلها في مجتمع تطغى عليه العنصرية حتى داخل الأسرة الواحدة بل البيت الواحد في بعض الأحيان كيف ، فات على وجدي صالح أن التربص به وبلجنة تفكيك نظام الإنقاذ وصل لأعلى نقطة لعرقلة عمل اللجنة التي أعادت بعض المنهوب من أموال الدولة وتَبَقّى الكثير منها بعد وهاهي المكائد تُنسج والمؤامرات تُحاك ليلاً ونهارا ولكن لا زالت اللجنة ماضية في طريقها لتصل للرؤوس الكبيرة حتى نرى ما هي الأسباب الحقيقية وراء التخبط والهرولة واللهاث الذي يطالب به البعض لحل هذه الحكومة وإيقاف عمل اللجنة لإعادة الأمور الى نقطة البداية وضياع كل المكتسبات وفرار الفارين والمستعدين للفرار أيضاً .
جملة ( ما بشبهونا ) التي جهر بها خال البشير ضد الجنوبيين خلال العهد البائد والتي جعلت منه الشخص الأكثر كرهاً وعنصرية داخل وخارج السودان أعاد وجدي صالح نفس الجملة بود مدني ربما بزلة لسان لم يحسب لها حساباً قد تكلفه الكثير في مستقبله السياسي إن لم يعتذر عن سوء توقيت إستخدامها لمواجهة جرعات مناوي السالبة وغيره ممن يستغلون الأخطاء الغير مقصودة ولقد شاهد الجميع مناوي وهو يخطب أمام المعتصمين مردداً جملة تصب في ذات السياق أحد عشر مرة يقول فيها ( يا وجدي الذي لا يشبهنا ) في إشارة لتشويه صورة الرجل ولترسيخ الجملة في الذهن الجمعي العام للمواطنين لزرع مزيد من الكراهية وبالتالي تداولها بصورة غير شريفة وغير أخلاقية في هذا الجو السياسي المشحون قذارة وعدم أخلاق .
لم يسقط دكتور القراي من منصب مدير المناهج لأنه وقف ضد الدين ولو فعل ذلك لتمت مقاضاته وجرجرته من قِبل تجار الدين وأعداء دولة القانون والنظام والعدالة ، سقط القراي لأنه لم يُحسن ضربة البداية في وظيفته وتناول أكثر الموضوعات حساسية ومثيرة للجدل والاختلاف ليتحدث عنها أو يفتي فيها فوقع في المحذور وليس المحظور وتمت محاصرته بإتهامات وتلفيق أحاديث وتأويل كلامه يمنة ويسرة حتى تم إجباره نفسياً على الأقل للإستقالة ، لهذا يجب على وجدي صالح أن يعمل بصورة جادة وواضحة لمحو آثار هذه الزلة اللسانية في اعتقادي بالإعتذار المتواصل في كل منصة يعتليها حتى يقطع الطريق أمام الأسلوب القذر الذي ينتهجه مناوي وأمثاله من المنتفعين بوقف عمل اللجنة ، أما التصريح بأن حديثك قد أخرج من سياقه هذه لا تكفي في مثل هذه العثرات لأنها تظهرك بمظهر الجاني الذي يريد أن يبرر لفعلته وأنت في هذا الموقع الذي لا تحسد عليه ، ولا تنسى أيضاً أن الشعب السوداني فطن ولمُاح ويفرّق تماماً بين المعاني ومقاصدها ويقبل الإعتذار أيضاً طالما شعر بصدق لسان ونقاء سريرة صاحبه .

عبدالماجد موسى/ لندن
٢٠٢١/١٠/٢١

seysaban@yahoo.co.uk

 

آراء