(زهير الاخر) .. من محاليل كور الى أعمدة المرور!! … بقلم: ضياء الدين بلال

 


 

 


diaabilal@hotmail.com

لم أكن أتمنى ان يصل الخلاف بيني والاخ زهير السراج الى ما وصل اليه. ولكن في كثير من الأحيان يصبح الخلاف مناسبة جيدة لتوضيح الحقائق والخروج من باقات المجاملات والنفاق الاجتماعي الذي نمارسه قبل اعتكار المياه.
لا بأس فقد وصل الخلاف بيني والاخ زهير الى حد يستوجب وضع كل النقاط على مجمل الحروف.
 قد يجد البعض أنفسهم بحكم الانتماءات والانحيازات السياسية راغبين في تصديق شخص وتكذيب آخر، بغض النظر عن الحقائق والحيثيات. لكن لابد من مد البصر بعيداً الى منصات التاريخ، فبإمكاننا جميعاً خداع كل الناس لبعض الوقت ولكن إستدامة ذلك الوضع يقع في نطاق المحال، لابد من لحظة تاريخية آجلة أم عاجلة تزال فيها الاقنعة وترفع الأغطية ويفتضح المستور.
مشكلتي مع الاخ زهير- لسوء حظه- أنه وفي مرتين كنت شاهداً على لعبة ظل يلعبها خلف كواليس عموده مناظير. ذلك العمود الذي ينظر به زهير للآخرين ولا يستدير للحظات لينظر به الى ذاته!
مربط الفرس في خلافي مع الاخ زهير ، أنني لم أعد أحتمل  مشاهدة مسرحية الحاوي  التي تابعت عروضها منذ أيام (الرأي العام)، وفرضت علي الظروف مشاهدتها مرة أخرى بصحيفة (السوداني)، الحاوي  الذي يلعب بالقضايا وهموم وأحلام المواطنين الشرفاء، لتحقيق عائد يوضع له على (صحن) المشاهدة !
الاخ زهير يجسد نموذجا سيئا للمعارض السياسي الذي  يحول قضايا وهموم شعبه لمشاريع سلعية ارتجاء الكسب السريع، والمتاجرة بها في أسواق ساس يسوس وفي مزادات المواقف!
 لي حساسية مفرطة من أمثال هؤلاء الذين تجدهم دائماً أعلى صوتاً وأكثر ضجيجاً، وتحت مظلة الضوضاء ينتقلون من مائدة لأخرى دون ان يضطروا لغسل أياديهم، بين المائدة وتلك. ولكن لان الجرائم لا تكون كاملة كذلك الموائد لا تكون سالمة بلا آثار على الملابس أو الشوارب، فعادة ما تنسرب من بين الاصابع نقاط فاضحة تدل على الطعام!
طوال كتاباتي الصحفية كنت أتحاشى اللعب على الاجسام رغم نعمة الله  لي في بسطة الجسم وطول اللسان ولكني لم أستطع الصبر على الدور الذي يلعبه زهير خلف كواليس عموده مناظير، حيث كنت شاهداً على الكثير من تفاصيله المخزية، التي قد أضطر لذكرها بالشهود والأدلة.
انقطعت آخر شعرة لي من الصبر،في زيارة زهير السنوية الاخيرة الى الخرطوم. الخرطوم التي خرج منها على بطاقات اللجوء، ولهذه قصة أخرى قد تكتمل بها الصورة.
 في مكتبي بصحيفة السوداني وخلف باب موارب كان زهير يطالبني بأن أدفع معه طلب زيادة مرتبه، وهو طلب طبيعي جداً ولكن ما جعله مثيرا للغثيان أن زهير يرى في نفسه القلم المعارض الوحيد الذي تتكئ عليه استقلالية الصحيفة بعد انتقالها من مالك لآخر، لذا علينا ان نجزل له العطاء ليظل يلعب هذا الدور، لم يكن يدري زهير أن النقاش كان يدور خلف أذنه، حول الاستغناء عن خدماته، لأنه وبحكم وجوده بكندا أصبح بعيدا عن تفاصيل الاوضاع في السودان وفقد حساسية المتابعة التي تمكنه من الوقوف على تفاصيل الحياة اليومية والتقاط أنفاسها ومعرفة حقيقة (النبق الفارسي) ولهذه قصة أخرى!
 أصدقكم القول كنت على قناعة  أن الاخ زهير في فترة محددة كان من أميز كتاب العمود في الصحافة السودانية، حين كان يطارد المعلومات ويتقصى الحقائق، ولكنه فقد تلك الخصائص حينما فكر في الاستثمار في معاناة الجماهير وقضاياهم، والكتابة  على أنغام عبارات الثناء الثوري .
هناك مقابلة بالغة السخف تمارس في الملعب السياسي السوداني، اذا سيطر حزب على الحكم بسلطته وثروته وضعت الاحزاب المعارضة له قيم الثورية والوطنية في جيبها وتركت للآخرين اتهامات العمالة والارتزاق!
زهير كتب مقالاً مطولاً رداً على مقالي (جامع زهير السراج) رد على أربعمائة كلمة بألف واربعمائة كلمة، كان أغلبها اساءات لي ووصفي بالكذب.. جاء تكذيبه في ثماني نقاط. سأكتفي بالتعليق المختصر وسأحيل المهتمين بنقاط النزاع الى ارشيف الصحف بدار الوثائق ولبعض الشهود الاحياء:
1 – نفى زهير أنه ترك صحيفة (الرأي العام) عام 2006 لاسباب مالية، وقال انه فصل لاسباب مجهولة لم يذكرها له الاستاذ ادريس. حسن رئيس التحرير.
التعليق:
بعض ما قاله زهير صحيح. زهير كان يطالب برفع راتبه بموازاة الاستاذين الكريمين عبد اللطيف البوني وعثمان ميرغني، بحجة ان بريد رسائله أكثر منهما. أعرف تماماً أسباب فصل زهير وقتها ووضع خطاب الفصل في مكتب الاستقبال، أسباب الفصل في عهدة الاستاذين ادريس حسن ومدير التحرير بالانابة وقتها الاستاذ محمد عبد القادر. ولن أذكرها الا اذا أذنا لي بذلك.
2- قال زهير انه لم يكتب او يشن هجوما على (الرأي العام) عندما غادرها..
التعليق:
بامكانكم استطلاع الامر من دار الوثائق، ماذا كتب زهير، وبماذا رد عليه العتباني وقتها في مقاله المطول في الصفحة الثالثة.
3- ينفي زهير وضعه للمال لا المواقف كعامل أساسي في انتقاله من مكان لآخر. قال انه رفض (عرضا يسيل له اللعاب!!!)-على حد وصفه- من أستاذ الاجيال محجوب محمد صالح يدعوه فيه لتقلد منصب نائب  رئيس التحرير!
التعليق:
لا تعليق.
4- قال أنه في رسالته الشخصية لم يطلب مني الانتقال للرأي العام، بعد سوء الاوضاع المالية في السوداني، ووعد بالبحث عن الرسالة التي لم يجدها في ايميله !!
التعليق:
أنا أملك نص الرسالة ،وسأعيد ارسالها له ليقوم هو بتعميمها للفائدة.
5- قال ان راتبه لم يزد ولم ينقص بانتقال الصحيفة لمالك جديد.
تعليق:
الاخ زهير قبل بالتنازل عن أسهمه بالصحيفة مقابل تثبيت المرتب والاحتفاظ له بموقعه أعلى الصفحة في الجانب الشمال، يوجد عقد يوثق ذلك الاتفاق.
6- قال ان علاقته بالصحيفة لم تكن سمناً على عسل، وأنني في خمسة أشهر حجبت له خمسة أعمدة.
تعليق:
اذا كان ما قال صحيحاً، لماذا لم يقرر مغادرة الصحيفة التي تكتم على انفاسه وتمنعه من ممارسة النضال عبر العمود، ولا ينتظر قرار الفصل..طيب سؤال بريء جداً، أين يكتب الاستاذ الطاهر ساتي مقالاته عن الفساد ومن أي منبر يلهب حسن اسماعيل وبابكر فيصل ومحمد عثمان ابراهيم ومعتصم حاكم والمحامي نبيل أديب وغيرهم  ظهر الحكومة بالسياط، أليس على صفحات السوداني؟!!
7-  قال انه فهم من قرار الاستغناء عدم رضاء الصحيفة عن كتاباته الناقدة للحكومة.
التعليق:
العودة للتعليق السابق.
8- ختم الاخ زهير خطابه بتهديد، وقال أنه سيرغمني على تنزيل الرد رغم أنفي عبر القضاء، وسيترك قراءه من الذين يثقون في كتاباته ونضاله يرجموني بالحجارة في المواقع الاسفيرية!!

التعليق:
ها أنا قمت بنشر ردك لا خوفاً من القضاء ولا لأنه يوفر أفضل فرصة للرد عليك ولكن لأن المهنية الصحفية تقتضي ذلك. أما عن حجارة قرائك الكرام أجزم سيأتي يوم ما، يعرفون فيه على من يجب ان تقذف الحجارة!!
ملحوظة:
كما التجأ الاخ زهير بعد اغتيال الراحل محمد طه محمد أحمد الى كندا حفاظاً على حياته وهو يمتطي رسالة تهديد هاتفية – ثبت أنها كاذبة- ها هو يفعل ذات الشئ وهو يلتجئ لمنبر سودانيز اون لاين بحجة أنني ارسلت له رسالة تهديد بكشف الوجه الاخر لزهير (محاليل كور وأعمدة المرور)، وزهير لانه يعرف خطورة هذه الملفات سارع بذكرها لابطال مفعولها ، وليقوم عبر ذلك باستدراجي لمكان يفترض فيه أنه يمثل قندهاره الحمائية، والرجل لا يعلم إن من بين هؤلاء رجالاً ونساءً يكتشفون حقائق الرجال عبر الروائح التي تهرب عبر مسام مواقفهم.
diaa Bilal [diaabilal@hotmail.com]
 

 

آراء