زيارة البشير لجنوب أفريقيا – نحو معرفة وعلاقات حقيقية

 


 

 


مقدمة عن الاعلام في جنوب افريقية :
اولا الاعلام بما فيه أغلب الصحف وكثير ممدن القنوات التلفزيونية لا تملك من الدولة وربما تدار جزئيا بالشراكة مع اصحابها من الشركات الخاصة .

بالتالي  فالصحف والقنوات التلفزيونية مستقلة تماماً ، بحرية كاملة ، وهي تبث بدون وجل او خوف او مجاملة للدولة ، بالتالي فمعلوماتها جريئة وربما لا تعكس رؤية وأهداف الدولة ، أو خطها العام .

أمامي كمثال الآن الصحف الجنوب افريقية التالية :-
١- the Star
ومناشيتها الرسمي عن زيارة البشير يتخلص في الأتي :-

" مطلوب القبض عليه " بخط عريض
البشير المطالب بمحكمة الجنايات الدولية ICC يقبضه يمكن أن يغادر جنوب أفريقيا والإتحاد الأفريقي لا يبالي

تحت صورة كبيرة للبشير
مدان بجرائم حرب : في القمة في ساندتون ، ومحكمة أولية تصدر قرار مبدئي من منعه من السفر من جنوب افريقيا الاتحاد الأ فريقي يعلن بصورة واضحة أنه لن يحترم قرارات المحكمة الدولية في أفريقيا وسيعتمد تماماً في قضاياه المستقبلية على محكمة العدل الأفريقية ،

زيارة البشير رغم مطالبة المحكمة الدولية للجنايات عبر الاتحاد الأفريقي كشف عن حقيقة أن الإتحاد الأفريقي يعتبر محكمة الجنايات الدولية لا علاقة لها بالموضوع وهي بعيدة عن الأحداث.

وهنا أيضاً لا تعاقب الدولة الصحف عن آرائها ولا تغلق مكاتبها فهنا حرية كاملة للفرد وللاعلام والمعارضة وخلافه بيد ان البلد تطبق الديمقراطية والحريات متاحة بصورة ممتازة .

من الإذاعة والتلفزيون الجنوب أفريقي

المحكمة المبدئية في بريتوريا ( تبعد عن مكتبي خمسين متر )، ستناقش قرار حجز البشير عند الساعة الحادية عشر صباحا .

مراكز الدراسات الأمنية وخلافهم :
هناك معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا ( خاص)، وهو قد وافق  بعض الباحثين أن   (هيئة  النيابة العامة الجنوب أفريقية ) وعبر وحدة الدعاوى التابعة لها سوف تقدم عريضة لأمر محكمة يمكن من خلاله إجبار البوليس  ان يقبض على البشير في لحظة وصوله أرض جنوب أفريقيا ( هذا الخبر قبل وصول البشير) .

معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا  له علاقة كبيرة جداً ببعض سودانيي المعارضة السودانية من شتات الخارج ،  خصوصا الجبهة الثورية ومن مآلأها ، وهو مركز يتخذونه  منبرا ضد السودان ،  وقد حضرنا فيه عدة لقاءات عقدها ممثلو الجبهة الثورية السودانية ، مع أفراد لهم علاقات بقضايا دارفور ، وخلافها ، عليه ربما يكون وراء هذه الشائعات وتحريك ملف الجنائية الدولية من خلال مثل هذا الملف من محكمة او حزب ضد الدولة  ،  الجدير بالذكر أن الجبهة الثورية وقبلها الحركة الشعبية اعتبارا من اوائل الثمانينات أيام جون قرنق ، لها حراك سياسي محموم مع بعض الجهات الجنوب أفريقية والمراكز السياسية ( الخاصة )، وتخاطب جنوب افريقيا وأفريقية ،  عبر هذه المراكز وخلافها ، وذلك اعتبارا من فصل جنوبه وبداية الدور في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، علما بأن قادة الجبهة الثورية الأساسيين لهم زيارات مكوكية مستمرة لجنوب افريقيا ولهم علاقات شخصية مع بعض الشخصيات النافذة هنا وهنا .

لكن جنوب أفريقيا الرسيمة وعلى قمتها تعي كل هذه التحركات  وتبذل كل هذه الحريات ، ولكنها ترصدها  بحيث لا تؤثر في قراراتها العليا ، الرشيدة العادلة الواعية.

يجب أن ننظر لإعلام   جنوب أفريقيا ، ورأي  مدفوع من صحيفة  أو من مركز دراسات أمنية  أو أي مطالبة لقرار من محكمة او ايصال رأي المحكمة الدولية ، على انه امر حريات طبيعي وليس شرطا ان يؤثر على رأي جنوب افريقيا الرسمي ، فهي تعي ان علاقاتها الإقليمية والدولية هي خط أحمر .

 و طبيعة سياسة جنوب أفريقيا الرسمية  مرسوم على ميثاق حرية ودستور ورؤية أن  تكون وسيطا عادلا مسموع الكلمة في أفريقيا وفي العالم حتى تتمكن من الوساطة وبث السلام والأمن الدولي والأفريقي ، وهذا يبدو على علاقاتها حتى بأمريكا ودولة إسرائيل والعرب في نفس الوقت ،  فيمكن أن تتعامل تعاملا وسطا وطيبا وعادلا  مع الحكومة السودانية  أوالمعارضة في نفس الوقت ،  وليس هذا نفاق وهي لا تدس ذلك ولا تستحي منه وتقوله بصوت عالي في كل المنابر ، وهذا أملته أيضا ظروف تاريخية معينة هي دعم حركات النضال والتي كانت من ضمنها جنوب أفريقيا في حربها ضد الأبارتيد ، فهي بالتالي تدعم حركات النضال الأفريقية  ، والعالمية الحالية في كل مكان  ، وعلى حكومة السودان وغيرها ان أرادت التعامل المفيد مع جنوب أفريقيا فعليها أن توصل رسالة الإعلامية والسياسية وتبرز قضاياها ومواقفها بصورة سليمة عبر ممثلين مؤهلين مثل السفير الحالي الدكتور عمر صديق ،  وفريقه ، ومن خلال إعلاميين ونبهاء وطنيين ويعرفون ما هو دور الإعلام ، وعلى السودان أن يدعم سفارته بجنوب أفريقيا دعما يتوازى مع دورها في جنوب افريقيا حتى تؤدي رسالتها بالطريقة المطلوبة باعتبار أن جنوب أفريقيا أهم دولة في افريقيا لها دور سياسي واقتصادي وتنموي وتقني وإستثماري وعلاقات دولية ومواقف واضحة وصادقة وتستحق أيضاً ان نبني معها علاقاتنا الاجتماعية عبر منظمات المجتمع  بصورة فعالة ، وعلاقاتنا الاقتصادية  والتجارية و الاستثمارية بصورة  متينة بشراكة استراتيجية  (مثلثية ) tripartite strategic partnership  بين السودان  كدولة استثمار ، والمستثمرين العرب فيه ( رأس المال)، وجنوب أفريقيا (كدولة منتجة ومصدرة بجودة وسمعة عالمية قياسية في منتجاتها) .

يجب أن يكون هناك وعي سياسي وتعامل حقيقي وجاد مع جنوب أفريقيا وخلق علاقات أمتن معها بدلا عن البحث عن علاقات هامشية مع دول أخرى هامشية لا تسمن ولا تغني عن جوع


الرفيع بشير الشفيع
بريتوريا - جنوب أفريقية
٢٩١٥/٦/١٥

rafeibashir@gmail.com
/////////////

 

آراء