زيارة الجنرال (خليفة حفتر) الى تشاد، وقصة سياسية قصيرة بين تشاد وليبيا

 


 

 


     kalyani123@hotmail.fr

كان (حليفة حفتر) عضوا بارزا في كيان "الضباط الوحدويين الأحرار "الذي أسسه القذافي عام 1964م، ووقع (حفتر) في الأسر في تشاد، إثر الحرب التشادية الليبية في مارس1987م، وبقي في السجون التشادية الى ان تحول الى معارض ضد نظام القذافي وفق إملاءات سياسية من الادارة الامريكية التي كانت وقتها معادية للقذافي.. وبعد إطلاق سراحه، انضم عام 1987 إلى"الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا"المعارضة لنظام القذافي في تشاد، ومن ثم تعيينه على رأس قيادة"الجيش الوطني الليبي" المعاض.. وعندما استلم إدريس ديبي السلطة في تشاد، قامت الولايات المتحدة الامريكية بنقل (حفتر) ومجموعته من تشاد إلى زائير، ومنها إلى الولايات المتحدة.. ويشار الى ان(حفتر) يرتبط بالعديد من دوائر السياسة والاستخبارات في العالم الغربي.. وعاد الى ليبيا عقب اندلاع ثورة 17 فبراير 2011م بشهور، وشارك في الثورة في مارس2011م.. واصبح قائداً لـ(جيش الثورة)، الذي أسسه الثوار المتطوعون من الشباب الليبي.. وفي 14 فبراير 2014م، سيطرت قوات كونها حفتر على عدد من المواقع العسكرية الاستراتيجية في ليبيا، وبذلك احس الجنرال بالقوة الدافعة، معلناً "تجميد المؤتمر الوطني وحكومته المؤقتة"، واسس برنامج سياسي نقيضا لها تحت مسمى (خارطة طريق مستقبل ليبيا السياسي).. ولكن ما فتأ حفتر، حتى إصطدمت طموحاته بالعديد من قيادات الثوار، وفي 16 مايو 2014م، اسست قوة عسكرية، أطلق عليها"كرامة ليبيا"ضد مجموعات وصفها بـ"الإرهابية" في بنغازي، وطرابلس، ومصراتة، واشتدت المواجهات المسلحة بين الاطراف المتنازعة مما اعاد الامر ليبيا الى مربع الحرب الاهلية بعد سقوط القذافي بفترة وجيزة، وتلقى الجنرال (حفتر) دعماً سياسياً من مصر، ودول حليجية، إلا ان تقييم الولايات المتحدة لادائه الجديد في الاحداث الليبية، لم يتجاوز (طبرق، وبنغاري)، ووصفته صحيفة امريكية (ان حليفنا حفتر، وفي ظل الازمة الليبية الحالية، ان طموحه مجرد زوبعة في فنجان) في ظل الوضع الليبي التأزم.. ومن جانب آخر، يرى قيادات الثورة الليبية ان (حفتر) يريد اجهاض الثورة الليبية على غرار ما حدث في مصر.. وظل الجنرال (حفتر) مرابطاً في طبرق، وانضم اليه أعضاء من البرلمان الليبي المنحل في طرابلس، وقد الف(الجنرال) كتابا تحت عنوان" (رؤية سياسية لمسار التغيير بالقوة) العسكرية في ليبيا!!.. ويذكر ان الجنرال(حفتر)، قد دخل في خلافات سياسية مع دول الجوار، خاصة دولة مع السودان التي تتهمه بالاستعانة بمرتزقة من دارفور، كانوا على صلة قوية بالنظام في انجمينا.. ولا ندري ان كانت زيارة (حفتر) الى تشاد قد تحقق له شيئاً ما، لا سيما في ظل الازمة القائمة بين طبرق وطرابلس ودول الجوار؟.. ام انه، يحاول المناورة السياسية مع الرئيس التشادي ادريس دبي، الذي هو الآخر، يواجه تمرداً مسلحاً، إنطلاقاً من الحدود التشادية-الليبية، تلك الحدود التي كان فيها (حفتر) يقاتل الجيش التشادي الى ان تم أسره؟.. ام ان الامر كله، يأتي في سياق (المصائب تجمع المصابيين دبي-حفتر) لمواجهة التطورات السياسية في المنطقة، وليس بعيداً من ذلك، القرار الذي فرضه المجتمع الدولي خلال الحوار اللليبي-الليبي في مدينة الحضيرات المغربية، بشأن تشكيل حكومة توافق وطني ليبي، وهو ما ترفضه طبرق، وانجمينا جملة وتفصيلاً؟..

 

آراء