(زينب بدوي) تحاصر الدباب (وضاح خنفر)

 


 

 


awatif124z@gmail.com
ضمن سلسلتي ( خواطر صحفي في المنفى ) يـأتي موضوع اليوم سابقا للحلقة الخامسة لتداعيات وحيثيات زيارة  الثائر (على محمود حسنين) للدوحة .. حيث تعتبر( زينب بدوي ) واحدة من اشرقات السودان في العالم الأوروبي  وهذا ما يدفعني  لمتابعة معظم ما  تقدمه عبر الـ ( بي بي سي) الانكليزية وقد كان آخرتلك البرامج  هارد توك
) الذي كثيرا ما يذكرني بأسطورة الاعلام  الأميركي (لاري كنج) الذي hard talk)
قضى ثلاثة أرباع عمره مقدما لأخطر البرامج الحوارية ( سي ان ان ) في  عصرنا الحديث والذي أوجد منهجا في هذا السياق يسعى الكثيرون في عالم الاعلام اليوم لاتباعه مثل 
60 ستون دقيقة أو ( باريس مباشر) الذي تبثه من فرنسا قناة (فرانس 24). Minutes
وهناك في  عالمنا العربي أيضا من يجهد نفسه للسير في  ذات الاتجاه مثل حسن معوض عبر برنامجه (نقطة نظام ) وتركي الدخيل في ( اضاءات ) وهما  بقناة العربية التي  أوجدها الخليجيون ندا للجزيرة التي يحاول  بعض مذيعيها السير على ذلك النهج أبرزهم فيصل القاسمي في برنامجه التهريجي بامتياز( الاتجاه  المعاكس) وفي فضائياتنا السودانية التعيسة ومذيعيها الأكثر تعاسة هناك من يعتقد أنه من ذلك النوع أيضا مثل  خالد ساتي في ( أجندة ) بفضائية حسين خوجلي ( أمدرمان) ومأمون عثمان في برنامج  ( المسار) بقناة الشروق وهما برنامجان لا تملك وأنت تشاهدهما الا ان تترحم  على أرواح من رحلوا مثل ( محجوب عبدالحفيظ) وتدعو بطول العمر لمن بقي من  مذيعي مابات  يعرف اليوم بـ ( الزمن الجميل) مثل حسن عبد الوهاب وأبناء جيله الأفذاذ ممن تركوا بصمة لن تنمحي من ذاكرة الاعلام السوداني .. وتتملكك الشفقة على خواة الفكر والرؤية والمنهج ممن يطلقون عليهم اليوم لقب
( كبار المذيعين) وأبرزهم بلا منازع  (عمر الجزلي) الذي يعد واحدا ممن يمكن تسميتهم بـ
( شعب  كل حكومة) أو فصيلة  ( دعوني أعيش ) التي عرف بها الكثيرون في بدايات الانقاذ حينما كانت في أوج تخبطها الأرعن وهيجانها الصبياني المحموم في التسعينيات
( بيوت الأشباح والتجنيد الاجباري وقطع الأرزاق وتشريد مئات الآلاف للصالح العام وزيارات كلاب الأمن الاقتحامية عند خيوط الفجر الأولى ) .
عفوا ان تداعت كل هذه  الخواطر دون ارادتي ولكنها بكائيات على وطن أصبح  اليوم مليئا بالكثير من  الغرباء رغم أنهم أهله  ويعيشون على ترابه المدنس بلوثة الانقاذ ومشايعييها وتتنكبهم االمآسي في  دروب حياتهم التعيسة .. لذا ارجو المعذرة .
وبالعودة لما أردت  الكتابة عنه أصلا وهو الزميلة (زينب بدوي) حيث انها في ذلك البرنامج المذكور باذاعة (بي بي سي ) الانكليزية استطاعت  محاصرة (دباب الانقاذ) ورئيس اتحاد الطلبة الاسلاميين بالجامعات السودانية يوما ( وضاح خنفر) مدير عام قناة الجزيرة السابق في حوار كان كله  انكارا  لوقائع ربما يدركها/ يعرفها كل من تابع مسيرة هذه القناة  التي أحدثت انقلابا في الاعلام  العربي  ولكن أي انقلاب ياترى ؟؟ هذا سؤال صعب ومعقد وربما تحتاج  الاجابة عليه لملفات وملفات بعدد ساعات بثها منذ انطلاقتها العام 1996.
تخطفته هذه المذيعة  المتوهجة من خلال أسئلة كطلقات  نارية جعلته متلعثما ومرتبكا وأشبه بفأر اقتحمت  خلوته قطة شرسة .. وفي اجاباته على أسئلتها تلك أنكر( خنفر) :
- أن يكون هناك من يدير الجزيرة من طرف خفي .
- أن تكون لها  أي علاقة بأجهزة الاسخبارات الأميركية ( سي آي ايه).
- أن تقوم توجهاتها على ما تريده الحكومة القطرية .
- أنها قناة حرة تماما لا يتدخل في منهجها  كائن  من  كان .
- أن لها ميزانية  مهولة مجهولة المصدر .
- أن شبهات لا تحصى تحوم  حولها .
- أن انشاءها لم يكن الا  رغبة في أن تكون  منبرا لأجندة معلومة وقتها على رأسها محاربة السعودية والتي  كانت على خلافات حادة مع الدوحة آنذاك مدعيا أن الجزيرة  كانت تحقيقا لرغبة في اعلام عربي خالص يكون  منافسا بل مرجعا لنظيره  الغربي .
وهي اجابات / انكارات تعكس عمق وجرأةأنت الأسئلة  ..  ولكم – ياسادتي - أن تتخيلوها .
هذا باختصار شديد كان خلاصة حوار ( زينب بدوي ) المتمكن / الحاد مع ( خنفر) الذي انتقل فجأة من  مراسل الى مدير عام  لقناة الجزيرة ولمدة 15  عاما متتالية .. وهذا في حد ذاته  مصدر تساؤلات قد لا يعرف الاجابة  الشافية عليها الا هذا الفتى  الفلسطيني  الذي قفز بالزانة دون مقدمات معلومة .
فالتحية مذهبة  لمذيعتنا المدرسة  ( زينب بدوي) وهي تحفراسم  السودان في  سجلات  أكبر مؤسسة  اعلامية في أوروبا ( بي بي سي ) .
وأخيرا :
بحبك انتي يا بلدي
مرافي صباي .. معاني غناي
وفي بعدي وحنيــــــن منـــفاي
بقيت الليلة زي  مجنون
ساهي هناك وماشي وجـــــاي
مسافر في المدى المجهول
حال مطر الخريف بـــــــكاي
لا  ضاقن  عيوني النوم
ولا ارتاحت معـاي خطــــاي
افتش في خيالك  وين
اتاريك  ساكنة في  جـــــواي .





 

آراء