سبهللية وخفة وغشامة في ادارة الدولة
حيدر المكاشفي
11 May, 2022
11 May, 2022
بشفافية -
اضطرت السفارة السعودية بالخرطوم لاصدار بيان نفت فيه علاقة بلادها بمن زعمت أجهزة الاعلام السودانية الرسمية أنهم مسؤولين سعوديين في زيارة رسمية للبلاد، وذكرت السفارة في بيانها أن الأشخاص الذين التقوا المسؤولين في الخرطوم وعقدوا معهم عدة لقاءات، يحملون الجنسية السودانية وليسوا سعوديين ولا يمثلان المملكة بأي صفة، وحذرت السفارة من التعامل مع منتحلي جنسية بلادها والدخول معهما في أية تعاملات أو اتفاقات، وشددت على ضرورة وأهمية الرجوع اليها في مثل هذه الحالات، وكانت وسائل الإعلام الحكومية قد نقلت اللقاءات التي جرت بين المحتالين بوصفهما مسؤولين سعوديين وبعض كبار المسؤولين في حكومة الانقلاب، وأن تلك اللقاءات تداولت حول المجالات الاقتصادية والاستثمارية والمساعدات الانسانية، وادعت أنهما يحملان درجة الدكتوراة ويعمل أحدهما مستشارا لامام الحرم المكي ويرأس مجلس إدارة وقف زمزم بتركيا، كما أبرزت بالصورة والصوت مظاهر الحفاوة والترحيب التي لقيها هذين المحتالين من كبار المسؤولين الانقلابيين في مجلسي السيادة والوزراء..
انها والله فضيحة مجلجلة تكشف مدى البؤس والسبهللية التي تدار بها الدولة بعد الانقلاب، وتفضح مستوى الغشامة والكبكبة للانقلابيين واندلاقهم في كل من يحسبونه معينا لهم، فيتكالبون عليه بلا تدبر أو تمحيص، فعلى خلاف القول المأثور (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) فقد لدغت بلادنا كثيرا خلال العهد البائد من بعض الدجالين والمحتالين والمراوغين من الرجال والنساء، وها هم المحتالين والدجالين بعد الانقلاب يجدون فيها مجالا وبراحا ومتسعا فيدخلونها بكل بساطة ويحاولون أن يعيثوا فيها بكل (انبساطة) لولا يقظة ونباهة وانتباهة سفارة المملكة، مستغلين غفلة وغشامة رسمييها وتراخي اجهزتها الامنية التي لا تفلح الا في قمع وقتل ودهس المحتجين السلميين..
وتعيد هذه الفضيحة الانقلابية سيرة القصص المخجلة والمضحكة التي ابتلينا بها خلال العهد المباد، وهاهي تتجدد مع الانقلاب، فغير حشود المشعوذين والمستهبلين من دول غرب افريقيا وغيرها الذين اوقعوا كثيرا من الضحايا الذين اوهموهم بمضاعفة المال او اخافوهم بـ (شيل العدة)، وغير أولئك الذين أقاموا عيادات شاملة لمعالجة شتى الامراض من الجنون والى البهق، لن ننسى قصة تلك الملكة المزيفة التي دخلت البلاد تسبقها كل أبهة الملوك مدعية بكل بساطة أنها حفيدة ملوك كوش هاجر أجدادها من أرض النوبة الى مملكة ترينداد وتوباكو قبل نحو قرن وبهذه الخدعة البسيطة التي انطلت على رسميين ورأسماليين قضت المدعوة (شيبا ديبرا) أياما ملوكية وكانت تستقبل استقبال الملوك أينما حلت، بل كان بعض الولاة يسارع إلى ملاقاتها على مشارف ولايته بكل مظاهر الحفاوة والكرم لكسب ود الملكة (المزيفة) التي تملك وتدير منظمة أخرى مزيفة خلعت عليها اسما رنان وطنان هو(منظمة مملكة الشعوب للتنمية والبنى التحتية) ولعل هذا ما أسال (ريالة) بعض الولاة وبعض أصحاب المال فتكالبوا عليها يقبلون يدها ويقدمون لها فروض الولاء والطاعة طمعا في مشروع يصيبونه من مشاريعها الوهمية الضخمة أو دعماً سخيا (ينوبهم) من قناطير الذهب المقنطرة التي لا وجود لها إلا في عالم الخديعة الذي رسمته باتقان، فبالغوا في اكرام وفادتها وأغرقوها بالهدايا الثمينة وأقيمت لها الاحتفالات والحفلات حتى أوشكت أن توقع البلاد في حبائلها تماما لولا يقظة متأخرة كشفت زيفها وعرت حقيقتها.. أما حكاية الحسناء إليسا بلاسكو التي خدعت المخلوع بأن اللاعب الضجة ميسي قرر اهداءه قميصه فصدقها بكل غشامة، بل التقط معها صورة قاسمها فيها عرض القميص على الملأ بابتسامة عريضة فتلك حكاية تضحك الغنماية، لقد كان وما يزال للأسف التعامل مع زوار البلاد يتم ببساطة متناهية تصل درجة التفريط خاصةً مع الحسناوات اللائي زرن البلاد وتجولن فيها بصفة رسمية أو غير رسمية، وما أشبه بارحة انقلاب يونيو 1989بليلة انقلاب أكتوبر 2021..
الجريدة
اضطرت السفارة السعودية بالخرطوم لاصدار بيان نفت فيه علاقة بلادها بمن زعمت أجهزة الاعلام السودانية الرسمية أنهم مسؤولين سعوديين في زيارة رسمية للبلاد، وذكرت السفارة في بيانها أن الأشخاص الذين التقوا المسؤولين في الخرطوم وعقدوا معهم عدة لقاءات، يحملون الجنسية السودانية وليسوا سعوديين ولا يمثلان المملكة بأي صفة، وحذرت السفارة من التعامل مع منتحلي جنسية بلادها والدخول معهما في أية تعاملات أو اتفاقات، وشددت على ضرورة وأهمية الرجوع اليها في مثل هذه الحالات، وكانت وسائل الإعلام الحكومية قد نقلت اللقاءات التي جرت بين المحتالين بوصفهما مسؤولين سعوديين وبعض كبار المسؤولين في حكومة الانقلاب، وأن تلك اللقاءات تداولت حول المجالات الاقتصادية والاستثمارية والمساعدات الانسانية، وادعت أنهما يحملان درجة الدكتوراة ويعمل أحدهما مستشارا لامام الحرم المكي ويرأس مجلس إدارة وقف زمزم بتركيا، كما أبرزت بالصورة والصوت مظاهر الحفاوة والترحيب التي لقيها هذين المحتالين من كبار المسؤولين الانقلابيين في مجلسي السيادة والوزراء..
انها والله فضيحة مجلجلة تكشف مدى البؤس والسبهللية التي تدار بها الدولة بعد الانقلاب، وتفضح مستوى الغشامة والكبكبة للانقلابيين واندلاقهم في كل من يحسبونه معينا لهم، فيتكالبون عليه بلا تدبر أو تمحيص، فعلى خلاف القول المأثور (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) فقد لدغت بلادنا كثيرا خلال العهد البائد من بعض الدجالين والمحتالين والمراوغين من الرجال والنساء، وها هم المحتالين والدجالين بعد الانقلاب يجدون فيها مجالا وبراحا ومتسعا فيدخلونها بكل بساطة ويحاولون أن يعيثوا فيها بكل (انبساطة) لولا يقظة ونباهة وانتباهة سفارة المملكة، مستغلين غفلة وغشامة رسمييها وتراخي اجهزتها الامنية التي لا تفلح الا في قمع وقتل ودهس المحتجين السلميين..
وتعيد هذه الفضيحة الانقلابية سيرة القصص المخجلة والمضحكة التي ابتلينا بها خلال العهد المباد، وهاهي تتجدد مع الانقلاب، فغير حشود المشعوذين والمستهبلين من دول غرب افريقيا وغيرها الذين اوقعوا كثيرا من الضحايا الذين اوهموهم بمضاعفة المال او اخافوهم بـ (شيل العدة)، وغير أولئك الذين أقاموا عيادات شاملة لمعالجة شتى الامراض من الجنون والى البهق، لن ننسى قصة تلك الملكة المزيفة التي دخلت البلاد تسبقها كل أبهة الملوك مدعية بكل بساطة أنها حفيدة ملوك كوش هاجر أجدادها من أرض النوبة الى مملكة ترينداد وتوباكو قبل نحو قرن وبهذه الخدعة البسيطة التي انطلت على رسميين ورأسماليين قضت المدعوة (شيبا ديبرا) أياما ملوكية وكانت تستقبل استقبال الملوك أينما حلت، بل كان بعض الولاة يسارع إلى ملاقاتها على مشارف ولايته بكل مظاهر الحفاوة والكرم لكسب ود الملكة (المزيفة) التي تملك وتدير منظمة أخرى مزيفة خلعت عليها اسما رنان وطنان هو(منظمة مملكة الشعوب للتنمية والبنى التحتية) ولعل هذا ما أسال (ريالة) بعض الولاة وبعض أصحاب المال فتكالبوا عليها يقبلون يدها ويقدمون لها فروض الولاء والطاعة طمعا في مشروع يصيبونه من مشاريعها الوهمية الضخمة أو دعماً سخيا (ينوبهم) من قناطير الذهب المقنطرة التي لا وجود لها إلا في عالم الخديعة الذي رسمته باتقان، فبالغوا في اكرام وفادتها وأغرقوها بالهدايا الثمينة وأقيمت لها الاحتفالات والحفلات حتى أوشكت أن توقع البلاد في حبائلها تماما لولا يقظة متأخرة كشفت زيفها وعرت حقيقتها.. أما حكاية الحسناء إليسا بلاسكو التي خدعت المخلوع بأن اللاعب الضجة ميسي قرر اهداءه قميصه فصدقها بكل غشامة، بل التقط معها صورة قاسمها فيها عرض القميص على الملأ بابتسامة عريضة فتلك حكاية تضحك الغنماية، لقد كان وما يزال للأسف التعامل مع زوار البلاد يتم ببساطة متناهية تصل درجة التفريط خاصةً مع الحسناوات اللائي زرن البلاد وتجولن فيها بصفة رسمية أو غير رسمية، وما أشبه بارحة انقلاب يونيو 1989بليلة انقلاب أكتوبر 2021..
الجريدة