ستة أبريل … بقلم: خضرعطا المنان
Khidir2008@hotmai.com
الأربعاء السادس من ابريل المجيد .. وهو يوم له صداه دون شك .. ولكنه يأتي هذه الأيام و(قضمة) عزيزة من وطننا المنكوب قد أكلتها المشاكسات بين شريكي الحكم وتركت وراءها جرحا نازفا سيكون سبة في تاريخ الانقاذ والتي لا يزال قادتها ينعقون في خراب الوطن بأنهم ليسوا نادمين على ما فعلوا ازاء تجزئة الوطن وانهم لم يتركوا لبقائه موحدا من سبيل .. لكنهم انما يحترمون ارادة شعب الجنوب .. كل ذلك بعد ان صدعوا رؤوسنا خلال سنوات الفترة الانتقالية او ما يعرف بمدة اتفاقية السلام الشامل بضرورة جعل الوحدة جاذبة. يقولون عنها ( اتفاقية السلام الشامل ) ولا أدري عن أي (شمولية) يتحدثون هنا .. فلاتزال عشرات العقبات التي تجاهلتها تلك الاتفاقية التي لم تحسم القضية كاملة في علاقة الشمال بالجنوب .. وتمثل (أبيي) أخطرها فضلا عن مسالة الحدود والجنسية والمستقبل الذي سيكون عليه شكل تلك العلاقات على مختلف الأصعدة لا سيما وان الانقاذ كانت تخطط للاستفراد بالشمال لتطبيق ما بات يعرف بت(رؤيتها) وهي رؤية تقوم على تطبيق الشريعة الاسلامية في بلد متعدد الاعراق والديانات والملل والثقافات .. بلد عاشت أمته مئات السنين في وئام وسلام دون الحاجة لمبعوث الهي يأتي لأسلمة الناس رغما عنهم وتطبيق شرع الله فيهم حتى لو كانوا ممن لا دين لهم !!!.
ذكرى السادس من ابريل تمر علينا هذه المرة والسودان مطارد من كل جهة والمؤامرات تحاك ضده من كل حدب وصوب !!!.. او هكذا يعيش الانقاذيون وهما كبيرا منذ اكثر من عشرين عاما أو يزيد .
ولكن حتى اللحظة لم يخرج علينا انقاذي واحد ليوضح لنا لماذا السودان دون غيره من سائر لاد هذا العالم الفسيح ؟؟.. ومن وضع هذا البلد العظيم وشعبه الكريم في دوامة تلك المشكلات والمؤامرات التي ما انفك النظام يرددها ليل نهار دون ان يقول لشعبه ما هو المخرج وحتى متى نكون هدفا لمثل تلك ( الخساسات الامبريالية !!!) .
السادس من أبريل اليوم ضاع في أضابير الخلافات السياسية وبين دهاليز من لا يؤتمنوا على هذا الوطن الذي خرج منه الامان من الشباك ليدخل من بابه التشرذم والمماحكات والتسويف والمشاكسات بدلا من الجلوس أرضا والتسليم بالواقع الذي يقول بانه لابد من حل جذري ياتي من أهل البلد أنفسهم دون سواهم على أن يكون النظام واعيا لحجم المخاطر التي يمثلها انفراده بالسلطة وفرض رؤيته على الآخرين دون ادني اعتبارات وطنية أو اخلاقية أو سياسية أو خلافها .
رد الله غربة السادس من ابريل واعاده سالما ليصافح قريبا انتفاضة شباب لا ولاء له الا للسودان .. والسودان وحده دون سواه بعيدا عن شرنقة الأحزاب وديناصوراتها التي فقدت شرعيتها الشعبية بعد أن فشلت في ضخ دماء جديدة في جسد أحزابها المهترئة أصلا والقائمة على العائلة والعشيرة والولاء الأعمى !!!.
ولك الله يا وطني