سحب الحزام من البنطال!
ضياء الدين بلال
30 April, 2013
30 April, 2013
diaabilalr@gmail.com
للأسف كل ما يرغب في تحقيقه قطاع الشمال من الهجوم على أم روابة ربما يتحقق كما هو مخطط له.
أسوأ شيء أن يستطيع الخصم تحديد ردود أفعالك تجاهه، أو أن يكون على علم مسبق بها.
مع تطور تحديات حرب العصابات واختلاف أنماطها من الطبيعي أن تتطور وتتغير التكتيكات المضادة لها.
ستكون في أفضل موقع للعدو إذا ظللت حبيس تصوراتك القديمة وردود أفعالك النمطية.
في كتابه (فن الحرب) يقول صن تزو خبير الحروب الصيني "تحدد المياه مسارها وفقاً لطبيعة الأرض التي تنساب فوقها، والجندي يعمد إلى توفير أسباب النصر وفقاً للعدو الذي يواجهه".
في مقدمة رسائل الهجوم على أم روابة، إشاعة حال من الترقب والقلق في كل المناطق القريبة من المدينة لتمتد إلى داخل الخرطوم، وذلك على طريقة سهر الدجاج ولا نومه.
الحرب حالة نفسية ومعنوية أكثر من كونها التحامات عسكرية تتم على الأرض!
الاعتداء على أم روابة يراد منه استنزاف القوات المسلحة بفتح انتشارها على مساحة واسعة لاضعاف قدراتها القتالية بتشتيت مجهودها الحربي.
بغباء ظن البعض أن الهدف القادم سيكون مدينة أخرى قريبة من أم روابة، وانطلقت الشائعات مروجة لاحتمال الهجوم على الأبيض!
الهدف القادم من المرجح أن يكون في منطقة بعيدة عن المناطق التي تكاثف فيها الوجود العسكري، الحركات المسلحة تتجنب الاصطدام المباشر مع الجيش، بأسلوب مراوغات الفار جيري مع القط توم.
ما يسمى بالجبهة الثورية تتحرك عسكرياً وفقاً لأجندتها السياسية، وكما حضر عرمان للتفاوض بأديس بممثلين من كل أنحاء السودان، ليعطي مبرراً لطلبه بإخراج التفاوض من المنطقتين لمناقشة كل القضايا القومية، فإنه سيسعى في المقابل لتوسيع نطاق الحرب في مناطق خارج جنوب كردفان والنيل الأزرق ليدعم مطلبه التفاوضي في جولة أديس القادمة.
أكبر كسب يمكن أن يتحقق لمتمردي الجبهة الثورية، إضعاف ثقة المواطنين في قواتهم المسلحة والتشكيك في مصداقية بياناتها العسكرية والسخرية من رموزها.
مع كامل احترامنا وتقديرنا للعقيد/الصوارمي خالد سعد، من المهم أن تكون بيانات الجيش ليست مجهوداً فردياً خاضعاً لتقديرات وصياغة فرد- مهما كانت
كفاءته- وأن تكون تحت إشراف مكتب فني متفرغ لهذه المهمة لتجنب الأخطاء التي تأتي بعكس ما يراد.
تأخر والي شمال كردفان ميرغني حسين زاكي الدين في الوصل لمكان الحدث .
كان سيجد الوالي الاحترام والتقدير إذا وصل لأم روابة بعد ساعات قلائل من الهجوم، لا بعد 24 ساعة من انقشاع غبار المعركة.
لم يكن التليفزيون القومي موفقاً في استدعاء أغاني وطنية من الإرشيف تثير العطاس و تعطي انطباع المرثيات أكثر من إذكاء الحماس.
الحقيقة التي يجب مواجهتها بثبات وقوة: (مهما كانت مقدرات الجيش لن يستطيع حماية كل المدن والمناطق السكانية إذا لم تتوفرأفكار ومجهودات سياسية تقلل من حالة الاستقطاب القائمة، وتبطل مبررات ودعاوى حمل السلاح ضد الدولة)!
الحفاظ على هيبة الدولة يتم بالسياسات المبدعة والذكية وصناعة المبادرات لا بآليات القوة وحدها!
السياسات الخاطئة والأفعال الطائشة والغرور الزائف يسقط الحكومات في نظر الشعوب قبل أن تسقط من كراسيها بفعل دأبة الأرض!
مع اختلاف الأحداث وإحداثيات الأمكنة في أم روابة وأم دوم والعبيدية، كل ما يحدث محاولة لسحب الحزام من البنطال