سدود الشمال.. من أين تؤكل الكتف؟ (4-5)

 


 

 


 manasathuraa@gmail.com

منصات حرة
         .. بعد أن اصطدمت قضية الكهرباء في المنطقة بقرارات مركزية تتحدث عن عدم توصيل كهرباء المنطقة وعدم وضعها في ميزانية الدولة، باعتبارها منطقة مستهدفة بالإغراق وأهلها سيتم تهجيرهم لغرض بناء السدود، وهنا قد يسأل سائل لماذا إذا اهتمت الحكومة بتوصيل كهرباء بعض القرى؟ والسبب ببساطة كان لإمتصاص الغضب الشعبي، وعدم تصعيد القضية وعدم إثارة المزيد من البلبلة، وكل الذي تم تم بجهد أهلي وذاتي لا علاقة له بميزانية الدولة القومية، وعندما تم فتح موضوع السدود في حكومة الولاية الشمالية، إتضح بأن المرحلة لا تستحمل أي تصعيد شعبي، وحينها صرح معتمد وادي حلفا السابق بأنه مع أهله اذا قالوا لا للسدود فهو سيقول معهم لا واذا قالوا نعم فهو معهم نعم، وكان هذا هو السبب المباشر لإقالته وإستبداله بمعتمد جديد لا يقول لا ولا يصرح في مسالة السدود الى أن تمر المرحلة بسلام..!!


    .. بعدها انتقلت الحكومة الى الخطة الثانية، وهي الالتحام بالجماهير واعلان رفض السدود جنباً الى جنب مع المواطنين، فهم يعرفون بأن معظم قيادات المناهضة محسوبة على المعارضة، وعندما جاء موعد التمويل السعودي، ظهر إجماع كامل في المنطقة ضد السدود، وكل الذين كانوا يؤيدون السدود ويروجون للتنمية والفائدة العظمى منها، انقلبوا ضدها، وانضموا الى خندق الرفض، ولكن هو رفض تكتيكي ومرحلي، والغرض منه كسب ثقة المواطنين وصناعة قيادات قاعدية وسحب البساط من تحت القيادات الحالية والمعروفة في أدبيات الحكومة بالقيادات الشيوعية، مع عدم الترويج لأية إستقالات لا فردية ولا جماعية من المؤتمر الوطني بسبب السدود.. وبعد أن يتمكنوا من كل مفاصل المناهضة، تبدأ رحلة التنازل وعرض الخيارات، وإستخدام سياسة العصا والجذرة، وفتح باب التعويضات واماكن التهجير.. الخ من قضايا مرحلة مابعد بناء السدود..!!


    .. وبذات الخصوص، إنعقد إجتماع ضم  البشير وقيادات المؤتمر الوطني على هامش مهرجان البركل السياحي بمحلية مروي، وكان البشير يتحدث، عن ماهية الرفض الشعبي الحالي، بعد أن كان بناء السدود (مطلب شعبي في المنطقة).. وأشار هنا بوضوح لقرى شمال كجبار، المعروفة بعدم مناهضتها لسد كجبار بإستثناء بعض الناشطين، ونجحت الحكومة في ترسيخ هذه الفكرة بين أهالي  تلك المناطق، وكانت كل التقارير المطالبة بالسد بامضاءات من أهالي شمال كجبار، والحقيقة طبعاً هي أن السد لا يفرق بين شماله وجنوبه، جميعهم سيطالهم التهجير وجميعهم سيطالهم الإغراق فجميع قرى شمال كجبار ستغرق بمياه سد دال وهكذا.. وهنا أضاف البشير بكل وضوح بأن في حالة إستمرار الرفض سيفقد السودان أحقية بناء هذه السدود وستقف لهم مصر بالمرصاد وقال (ماحنقدر وقتها نخت طوبة واحدة) في تلويح واضح بكرت التخويف، وبأن المنطقة ستفقد أهم فرصة للتنمية، وهنا دائما تتجاهل الحكومة عن عمد حقيقة أن تكون هناك تنمية بعد تهجير الأهالي، فعن أية تنمية كان يشير البشير، فالسد اساساً في صالح مصر اليوم وغداً وبعد غد.. ويبقى السؤال ماذا قالوا بعدها عن مسير منطقة عبري الرافضة للسد.. وكيف خططوا لزرع الفتنة بين أهالي دال وكجبار ولجان المناهضة.. يتبع.. ودمتم بود


    الجريدة

 

آراء